الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول اتمنى من فضيلتكم توجيه نصيحة لزوجها الذي يكثر من اللعن. ولا يلعن الشخص فقط بل يلعن والديه حتى لو كانوا اموات. لعنة ان تقشعر منه الابدان تقول انا لا اتحمل عندما اسمعه يلعن. اخاف كثيرا من عقاب الله وابكي وانصحه. فيقول لي انت من اشر لانك تغضبينني اكثر. فالزمي الصمت عندما العن. لكني لا استطيع ان ارى منكرا هكذا واصمت فقط اقول له غرمائك يوم القيامة فهل اصمت؟ وهل يكون علي ذنب اذا صمت في ذلك؟ الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان الاكثار من اللعن ليس من صفات عباد الله المؤمنين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء. ومن المعلوم ان لعن من لا يستحق اللعن من المعينين يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب وموبقات الاثام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم ولعن المؤمن كقتله ويعظم اثمه عندما يكون موجها للوالدين والعياذ بالله. او لاحدهما اذ يجتمع في فيه حينئذ اثم اللعن واثم العقوق للوالدين. وقد قال الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله من لعن والديه رواه مسلم من حديث علي رضي الله تعالى عنه. وفي الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه. قالوا يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. فلما كان فاذا تسبب الانسان في لعن والدي الناس ان يلعن الناس والديه فانه بمجرد تسببه في ذلك يقع في في اكبر الكبائر والعياذ بالله. فاذا كان سببا في جعل الناس يلعنون والديه فكيف اذا باشر هو بنفسه لعن والديه. فلا جرم ان هذا على خطر عظيم والعياذ بالله. وان اللعنة ترجع اذا لم يكن الملعون اهلا لهذا لهذا اللعن. فان المتقرر عند العلماء ان من لعن معينا لا يستحق اللعن عاد اللعن على اللاعن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق قدونها ابواب السماء ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها. ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجع الى الذي لعن فان كان رجعت الى الذي لعن فان كان لذلك اهلا والا رجعت الى قائلها ولا يجوز للانسان ان يتساغل في لعن الناس بلا حق ولا برهان. لما في ذلك من الوعيد الشديد فان هذا من فلتات اللسان وسقطاته العظيمة التي قد توجب غضب الله على الانسان الى يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يعلم مبلغها يكتب الله عليه بها سخط الى يوم القيامة وفي رواية يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم من لسانه ويده. فالواجب نصيحة هذا الزوج. وتذكيره بالله عز وجل وتخويفه مما ما يفعله من هذا اللعن الكثير الذي يجريه على لسانه. فان استجاب فالحمد لله والا فالواجب المواصلة في النصيحة. حتى وان غضب حتى وان زمجر فندعوه الى الله عز وجل بالرفق واللين. والكلمة الطيبة والنبرة المشفقة. والموعظة الحسنة لعل الله عز وجل ان يشرح صدره للاستجابة للناصحين. وعلى الانسان ان يحكم غضبه والا يسلم قياد قلبه نفسه لشيطان لشيطان غضبه. فعلى الانسان ان يتقي الله في غضبه وان يبحث عن الحلول التي تهدئ جمرة الغضب في قلبه واما ان يسلم نفسه لشيطان غضبه ليلعب به في بمثل هذه الصورة المشينة فيجعل فترة غضب به فترة لعن للمسلمين وللوالدين ولغيرهم فهذا امر محرم لا يجوز. ولا يعفيه عند الله عز وجل انه اخرج اللعنة بسبب غضبه. فان الانسان مأمور باحكام لسانه عند غضبه. قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بسرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. فواصلي بارك الله لك في فواصلي بارك الله فيك في نصيحته واكثري من الدعاء له ان يشرح الله صدره وان يهدي قلبه. وحاولي ان تكون النصيحة في غير غضبه التي ربما يكون الشيطان مستوليا عليه فيها. وانما اذا هدأت اعصابه وذهبت ثورة الغضب عنه انصحيه بالرفق والهوينا وذكريه بالله عز وجل. اسأل الله ان يهدي قلبه والله اعلم