شيخنا احسن الله اليكم كيف نجمع بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا يزال طائفة من امتي ظاهرين حتى يأتيهم امر الله وهم ظاهرون وبين حديث في رواية قال فيها صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق الحمد لله رب العالمين وبعد قبل ان نبدأ في جمع ادل اخواني على اعظم قاعدة من قواعد الجمع بين مظاهره التعارض من في الادلة. وهي قاعدة جمع باختلاف الحال وهي اننا نحمل هذا الدليل على حال ونحمل الدليل الاخر على حال اخر او اخرى وبناء على ذلك فالساعة في كلا الحديثين لا يراد بها ساعة واحدة وانما يراد بها ساعتان فاما ساعة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم عليهم الساعة او تقوم الساعة فالمقصود بها تلك الريح التي يبعثها الله عز وجل فتدخل تحت اباط المؤمنين فلا تدع مؤمنا في الارض الا قبضت روحه فتلك هي الساعة المذكورة في حديث الطائفة المنصورة. فامر الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ينتهي بهبوب هذه الريح وقبض ارواح المؤمنين واما الساعة المذكورة في قوله انها تقوم الساعة الا على شرار الخلق فهي ساعة العامة التي تتضمن نفخ اسرافيل في الصور حتى يموت من في الارض كلهم. فبان لنا بذلك ان ساعة الطائفة المنصورة هي تلك الريح. واما ساعة واما ساعة شرار خلق فهي الساعة العامة فبالتفريق بين الساعات الخاصة والساعة العامة يزول الاشكال بين الدليلين ولله الحمد والله اعلم