يخطب جلس حيث ينتهي به المجلس لا يتجاوز الرقاب ولا يؤذي الخلق بل يجلس حيث تيسر له ويصلي ركعتين قبل ان اجلس كما قال صلى الله عليه وسلم اذا جاء احدكم الجمعة والامام يخطب يا ايها الذين امنوا الجمعة ما منكم خير لكم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله وهي كل ما امر بتعظيمه. فانها من تقوى القلوب. فعظموا ما عظمه الله عز وجل. فان تعظيم ما عظمه وفي القلب وصلاح في العمل. ايها المؤمنون ان من خصائص هذا اليوم انه اذا جاء الانسان والخطيب اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون. اتقوا الله تعالى حقا التقوى فقد اوصاكم الله تعالى والاولين بذلك فقال ولقد صرنا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فاتقوا الله عباد الله واجعلوا بينكم وبين غضبه ومساخطه وقاية. بامتثال ما يحب ويرضى والانتهاء عما نهى عنه وزجر فبذلك يتحقق للعبد التقوى. ايها المؤمنون في مثل هذا اليوم في يوم الجمعة تقوم الساعة. تقوم القيامة التي يقوم فيها الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا هكذا جاءت الاخبار فخص الله تعالى يوم الجمعة بهذه الخاصية الكونية التي ميزته عن سائر الايام فهو يوم اصطفاه الله تعالى وخصه بان جعله موعدا لقيام الساعة وقد حباه الله تعالى بخصائص اخرى خصائص كونية وخصائص شرعية فمن الخصائص الكونية انه خير يوم طلعت فيه الشمس. كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة وهذه الخيرية اصطفاء من الله عز وجل وربك يخلق ما يشاء ويختار. فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة وفيه اخرج منها وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ولا تقوم الساعة الا في يوم الجمعة وقد جاء في الترمذي باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وفيه تقوم الساعة وما من دابة الا وهي مصيخة اي منصتة وجلة مستمعة مترقبة متخوفة وما من دابة الا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى اتطلع الشمس شفقا من الساعة الا الجن والانس. هكذا يخبر صلى الله عليه وسلم عن بعض خصائص هذا اليوم القدرية الكونية التي خص الله تعالى بها يوم الجمعة. وقد فظله الله وشرع تفضيله للامم فكان هذا اليوم يوم تفضيل في الامم السابقة. الا ان الله ادخر تفظيله لهذه الامة فظلت عنه اليهود. فعظموا يوم السبت وظل عنه النصارى فعظموا يوم الاحد. وهدى الله هذه الامة فوفقها الى تعظيم خير يوم طلعت فيه الشمس هذه الخيرية لا ترتبط بهذه الامة. هذه الخيرية قدرية للامم كلها. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون السابقون يوم القيامة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرظ الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله اليه. فالناس لنا فيه تبع. اليهود غدا اي تعظيم يوم السبت. والنصارى بعد غد اي تعظيم يوم الاحد فالحمد لله الذي هدانا للاسلام وخصنا باشرف الايام فيوم الجمعة سيد الايام. هو الذي اجتمع فيه الشرف شرف الاقدار وحوادث الكون وشرف الاعمال من الطاعات والقربات ولذلك خص الله تعالى هذا اليوم بخصائص شرعية وهي خصائص متنوعة تشمل الناس كلهم فليست خاصة باحد دون احد. بذكر دون انثى او بانثى دون ذكر. بل ذلك فضل عام لكل المسلمين. لكل من امن بالله ورسوله. وان كان خص بعض فضائله بالرجال ووجوبا لكن الفظيلة عامة لكل احد فان فظل يوم الجمعة ليس خاصا بفئة دون فئة بل هو للناس كافة لكل مسلم ومسلمة. ومن اعظم خصائص هذا اليوم الشرعية. هذا الاجتماع الذي نحن فيه صلاة الجمعة هي اخص فضائل هذا اليوم. لذلك قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة تسعوا الى ذكر الله ولم يقل صلوا اويتوا او ما الى ذلك من الاوامر بل امر بالسعي اليها. لدلالة ذلك على عظيم الخير الذي فيها. وان ما فيها من الفضائل لا تدرك بمجرد سير بطيء او متلكأ او متأخر بل لا يدرك الا بالسعي الذي يشفق صاحبه ان يفوتهما ما يسعى اليه. يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. ففيها من الخير وفيها من صلاح القلوب واستقامة الاعمال البصيرة والاجر والعطاء من الله عز وجل شيء كثير وليتبين لك ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم على منبره كما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة عمر قال صلى الله عليه وسلم لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات اي عن تركهم او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. هكذا يبين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة ترك الجمعة تلو الجمعة. وان ذلك من اسباب ختم القلب وطمسه واذا انختم على القلب او ختم على القلب عمي. واذا عمي لم يبصر سبيلا. ولم يهتد طريقا وظل في حيرة وظلال لا يخرجه منه الا التوبة الى الله تعالى والاوبة والاستمساك بشرعه ايها المؤمن ان الجمعة كفارة للخطايا والاوزار فهي مفتاح يدرك به العبد خير الدنيا وخير الاخرة يدرك به صلاح قلبه واذا صلح القلب صلح كل شيء. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح. الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وهي مفتاح حط السيئات والخطايا. فالجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر هكذا قال صلى الله عليه وسلم مزيد بيان يقول فيه صلى الله عليه وسلم ان توظأ فاحسن الوضوء ثم اتى الجمعة فاستمع وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة ايام هكذا يبين صلى الله عليه وسلم فضيلة هذه الصلاة. فضيلة هذا العمل الذي نحن فيه انه فظل عطاء من الله تعالى بالاجر والثواب. وحط السيئات والخطايا والاوزار. ايها المؤمنون ان فضل الجمعة بالاجتهاد في تحصيلها. والسعي اليها والاتيان على الوجه الذي امر الله تعالى به. فان الاجور فيه مختلفة بين الناس ولذلك فاوت النبي صلى الله عليه وسلم في اجور من يأتي الى الجمعة في تبكيره فمن اتى في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه. ومن اتى في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة. ومن اتى في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا اقرن. ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة. ومن جاء في الساعة خامسها فكأنما قرب بيضة. واما من اتى بعد مجيء الخطيب فله اجر الصلاة دون اجر الجمعة. لان الملائكة فاذا دخل الخطيب وابتدأ وشرع في خطبته طوت صحائفها تستمع الذكر الملائكة تستمع معكم الان ما يقال من ذكر الله وذكر رسوله وهذا بيان شريف وعظيم. هذا المقال وهذا المقام وانه تستمع اليه الملائكة وتحضره وكلما علا شرف الحاضر كان دليلا على عظيم الاجر من رب العالمين. ايها المؤمنون ان الجمعة فيها من الخاصية والمزية انه يشرع للمؤمن فيها ان تهيأ باحسن ما يستطيع من لباس ورائحة وتهيؤ ومجيء الى الجمعة باكمل ما يستطيع من صورة جمال وبهاء يقدر عليه ويمكنه. في ملبسه ورائحته. وسائر شأنه ولذلك شرع الله تعالى للمسلمين الاغتسال يوم الجمعة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم. الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم. ثم قال صلى الله عليه وسلم من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب. ودنا من الامام واستمع وانصت. ولم يلغ اي لم يشتغل بما عن سماع الخطبة كان له بكل خطوة يخطوها من بيته الى المسجد عمل سنة اجر صيامها وقيامها. هذا فضل هذه التهيؤات والاستعدادات والتبكير الى صلاة الجمعة والاعتناء بها. انه فضل عظيم وعطاء كبير. من رب على القليل الكثير وقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما على احدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته اي خص يوم الجمعة بلباس يخصه يناسبه من الزينة والبهاء. ان هذه الفضائل تدرك بالاجتهاد من اجتهد وصدق في طلبها وفق اليها بعيد عن الكسلان او ذي ملالة. واما من المشتاق فهو قريب اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك. وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام بركة هذا اليوم واجره وفضله واعنا على الخير فيه. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون. عظموا ما عظمه الله تعالى. فان تعظيم ما عظمه الله تعالى من الايام والليالي والاماكن والاشخاص كل ذلك دليل على صحة القلب واستقامته. ذلك ويعظم شعائر الله فليصلي ركعتين خفيفتين ثم ليجلس. ان من فضائل هذا اليوم ومن مناقبه انه يوم فيه ساعة اجابة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا الا اعطاه اياه وقال بيده يقللها اشار بيده يقلل هذه الساعة وانها ليست بطويلة. فليبادر المؤمن الى هذه الساعة. وان ويجتهد في طلبها وقد قيل في تحديدها اقوال كثيرة احرى ذلك واقربه انها من دخول الخطيب الى فراغ المؤمن من صلاته فليجتهد كل واحد منا دعاء الله عز وجل من دخول الخطيب في اوقات سكوته بين الخطبتين وبين الاذان والاقامة وفي صلاته ليجتهد في لله عز وجل كلما يحب من خير الدنيا وخير الاخرة. وقد جاء في حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا الا اتاه الله تعالى اياه. فاخبر ان عدد ساعات يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ثم اخبر بساعة فيها اجابة قال فيها صلى الله عليه وسلم فالتمسوها اخر ساعة من العصر وهذا الاقوال التي فيها رجاء ادراك هذه الساعة وفضلها. فهي اما من دخول الخطيب الى فراغه من الصلاة او اخر ساعة من ساعات يوم الجمعة فليجتهد المؤمن في سؤال الله عز وجل. وليسأله من الخير ما استطاع الى ذلك سبيلا. وليكثر من من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم كله. فقد جاء في حديث اوس بن اوس انه قال صلى الله عليه وسلم من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا علي من الصلاة فيه فان صلاتكم معروضة علي. وقد قال صلى الله عليه على اله وسلم فاكثروا علي من الصلاة فيه. وهذا فيه الندب الى الاكثار من قول اللهم صل على محمد صلى الله على محمد عليه الصلاة والسلام. كل تلك الصيغ تؤدي هذا الامر وتحقق هذا ندب فينبغي لنا ان نكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. فانه من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرا. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فليجتهد المؤمن في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم ما استطاع الى ذلك سبيلا. فان فيه شرح الصدر واداء حق النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه من الخير ان الله يضاعف لك العطاء. فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا. والصلاة هي الخير الكثير عندما تقول اللهم صل على محمد انت تسأل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم خيرا كثيرا في دنياه بنصر شريعته وفي اخراه بحفظ ملته وعلو منزلته وطيب ذكره والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم وفي الاخرة بالاجر العظيم والجزاء الكبير من رب عظيم كريم سبحانه وبحمده. فاذا قلت اللهم صل على محمد فانت تسأل الله للنبي ان يرزقه الله خيرا كثيرا. والله سيصلي عليك عشرا في رزقك خيرا كما سألت للنبي صلى الله عليه وسلم الخير الكثير. ايها المؤمنون ان من المندوب في يوم الجمعة في قول كثير من اهل العلم ان يقرأ المؤمن سورة الكهف. وقد جاء فيها حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين. وهذا الحديث لم يثبت مرفوعا. انما جاء من قول ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو وهو مما لا يقال بالرأي وقد جاء من طرق متوافرة فمن المندوب للمؤمن ان يقرأ سورة الكهف في اسبوعه لا سيما في يوم الجمعة فانها نور يضيء للعبد الطريق ويهديه السبيل. وما احوجنا الى قراءة هذه السورة. فان اولها واخرها جاء في حديث مسلم ان من قرأ من حفظ اول عشر ايات من اول سورة الكهف او اخرها وقاه الله فتنة الدجال. نسأل الله ان يقينا واياكم شر الفتن ما ظهر منها وما اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اصرف عنا السوء والفحشاء وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام من فضلك برا واستقامة صلاحا في الظاهر والباطن. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين راغبين راهبين اواهين منيبين. اللهم تقبل توبتنا وثبت حجتنا. واغفر زلتنا واقل عثرتنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انصر اخواننا المجاهدين في سبيل في كل مكان. اللهم انصرهم في سوريا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انجي المستضعفين في سوريا انك على كل شيء قدير. اللهم احقن دماء اللهم امن روعاتهم اللهم استر عوراتهم اللهم احفظ اعراضهم اللهم انتقم لهم ممن ظلمهم اللهم انتقم لهم ممن ظلمهم. اللهم عليك بايران فانها لا تعجزك. اللهم افسد سلاحها. اللهم ائتها من حيث لا تحتسب. اللهم اشغلها بنفسك عن اذية المسلمين والتسلط عليهم. اللهم اكتب مثل ذلك لكل عدو للاسلام ظاهر او مستتر. اللهم ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يا قوي يا عزيز. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد