اصلا ان كان مسافرا وغير قصر ان لم يكن مسافرا المقصود انه يشتغل الطاعات والعبادات في هذا اليوم في هذه البقعة ترك من لم يتيسر له المجيء فليبقى في مكانه ويسن له ان يحرم. يعني الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه. اهل الثناء والمجد احق ما ذكر العبد وكلنا له عبد جل في علاه سبحانه وبحمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ارجو بها النجاة من النار والفوز بالجنان واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه بعثه الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين تناولنا شيئا مما يتصل بيوم التروية ويوم عرفة وليلة مزدلفة والى لقاء متجدد ضمن هذه المنظومة مباركة التي نتناول فيها شيئا من الاحكام المتصلة بالحج وقصد هذا البيت المبارك وهو برنامج احكام اما بعد فمرحبا بكم واهلا وسهلا ايها الاخوة والاخوات. واسأل الله العظيم ان يجعلني واياكم من المباركين. هذه الحلقة من حلقات برنامج احكام تأتيكم ضمن منظومة مباركة تشرف عليها وتنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف الدعوة والارشاد لتوعية حجاج بيت الله الحرام. وفي هذه الحلقة سنتناول بيان شيء من امور المتعلقة بايام فاضلة شريفة هي خير ايام الزمان يوم التروية ويوم عرفة وما يكون في ليلة مزدلفة هذه الليالي وهذه الايام المباركة اه ايام الحج ايها الاخوة والاخوات ستة ايام اولها يوم التروية وبالمناسبة ايام الحج تسمى في كلام العلماء وفي كلام الناس في سالف الزمان بالاعمال التي تكون في هذه الايام فيوم عرفة هو يوم الوقوف في عرفة يوم النحر هو يوم الذبح. فيوم التروية ما هو ان يوم التروية هو اليوم الذي كان المتقدمون في الزمن السابق في عهد النبوة وقبلها وبعدها الى عهد قريب يروي الحجاج آآ الماء الى منازلهم في منى اي يستعدون لايام التشريق. فكانوا يجلبون الماء معهم الى منى لانه واد ليس فيه ماء فكانوا يأتون بالماء فيروون ولذلك سمي يوم التروية لانه يوم يروي فيه الحجاج آآ الماء آآ لاقامتهم بعد عرفة في آآ منى وآآ اقامتهم بعد ذلك آآ في انساكهم في الايام الوالية ليوم عرفة. اذا يوم التروية هو اول ايام الحج وهو يوم الثامن من ذي الحجة. النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قدم به هو هو واصحابه صلى الله عليه وعلى وعلى اله وسلم ورضي الله عن صحابته الكرام قدموا الى مكة في اليوم الرابع طبعا الذين كانوا قد خرجوا معه والا فالنسخ كانوا يتوافدون الى مكة قبل وبعد ذلك باعداد شهدت آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووافقته في اعمال النسك في ذلك العام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اه مكث بعد ان طاف واه سعى وخرج باصحابه الى الابطح وهو ما يعرف الشيشاوي قريب منها بقي الى يوم الثامن. يقول ابن عباس لم يأتي الكعبة بعد ان طاف وسعى حتى قضى حجه اي حتى انتهى من اعمال يوم آآ عرفة. النبي صلى الله عليه وسلم مكث بالابطح وخرج باصحابه ضحى يوم الثامن. وقد امرهم بالاحرام واحرم من كان قد منهم وصلى صلى الله عليه وسلم يوم التروية يوم الثامن ظهر يوم الثامن والعصر والمغرب والعشاء من ذلك اليوم ومن ليلة آآ عرفة واصبح فصلى الفجر صلى الله عليه وسلم في منى وبهذا يكون قد اكتمل ما يكون من الاعمال قبل الوقوف بعرفة وهذا المجيء الى هذه البقعة المباركة هو مجيء مسنون باتفاق اهل العلم بمعنى انه من لم يدرك هذا او حال دونه ودون الوصول اليه عدم المكان او التنظيم افواج الحجاج او ما الى ذلك من الاسباب