ثم بعد ذلك انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر اشراط الساعة ابتدأها بقوله ومن ذلك ماشي. ومن ذلك اشراط الساعة لعلنا نقف على ما ذكره رحمه الله من مما يتصل رحمه الله عن الايمان ايزيد؟ قال نعم. فقيل له اينقص؟ قال ما من شيء يزيد الا وينقص. ما من شيء يزيد الا وينقص. وهذا دليل على انه لا لا يكون تعطي الساعة ونجعلها نجعل ذلك مبدأ درسنا يوم غد ان شاء الله تعالى نبدأ درسنا يوم غد باذن الله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد لم ندرك حقيقة ذلك بل يجب الايمان والتسليم بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم دون ان يكون ففي ذلك دخول دون ان يكون في ذلك آآ تحريف لان بعضهم يقول هذا فقع يعني فقع عينه صرفوها بمعنى غير المتبادر واولها الى معنى غير ما هو ظاهر حرفوا الكلم عن يعني دون ان نحرف ودون ان نؤول ودون ان امثل ودون ان نكيف لا ندرك حقيقة ذلك لكن نؤمن بما دل عليه ظاهر النص فالايمان يزيد وينقص لكن هذه الاية هاتان الايتان او هذه الايات فيها النص على الزيادة والنقص. ازياء فيها النص على الزيادة. طيب من اين يؤخذ النقص؟ سئل سفيان ابن عيينة زائدا الا اذا كان قابلا للنقص. وهذا من الاستدلال بالمفهوم. هذا من الاستدلال بالمفهوم وايضا من الاستدلال بالعقل. هذا ما يتصل ما ذكره المؤلف من الايات الدالة على زيادة الايمان قالوا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال ذرة مثقال يعني وزن بر او خردلة او ذرة من الايمان. وهذا يدل على ان الايمان متفاضل. وليس على درجة واحدة حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الناس من في قلبه مثقال ذرة او ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من الناس من في قلبه مثقال ذرة ومن في قلبه مثقال خردل ومن في قلبه مثقال برة برة من الايمان وهذا يدل على تفاضله وانه ليس على مرتبة واحدة حدا ادلة هذا ايضا مستفيضة وكثيرة في كلام الله تعالى وكلام آآ رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو مما اجمع عليه سلف الامة اه رظي الله عنهم. وفي حديث ابي سعيد الخدري وكذلك في حديث ابي مسعود ابن مسعود رضي الله عنه في انكار المنكر في حديث ابي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغير بيده فان لم يستطع بلسانه فان لم يستطع فبقلبه ثم قال وذلك اضعف الايمان في حديث ابن مسعود قال فليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان فدل ذلك على ان الايمان ليس على درجة واحدة بل هو متفاضل متفاوت يزيد وينقص وقد ظل في هذا طيب يقول المؤلف فجعله متفاظلا اي ليس على درجة واحدة بل منه ما هو زائد ومنه ما هو ولا قصد. بعد هذا التقرير الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتصل بحقيقة الايمان وفيما يتصل بزيادته ونقصه نرجع نقول ان حقيقة الايمان التي ذكرها المؤلف رحمه الله هي ما دلت عليه النصوص ما عليه سلف الامة وقد خالف في ذلك طوائف واول من حصلت منه المخالفة في ذلك مرجئة الفقهاء وهم الذين قالوا ان العمل ليس من الايمان. ان العمل ليس من الايمان فاخرجوا العمل عن مسمى الايمان. وقالوا الايمان قول و آآ عقد بالجنان. فقال الايمان قول باللسان وعقد بالجنان تركوا العمل ولذلك سموا مرجئة لانهم اخروا العمل عن حقيقة الايمان لكنهم مرجئة قيدوا بمرجة الفقهاء ليتميزوا عن المرجية الذين آآ غلوا بعد ذلك في حقيقة الايمان ممن حصل عنده اختلال فيما يتعلق الايمان الجهمية حيث قالوا الايمان هو معرفة القلب فقط فاخرجوا قول اللسان. واول من قال بهذا القول جهم. فانه قال الايمان معرفة القلب فقط وهؤلاء كلهم ظلوا السبيل واخطأوا الطريق وان كان الخطأ متفاوتا فقول مرجئة الفقهاء وان كان متقدما لكنه اخف بكثير من قول الجهمية واول من قال الارجاع من الفقهاء حماد بن ابي وانتشر هذا القول في الكوفة واخذ به آآ جملة من الفقهاء واكثرهم من فقهاء الحنفية. وانتشاره في ذلك المكان ونسب الى ابي حنيفة هذا القول فمنهم من قال ان ابا حنيفة قال بهذا القول ومنهم من قال انه قال به ورجع عنه ومنهم من نفاه عنه والمهم المهم هو القول الذي اه اه يناقش واما القائل القائلون به فلابد من في اثبات هذا القول الى احد من العلماء لابد فيه من بينة وبرهان جلي. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في حقيقة الخلاف الى مرجعة الفقهاء وبين اهل السنة والجماعة هل هو خلاف لفظي او خلاف حقيقي؟ فمن اهل العلم من قال ان الخلاف بين اهل السنة والجماعة ومرجعة الفقهاء انما هو خلاف لفظي وليس خلافا حقيقيا وقد اشار الى هذا ابن ابي العز رحمه الله في شرحه للطحاوية وقال اخرون بل خلاف حقيقي وهو الاقرب الى الصواب. ان الخلاف في حقيقة الايمان بين اهل السنة والجماعة ومرجعة اه خلاف معنوي حقيقي وليس خلافا لفظيا. فجمهور اهل العلم واهل السنة الجماعة يقولون ان الصلاة والزكاة من الايمان. في حين ان مرجعة الفقهاء يقولون ان انهما ليسا من الايمان والرد عليهم ما ذكر المؤلف رحمه الله من الادلة الدالة على ان الايمان قول وعمل. واستدل به من قول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة الايمان يتفاضل كما ذكرنا. خلافا من قال بان الايمان اصله سواء في قلوب اصحابه. قال الطحاوي رحمه الله والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. جريا على ما قرره مرجعة الفقهاء. ثم قال بعد ذلك وجميع ما صح عن الرسول من الشرع والبيان كله حق والايمان واحد واهله في اصله سواء. وهذا يقرر الحقيقة الثانية وهي انه لا يزيد ولا ينقص لانه قال والايمان واحد واصله واهله في اصله سواء. والحقيقة ان هذا خلاف ما تواتى خلاف ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم من انهم يرون تفاضل الايمان كما هو خلاف ما دلت عليه النصوص حتى الطحاوي رحمه الله ذكر كلاما ينقض هذا في اثناء اه اه تقريره قال والتفاضل بينهم اي بين المؤمنين بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى. معنى هذا انه في تفاضل بينهم والتفاضل هذا في ايمانهم فكان قوله رحمه الله آآ غير متسق ولا مضطرب وهذا هو الحال في كل من اه خالف الكتاب والسنة لابد ان يعتري قوله اضطراب. وتناقض ومعلوم ان الاضطراب والتناقب مما ايش؟ يدل على الفساد. الاضطراب والتناقض في الاقوال يدل على الفساد. هنا مسألة هل هؤلاء فقط هم الذين خالفوا في اصل في حقيقة الايمان؟ الجواب لا. هؤلاء الطوائف التي خالفت ذكرنا الان طائفتين الجهمية الذين قالوا الايمان ومعرفة القلب ومرجئة الفقهاء الذين اخرجوا العمل عن حقيقة الايمان خالف في الايمان ايضا في حقيقته وبقية مسائله ومنه زياد الزيادة والنقص ترامية والخوارج والمعتزلة. فهؤلاء خالفوا في حقيقة الايمان. فعندهم الايمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص اما ان يثبت كل اما ان يثبت جميعه واما ان يرتفع جميعه. ولهذا اذا كفروا مرتكب الكبيرة. وقالوا لا يجتمع في القلب كفر وايمان. ولا يجتمع طاعة في القلب وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص. ولهذا هم ظلوا في هذا الباب استنادا الى هذا الاصل وهو ومنبع الاشكال في كل مسائل الايمان اعتقاد ان الايمان حقيقة واحدة اما ان تثبت جميعا واما ان ترتفع جميعا فهؤلاء ظلوا في حقيقة الايمان وترتب على هذا الضلال جميع ما يتصل بالانحراف في حقيقة فيما يتصل بمسائل والمؤلف قرر الحقيقة على وجه يتضح به المقام ويتبين بهما عليه اهل السنة والجماعة ثم اشار الى قضية من القضايا المتصلة بالايمان وهي زيادته