الاية ولهذا كانت اعظم اية في كتاب الله لانها تضمنت اعظم المعاني الثابتة لله الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم لهما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده اي لا يثقله ولا يتعبه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحياكم الله واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم تدعوه بها هذا البرنامج يتناول فيه اسماء الله جل وعلا نتعرف من خلالها عليه لنحقق العبودية له فندعوه بها كما امرنا الا بذلك فقال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة نتناول اسما من اسماء الله انه اسم عظيم من اسمائه انه اسم الله العظيم العظيم اسم من اسماء الله جل في علاه ذكره الله تعالى في اعظم اية من كتابه باية الكرسي اين ذكر هذا؟ ذكره في اخر الاية لماذا لان الاية قد تضمنت من اوصاف الله وبيان جلاله وكماله وعظيم ما له من الاسماء والصفات ما يملأ القلب تعظيما له فهذا الموصوف بتلك الصفات المذكور بتلك الامجاد هو العظيم لذلك ختم السورة ختم الاية اية الكرسي بهذا الاسم فقال وهو العلي العظيم ان هذا ختم يدل على عظيم ما تضمنته هذه ولا يؤوده حفظهما اي حفظ السماوات والارض ثم يقول وهو العلي العظيم هكذا ختم الله تعالى هذه الاية المباركة اعظم اية في كتابه بهذا الاسم العظيم وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم في مواضع عديدة منها على سبيل المثال دعاء الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم ومنها ايضا الدعاء عند سؤال الشفاء للمريض قوله صلى الله عليه وسلم ما من عاد مريضا لم يحضر اجله اي لم يقدر له ان يموت من هذا المرض فقال عنده سبعة اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك الا عافاه الله من ذلك المرظ هكذا يقول صلى الله عليه وسلم معلما في رقية المريض والدعاء له مستشفعا لله عز وجل ومتوسل اليه بهذا الاسم العظيم وهو اسم الله العظيم العظيم من حيث دلالته في اللغة يدل على انه شيء كبير فائق آآ يتجاوز المألوف او يتجاوز نظائره في الكبر والقوة ولهذا قال ابن فارس رحمه الله في تعريفه في اللغة قال العين والظاء والميم اصل صحيح يدل على كبر وقوة وهذا ما يفيده هذا الاسم في اسماء الله عز وجل. لكن الامر اعظم من ذلك فان اسم الله العظيم لا يفسر بمعنى واحد بل هو من الاسماء التي تفسيرها مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه. وهنا وقفة تنبيهية وهي ان من اسماء الله ما يفسر بمعنى واحد مثلا الرحمن الرحيم اسمان مشتقان لله عز وجل من صفة الرحمة يدلان على عظيم ما يتصف به من الرحمة والرحمة معنى واحد الكريم اسم من اسماء الله تعالى يدل على كرمه جل في علاه وانه يعطي عطاء عظيما فهو الجواد وهو البر وهو المتفضل على عباده بانواع الاحسان في دينهم ودنياهم وفي الدنيا وفي الاخرة هذا معنى واحد وهو كثرة العطاء الكرم يدل على كثرة العطاء. لكن هناك اسماء وهذا النوع الثاني من اسماء الله لا يفسر بمعنى واحد بل هو حصيلة ونتاج مجموعة من اسماء الله وصفاته التي افادت هذا المعنى. من ذلك اسم الله العظيم فانه دال على عظمة هذه العظمة نتجت من اتصافه بصفات الكمال سبحانه وبحمده فكل اسم من اسمائه وكل وصف من اوصافه دال على عظمته وهنا يتبين لنا سعة هذا الاسم وانه ليس اسما يفسر فقط بقوة او كبر بل انه اسم انه اسم يستفاد من مجموع ما وصف الله تعالى به نفسه وما اخبر به من اسمائه وصفاته. وبه يتبين عظيم منزلة هذا الاسم ولذلك ختم الله به اية الكرسي التي تضمنت الخبر عن الله بانواع من الاخبار الالهية وكمال الحياة وكمال القيومية اه سعة الملك و عدم تدخل الخلق في شيء من شؤونه عظيم القدرة والقوة والعلو كل ذلك انتج هذا الاسم وافاد هذا المعنى وانه العظيم سبحانه وبحمده فهو العظيم الذي كمل في عظمته. العظيم كما قال ابن عباس الذي كمل في عظمته والعظيم الذي له العظمة التامة كما قال ابن جرير رحمه الله العظيم ذو العظمة الذي كل شيء دونه فلا شيء اعظم منه سبحانه وبحمده وله المثل الاعلى جل في علاه فهو الذي خلق الخلق بعظمته وهو الذي امرهم بعظمته وهو الذي احاطهم بعظمته وهو الذي يبعثهم بعظمته وهو الذي اعد لهم دار الجزاء بعظمته فعظمته محيطة بكل اوصافه سبحانه على يقول ابن القيم