التي حالت بينه وبين ما يشتهي من موافقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمجيء الى هذه البقعة المباركة في يوم الثامن فهو موفور الاجر حجه صحيح ولا نقص فيه الا ما يكون من اقصي هذه السنة التي اذا كان نقصها لمصلحة او حاجة فان الله تعالى يعطيه اجر آآ ما امل وما نوى من الخير ولو لم يأتي الى هذه البقعة. آآ لوجود مانع. المقصود ان المجيء الى هذه البقعة المباركة سنة. يؤجر عليها الانسان ويدرك بها الفضل والاجر من الله تعالى. هل هناك اعمال يعملها الحجاج في يوم الثامن؟ الجواب ليس هناك اعمال سوى الاحرام بالحج. قبل آآ صلاة الظهر فيصلي الظهر من يوم الثامن وهو محرم بالحج. ماذا يصنع؟ ماذا يصنع في منى؟ هل يرمي هل يقصد مكانا؟ الجواب؟ لا. يمكث في مكان اقامته. ذاكر لله تعالى. مكثه في مكان اقامته في منى هو مما يجري الله به الاجر عليه في كل لحظة وفي كل ثانية وفي كل دقيقة يمضيها الانسان في هذه البقعة يدرك اجرا وفضلا من الله تعالى ولذلك ينبغي ان نستشعر هذا المعنى اننا نأتي الى هذه البقعة لا لنمضي الوقت بلا فائدة بل نحن في عبادة منذ ان تلبسنا هذه هذا النسك واه تنقلنا وارتحلنا الى هذه البقعة فانتقالنا وذهابنا ومجيئنا كله طاعة لله تعالى الا فاذا احرم الانسان من مقر اقامته وتوجه الى آآ منى ينبغي ان يشتغل بالتلبية والذكر واذا وصل الى المزدلفة او عفوا اذا وصل الى منى فانه يشتغل بالذكر ويصلي الصلوات المكتوبات في في منى يصليها في اوقاتها اولئك الذين يقولون ليس لنا اماكن. ترتيب حملاتنا ان نتوجه الى عرفة مباشرة. فهؤلاء هل يسن لهم ان نقول نعم لان السنة في يوم الثامن امران الامر الاول ان يحرم في هذا اليوم قبل صلاة الظهر والامر الثاني ان يأتي الى منى اذا فاتته سنة المجيء الى منى. لاي سبب من الاسباب فانه ينبغي له ان يحرص على السنة الثانية وهي سنة المجيء وهي سنة الاحرام وان يتقرب الى الله تعالى الاحرام الذي يرجو ثوابه واجره عند الله تعالى. هذا ما يتصل الاعمال المباركة التي تكون في هذا اليوم وهو يوم التروية وهو يوم شريف ينبغي ان يعرف المسلم قدره ومكانته فهذا من جملة الايام التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابن عباس ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله تعالى واعظم من هذه الايام وهي ايام يعني ايام العشر وآآ في رواية ابن عمر في مسند الامام احمد ما من ايام آآ احب الى الله تعالى وافضل واعظم عنده من العمل الصالح فيهن من هذه العشر فاكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير فينبغي الاكثار من العمل الصالح والاجتهاد في هذا سواء كان الانسان في آآ مكة او كان آآ في آآ آآ منى حسب حاله وحسب استطاعته. وانبه اخواني الذين لا يستطيعون المجيء الى هذه البقعة المباركة لكون ترتيب الحج يستلزم ان يتوجه مباشرة الى آآ منى او عفوا الى آآ عرفة لا حرج عليهم عندهم اشكال فليتوجهوا الى منى وفق تنظيم الحجاج. ما ذكره العلماء المتقدمون من ان المجيء الى عرفة ليلة عرفة بدعة كما ذكر ذلك النووي وذكر ذلك جماعة من الفقهاء على اختلاف مذاهبهم نقول ان هذا فيمن قصد تلك البقعة اه للتعبد بالتقدم اما من قصد تلك البقعة لكون هذه البقعة هي اه المكان المتيسر له اقامته ولاجل ان اه لا يفوته اه الوصول اليها في اليوم الذي اه يشرع له ان يجيء. او غير ذلك من الاسباب فان لولا حرج عليه وهو مأجور كما ذكرنا فالله تعالى يعطي على النية الصادقة اذا حال دونها حائل خارج عن اختيار الانسان يعطيه اجر من عمل العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة العسرة في ما رواه البخاري ومسلم من حديث انس جابر ان اقواما من ما سرتم مسيرا ولا زلتم واديا الا شاركوكم في الاجر. قالوا وهم في المدينة يا رسول الله؟ قال نعم حبسهم العذر. فالذين يريدون هذه البقعة ولا يستطيعون الوصول اليها نقول ان يريدوا منا ولا يتمكنوا من المجيء اليه في يوم الثامن انتم على خير ولكم الاجر اسأل الله ان يتقبل منا ومنكم مشهود يوم عظيم. بل من العلماء من فسره فسر قوله تعالى وشاهد ومشهود فسر ذلك بيوم عرفة فانه يوم مشهود آآ يشهده الله جل وعلا وتشهده الملائكة ويشهده الخلق آآ في محفل عظيم واجتماع يجتمع الناس فيه من اقطار الارض للوقوف في هذه البقعة المباركة اه الطيبة التي اصطفاها الله تعالى واختارها بالمناسبة هي خارج الحرم ليست داخل حدود الحرم بل هي مشعر مشعر محرم معظم لكنه خارج حدود الحرم آآ الذي آآ قال فيه تعالى آآ انما المشركون نجس فلا يحرموا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. آآ وما الى ذلك من التي ذكر الله تعالى فيها المسجد الحرام فهي خارج الحرم خارج حدود الحرم لكن عرفة اصطفاها الله تعالى للوقوف وجعل آآ الوقوف فيها آآ اعظم اركان الحج وبه نفهم ما جاء في حديث الديلي وهو في مسند الامام احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج عرفة معناه ان الوقوف بعرفة هو اركان الحج يفسر هذا ايضا ما جاء في الحديث من ان اقواما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن آآ مجيئهم وقد تأخروا في المجيء فقال من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر ووقف بعرفة فقد ادرك الحج. وهذا نظيره ما جاء في حديث عروة بن مدرس الذي قال يا رسول الله جئت من جبل طي لم اترك حبلا الا وقفت عليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذه وكان قد وقف قبل ذلك بعرفة اي ساعة من ليل او نهار فقد تم حجه وقضاء تفثه. هذا ما يتصل آآ منزلة الوقوف فهو ركن الحج الاعظم. من فاته الوقوف بعرفة فاته الحج ولا حج له لانه النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الحج عرفة يغفر له وان تصيبه تلك النفحات المباركة في هذه الشعائر وهذه المشاعر الجليلة العظيمة اسأل الله العظيم ان لا يخيب سعي وان يتقبل من المؤمنين وان يوفق الحجاج والمعتمرين الى ما يحبه ويرضاه في هذه الحلقة فيما يتصل بفضيلة هذا اليوم فضيلة هذا اليوم لا تقتصر على اهل المكان اي لا تقتصر على من وقف بعرفة بل فضيلة عرفة يدركها آآ ناس كثر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل صيام عرفة فيما رواه مسلم من حديث ابي قتادة واني احتسب على الله تعالى لا ان يكفر السنة الباقية والسنة الماضية وهذا فضل عظيم واجر كبير في بيان فظيلة صيام هذا اليوم هذا في غير الحاج اما الحاج فانه لا يسن له الصيام ولا يستحب له بل لما التبس الامر على الناس هل كان النبي صلى الله عليه وسلم صائما او لا بعثت له ام الفضل بنت الحارث ميمونة رضي الله عنها زوجه بعثت له تعبا من لبن اناء فيه لبن فشربه وهو واقف يقول صلى الله عليه وسلم على دابته ويوم عرفة يوم لو اردنا ان نتكلم عن فضائله لطال بنا المقام لكنه يوم عظيم يكفي في فضله وميزته ان ادراكه هو ادراك فضيلة الحج وبه يتأدى هذا الركن العظيم الذي جعله الله تعالى فرضا على المستطيعين من المسلمين ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا من فضائل هذا اليوم المبارك ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فيه ووقف متضرعا بين يدي ربه وقف بعد ان جاء وقد آآ اقام يوم الثامن الى فجر يوم عرفة في منى آآ حتى ارتفعت الشمس تحرك النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الى نمرة ونمرة آآ منطقة قبل عرفة بين الحرم وعرفة وادي بين الحرم وعرفة. اه ضربت له الخيمة اه قبة صلى الله عليه وسلم في نمرة او جلس فيها حتى زالت الشمس ثم ركب بعيره وخطب الناس في نمرة صلى الله عليه وسلم ثم اتى الجبل وجعل بطننا ناقته الى الصخرات واستقبل الكعبة. استقبل البيت صلى الله عليه وسلم ووقف آآ على دابته كل هذا الوقت من بعد صلاته بعد خطبته وصلاته الظهر والعصر في آآ نمرة الى ان آآ غربت الشمس آآ ثم دفع صلى الله عليه سلم الى مزدلفة. ماذا فعل كل هذا الوقت؟ كان واقفا يدعو الله تعالى. هذا اليوم يوم عظيم. يدنو الله تعالى فيه لاهل الموقف وهذا فضيلة خاصة اهل الموقف ان الله يطلع عليهم وينزل الى السماء الدنيا جل في علاه فيقول ما اراد هؤلاء. يباهي بهم الملائكة وقول الله الباري جل في علاه المنعم فظل ما اراد هؤلاء اذا هذا اذان بان لهم كلما بان لهم كل ما سألوه وان لهم كلما املوه من المغفرة والعطاء وجزيل الثواب ولذلك جاء في الصحيح من حديث عائشة ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة فهو يوم فاضل شريف تكثر فيه الهبات وليس هذا خاصا العتق ليس خاصا باهل عرفة لكن اهل عرفة هم اولى الناس واجدر الناس بالفوز بهذا العطاء الكبير الاجر العظيم الجزيل من رب يعطي على القليل الكثير. ذلك فضل الله ان يؤتيه من يشاء. بعد غروب الشمس نفر النبي صلى الله عليه وسلم افاض من عرفة الى مزدلفة. وهذا الذي ذكره الله تعالى ثم افيضوا من حيث افاض الناس. وافاضة النبي صلى الله عليه وسلم هو خروجه من آآ عرفة الى مزدلفة. مزدلفة هي ليلة جمع وهي من المشاعر المباركة وهو اول مشعر في داخل الحرم يقصده الحاج فان مزدلفة داخل الحرم. والنبي صلى الله عليه وسلم قال في عرفة وقفتها هنا وعرفة كلها موقف كذلك قال صلى الله عليه وسلم وقفت ها هنا في جمع وكلها موقف. النبي صلى الله عليه وسلم جاء فالمزدلفة صلى فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ثم نام صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى آآ اصبح وكان قد ترى في الصلاة حتى اشتبه الامر على بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هل النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الوقت اولى والصواب انه صلى في وقتها لكنه في اول وقتها ليتفرغ للدعاء بعد آآ صلاته فانه بعد ان صلى وقف على المشعل الحرام يذكر الله تعالى ويمجده ويدعوه ويقدسه جل في علاه الى ان اسفر جده اي انتشر السفر بشارا واسعا واضحا بينا قبل شروق الشمس ثم دفع من المزدلفة الى منى وهذا هو السنة ولكن من آآ احتاج الى الدفع قبل ذلك فانه قد ارخص النبي صلى الله عليه وسلم للظعن النساء وارخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة تقدموا وقد اختلف العلماء ما في حد اه الذي يجوز فيه التقدم للضعفة والامر في هذا واسع من منتصف الليل او غروب القمر كله مما اه يجوز فيه الدفع. المقصود ان يشتغل الانسان بالذكر والدعاء وآآ ان يستغفر الله تعالى في هذه المواطن المباركة. لعل الله ان الذي تنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والاوقاف والدعوة والارشاد. اسأل الله ان يجزيهم خيرا وان يوفق القائمين على هذه البرامج خير الجزاء والى ان نلقاكم في آآ لقاء جديد استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته