شيخنا احسن الله اليكم كيف نجمع بين قاعدتين وهي القاعدة الاولى لا عبرة بالظن البين خطؤه وبين القاعدة الثانية والتي تقول ان غلبة الظن كافية في التعبد والعمل الحمد لله رب العالمين وبعد نجمع بينهما باختلاف الحال وذلك ان الظن ينقسم الى قسمين وفي كل قسم كليته وقاعدته الظن الاول هو ذلك الظن المبني على القرائن التي تفيد مقتضاه فاذا بنى الانسان حكمه على ذلك الظن بعد النظر في المصاحبة له فحينئذ تأتيك قاعدة غلبة الظن كافية في التعبد والعمل فالظن الوارد في هذه القاعدة انما هو ذلك الظن الذي بني على قرائنه كالذي تشكل عليه جهة القبلة ثم ينظر في الشمس وينظر في القمر وينظر في الجدي وينظر في النجوم فيستدل بهذه القرائن على جهة يغلب على ظنه انها هي القبلة او كالذي يشكل عليه في طهارة الثوب او نجاسته اختلطت الثياب الطاهرة بالنجسة فحينئذ هو ينظر في القرائن وينظر في البقع وينظر في كذا حتى يغلب على ظنه الثوب الطاهر فاذا كانت فاذا كان الظن مبنيا على النظر والتحري وعلى القرائن التي تفيد مقتضاه فهذا هو الظن الذي تبنى عليه الاحكام الشرعية وعليه قاعدة غلبة الظن كافية في التعبد والعمل وكليته تقول كل ظن مبني على قرائنه التي تفيده فجائز العمل به. فيجوز العمل به واما الظن الثاني فهو ذلك الظن الذي يرادف الوهم وهو ان يبني الانسان حكمه على وهم وخيال لم ينظر لا في قرائن ولم ينظر في دلالات ولم ينظر في علامات ولا ارشادات ولم ينظر في شيء ابدا كالذي يستيقظ من النوم ثم يستقبل اي جهة فيصلي ثم يتبين له انها ليست جهة القبلة فهذا وهم بنى حكمه الشرعي على وهم وعليه قاعدة لا عبرة بالظن البين خطؤه هو الظن المرادف للوهم فصار الظن الذي يجوز العمل به وبناء الاحكام الشرعية عليه هو ذلك الظن المبني على القرائن التي تفيد مقتضاه واما الظن الذي لا يجوز بناء الاحكام الشرعية عليه. فهو ذلك الظن الذي لم يبنى لم يبنى على القرائن التي تفيد مقتضاه فكل ظن بني على قرينة تفيد مقتضاه فيجوز العمل به وكل ظن لم يبنى لم يبنى على قرينة تفيد مقتضاه فلا يجوز العمل به. وبالتفريق بين الظنين يتحرر لك القاعدتان والله اعلم