بفضله وهو العزيز الذي لا يغالبه احد الحكيم في خلقه ولذلك هذه الاية تحثنا على تعلم لغات اللغات لاجل تبليغ رسالات الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الخامسة والخمسون بعد المائتين مع سورة ابراهيم نسأل الله ان يبارك لنا ولكم اجمعين قال الاخوة في مركز تفسير من مقاصد السورة اثبات قيام الرسل بالبيان والبلاغ وتهديد المعرضين عن اتباعهم بالعذاب طبعا هذا مقصد لكن المقصد الاكبر في السورة التذكير بنعم الله وتحريضهم على شكرها وآآ تحذيرهم من جحودها اذا التذكير بنعم الله وتحريضهم على شكرها وتحريرهم من جحودها وكفرها كما سيأتي بمشيئة الله تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد اي وما ارسلنا رسولا الى امة من الامم الا بلغة قومه الذين ارسلناه اليهم ليفهمهم وليوضح لهم امر الدين من يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء. المهم اننا نقيم الحجة على العباد الف لام راء تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة باعتبار ان هذه الاحرف هي انتصار للقرآن واقامة التحدي لاجل الايمان بالقرآن هذا القرآن كتاب انزلناه اليك ايها الرسول لتخرج الناس من الكفر والجهل والضلال الى الايمان والعلم والهداية بارادة الله تعالى ومعونته الى دين الاسلام الذي هو طريق الله العزيز الذي لا يغالبه احد المحمود في كل شيء اذا هذه السورة من السور المبدؤة بالاحرف المقطعة والاحرف المقطعة انتصار للقرآن الكريم. بسم الله الحمد لله ونحن مأمورون بتبليغ القرآن وبتبليغ رسالاتها وببيان ان القرآن من عند الله تعالى وعلينا ان نثبت هذا للناس وان نجتهد بكل طريقة نستطيع ايصال هذا المعنى لهم كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم. هنا لتعلم عظمة القرآن وتفسير الاية اي هذا القرآن كتاب عظيم انزلناه اليك يا محمد لتخرج به الناس عربهم واعجمهم من ظلمات الكفر والجهل والمعاصي الى نور الايمان والعلم والطاعة وذلك بارادة الله تعالى وتوفيقه لهم فهو الهادي لمن قدر له الهداية على يدي رسوله المبعوث عن امره سبحانه اذا على الانسان ان يعمل بالدعوة الى الله تعالى لاجل اخراج الناس من الظلمات الى النور ظلمات الجهل والكفر الى نور الايمان وتأمل هذا الصراط الذي تدعو له. قال الى صراط العزيز الحميد. اي لتخرج الناس من الظلمات الى النور الذي هو طريق الحق الباطل عن مستقيم الذي نصبه الله لعباده وجعله موصلا الى العزيز الذي لا يمانع ولا يغالب المستحق وحده لكمال الحمد في جميع اقواله وافعاله وشرعه وقدره اذا انت تدعو يا اخي الكريم الى صراط العزيز الحميد. فلا تقصر في الدعوة الى الله ابدا ثم بين ربنا قال الله الذي له ما في السماوات وما في الارض وويل للكافرين من عذاب شديد الله الذي وحده مالك ما في السماوات الله الذي له وحده ملك ما في السماوات وله وحده ملك ما في الارض فهو المستحق ان يعبد وحده ولا يشرك به شيء من خلقه وسينال الذين كفروا وسينال الذين كفروا عذاب قوي وتأمل ان اسم الجلالة قد جاء هنا على حسب ما قبله الى صراط العزيز الحميد الله الذي له اي انزلنا اليك القرآن لتدعو الناس الى سلوك صراط العزيز الحميد. الله المستحق للعبادة وحده. الذي من صفته انه يملك جميع ما في وجميع ما في الارض وما بينهما والخلق كلهم ملكه وعبيده قال وويل للكافرين من عذاب شديد. اي هلاك وشدة لمن كفر بالله تعالى ولمن كفر برسوله عذاب شديد ينالهم في الاخرة ثم قال الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد الذين كفروا يؤثرون الحياة الدنيا وما فيها من نعيم زائل على الاخرة وما فيها من نعيم دائم ويصرفون الناس عن طريق الله ويطلبون لطريقه التشويق التشويه والزيغ عن الحق والميل عن الاستقامة حتى لا احد واولئك المتصفون بتلك الصفات في ضلال بعيد عن الحق والصواب الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة. اي وويل للكافرين الذين يحبون الحياة الدنيا ويختارونها ويؤثرونها على الاخرة. فرضوا واطمئنوا بها وغفلوا عن الاعمال الصالحة. التي تنفعهم بالدار الاخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا اي