الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك انه قد تعلق بشخص لدرجة انه اذا غضب يتعب هو حتى يرضى منه. يقول ما هو توجيهكم لي في هذه الحالة؟ جزاكم الله خيرا. الحمدلله وبعد لا يخفى على شريف علمك ايها السائل الكريم ان الله عز وجل قد اوجب علاقة فيما بين المؤمنين بعضهم البعض. فبيننا علاقة ايمانية واخوة دينية شرعية لابد من القيام بمقتضياتها. وقد اوجب الله عز وجل فيما بيننا معاشر المؤمنين ان يحب بعضنا بعضا. وهذه هبت وهذه المحبة والتعلق تختلف باختلاف ما يحمله العبد في قلبه من التوحيد الخالص والايمان الصافي. والتعبد لله عز وجل. فالواجب علينا ان نحب اخواننا المؤمنين على قدر ما نحمل ما يحملونه. في قلوبهم من الايمان والتوحيد والتقوى وان نبغضهم بقدر ما معهم من المخالفة للشرع. فان الحب في الله والبغض في الله هذا اوثق عرى الايمان والله عز وجل يقول انما المؤمنون اخوة. فاذا كان تعلقك بهذا الشخص يرجع الى امر ديني. بمعنى انك احببته بعلمه احببته لي جهاده في سبيل الله احببته لدعوته الى الله عز وجل احببته لما يحمله في قلبه من الهم على للاسلام والمسلمين. احببته لكثرة صدقاته. احببته لعظم صلاته. احببته لبكائه من خشية الله. احببته لحسن تغنيه بكتاب الله. فاذا كان هذا التعلق والمحبة يرجع الى امر ديني ليست مشكلة تحتاج الى حل بل هذا امر مطلوب شرعا ولله الحمد والمنة. كون الانسان يبني علاقته ومحبته لاخوانه المؤمنين على هذا الامر فهذا امر مطلوب شرعا. ولكن الذي نخشاه انما هو عشق الصور. بمعنى ان الانسان يتعلق بغيره معجبا بصورته وشكله وهيئته الظاهرية. فهو يحبه لصورته يحبه لجماله. فان هذا تعلق تعلق شيطاني محرم لا يجوز. لانه يفضي الى الوقوع في الفاحشة. ويفضي الى ظلمة القلب وانغلاقه وسكرة شهوته وهواه. فلا يجوز للانسان ان يبقي في قلبه تعلقا بهذا فنحن نتعلق باخواننا المؤمنين من اجل دينهم وايمانهم وصلاتهم وصدقاتهم وعلمهم وجهادهم ومحبتهم لله عز وجل وتقواهم ولكن لا لا يكون لا يكن مبدأ علاقتنا للاخرين هو عشق الهوى او عشق الصور فان هذا امر محرم لا يجوز مطلقا. والله عز وجل يعلم ما في ضمائري والسرائر. فاذا كان التعلق الذي تسأل عنه هو التعلق الثاني فبادر باخراجه من قلبك ما استطعت الى ذلك سبيلا لا تدع طريقا الا وطرقته الا وسلكته. ومن اعظم الطرق التي تخرج هذا التعلق التعرف على الله عز وجل بمقتضى اسمائه وصفاته فان القلوب اذا حلت فيها محبة الله وعظمة الله. فانه لا يمكن ابدا ان تعشعش فيها مثل هذه الانواع من التعلقات المحرمة فقلبك لم يتعلق بهذا الشخص الا لخلوه وجفافه من معرفة الله عز وجل وجفافه من تعظيم الله ومحبة الله فاستبدل هذه هذا التعلق المحرم بمحبة الله. واستبدله بالتعرف على الله. فانك متى ما تعرفت فعلى الله بمقتضى اسمائه وصفاته ومتى ما انزرع في قلبك محبة الله والتوكل على الله وتعظيم الله خرج هذا التعلق الشيطان من قلبك مباشرة. ومن الطرق التي تخرجه كذلك كثرة الدعاء عليك بدعاء الله عز وجل فان امور القلوب واعلام الغيوب عز وجل فان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن. فعليك ان تكثر من دعاء الله عز وجل ان يخرج هذا التعلق من قلبك. والله عز وجل هو الذي يجيب الدعوات. وينفس الكروب ويغيث اللففات. وابشر باستجابة عز وجل اذا علم من قلبك الصدق في كراهية ما حل في قلبك من هذا التعلق المحرم. ومما يقطعه ذلك ويخرجه عن قلبك ان تقطع اسبابه ولا تغذيها. فلا تكثر الجلوس مع هذا الرجل الذي تتعلق به. ولا تكثر الاتصال به وعليك ان تستبدله بغيره من الاصحاب والاصدقاء والخلان وهم كثر من الصالحين ولله الحمد. فلا تكثر قال له فلا تكثر النظر اليه ولا تصحب صورا له ولا تكثر النظر في مقاطع له. ولا تحرص على حضور مجالسه حاول ان تقطع اسباب هذا التعلم فان كثرة الجلوس مع هذا الشخص يعتبر مادة تغذي هذا التعلق في قلبك لكن كلما ابعدت عنه واجتنبته كلما باء نار هذا التعلق من قلبك ان شاء الله عز وجل. والله اعلم