بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ماذا المختصر في التفسير الصحيفة السادسة والخمسون بعد المائتين مع سورة ابراهيم نسأل الله فضله ورحمته قال الله تعالى واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم واذكر ايها الرسول حين امتثل موسى امر ربه فقال لقومه من بني اسرائيل مذكرا اياهم بنعم الله عليهم يا قومي اذكروا نعمة الله عليكم حين انقذكم من ال فرعون وسلمتم من بأسهم يذيقونكم شر العذاب حتى كانوا يذبحون ابناءكم الذكور حتى لا حتى لا يولد فيكم من يستولي على ملك فرعون ويبقون نسائكم على قيد الحياة لاذلالهن واهانتهن في افعالهم هذه اختبار لكم عظيم على الصبر فكافئكم الله على صبركم على هذا البلاء بانقاذكم من بأس ال فرعون لما تقدم امر الله لموسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بالتذكير بايام الله امتثل امر ربه فذكرهم بما انعم تعالى عليهم من نجاتهم من ال فرعون في ضمنها تعداد شيء مما جرى عليهم من الامور التي كانت شديدة واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون اي واذكر يا محمد قول موسى لقومه بني اسرائيل اذكروا بقلوبكم والسنتكم انعام الله عليكم. حين انجاكم من فرعون وقومه يسومونكم سوء العذاب اي يذيقونكم عذابا سيئا شديدا ويذبحون ابناءكم اي ويذبحون ابناءكم الذكور المولودين ويستحيون نسائكم اي ويتركون اناثكم دون قتل من اجل جعلهن خدما وارقاء وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. اي في عذاب ال فرعون لكم اختبار من الله عظيم وفي ان جاءنا لكم منهم وفي انجائنا لكم منهم نعمة من الله عظيمة ثم قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وقال لهم موسى اذكروا حين اعلمكم ربكم اعلاما بليغا لئن شكرتم الله على ما انعم به عليكم من تلك النعم المذكورة ليزيدنكم عليها من انعامه وفضله ولئن جاهدتم نعمه عليكم ولم تشكروها فان عذابه لشديد لمن يجحد نعمه ولا يشكرها طبعا ابن القيم في كتابه النفيس طريق الهجرتين يقول عليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال الا بطاعة الله فان الله سبحانه قضى ان لا ينال ما عنده الا بطاعته ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد نسأل الله ان يجعلنا واياكم على ما يحبه الله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد لما ذكرهم بنعمة الامن رغبهم فيما يزيدها ورحبهم مما يزيلها فقال واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم اي واذكروا حين اعلمكم ربكم لئن شكرتم الله على نعمه بطاعته في امره ونهيه. ليزيدنكم من النعم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. اي ولئن كفرتم نعمة الله عليكم فلم تشكروه عليها بطاعته في امره ونبيه. فان عقابه لمن كفر به شديد فيصيبكم منه ما يسلب تلك النعم ويحل بكم النقم وعلى الانسان ان يحذر ان يحذر المرء وان يستخدم نعم الله في معصيته ثم قال الله تعالى وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد وقال موسى لقومه يا قوم ان تكفروا انتم ويكفر معكم جميع من في الارض فضرر كفر ثم يعود عليكم فان الله غني بنفسه. مستوجب الحمد بذاته لا ينفعه ايمان المؤمنين ولا يضره كفر الكافرين ان موسى لما بين ان الاشتغال بالشكر يوجب تزايد الخيرات في الدنيا وفي الاخرة والاشتغال بكفران النعم يوجب العذاب الشديد وحصول الافات في الدنيا والاخرة بين بعده ان منافع الشكر ومضار الكفر لا تعود الا الى صاحب الشكر وصاحب الكفر اما ربنا جل جلاله فانه متعال عن ان ينتفع بالشكر او يستضر بالكفر ربنا جل جلاله هو الغني الحميد فقال موسى ان تكفر انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد اي وقال موسى لقومه ان تكفروا بنعم الله انتم وجميع من في الارض فان الله غني عن جميع خلقه غني عن شكرهم محمود قد استوجب الحمد لذاته لكثرة انعامه وان لم تشكروه وهو حميد في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعادوا وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريد الم يجئكم ايها الكفار خبر اهلاك الامم المكدبة من قبلكم قوم نوح وعاد وقوم هود وثمود قوم صالح والامم الذين جاءوا من بعدهم وهم كثير لا يحصى عددهم وهم كثير لا يحصي عددهم الا الله اتتهم رسلهم بالدلائل الواضحة فوضعوا ايديهم في افواههم عاضين على اصابعهم من الغيظ على الرسل وقالوا لرسلهم انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك باعث على الريبة مما تدعوننا اليه ولذلك