رحمه الله فاسم الله العظيم دال على جملة اوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة بل هو دال على معان لا معنى مفرد نحو المجيد والصمد كلها لا تفسر بمعنى واحد بل هذا مما يفيد معان عظيمة يقول رحمه الله وهو العظيم بكل ما من كل معنى يوجب التعظيم لا يحصيه من انسان وهو العظيم سبحانه وبحمده بكل معنى يوجب التعظيم لا يحصيه من انسان فعظمته تفوق كل الافكار وكل الاذهان فله منها ما لا يحيط به وصف ولا بيان كما ان عظمته تفيد تنزهه عن كل العيوب والنقائص والنظائر والامثال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سبحانه وبحمده. هذا المعنى العظيم اذا قام في قلب العبد عرف ان ان عظمة الله تفوق خياله وتفوق تصوره وانه لا يحدها العقل ولا يدركها ذهن فلا يملك الا ان يذل له ويخظع ويسبح لله عز وجل منزها له عن كل عيب يقدح في عظمته فسبح باسم ربك العظيم ان التعظيم يلقي في القلب شيئا من الاجلال والتقدير خوف من الله عز وجل ولذلك كلما امتلأ القلب تعظيما كان العبد اكثر انزجارا عن السيء واقبالا على الصالح وبعدا عن مغاضب الرب فالرب هو العظيم جل في علاه الذي لا مثيل له ولا نظير سبحانه وبحمده وامتلاء القلب بذلك يجعل الانسان يسعى في مرضاة ربه ويقبل عليه بكل ما يستطيع في معاملته منفردا في حال الخلوات فيعظم الله وفي حال الشهادة يعظم الله وفي حال الحقوق التي بينه وبين الله وفي حقوق التي بينه وبين الخلق كل ذلك يستحضر عظمة ربه جل في علاه سبحانه وبحمده ان المؤمن اذا امتلأ قلبه بتعظيم ربه انصرف عنه كل وهم يمكن ان يتسرب اليه من الشيطان فيقعده عن طاعة الله او يخيفه من من غير الله عز وجل. بل لا يجد الا انه مقبل على الله بكليته بقلبه وقالبه بقوله وعمله في غيبه وشهادته بين الناس وفي خلواته ان المؤمن اذا امتلأ قلبه بتعظيم الله واستفاد ذلك مما ذكره الله تعظيم الله تلمحه في كل اسمائه وفي كل صفاته وفي كل افعاله وفي كل اخباره وفي كلامه العظيم الذي يزلزل القلوب يخضعها لله عز وجل فان القلوب اذا سمعت كلام الله وجدت شيئا من الانقياد والذل لا تجده بغيره. كما قال تعالى ولو نزلنا ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كل ما به الموتى يعني لكان هذا القرآن وهذا الوحي المبين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله هذا لعظمة المتكلم به. ولعظمة ما فيه من معاني عظيمة لا تملك القلوب الا ان تسلم له وان سبحانه وبحمده لهذا ينبغي للمؤمن ان يتلمس عظمة الله في كل ما يسمعه من كلامه وفي كل ما يبلغه من الاخبار عن الله وعن صفاته وفي كل ما يشاهده عظمة الله تبدو في الافاق وفي الانفس وفي الكتاب المقروء وفي كل ما يشاهده الانسان في كل شيء له اية تدل على انه واحد وتدل على انه عظيم رب كريم سبحانه وبحمده له الجلال وان التعظيم يأتي بالعمل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الركوع اما الركوع فعظموا فيه الرب. فاذا ركعت وقلت اللهم لك ركعت بك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. تذكر هذا المعنى هذا من دعاء الله في العبودية له ومن دعاء الله ايضا في المسألة لانك تسأله الجنة جل في علاه. وايضا اما تقول سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح وغير ذلك سبوح قدوس رب الملائكة والروح وما الى ذلك من الاذكار كل هو من تعظيم الله عز وجل. فينبغي للمؤمن ان يستحضر هذه المعاني. وان لا يغيب عنه وان يستحظر عظمة الله في كل ما يقابله من عظيم الدنيا سواء كان عدوا سلطانا ضغوطا كروبا بودرة همات خطوب تحديات تذكر عظمة العظيم ولهذا عندما يكون الانسان في ضائقة ويقول لا اله الا الله العظيم الحليم هو يقول كل هذه المضايق وكل هذه وكل هذه الشرور التي اتخوف منها تتضاءل وتظمح وتتلاشى امام عظمة العظيم ولهذا ينبغي ان يستحضر المؤمن هذه المعاني عند ذكره لمثل هذه الاسماء التي اذا ذكرها الله عز وجل بها وتدبر معانيها كان حاضر القلب وجد لذلك اثرا عظيما في سلوكه وعمله اللهم انا نسألك حسن عبادتك وحسن ذكرك وجميل التقرب اليك وان تسلك بنا سبيلا وتجعلنا من حزبك واوليائك واصلي واسلم على نبينا محمد والقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حتى نكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب