الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل اريد ان توجهني الى ما يرضي الله فانا واخواتي في كرب شديد. اخواني يكرهون اعمامي بغير وجه حق. ويريدون ان نقف معهم وعلى ظلم اعمامي يقول وانا واخواتي نخشى الله في اعمامي. فلم نرى منهم الاكل خير وحب رحمة. ونحن في كرب لا يعلم به الا الله ان لم نقف معهم في ظلمهم وخطأهم اذاقونا اصناف الهموم والمشاكل والسب والشتم. وهم يفعلون ذلك حتى اظلمت الحياة باكملها في اعيننا. نرجو منكم توجيه النصيحة. فنحن لا نريد ان نقف مع الباطل ضد حق ولكن انهكت قوانا من الهم والخوف. الحمد لله رب العالمين وبعد. من الامور التي حرمها الله عز وجل التهاجر بين الاقارب وقطع الارحام فيما بينهم. فان قطيعة الرحم من جملة كبائر الذنوب وموبقات الاثام التي ورد الادلة الكثيرة الشهيرة المتواترة ببيان خطرها وحكمها الشرعي. فقد قطيعة الرحم فيما بين الاقارب من جملة من جملة الكبائر. التي يجب علينا ان نحذر منها الحذر الشديد. يقول الله عز وجل واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. اي واتقوا الارحام ان تقطعوها. وقال الله عز وجل فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وفي الحديث لما خلق الله تعلقت بالعرش فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة. فقال الا ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك؟ فقالت بلى قد رضيت قال فذلك لك والاحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا. فالواجب على الاقارب فيما بينهم ان يتآلفوا وان يتحابوا وان يتواددوا وان يعفو بعضهم عن بعض وان يقدموا فيما بينهم مبدأ التسامح والاحترام والتقدير فيما بينهم. والا يفتحوا ثغرات تحريم الشياطين والا يكبروا المشاكل حتى تكون نارا مضطربة تفرق اواصرهم وتقطع ارحامهم العقلاء من الاقارب اذا رأوا شيئا من التهاجر من اقربائهم ان يبادروا بالنصيحة الواجبة والانكار والتوجيه وان يأخذوا على يد السفيه حتى يعتذر ويكف شره عن اقاربه. فالله عز وجل امر بالصلة وحرم عليهم القطيعة. حتى ولو كان اساء حتى ولو كان الاقارب قد اساءوا لك فان اساءتهم لك امرها الى الله عز وجل والله يحاسبهم. ولا يجوز لك ان تقابل اساءتهم بقطيعتهم. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ. ولكن الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها. وقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني. واحسن اليهم ويسيئون الي فقال صلى الله عليه وسلم لان كنت كذلك فانما تسفهم تسفهم المل فانما تسفهم الملة ولا يزال لك عليهم من الله ظهيرا ما كنت على ذلك. فاذا اساء الاقارب لك فالواجب عليك ان تحسن اليهم والا تقابلهم الاساءة بالاساءة ولا القطع بالقطع ولا الهجران بالهجران. فاذا لم يعرفوا حق الله فيك فان هذا لا يحملك على الا تعرف حق الله فيهم. فالله عز وجل هو الذي يحاسبهم. ولا حق لا للانسان ان يطيع والده ولا والدته ولا اخاه ولا اخته اذا امروه ان يقطع اقاربه وارحامه فان هذا امر بمعصية والله عز وجل انما امر بالطاعة في المعروف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصيته الخالق وقال انما الطاعة في المعروف حتى وان زمجر اخوك او اختك او غضب عمك او خالك بسبب عدم طاعتك في هجر قريبك فليغضب كيفما شاء فلا شأن لك به. لانك انما تصل اقاربك تعبدا لله عز وجل. وتخاف من قطيعتهم خوفا من عقوبة الله عز وجل. فانت على الحق ومن ينهاك عن صلته على الباطل. ولا اقول الا كما قال الله عز وجل فتوكل على الله انك على الحق المبين. ولا يضرنك كثرة من يأمرك بقطع اقاربك. فان العبرة ليست بالكثرة وانما العبرة بموافقة الدليل كتابا وسنة فاثبتوا على ما انتم عليه. واصبروا واحتسبوا الاجر. واحسنوا القول والعمل. وتحملوا ما يصدر عليكم من اقاربكم من اخوان واخوات ووالدين واعمام واخوال بسبب عدم طاعتكم لهم في صلة في قطع ارحامكم. فلا يجوز لكم ان تطيعوهم وانما عليكم الصبر واحتساب الاجر والله عز وجل يؤيدكم وينصركم. ولا يزال لكم من الله عز وجل ظهيرا ظهير ونصير ما دمتم على ذلك. ولا يزال لكم من الله عز وجل ظهير ونصير ما دمتم على ذلك والفرج قريب وكلما اشتد الحبل انقطع اسأل الله ان يثبت قلوبكم على صلة ارحامكم وان يهدي اخوانكم واقاربكم وان يكفينا واياكم شرور انفسنا وتحريش شياطيننا والله اعلم