يصرفون الناس عن دين الله ويريدون ان يكون مائلا عن الحق المستقيم بتحريفه وتبديله وغير ذلك لاجل موافقة اهوائهم وقضاء اغراضهم ومنها تنفير الناس عن طريق الحق. قال اولئك في ضلال بعيد. اي اولئك الكفار الموصوفون بهذه الصفات في ذهاب بعيد عن الحق ولكن انت تجد اصحاب الباطل والعياذ بالله. يدعون الناس الى المعصية والى ان تفرج والمؤمن يؤدي واجبه بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدلالة الى الخير وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم وما بعثنا من رسول الا بعثناه متحدثا بلغة قومه ليسهل عليهم فهم ما جاء به من عند الله. ولم نبعث لاجبارهم على الايمان بالله. فالله يظل من يشاء بعدله ويوفق من يشاء للهداية اي بعد البيان واقامة الحجة عليهم يضل الله من يشاء اضلالهم فيخذله عن اتباع الحق ويوفق من يشاء هدايته الى الحق فالتوفيق والخذلان بيد الله سبحانه وتعالى قال وهو العزيز الحكيم. اي هو العزيز الذي لا يغلب على مشيئته فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن ومن ذلك مشيئته بالاضلال او الهداية وانفراده بهما وهو الحكيم الذي يظع كل شيء في موضعه اللائق به ومن حكمته انه لا يضع هدايته ولا اضلاله الا بالمحل اللائق. فيظل من يستحق الاضلال ويهدي من هو اهل لذلك ولقد ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله. ان في ذلك لكل صبار شكور ولقد بعثنا موسى وايدناه بالايات الدالة على صدقه وانه مرسل من ربه وامرناه ان يخرج قومه من الكفر والجهل الى الايمان والعلم وامرناه ان يذكرهم بايام الله التي انعم الله عليهم فيها ان في تلك الايام دلالات جريئة على توحيد الله وعظيم قدرته وانعامه على المؤمنين وهذا ما ينتفع به الصابرون على طاعة الله المداومون على شكر نعمه والائه وتأمل اخي الكريم سنة الله سبحانه وتعالى في تأييد من قام بالرسالة. ولقد ارسلنا موسى باياتنا. اي ولقد ارسلنا موسى باياتنا العظيمة الدالة على صدقه وصحة ما جاء به ان اخرج قومك من الظلمات الى النور اي امرنا موسى قائلين له ادعوا قومك بني اسرائيل الى طريق الحق ليخرجوا من ظلمات الكفر والجهل والمعاصي الى نور الايمان والعلم والطاعة وذكرهم بايام الله. ايوة ذكر يا موسى قوما كبني اسرائيل بايام نعم الله واحسانه وبايام نقمه وبطشه وانتقامه وذلك ليشكروا الله ويحذروا عذابه وهذا من الواجب. قال اني فداءك لايات لكل صبار شكور اي ان في التذكير بنعم الله وايامه لدلالات وعبر ومواعظ لكل من كان عظيم الصبر على الطاعة عظيم الصبر عن المعصية عظيم الصبر على والظراء والمقدورات المؤلمة. عظيم الشكر لله على السراء والنعماء فالانسان في حاله لا اما من نعمة فيشكرها واما من غير ذلك فيصبر ويحتسب الاجر من فوائد الايات اولا المقصد من انزال القرآن هو الهداية لاخراج الناس من ظلمات الباطل الى نور الحق ارسال الرسل يكون بلسان اقوامهم ولغتهم لانه ابلغ في الفهم عنهم فيكون ادعى للقبول والامتثال وظيفة الرسل تتلخص في ارشاد الناس وقيادتهم للخروج من الظلمات الى النور وبالامكان ان نضيف ستة فوائد جديدة. اولا طرق الكفر والبدعة كثيرة اما طريق الاستقامة فواحد وهو اتباع كتاب الله فهو اتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثانيا طاعة الله لا ينالها المطيعون الا بانعام من عند الله لذا وجب على العباد الاخلاص والاستعانة بالله ليوفقوا الى طريق الخير ثالثا من سلك صراط الله المستقيم فهو عزيز بعز الله لا يدل ولا يخيب وفي سلوك هذا الطريق الامن والعاقبة الحميدة رابعا الهداية الى الصراط المستقيم. مراد الله من الناس خامسا يعني يشبه الكفر بالظلمات لانه نهاية ما يتحير الانسان فيه عن طريق الهداية لذا تجد الانتحار عند اهل الباطل كثيرا والعياذ بالله سادسا من اعتبر بمواعظ القرآن وجدها يعني بجملتها ترجع الى الصبر والشكر. فنسأل الله ان يجعلنا جميعا من اهل الصبر وان يجعلنا جميعا من اهل الشكر واسأل الله ان يبارك لي ولكم ولامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين في كل زمان ومكان هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته