ربعمائة كلمة في القرآن تقريبا من الجذر عذبة فنقول العذبة الطحلب يعلو الماء فالمعنى المحوري لهذه المادة نفاذ كثافة الشيء المنبثة فيه الى ظاهره او طرفه. ومنه عذب الماء طاب اي ذهب او نفذ منه كثيف. وهو عكره وملوحته ثم عمم العذب في كل مستساغ من الشراب والطعام اما العذاب النكال والعقوبة فمعناه انه اهلاك وافناء للقوة والغلظ والحيوية المنبثة في البدن اي تجريد منها بايقاع الالام المؤدية الى ذلك كبر بالمبرحين بصوره والجلد وما شابه ثلاث مئة كلمة في القرآن تقريبا من الجذر رحما فنقول الرحم منبت الولد ووعائه في البطن فالمعنى المحوري لهذه المادة اتساع في باطن الشيء المتضام او اثنائه مع رقة وبلال كالرحم ومن سعة الباطن مع التندي والرقة الرحمة والتي هي رقة القلب والعطف ونحوهما من الشخص على من يضم وهي من الله عز وجل كل ما يناسب البلال والرقة من احسان ورزق وحنان ومغفرة لعباده وهم في حوزته عز وجل اما الرحمن والرحيم فالرحمن صفة ذات اي ذو الرحمة اما الرحيم فصفة فعل فالاول دال على ان الرحمة صفته والثاني دال على انه يرحم خلقه برحمته. واذا اردت فهم هذا فتأمل قوله وكان بالمؤمنين رحيما ولم يجيء قط رحمن بهم فعلم ان الرحمن هو الموصوف بالرحمة. وان الرحيم هو الراحم برحمته