الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله اليكم احمل في قلبي هما وغما وضيقا بسبب معصية اعملها ولا زلت اعملها. واريد التوبة منها اتمنى من فضيلتكم النصح لي يقول جريمتي او معصيتي هي ما يهتز له عرش الرحمن. نسأل الله ان يتوب علينا منها. الحمد لله رب العالمين وبعد ايها الاخ السائل الكريم اسأل الله عز وجل ان يمن علينا وعليك بالتوبة من كل ذنب ومعصية. وان يرزقنا الاوبة الصادقة النصوحة تجمع لشروطها وان يجعلنا واياك من المقبولين التائبين انما يفعله الانسان من الذنوب والمعاصي قد جعل الله عز وجل له علاجا نافعا ناجعا. وما على الانسان اذا كان صادقا في كراهيته لهذا الذنب الا ان يسلك طريق العلاج لهذا الذنب الذي يزاوله اول علاج لهذه الذنوب ان نتوب منها الى الله عز وجل التوبة الصادقة المستجمعة لشروطها ان تكون توبتنا منها توبة نابعة عن ندم قلبي صادق يعلمه الله عز وجل منا وان نعزم على ان على الا نعود لمثل هذا الذنب مرة اخرى وحتى وان عاد الانسان الى ذنبه بعد هذه التوبة فليجدد للذنب الثاني توبة جديدة. وكلما وقع الانسان في نفس الذنب فليبادر بالتوبة الى الله عز وجل ولا ينبغي ان يفتح قلبه لوسوسة الشيطان ان توبته هي توبة الكذابين فان من احب الاشياء الى الشيطان ان ان ييأس قلب المؤمن من رحمة الله وروحه ورضوانه ومغفرته توبته عز وجل. فان اليأس والقنوط من رحمة الله وروحه من جملة الكبائر العظيمة. بل هي اعظم من الذنب الذي قد يرتكبه ويصر عليه فاياك ان تيأس من روح الله واياك ان تقنط من رحمة الله. فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اليأس من من رحمة الله وروحه من جملة الكبائر والموبقات فاياك ان تترك التوبة من هذا الذنب بعد مقارفته. حتى وان قارفته في اليوم عدة مرات فعليك ان تتوب الى الله عز وجل بعد مقارفته وان تستشعر صدق التوبة فيما بينك وبين الله تبارك وتعالى والندم توبة يعلمها الله عز وجل منك حتى ييأس الشيطان من اغوائك بهذا الذنب لانه يعلم منك انه كل ما اغواك للوقوع فيه بادرت بالتوبة منه فاول علاج لهذا الذنب وغيره ان تطرق باب التوبة وان تنطرح بين يدي الله عز وجل تائبا منيبا صادقا في توبتك نادما على ما مضى من مزاولتك لهذا الذنب والمعصية. والمتقرر عند العلماء ان التوبة تجب ما قبلها وان من تاب من ذنب كمن لا ذنب له. وان التائب من الذنب كمن لا ذنب له والعلاج الثاني قطع اسباب الوقوع في هذه المعصية ما استطعت الى ذلك سبيلا. فان الانسان هو الذي يتسبب على نفسه في الوقوع في المعصية باتباع خطوات الوقوع فيها. فانظر في نفسك يا اخي الكريم ما هي الاسباب التي توقعك في هذه المعصية. فاذا كان بعض الاسباب موجودا فعليك بقطع دابر هذه الاسباب حتى تكفى باذن الله عز وجل من الوصول الى هذه الفاحشة او المعصية. واما ان تسلك طريق اسبابها وتسلك ذرائع الوقوع ثم بعد ذلك ثم ثم بعد ذلك تتحسر على الوقوع فنقول انت الذي جنيت على نفسك. اذا كان عندك بعض الصور او تتبع بعض المواقع فعليك بمجانبة ذلك ومباعدة والتباعد عنه وان تسأل الله عز وجل ان يكفيك شر الوقوع في شيء من حبائله وشراكه. فقطع اسباب المعصية من اهم الاشياء التي تحمي الانسان من الوصول الى هذه المعصية. ولذلك يقول الله عز وجل لا تتبعوا خطوات الشيطان وذلك لان من اتبع شيئا من خطوات الشيطان فليعلم ان سلوك اوائل الطريق يفضي به الى نهاياته. وان وسائله تفظي به الى غاياته ولا جرب. ولو تأملت قول الله عز وجل لا تقرأ ولا تقربوا الزنا. لتبين لك ان الله لم ينهنا عن الوقوع في الزنا فقط بل نهانا عن الزنا ونهانا عن قربان الزنا. فالذي لا يريد ان يقع في الزنا فيجب عليه الا يحفظ صورا جنسية خلاعية