سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله من حقوق العشرة والصحبة ان لا يحسدهم على ما يرى عليهم من اثار نعمة الله لان هذه النعم التي اعطاها الله عز وجل لاصحابك واخوانك هذه النعم هي من الله سبحانه وتعالى جمالا وصورة وطولا وعرضا وعرظا ومالا وجاه ونسبا كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى فكيف تحسد الناس على امر قدري مقدر مفروغ منه ولهذا يقول جل وعلا في سورة النساء ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض هذا عام في اي شيء مقدر لا تتمناه غيره. بعض الناس ينظر نفسه في المرآة يقول ها لو وجهي هكذا لو خش بي هكذا لو عيني هكذا لا انت على ما خلقك الله في احسن صورة وما يفعله بعض الناس اليوم مما يزعمونه من عمليات التجميل هذا من اتباع خطوات الشيطان الذي قال ولامرنهم فليغيرن خلق الله فاذا تيقن المؤمن ان النعم من الله مع اعتقاده وامتثاله لامر الله. ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. فلا يحسد احدا على شيء من متاع الدنيا الزائلة وانما قد يغبطهم على فالامور النافعة الخيرة كالعلم والانفاق في سبيل الله عز وجل والغبطة مشروعة واما الحسد فمحرم الحسد محرم وممنوع باتفاق الفقهاء بل قال جمع من اهل العلم ان الحسد ينبي عن ضعف الايمان الحسد دليل على ضعف الايمان بل دليل على شعبة من النفاق عياذا بالله تعالى كيف تحسد الناس على شيء الله اعطاه الله الذي قسم الامور كيف تحسدهم ينبغي عليك ان تفرح لاخيك المسلم كما تفرح لو كانت هذه النعمة عليك ولذلك الله سبحانه وتعالى ذم اليهود فقال سبحانه ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله وقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناه ملكا عظيما فالحسد هو من صفات الكفار وهو من صفات المنافقين وهو من صفات اليهود من صفات الكفار لانهم لا يعلمون القدر ومن صفات المنافقين لانهم لا يؤمنون بالقدر ومن صفات اليهود لانهم لا يرظون بتقدير الله عز وجل المكتوب فينبغي على الانسان ان يحذر من هذا ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة لا تحاسدوا. ها وقال لا حسد الا في اثنتين في حديث ابن مسعود ومعنى لا حسد في الا في اثنتين اي لا ينبغي ان يكون الحسد لينبغي ان توجد الحسد الا في اثنته رجل اتاه الله مالا فهو يسلطه على نفقته في الحق ورجل اتاه الله علما فهو ينفق فهو يعلمه الناس فهذه غبطة مطلوبة اما نحسد الناس على شيء اتاهم الله فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تحاسدوا واما حديث كاد الحسد ان يغلب القدر فهذا الحديث لا اصل له نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل