الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة هل تتكرمون علينا بكلمة تتكلم عن فتنة الاختلاف والفرقة بين المسلمين؟ الحمد لله رب العالمين وبعد فان من قواعد هذا الدين واصوله العظيمة ان تتفق الامة وتأتلف والا تفترق او تختلف وان تعتصم بحبل الله جميعا وان تنبذ اسباب الفرقة والتنازع فهذا اصل عظيم من اصول الاسلام الكبيرة الفخمة. التي ينبغي لكل فرد من افراد هذه الامة ان يحرص على تطبيقها وان يجعله هو المصلحة العظمى التي ينبغي الالتفاف حولها وتحقيق وتحقيقها في واقع الناس فان من اكبر المصائب التي تبتلى بها الامة وتفتك بها وتطيح براياتها وتذهب تطورها وتجعلها لقمة سائغة امام الامم الكافرة هو التنازع والافتراق والاختلاف فيما بين فئامها وطوائفها. ولذلك نهانا الله الله عز وجل عن ذلك وامرنا بالاتحاد والاتفاق والائتلاف ونبذ اسباب الفرقة والتنازع والاختلاف فقال الله عز وجل ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اصبروا ان الله مع الصابرين. فمن اهم عوامل قوة الامة اتحادها واتفاقها عدم اختلافها ونبذ اسباب الخلاف فيها. ويقول الله عز وجل مذكرا بهذا الاصل العظيم وان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم فاتقون. ويقول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته انكم تهتدون. الله عز وجل في مواضع كثيرة يأمر بالالفة. وينهى عن الفرقة. فان الفرقة هلكة والجماعة نجاة. ورحم الله العلماء اذ بينوا ذلك الاصل وجعلوه قاعدة راسخة من قواعد اهل السنة والجماعة. وقال الله عز وجل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. وقال الله عز وجل فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب بما لديهم فرحون. وكل ذلك من مما عابه الله عز وجل على الامم انها تختلف في دينها وانها تفترق في شريعة ربها وفي معجم الامام الطبراني من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حبل الله الجماعة في تفسير قول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله. قال حبل الله الجماعة. وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال واخرج الامام الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قول الله عز وجل ولا تكونوا كالذين نتفرق واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. واولئك لهم عذاب عظيم. قال ابن عباس في هذا ونحوه من امر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة. ونهاهم عن الاختلاف والفرقة. واخبرهم ان ما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله عز وجل وعن زكريا بن سلام وهو يحدث عن ابيه عن رجل قال انتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ايها الناس عليكم بالجماعة واياكم والفرقة. ايها الناس عليكم بالجماعة واياكم والفرقة ايها الناس عليكم بالجماعة عليكم بالجماعة واياكم والفرقة. قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وفي الحديث عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة رحمة والفرقة والفرقة عذاب وقد جرى قدر الله عز وجل على هذه الامة ان تفترق. وهو من الاقدار الكونية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من يا رسول الله؟ قال الجماعة. وفي رواية غاية قال على قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. وفي رواية قال الناجية. وهذا هو الافتراق في الدين فعلينا معاشر الامة ان نحرص على اجتماع قلوبنا واتحاد كلمتنا تحت راية امتنا السنية وتحت راية علمائنا السلفيين. والا نشد عن حكومتنا وعلمائنا ولا برأي ولا باجتهاد يوجب تبعثر كلمة الامة وتشتتها واختراق صفوفها فان عدونا لا يستطيع هزيمتنا ما دمنا كلمة واحدة. ويدا واحدة وقوة واحدة على قلب رجل واحد ولكن متى ما اختلفت قلوبنا وتنازعت ارواحنا وتفرقت كلمتنا فاننا سنكون لقمة سهلة يستسيغها عدونا بلا كبير مقاومة. فوصيتي لنفسي وللجميع ان يحرصوا على ما يؤلف الشمل. ويجمع وان يبعدوا عن مواطن الاختلاف. وان ينبذوا جميع اسباب الفرقة حتى لا نتنازع فنفشل وتذهب ريحنا وعلينا ان نصبر على ما يصدر على بعضنا مما يوجب الفرقة والبغضاء والتدابر او التحاسد. لان امتنا الان تمر بظروف صعبة تحتاج منا ان نتآلف وان نتفق وان نتحابب وان نتوادد وان نكون على قلب رجل واحد. نسأل الله ان متآلفين متوادين متحابين. وان يعيذنا واياكم من تحريش الشياطين. والله اعلم