اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. اي استأصلت هذه الشجرة الخبيثة واقتلعت من اصلها فليس لها عروق وجدور ثابتة في الارض تمسكها وكذلك الكفر لا اصل له ولا فرق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما ماذا المختصر في التفسير الصحيفة التاسعة والخمسون بعد المئتين مع سورة ابراهيم نسأل الله فضله ورحمته قال الله تعالى تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون تعطي هذه الشجرة الطيبة ثمرها الطيب كل وقت بامر ربها ويضرب الله سبحانه الامثال للناس. رجاء ان يتذكروا اذا في هذه الاية الكريمة يعتبر الانسان في حياته ويحرص الانسان على العمل الصالح فليحرص للعمل الذي يبقى كما اننا نكرر المقولة التي تقول ليس الحريص الذي يحرص ان يملأ وقته بالطاعات فقط بل يحرص ان لا تنقطع عند وفاته تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. اي تخرج هذه الشجرة الطيبة ثمرها كاملا كثيرا طيبا في كل وقت وساعة من ليل ونهار وصيف وشتاء بمشيئة خالقها وامره وتيسيره وكذلك كلمة التوحيد لا تزال تثمر الاعمال الصالحة للمؤمن في كل وقت ولا يزال يرفع له عمل صالح اناء الليل واطراف النهار في كل حين ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون اي ويمثل الله الامثال للناس ويشبه لهم الاشياء ويبينها لهم ليتذكروا حجة الله عليهم ويفهم ما اراد الله منهم فيتعظ ويفعلوا ما امرهم به ويجتنب ما نهاهم وهكذا على الانسان ان يقف عند الامثال وقفة طويلة وعليه ان يفهم ما فيها ثم قال تعالى ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار ومثل كلمة الشرك الخبيثة مثل شجرة خبيثة وهي شجرة الحنظل اقتلعت من اصلها ليس لها ثبات على الارض ولا ارتفاع الى السماء فتموت وتذروها الرياح فجريمة الكفر مآلها الفناء ولا يسعد بصاحبها الى الله عملا طيب قف عندها متفكر بها ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ايوة مثل كلمة خبيثة وهي كلمة الكفر واعتقاد الشرك كشجرة كريهة الطعم متل الحنظل فلا اصل لها ثابت في الارض ولا ارتفاع لفروعها في السماء وليس لها ثمرة ولا منفعة وكذلك كفر الكافر فلا يعمل مع كفره خيرا ولا يقول ولا يجعل الله فيه بركة ولا منفعة ولا يصعد عمل له ولا ينفعه قوله فلا يصعد عمله ولا قوله الى الله تعالى ولا يثبت ثبوتا نافعا في قلب صاحبه. ولا يصعد للكافر عمل ولا يتقبل منه شيء بل ان صاحب الاعمال السيئة يترك اعمالا سيئة ويقتدى به في السوء فاذا مات لن تنقطع سيئاته يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء يثبت الله المؤمنين بكلمة التوحيد الثابتة ايمانا تاما في الحياة الدنيا حتى يموتوا وهم على الايمان وفي البرزخ في قبورهم عند السؤال ويثبتهم يوم القيامة ويضل الله الظالمين بالشرك بالله ولكفر به عن الصواب والرشد ويفعل الله ما يشاء من اضلال من اراد اضلاله بعدله. ومن هداية من شاء هدايته بفضله فلا مكره له سبحانه فربنا جل جلاله بيده كل شيء نسأل الله ان يثبتنا واياكم. