الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم مما يعانيه المسلمون في شتى بقاع الارض من فقر وجوع يظهر عندنا في الاونة الاخيرة بطش وعبث بالنعمة من عدة جوانب. ولعلها لا تخفى على شريف علمكم مما ظهر من تغسيل يد بدهن عود او تبهير دلة بالمال او نثر الهيل في المجالس او غير ذلك يقول احسن الله اليكم هل من كلمة توجيهية لاخواننا المسلمين حتى لا ننساق ويحل علينا العذاب بسببهم الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب المتقرر عند العلماء ان النعمة انما تدوم شكري وتزول بالكفر. وعلى ذلك قول الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وسنة الله عز وجل جارية على كل حال لا يدفعها دافع فلا راد لقضائه وسنته ولا معقب لها. فاذا انعم الله عز وجل على طائفة او على بلاد او على فرض من الافراد بشيء من النعم. فشكر الله عز وجل عليها واثنى على ربه بمقتضاها. وسخرها فيما يقربه الى عز وجل فان هذا الشكر العملي والقلب واللسان كفيل بان يبقي الله عز وجل النعمة فعنده بل ويبارك فيها ويضاعفها اضعافا مضاعفة. واما اذا لم يسكن العبد نعم الله عز وجل بل بارزه بالمعاصي والذنوب واستغل نعمته في التقحم في الاثام وصار يبذر ويسرف ويطغى ان رآه استغنى فانه عما قريب سيسلب الله عز وجل منه بساط النعمة. ويبدله النعمة نقمة. ولذلك لنا في سبأ وهي بلاد في اليمن عبرة وعظة. فان الله عز وجل حكى قصته لا في القرآن فقال لقد كان لسبأ في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال. كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور. فماذا حصل لهؤلاء؟ فقد اتقى الله عز وجل عليهم النعم من السماء واخرج لهم من بركات الارض. حتى كانت المرأة تدخل من اول البستان بالمخرف ولا تخرجوا من اخره الا وقد امتلأ المخرف بالثمار التي تتساقط من غير قطف ولا جذاذ. بلاد جميلة وروضات غناء وجنات خضراء. فما الذي حصل لهؤلاء؟ اسمع ماذا يقول الله عز وجل فاعرضوا اي فكفروا نعمة الله عز وجل واستبدلوا نعمته كفرانا وطغيانا وعدوانا واباء واستكبارا فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرب. وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط. واثل وشيء من سدر قليل ثم بين الله عز وجل ان ما اصاب قوم سبأ ليس يخصهم وليست لهم فقط بل هي سنة كونية عامة في من سلك مسلكهم فقال ذلك جزيناهم بما كفروا. وهل نجازي الا فنعوذ بالله من كفران النعم. فيا امة الاسلام في كل مكان واشكروا نعم الله عز وجل بالمحافظة عليها وتسخيرها في طاعته واحذروا من كفرانها فان كفران النعم عواقبه وخيمة ونحن نرى ونشاهد في اعيننا ونسمع باذاننا بلادا كانت ترفل في نعم الله عز وجل. بلادا كانت امنة مطمئنة تأتيها ارزاقها. من مشارق الارض ومغاربها فما بين عشية وضحاها صارت مدمرة. اعلاها واسفلها يقول الله عز وجل واضرب لهم مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت فكفرت هذا هو السبب. فكفرت بانعم الله. فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كان بما كانوا يصنعون. فالحذر الحذر الشديد ايتها الامة الاسلامية من كفران النعم. الله الله بشكر بنعمة الله وتسخيرها في طاعته. ولنعلم ان من اعطانا هذه النعم ليس بيننا وبينه حسب ولا قرابة ولا نسب. وانما اعطناها تفضلا منه وامتنانا. فاذا قمنا بواجب شكرها وحمدها وصارت سببا تقربنا اليه عز وجل بانواع الطاعات. فلنبشر بخير في بقائها وبركتها وزيادتها فيها واما اذا صارت نعم الله سببا لمحاربة الله بها. فلنبشر عما قريب ان النعمة سوف تتبدل نقمة والعياذ بالله. فكم من بلاد تبدلت نعمة مالها الى فقر. حتى صارت تتكفف الدول التي بجوارها وكم من بلاد انقلبت نعمة امنها الى خوف حتى صار افرادها لاجئين على اطراف الدول يصيبون الخيام وينتظرون عطف الاغنياء في كسرة خبز او او قارورة دواء. وكم من انسان تبدلت نعمة صحته مرضا وسقما. لانه لم يعرف مقدار الصحة وسخرها في معصية الله عز وجل فعلينا ان نشكر نعم الله. ولنحذر الحذر الشديد من كفرانها. واختم هذا هذا التنبيه بقصة اصحاب الذين ذكرهم الله عز وجل في اول سورة نون. فانه قد قص الله عز وجل علينا اصحاب اذا اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون. يعني لا يقولون ان شاء الله. واقسموا كذلك الا يدخلن اليوم عليهم مسكين فعزموا على معصية الله بنعمة الله وكفروا نعمة الله عز وجل عليهم. فماذا كانت النتيجة والنهاية والعاقبة ارسل الله عليها حسبانا من السماء حتى صارت صعيدا زلقا. فحرق الله عز وجل اشجارها طواعق ودمر ثمارها الماء الغزير. وافسد تربتها وفسد عفوا واستغفر الله. وفسدت تربتها بسبب بسبب فساد قلوبهم وبواطنهم وكفرهم لنعمة الله عز وجل. فالله الله يا اخواني بشكر نعمة الله والله اعلم