الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة انها في بعض الاحيان تفعل العادة السرية ثم تندم ندما شديدا ثم تتوب وهكذا. تقول ما توجيهكم لي وادعوا لي بالزوج الصالح الحمد لله ان المتقرر عند العلماء ان الانسان انما يتجرأ على ذنوب الخلوات اذا غفل عن مراقبة رب الارض والسماوات. فمتى ما غفل القلب عن مراقبة الله عز وجل له اي لما يفعله عبد ولما يقوم به من امور في خلواته فان الانسان سيقع في الذنب لا محالة. سواء اكان الذنب الذي ذكرته والاخت السائلة او غيره او غيره من الذنوب؟ وعلاج ذلك ان يتأمل الانسان انه لا يخفى عن عين الله عز وجل مهما اغلق عليه الابواب واطفأ الاضواء فانما يختفي عن عين المخلوق الذي لا يملك له نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا تدبيرا ولا جنة ولا نارا ولا ثوابا ولا عقوبة. واما عن عين الله عز وجل الذي يملك له كل ذلك فانه لا يمكن ان يخفى عبد عن عين الله ولا عن بصره ولا عن مراقبته تبارك وتعالى تأمل جميعا ان من اسماء ربنا الرقيب. وان من صفاته الرقابة المطلقة. يقول الله عز وجل ان الله لا فعليه شيء في الارض ولا في السماء. ويقول الله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. فاذا اراد الانسان ان ينجو من ذنوب الخلوات فليبعث في قلبه رقبة الله عز وجل. فمتى ما كان القلب مستشعرا هذه المراقبة فان الانسان سيكون من ابعد شيء عن مثل هذه الذنوب التي تدمر ايمانه وتفسد وتهلك حسناته. فان من جملة محبطات الاعمال ذنوب الخلوات والعياذ بالله. قد يقوم انسان الليل ويصلي الفرائض ويذكر الله عز وجل بلسان لا يفتر عن الذكر. لكن بسبب ذنوب الخلوات يجعل الله عز وجل هذه الحسنات العظيمة التي هي كجبال تهامة بيضا يجعلها هباء منثورا بسبب هذه الذنوب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل ذلك ايضا ان يبتعد الانسان عن ما يثير شهوته ذكرا كان او انثى. فلا يجوز للانسان ايا كان جيسه ان يدخل في مثل بعض المواقع او يتصفح بعض الصفحات او يفتح بعض المقاطع التي تثير شهوته فان هذه الشهوة انما ثارت بسبب شيء سقاها. وهي رؤية الانسان مثل هذه الاشياء. الخبيثة القبيحة ولذلك امرنا الله عز وجل بغض البصر قبل امره لنا بحفظ الفرج. فقال الله عز وجل وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن. فمن اطلق بصره في الحرام فانه لا يمكن ابدا ان ليحفظ فرجه فاعظم ما يحفظ به الفرج غض البصر. غض البصر. فلا يجوز للانسان ان يتتبع شيئا من هذه المقاطع التي تثير شهوته ومما ينبغي التنبيه عليه ايضا ان يحرص المسلم ذكرا كان او انثى على الزواج. وبما ان السائل عن هذا الامر امرأة فعليها ايضا فعليها ان تشير الى امها او الى احدى اخواتها اذا كانت تستحي او تخجل من اخبار امها برغبتها في الزواج فعليها ان تخبر امها او ان تخبر احدى اخواتها حتى يوصلوا الامر الى ولي الى وليهم. فيبحث هو بنفسه عن الزوج. اعفافا لابنته بالزوج الصالح وحماية لدينها وايمانها وابعادا لها عن مواضع التهم ومواطن الري ابي في مثل هذه العلاجات ان شاء الله ستكون قاطعة لمثل هذا الامر. واعيدها مختصرة فاقول الاول تربية القلب والنفس والروح على مراقبة الله عز وجل. الامر الثاني الحذر الشديد من ذنوب الخلوات. الامر الثالث ان يحرص الانسان على الابتعاد عن الاسباب التي تثير شهوته. الامر الرابع ان توحي البنت الى امها او الى احدى برغبتها في الزواج حتى يبحث وليها عن الزوج الصالح لها. والله اعلم