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة اي يثبت الله المؤمنين بالقول الصادق الحق الذي ثبت في قلوبهم وتمكن فيها واطمأنت اليه نفوسهم وهو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ليثبتهم الله في حياتهم الدنيا على ايمانهم بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم ويسلمهم من الشهوات المحرمة والشبهات المضلة ويثبتهم ايضا في قبورهم. عند سؤال الملكين ولذلك ينبغي على الانسان ان يحفظ نفسه من الحرام اما اذا رأى نفسه يعب بالسيئات عبا فليعلم انه قد فقد شيئا جليلا ويظل الله الظالمين اي ويخذل الله الكافرين والمنافقين بسبب ظلمهم انفسهم فيجعلهم في حيرة وعمايا فلا يوفقهم الى الحق في الحياة الدنيا ولا يوفقهم في قبورهم الى القول الصائب حين يسألون عن الايمان بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم ويفعل الله ما يشاء اي ويفعل الله ما يشاء من هداية المؤمنين وتثبيتهم واضلال الظالمين وخذلانهم ولسان مطالب بعمل الصالحات وترك المحرمات فعلى الانسان ان يتفكر دائما بان الثبات على عدم الوقوع بالشهوات المحرمة فهذا من اصطفاء الله تعالى ومن وجد نفسه يجول في الحرام فليراجع نفسه وليجتهد لان يثبت على عدم الوقوع في الحرام المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البواب لقد رأيت هذا الذين كفروا بالله وبرسوله من قريش حين اعتادوا عن انعام الله عليهم بالامن في الحرم. وبعثة محمد محمد صلى الله عليه وسلم فيهم اعتراض عن ذلك الكفر بنعمه حين كذبوا بما جاءهم به من ربه وانزلوا من اتبعهم في الكفر من اقوامهم دار الهلاك اذا عن الانسان ان يحذر غاية الحذر من ان يضيع نعم الله سبحانه وتعالى وعي الانسان ان يراقب نفسه وان نضع النعم في محلها وهذه الاية تحدثنا عن النعم فهي في في قريش ولكن شامل لكل من انعم الله عليه نعمة فظيعها الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البور اية عظيمة اي الم تنظر يا محمد الى كفار قريش الذين غيروا نعمة الله عليهم ببعثتك رسولا اليهم من الله فكفروا بالله وكذبوك فلم يؤمنوا برسالتك. ويشكر الله عليها واحلوا قومهم دار البوار اي وانزلوا قومهم الذين اتبعوهم من قريش دار الهلاك فالانسان يحذر يحذر ذلك غاية الحذر. قال جهنم يصلونها وبئس القرار ودار الهلاك في جهنم يدخلونها يقاسون حرها وساء المستقر مستقرهم اذا جهنم يصلونها وبئس القرار اي ودار الهلاك هي جهنم يدخلونها ويحيط بهم حرها من جميع جوانبهم وبئس المستقر جهنم نعم وجعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله. قل تمتعوا فان مصيركم الى النار وجعل المشركون لله امثالا ونظراء ليضلوا من اتبعهم عن سبيل الله بعد ان ضلوا هم عنها قل لهم ايها الرسول تمتعوا بما انتم فيه من الشهوات ونشر الشبهات في هذه الحياة الدنيا فان مرجعكم يوم القيامة الى النار ليس لكم مرجع غيرها وزارة الانسان يحذر غاية الحذر الانسان كم سيعيش؟ شيء سيعيش عمره الذي حد له. وجعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله ايوا جعل اولئك الكفار لله نظراء وشركاء يعبدونهم معه كي يضلوا الناس عن دين الله الحق واخلاص العبادة له وحده قل تمتعوا فان مصيركم الى النار. اي قل لهم يا محمد استمتعوا في حياتكم الدنيا الفانية فان مرجعكم في الاخرة الى النار ومهما عاش الانسان سينتهي عمره ثم ينال جزاء عاملها قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلاف قل ايها الرسول للمؤمنين ايها المؤمنون ادوا الصلاة على اكمل وجه. وانفقوا مما رزقكم الله النفقات الواجبة والمستحبة خفية خوفا من الرياء وجهرا ليقتدي بكم غيركم من قبل ان يجيء يوم لا بيع فيه ولا فداء فيفتدى من عذاب الله ولا صداقة حتى يشفع الصديق لصديقه قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة اي قل يا محمد وهذا الخطاب يشمل لكل داعية لعبادي المؤمنين يقيموا الصلوات الخمس المفروضة عليهم بحدودها في اوقاتها وينفق مما رزقناهم سرا وعلانية اي وينفق مما رزقناهم من فضلنا فيؤدوا ما اوجبت عليهم من الحقوق سرا واعلانا من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال. اي من قبل ان يأتي يوم القيامة الذي لا يقدرون فيه على ذلك ولا سبيل الى استدراج ما فات لا بمعاوظة بيع وشراء ولا بهبة خليل وصديق. فكل امرئ له شأن يغنيه ولذلك الانسان يحذر غاية الحذر ان يفرغ لان الانسان يوم القيامة محبوس بعمله ومحاسب على اعمل ايه ويلقى حسابه. فعلى الانسان ان لا يفرط في شيء ولذلك التفريط في الاعمال الصالحة من اخطر الاشياء الله الذي خلق السماوات والارض وانزل بنا السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره وسخر لكم الانهار الله الذي انشأ السماوات وانشأ الارظ على غير مثال سابق وانزل من السماء ماء المطر فاخرج بذلك الماء المنزل من اصناف الثمار رزقا لكم ايها الناس وذللتكم السفن تجري على الماء وفق تقدير وفق تقديره ودل لكم الانهار لتشربوا منها وتسقوا انعامكم وزروعكم الله الذي خلق السماوات والارض اي الله المستحق للعبادة وحده هو الذي انشأ السماوات والارض من العدم وابدعهما على غير مثال سابق وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة رزقا لكم اي وانزل من السحاب مطرا فاخرج به من الثمرات المتنوعة رزقا لكم تعيشون به وسخر لكم الفلج لتجري في البحر بامره. اي ودل لكم السفن لتجري بكم في البحر باذنه. فهو الذي يسر لكم صنعها واقدركم عليها وجعلها طافية على البحر بتيسيره وحفظها على تيار الماء لتحملكم مع كف العواصف عنها واعانتها بالريح الطيبة فتركبونها لتنتقلوا عبرها من مكان الى اخر وتحمل فيها امتعتكم من بلد الى بلد ولذلك هذه النعم كلما مر بها الانسان عليه ان يستذكر هذه النعم. قال وسخر لكم الانهار اي وذل لكم الانهار لتشربوا من مياهها وتسقوا بها زروعة وانعامكم ودللها لكم للركوب عليها والاجراء لها الى حيث تريدون وايضا فيها اللحم الطري وهو السمك قال وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار. ودل لكم الشمس والقمر يجريان باستمرار وذل لكم الليل والنهار يتعاقبان الليل لنومكم وراحتكم والنهار لنشاطكم وكدكم ولذلك هذه نعم يستذكرها الانسان ولا يغفل عنها وسخر لكم الشمس والقمر دائبين اي وذل لكم الشمس والقمر يدأبان في سيرهما فيتعاقبان عليكم بلا انقطاع لتحقيق مصالحكم لحساب ازمنتكم وضبط اوقاتكم ونفع ابدانكم وحيواناتكم وزروعكم وثماركم وغير ذلك فهذه نعم على الانسان ان يتدبر عظيم خلقها هو عظيم نفعها ويستحظر منة الله عليه وسخر لكم الليل والنهار. اي وذلل وذلل الله لكم الليل والنهار يتعاقبان عليكم. فجعل الليل لتسكنوا فيه. راحة لابدانكم وجعل النهار لتبتغوا فيه من فضله فهذه النعم على الانسان ان لا يغفل عنها ابدا وان يتفكر فيها دوام هو ان يستخدم المرء الليل والنهار لاجل ان يجعلهما خزائن يخزن فيهما المرء العمل الصالح. ولنتأمل دوام ان هذه النعم مستمرة علينا لا تنقطع ابدا تأمل اخي الكريم نعمة التنفس حتى وان تنام تتنفس كذلك الليل والنهار والشمس والقمر هذه مسخرة لخدمة الانسان حتى وهو نائم وهو مستيقظ وهو يأكل وهو وهكذا فيا عباد الله تذكروا نعم الله من فوائد الايات تشبيه كلمة الكفر بشجرة الحنظل الزاحفة فهي لا ترتفع ولا تنتج طيبا ولا تدوم الرابط بين الامر بالصلاة والزكاة في الاخرة هو الاشعار بانهما مما تكون به النجاة يومئذ تعداد بعض النعم العظيمة اشارة لعظم الكفر بعض بني ادم وجحدهم نعمه سبحانه وتعالى انا لن ازيد الا فائدة واحدة هنا. وهي الفائدة التي اكررها دواما احرص الا تنقطع حسناتك بعد وفاتك هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته