ثلاثمئة كلمة في القرآن تقريبا من الجذر ذكر فنقول الذكر خلاف الانثى والذكير من الحديد اشده واجوده وبذلك سمي السيف مذكرا. اي شفرته حديد ذكر والذكرة القطعة من الفولاذ تزاد في رأس الفأس وغيره ومطر ذكر اي شديد وابل فالمعنى المحوري لهذا الجذر قوة الشيء وصلابة مادته بحيث ينفذ كالحديد الفولاذي يزداد في السيف وغيره لينفذ ولا ينثني والذكر خلاف الانثى فهو اصلب واخشن منها وجمعه ذكور وذكرا ومن ذلك الذكر الصيت في الخير والاصل في ذلك ان الذكر باللسان اي جريانه بالاسم وذكر الشيء بالصوت وجود قوي له دعوا وجوده في الاسماء والقلوب كما في قوله تعالى سمعنا فتى يذكره وكما في قوله تعالى اهذا الذي يذكر الهتكم ويأتي الذكر بمعنى الشرف كما في قوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وكما في قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك والذكر الكتاب الذي فيه تفصيل الدين ووضع الملة وبه سميت كتب الله لخلقه. كما في قوله تعالى والذكر الحكيم ومنه الذكر اي الحفظ للشيء وتذكره بمعنى ضد النسيان لان ذكر الشيء يعني بقائه قويا واضحا في الذهن ثلاثمائة كلمة في القرآن تقريبا من الجذر عبدا فنقول اعبدوا به اي اجتمعوا عليه يضربونه والعبدة حجر عريض يدق عليه العطر وناقة ذات عبدة اي ذات قوة شديدة وسمن والعبد نبت طيب الرائحة تكلف به الابل. لانه ملبنة مسمنة اي يجعلها تسمن ويكثر لبنها فالمعنى المحوري لهذا الجذر حصر شديد للشيء يجعله رقيقا رخوا ناعما غير صلب ولا خشن كالعباد بشخص مع الضرب فذلك يستهلك قوته ويرخيه والعبدة تمكن من سحق الطيب الصلب وسمن الناقة رخاوة محصورة فيها والنبت المذكور يربي اللبن والسمن ومادتهما رخوة ومن معنى الرخاوة واذهاب الخشونة تعبيد الطريق. اي تمهيده وتذليله ومن معنى الحصر العبد اي المملوك من الرقاب بمعنى مفعول. لانه محوز محصور بالملك كما انه منقوص العز والشموخ اما عبد الله عبادة تأله له فهو من هذا الاصل اي جعل نفسه مملوكا وعبدا لله بهذا التأله ومن معنى الحصر المذكور قولهم عبد فلان اي غضب غضب انف وبه فسر قوله تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. اي الانفين من هذا الادعاء اي النافلين المشمئزين من هذا الادعاء