من قلبك واخرجي ثنائهم من قلبك. وازجري من ترينه يمدحك. ولا ترضي بان تمدحي في المجلس. وامري بتقوى الله عز وجل واحفي في وجوههم التراب ان استطعت فانهم يمدحونك مدحا انت تعلمين الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة انها فتاة وليس ليس لها من صفات الالتزام الا الشيء القليل جدا. تقول ولكن من لها من اصدقاء واقارب يبالغون بالثناء والمدح لها حتى ان بعضهم يقول لها انت من اهل الجنة. تقول وانا اخشى ان يدخل في نفسي شيء من العجب والرياء فما توجيهكم حفظكم الله الحمد لله التوجيه في ذلك ان تعلمي ان العبرة بالمدح والثناء انما هو مدح الله عز وجل وثناؤه على عبده فان اهل الارض وان اجتمعوا على مدح احد وهو مسخوط عليه في السماوات. فان مدح الناس لا ينفعه ان ذم اهل الارض على احد اذا كان ممدوحا من اهل السماوات فانه لا يضره فان من مدحه زين وذمه انما هو الله تبارك وتعالى. فلا شأن لك بالناس ولا بكلام الناس ولا بثناء الناس وانظري الى خاصة نفسك وعلاقتك مع الله وعظم تقصيرك في جنب الله. والله عز وجل لا يجازي العبد بمجرد مدح من اجل مدح الناس وثنائهم عليه. فاذا مدحك ناس واثنوا عليك واخبروا بعظيم تعبداتك وانك من اهل الجنة وانك قد بلغت في الاستقامة والالتزام المبلغ العظيم. فالله لا على هذا الكلام وانما يثيبك على ما يعلمه منك ومن دين وايمان وتقوى والتزام بالشريعة. فاذا القضية ليست قضية ولا كلام الناس وانما المنزلة الحقيقية هي منزلة العبد عند الله عز وجل. وهذا امر فيما بين العبد وبين ربه فاعرظي عن هذا الكلام واياكي ان يدخل في قلبك شيء من العجب ولا التسميع والرياء والاعجاب فان هذا يحبط عليك العمل فاياك مع عظم تقصيرك في جنب الله عز وجل ان يحبط ان يحبط ما تبقى من عملك الذي تعملينه فان الانسان ينبغي له ان يقدم نظر الله عز وجل على نظر العباد وان يحرص على استشفاف منزلته عند الله لا في استشفاف منزلته عند العباد. وان يحرص على مرضاة الله وعلى العلو في عين الله لا على معرفة مقداره في قلب في قلوب العباد ولا يطلب مرضاة العباد فليكن نظرنا الى الله عز وجل مقدما على كل شيء. فلنسعى الى مرضاة الله قبل اي مرضاة احد. قبل مرضاة اي احد ولنسعى الى الرفعة عند الله قبل السعي الى الرفعة عند كل احد. فانه لا يضرنا ذم الناس اذا كنا من اهل العلو والرفعة والعزة عند الله عز وجل. ولا ينفعنا ثناء الناس ومدحهم اذا كنا من اهل السفول والغضب والسخط عند الله تبارك وتعالى. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله ولك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. فاخرجي مدح الناس كذبه من نفسك وانك لا وانك لم تبلغي الى هذه الدرجة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول احفوا في وجوه المداحين تراب فان لم يسكتوا ولم ينزجروا فقومي من هذا المجلس لانه مجلس يخاض في فيه في ايات الله عز وجل. والله ندبنا في مثل هذه المجالس بقوله فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره. لا ترضي بان يمدحك الناس ليعلم الناس من منهجك كراهية حتى يضربوا اخماس في اسداس قبل ان ينطقوا بكلمة مدح واحدة فيسلمون وتسلمين انت. وتسلمين انت. لا ترضي باي احد وذكريهم بالله وخوفيهم من مغبة هذا المدح. وامريهم بتقوى الله عز وجل. واما انت في خاصة نفسك فاياك في ان تغتري او تعجبي لان العبرة يوم القيامة ليس بمدح الناس. ولا بمقام في قلوب الناس لاننا نستطيع ان نخادع الناس فنخفي فنخفي الامر السيء عن اعينهم ولا نظهر لهم الا الجميل فيمدحنا الناس بسبب ستر الله علينا بسبب ستر الله علينا فنتوصل بستر الله الى مدحهم وثنائهم لكن هل هذا ينفع عند الله؟ الجواب لا. فلنحذر ذلك ولنعلم ان اعظم شيء جملنا في عيون الناس انما هو ستر الله فلنعد الى الله بالتوبة الصادقة النصوح ولنعترف عند عتبة بابه بعظيم التقصير في جنبه ولنعترف باننا عباد مذنبون مقصرون فقراء منطرحون بين يديه عز وجل. فقراء والى رحمته فقراء الى مرضاته فقراء الى مغفرته عز وجل. فالمنزلة الحقيقية هي ما عليه الامر حقيقة عند الله عز وجل والله اعلم