في جواله. ولا ان يعاكس النساء. ولا ان يتتبع المواقع الجنسية المشبوهة فان الانسان اذا اقترب من الزنا بطرق وسائله واسبابه فانه لا بد ان وقع في الزنا او في العادة السرية او يتطلب الوقوع في فاحشة عمل قوم لوط والعياذ بالله. فقطع الاسباب مهم جدا وهذا من اعظم العلاجات. ومن العلاجات كذلك كثرة دعاء من بيده تقليب القلوب عز وجل ففي الحديث ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كقلب واحد يصرفها كيف يشاء اذا كنت صادقا فالح على الله عز وجل بان يعصم قلبك من محبة هذه المعصية. وان يعصم جوارحك من الوقوع في شيء من براثنها والعياذ بالله. اكثر من الدعاء وانطرح عند عتبة باب الكريم. والهج في ليلك ونهارك وفي سجودك وفي ادبارك الصلوات وبين الاذان والاقامة. وفي حال سفرك وفي ثلث الليل الاخر وفي ساعة الاستجابة من يوم الجمعة. وليكن هذا هو هجراك وديدنك ان تدعو الله عز وجل بان يقيك من هذه المعصية وان يكفيك شرها وشرا الشيطان الذي يدعوك اليها وانت لا تدري عن الدعاء وعظمته فان الدعاء من اعظم التي تقي العبد من مصارع السوء ومواقع التهم والعياذ بالله. اكثر من الدعاء وابشر بالخير. وثق بالله وثق بالله وثق في الله عز وجل انه سيحميك ويعصمك باذنه عز وجل اذا علم من قلبك الصدق والاقبال عليه. فان من علق قلبه واقبل على باب الله صادقا نادما تائبا فوالله ثم والله ثم والله ان الله عز وجل لن يطرده عن بابه ولن يخيبه ولكن ليعلم الله عز وجل منك الصدق. ومن العلاجات لهذه الذنوب بخصوصها اعني ذنوب الفواحش من الزنا او العادة السرية او عمل قوم لوط المبادرة بالزواج حتى وان استدنت لذلك ديونا تثقل كاهلك. فاستدم وبادر بالزواج فانك محتاج الى امرأة تعصم بها فرجك. وتحفظ بها شهوتك وتغض بها بصرك تنفيذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحسن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. فعليك بالزواج بادر به وابحث عن امرأة صالحة وابحث فعن احد يدينك حتى ولو كان دينا سيأخذ صاحبه فيه اضعاف اضعاف ما اخذته حتى تعصم دينك وتعصم نفسك وتعصم شهوتك وتعصم ايمانك والدنيا تذهب وتجيء ولكن الايمان يجب عليك ان تحافظ عليه فما دمت عزبا فانك فانك مؤهل للوقوع في هذه في هذه المعصية. فبادر بالزواج بارك الله فيك. ومن الاشياء المهمة التي تعصمك مراقبة الله عز وجل. في خلواتك وجلواتك فتخيل ان الله عز وجل ينظر اليك وانت على ظهر هذا الغلام تفعل به هذه الفاحشة العظمى والعياذ بالله افلا تستحي من الله عز وجل وهو ينظر اليك؟ اولا تخاف من الله عز وجل ان ينزل عليك عقوبة قوم لوط التي عذب بها قوم لوط وهي من اعظم ما عذب الله به امة من الامم. فهذه فاحشة عظيمة متفق على وانها من اقبح الذنوب التي يعصى الله عز وجل يعصى الله عز وجل بها. وانا اجزم ان شاء الله انك ان حرصت على هذه علاجات فان الله سوف يكفيك شرها باذن الله تبارك وتعالى. وانبهك على مسألة مهمة وهي انك قلت في اخر سؤالك وهي الفاحشة التي يهتز لها عرش الرحمن. وهذا ليس بصحيح ايها الاخ الكريم فاننا لم نجد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على ان عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من الذنوب والمعاصي. لا من الزنا ولا من ولا من غيرها من فواحش الذنوب والاثام. ولم يرد ان عرش الرحمن يهتز لشيء من الوقوع بسبب الوقوع في شيء من الجرائم ولا يعني هذا ان انها فاحشة يسيرة لا هي عظيمة ولكننا ننفي هذا الامر الغيبي وهو وهو ابتزاز عرش الرحمن لانه امر غيبي وامور الغيب توقيفية على النص. عافاك الله وشفاك من هذه المعصية وعصم قلبك واخزى شيطانك ورزقنا واياك التوبة الصادقة النصوحة قبل الممات والله اعلم