الانسان عليه ان يقرأ التاريخ وان يطالع قال الامم اين كانت واين اصبحت وما الذي يتحسرون عليه الان وتأمل الكل يذهب وربنا جل جلاله هو الذي لا يتغير ولا يتبدل اذا لما حذرهم انتقام الله ان كفروا ذكرهم ايامه في الامم الماضية الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعادوا ثمود اي الم يأتكم خبر الامم الذين مضوا من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله اي وامم كثيرة من بعد قوم نوح وعاد وثمود لا يعلم عددهم واخبارهم الا الله وحده جاءتهم رسلهم بالبينات اي جاء كل امة من الامم السابقة رسولهم الذي ارسله الله اليهم بالحجج الواضحة الدانغة والمعجزات الظاهرة الدالة على صدق الرسول ودلائل النبوة وصحة دعوتهم الناس الى توحيد الله وطاعته فردوا ايديهم في افواههم اي فرد المكذبون من الامم السابقة ايديهم الى افواههم ليعضوها غيظا مما جاءت به الرسل من توحيد الله نعم الذي فيه تسفيه احلامهم وابطال الهتنا وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به ايوة قالوا لرسلهم انا كفرنا بالذي تزعمون انكم ارسلتم به من الدعاء الى توحيد الله. وترك الاشراك به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريض. اي وان لفي شك يوجب لنا التهمة والريبة من حقيقة ما جئتمونا به فلسنا نصدقكم فيه قالت رسلهم افي الله شرك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى قالوا ان انتم الا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد اباؤنا فاتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم ردا عليهم افي توحيد الله وافراده بالعبادة شرك وهو خالق السماوات والخالق الارض وموجدهما على غير مثال سابق يدعوكم الى الايمان به ليمحو عنكم من ذنوبكم السابقة ويؤخركم الى حين استفائكم لاجالكم المحددة في حياتكم الدنيا قالت لهم اقوامهم لستم الا بشرا مثلنا لا مزية لكم علينا تريدون صرفنا عن عبادة ما كان يعبد اباؤنا فائتونا بحجة واضحة تدل على صدقكم فيما تدعونه من انكم رسل من الله فاتونا بحجة واضحة تدل على صدقكم فيما تدعونه من انكم رسل من الله الينا تأمل هذه الاية وتأمل الجواب حتى يدرك الانسان ما الذي يجب عليه ان يقوم به في الدعوة الى الله. قالت رسلهم افي الله شك اي قالت الرسل لاممهم افي وجود الله وافراده بالعبادة دون غيره شك فاطر السماوات والارض اي خالق السماوات وخالق الارض وموجدهما من العدم على غير مثال سابق يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم. ان يدعوكم الله على السنة رسله وفي كتبه الى عبادته وحده وطاعته ليستر عليكم بعض ذنوبكم ويتجاوز عن مؤاخذتكم بها فلا يعاقبكم عليها ويؤخركم الى اجل مسمى اي ويؤخركم في الدنيا الى منتهى اعماركم فلا يعاجلكم بالعذاب قالوا ان انتم الا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد ابائهم اي قاد الكفار لرسلهم ما انتم الا بشر مثلنا في الصورة والهيئة تأكلون مما نأكل وتشربون مما نشرب ولستم ملائكة فكيف نطيعكم؟ وكيف تفضلوننا بالنبوة والرسالة انما تريدون بدعوتكم هذه ان تصرفونا عن عبادة ما كان يعبد اباؤنا من الاوثان والاصنام فاتونا بسلطان مبين. اي فاتونا بمعجزة ظاهرة وحجة دامغة تبين لنا صحة ما تدعوننا اليه فنعلم انكم على الحق من فوائد الايات اولا من وسائل الدعوة تذكير المدعوين بنعم الله تعالى عليهم. خاصة ان كان ذلك مرتبطا بنعمة كبيرة متله نصر على عدوه او نجاة منه ثانيا من فضل الله تعالى انه وعد عباده مقابلة شكره بمزيد الانعام وفي المقابل فان وعيده شديد لمن يكفر به ثالثا ثالثا كفر العباد لا يضر الله البتة كما ان ايمانهم لا يضيف له شيئا فهو غني حميد بذاته هذه ثلاثة فوائد هو ان لا نظيف الا فائدة واحدة ذكرتها في اول الدرس عند تفسير الاية الثانية من هذه الصفحة لان الانسان اذا وظع هذه المقولة وهي مقولة ابن القيم في طريق الهجرتين عليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال الا بطاعة الله فان الله سبحانه قضى ان لا ينال ما عندهم الا بطاعته ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد. اذا انت تريد من هذه الدنيا لك امال دنيوية ولك امال اخروية على ما يريده الله حتى يعطيك الله ما تريد. فاذا كنت على ما يريده الله اعطاك الله ما تريد بل فوق ما تريد فربنا قال اقرأ وربك الاكرم فيا عباد الله استجيبوا لامر الله سبحانه وتعالى وانتهوا عن نهيه هذا وبالله التوفيق صلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته