الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول شاب مستقيم مع بعض اصدقائه. طيب التعامل وما ومع بعضهم سيء التعامل دائم التشكي من اهله انهم يأمرونه بالسوق وبحاجياتهم وللاسف انهم ممن ظاهرهم الصلاح. فهل يناصح؟ ودائم الغضب ولا اقبل النصح فما الطريقة في التعامل معه الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الدين مبني على علم وعمل فلا ينفع العلم بلا عمل ولا ينفع العمل بلا علم. فعلم بلا عمل عقوبة. وعمل بلا علم ضلال وقد امرنا الله عز وجل في كل ركعة من ركعات الصلاة المفروضة والنافلة ان نسأله ان يهدينا الصراط المستقيم. صراط الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال العلماء المغضوب عليهم هم الذين عندهم علم ولم يقرنوا هذا العلم بالعمل وعلى رأسهم اليهود والضالين او والضالون هم النصارى الذين عندهم علم وتعبد واجتهاد وطاعات ولكن على غير هدى من الله ولا برهان ولا دليل واما اهل الصراط المستقيم فهم الذين يقرنون بين العلم والعمل. ويقول السلف رحمهم الله تعالى علم بلا عمل كشجر بلا ذنب تمر فلا يجوز للانسان ان يفرق بين العلم والعمل. ولا يوصف الانسان بالاستقامة الالتزام بمجرد كونه تعلم شيئا من الكتاب والسنة لا. الا اذا التزمت بالعمل بهما فالالتزام ليس التزاما علميا فقط بل هو التزام علمي وعملي. فوصف هذا الانسان بانه مستقيم وملتزم وانه طالب علم. ونحن اذا رأينا لم نجد فيه شيئا من تحقيق ما يتعلمه من كتاب الله وسنة رسوله فهذا في حقيقته ليس بمستقيم ولا بملتزم على منهج الله عز وجل وما تعلمه فانما هو من باب استكثار حجج الله عليه. فما تعلمه اذا لم يقرنه بالعمل فهو عقوبة وعذاب عليه في الدنيا قبل الاخرة وكما قالوا عالم بعلمه لم يعملا معذب من قبل عباد الوثن. فانا وصيتي لك ايها السائل ان مع هذا الرجل وقفة صدق بان تبينوا له انه الان عنده علم بالحلم ولكنه لا يحلم. عنده علم باهمية الصدق ولكنه لا يصدق. عنده علم باهمية بر الوالدين والاحسان الى الاخوان والاخوات ولكننا اذا اين تعامله مع والديه واخوانه واخواته وجدناه لا يمت الى ما يحمله في قلبه من العلم بصلة. فاذا علمه سبب لعقوبة الله له في الدنيا والاخرة ان لم يتب الله عز وجل عليه ويتدارك نفسه بتوبة صادقة نصوح من تلك الاخلاق الفاسدة التافهة التي يمثلها علمه الذي يحمله في قلبه. فاذا لا بد اذا كنا صادقين في قضية الاستقامة والالتزام ان نقارن بين اعمالنا مع ما نحمله في قلوبنا من العلم. اذا كان العلم كثيرا والعمل قليلا فلنعلم اننا لسنا على قضية التزام على وجهه الصحيح ولسنا بمستقيمين على الوجه الصحيح لان الالتزام والاستقامة ليست علمية فقط. وانما هي عملية كذلك فعليكم بمناصحته وعليكم بمواصلة ارشاده والانكار عليه وامره بالمعروف والا تتركوا نصيحته حتى لا تتخبطه هذه الاخلاق وتبعده عن منهج الله الابعاد المطلق والله اعلم