الثاني ان تحتقر الدنيا وان تخرجها من قلبك فانها بلسم يوصلك للرضا بالقضاء وبما قسم الله عز وجل لك والله اعلم فالرضا بالقضاء فرع من فروع حق احتقار القلب للدنيا. فليحقر قلبك الدنيا ولتخرج حب من قلبك حتى ترضى بما قسم الله عز وجل لك. فاذا لا اجد لك مثل هاتين الوصفتين ان تكثر من دعاء الله عز وجل والامر الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل كيف يجعل الانسان قلبه وصدره نقيا وطاهرا من الغيرة والحسد؟ يقول احاول جاهدا ولكن عجزت اريد منكم وصفة تعينني على ذلك. جزاكم الله الفردوس الاعلى. الحمد لله. وبعد. الجواب لا جرم ان هذه من امراض القلبية الخطيرة التي يجب على العاقل الحصيف ان ينزه ويطهر قلبه منها ما استطاع الى ذلك سبيلا فان بقائها يحرق القلب ويقتل الايمان ويأكل الحسنات. فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وفساد ذات اين هي الحالقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا اقول تحلق الرأس الشعر ولكنها تحلق الدين. فهذه امراض قلبية خطيرة من احس بوجودها في قلبه فيجب عليه ان يبحث عن علاجها وان يحاول جاهدا في اخراجها. وانا عندي لك وصف وانا عندي لك وصفتان لعل الله لعل الله عز وجل ان ينفعك بهن ولكن عليك ان ان تبادر بتطبيقه وان تستمر على تطبيقهن وان تكرره حتى تجد اثرهن باذن الله عز وجل في قلبك. الوصفة الاولى الاستعانة بمن في يده تقليب القلب. فان الله يحول بين المرء وقلبه. وفي صحيح الامام مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها او قال يقلبها كيف يشاء فبما ان تقليب القلوب بيد بيد علام الغيوب فاستعن بهذا الرب عز وجل واكثر من دعائه ان يطهر قلبك وان يخرج دغله ودخنه وان يجعل صدرك سليما وقلبك سليما صافيا على اخوانك المسلمين. فالله عز وجل اذا علم من قلبك الصدق فانه سيجيب دعاءك وما اسعدك اذا اجاب الله عز وجل دعاءك فصار قلبك قلبا سليما صافيا. فان صفاء القلب من اسباب دخول في الجنة كما هو مقرر عند اهل العلم. قال الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. اي سليم من الشرك. وسليم من الشبهة وسليم من البدعة والمعصية وسليم من الغل والحقد والحسد على اخوانه المسلمين. ويدل على هذه الوصفة قول الله عز وجل عن عن عباده المؤمنين ولا تجعل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. فاكثر بارك الله فيك من دعاء الله عز وجل وتحرى اوقات الاستجابة كثلث الليل او فيما بين الاذان والاقامة او في حال السجود او عند الافطار من رمضان او انت صائم فاكثر بارك الله عز وجل فيك من الدعاء بان يخرج الله عز وجل دخل دخل قلبك ودخنه وان يصفيه وان ينزهه وان يبعده عن هذه الامراض. والله عز وجل قريب. ويقول الله تبارك وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان لا سيما في هذه الايام المباركة في ليالي العشر من الاخير من رمضان اكثر من الدعاء فيها فانها من ارجى اوقات الاستجابة باذن الله عز وجل. والامر الثاني ان تخرج والوصفة الثانية ان تخرج الدنيا من قلبك بارك الله فيك. فان الحساد هم الذين عشقوا الدنيا ودخلت الدنيا في قلوبهم فصاروا يقيسون دنياهم على دنيا غيرهم. فمتى ما رأوا غيرهم ان فمتى ما رأوا دنيا غيرهم فاقت دنياهم فانهم يحسدونه. لكن لو ان الدنيا خرجت من قلبك ولم تفكر في الدنيا ان غيرك مهما تفوق عليك في امور الدنيا فانك لا تحسده ابدا. فحاول ان تطهر قلبك من الدنيا وان تخرج الدنيا من قلبك وان تعلم ان ما فاتك منها انما فاتك لحكمة الله لحكمة يعلمها الله عز وجل لك وانه خير لك ولربما لو مكنك من هذه الدنيا التي حسدت غيرك من اجلها فانها ستكون سببا في ضلالك وبعدك عن الله عز وجل فارضى بما قسمه الله لك. فالرضا