ونقصه. هذا ما يتعلق بهذه المسألة ثم قال المؤلف رحمه الله فصل فصل ويجب الايمان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقب وصح به النقر عنه فيما شاهدناه او غاب عنا فيما شاهدناه وغاب عنا تعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه مثل حديث الاسراء والمعراج وكان يقظ تماما فان قريشا انكرته واثرته وامسك في المنامات. ومن ذلك ان ملك الموت لما جاء الى موسى عليه السلام ومن ذلك اشراط الساعة مثل خروج الدجال عليه السلام الصبر ونعيمه حق وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه وامر به في كل صلاة. وفتنة القبر حق وسؤال منكر ونكير حق من بعد الموت حق وذلك حين يمكث حين يمكث اسرافيل عليه السلام فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينزلون ويبشر الناس يوم القيامة كفاة عراة غرنا بهما فيقفون في موقف قيامه حتى يشفع فيه نبينا محمد صلى الله عليه اللهم صلي وسلم عليه يعزبهم الله تبارك وتعالى تنصب الموازين وتنشر الدواوين وتتطاير صحائف الاعمال الى الايمان والشمائل. فاما اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو سعيرا والميزان له كفتان طيب آآ يقول المؤلف رحمه الله في هذا الفصل الذي ذكر فيه جملة من القضايا الغيبية قال ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه. فيما شاهدناه او غاب عنا. نعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وما جهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه المقطع من كلام المؤلف هو تقعيد وتأصيل فيما يجب ان يكون عليه اهل الايمان فيما اتصل بالاخبار الغيبية او فيما يتصل بالاخبار عموما مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم اما شيء يشاهد واما شيء غائب. ولذلك المؤلف قال يجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه وهذا يسميه العلماء الايمان المجمل. الايمان ينقسم الى قسمين. ايمان اجمل وايمان مفصل. الايمان المجمل هو ان تقر بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل هذا كل خبر نبوي. تقر بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم دون استثناء سواء بلاغك هذا الخبر او لم يبلغك ستقول كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق هذا يسمى الايمان المجمل. وهذا الذي يجب على اهل الايمان ان يدينوا الله تعالى به وان يعقدوا عليه قلوبهم ولا يتم ايمان احد الا به. ثم بعد ذلك يأتي ايمان مفصل وهو الايمان بالتفاصيل مثلا الايمان بالبعث الايمان باليوم الاخر هذا ايمان ايش اجمل نؤمن بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. هذا الايمان باليوم الاخر طيب لما تؤمن بعذاب القبر هذا مفصل. لما تؤمن بخروج الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا هذا ايمان مفصل لما تؤمن بان الله يجيء يوم القيامة لفصل القضاء هذا ايمان مفصل. اذا الايمان نوعان ايمان مجمل هو ان ان تقر وتعقد قلبك على قبول والاقرار بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هذا الايمان المجمل. وهذا ما اشار اليه رحمه الله في لقوله يجب الايمان بكل ما اخبره به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه اي ابصرناه وادركناه او غاب عنا وغالب ما يكون في اخبار القيامة واخبار اه اه النبي صلى الله عليه وسلم عما آآ يكون بين يدي السعة هو من الغيب. الذي لم يدركوا اكثر الناس. لانه شيء لم يأتي. يعني مثلا انشقاق انشقاق القمر هذا امر ادرسه الناس شاهدوه باعينهم. نحن هل شاهدناه؟ لا لم نشاهده. لكن تناقض توارد به النقل وجاء في القرآن الخبر عنه فيجب الايمان به. شاهدناه ولم نشاهده. قبلته عقولنا او لم تقبله. لان الاشكال في العقل لا في الخبر كذلك ما سيأتي في المستقبل هو مما يجب الايمان به مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يقول المؤلف فيما شاهدناه او غاب عنا ولنعلم ان الايمان بالغاية طيب هو الاصل في صفات اهل الايمان. اصل الوصف الذي تميز به اهل الايمان هو ايمانهم بالغيب. لان الايمان بالله تعالى ايمان بغيب او بشهادة. ها ايمان بغيب. ولذلك في اولى خصال اهل الايمان التي ذكرها الله تعالى في كتابه ان ما ذكر ايمانهم بالغيب قال الله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اول صفة قال الذين يؤمنون بالغيب. ما يمكن ان يقر ايمان ولا يستقيم يقين الا ان يؤمن الانسان بالغيب فهذه اولى الصفات وهي القاعدة التي يبنى عليها الايمان. فمن لم يؤمن بالغيب لا ايمان له. يقول المؤلف رحمه الله نعلم انه حق وصدق اي نجزم بقلوبنا ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حق اي لابد من اي انه لابد من وقوعه. وصدق اي انه مطابق للواقع فحق يتعلق بالحدوث وصدق يتعلق بالقبول. فحق وصدق قال وسواء في ذلك ما عقلناه وما جهلناه يعني ما ادركته عقولنا وما كبر عن عقولنا يجب الايمان به. فعلى سبيل المثال ذكر الله تعالى مما يكون يوم القيامة حشر الناس على وجوههم كما قال جل وعلا ونحشرهم على وجوههم صما وعميا وبكما جاء قوم لابن عباس قالوا كيف يحشرهم على وجوههم؟ هذا مما لا تدركه العقول. قال الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يحشرهم ان يحشرهم على وجوههم. وهذا ايمان بامر قد لا تدركه العقول. وهذا ما اشار الى المؤلف رحمه الله في قوله وسواء في ذلك ان يستوي فيما تقدم من وجوب الايمان واعتقاد انه حق وصدق ما عقلناه يعني ما ادركته عقولنا وتصورت وفهمته وما جهلناه يعني ما كبر عن عقولنا ان ندرك كيفيته او ان ندرك حقيقته. قال ولم نطلع على حقيقته ومعناه. قال بعد ذلك مثل حديث الاسراء معراج. هذا تمثيل لما يجب الايمان به. بعد الاجمال اتى المؤلف بتفصيل لذكر جملة من الامور التي يجب الايمان بها مثل بالاسراء والمعراج. والاسراء والمعراج يصدق به اهل الايمان. ويعتقدون انه حقيقة وهو تدركه العقول تدرك العقول حقيقته وكيفيتها؟ الجواب لا. نحن ندرك ان الاسراء هو الانتهاء المسير ليلا والمعراج هو الصعود. يدرك هذه المعاني وندرك ان النبي صلى الله عليه وسلم اسري به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى لكن كيف هذا وبهذه السرعة؟ هذه الاعمال الكثيرة التي تستوعب وقتا طويلا. تنتهي في في اي في ليلة قبل ان آآ يطلع الفجر ما في شك ان هذا امر لا تدركه العقول. لا تدركه العقول ولا تحيط به لكن نؤمن بان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. وان ما قاله حق صلى الله عليه وسلم فنقبل هذا الخبر. واما كيفيته ونسأل الله تعالى على كل شيء قدير. يقول المؤلف رحمه الله مثل حديث الاسراء والمعراج وهو خبر يقر به اهل الاسلام. وقد جاء الخبر عنه في القرآن اما الاسراء في قوله جل وعلا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله واما المعراج فما ذكره الله تعالى في سورة النجم فان الله تعالى اخبر عن معراجه بنبيه قال جل وعلا والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى. ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى ما زغ البصر وما طغى او ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى. رآه اي محمد رأى جبريل نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. اذ يغشى السدرة كما يغشى ما زاغ البصر وما طغى. اللهم صل على محمد. ما زاغ بصره وما طغى. بل ربط الله على قلبه على عظيم ما رأى في تلك الليلة لكن لم يزغ بصره لم يمل ولم يتجاوز ما اذن له ان يراه هذا خبر عن معراج الله معراج النبي صلى الله عليه وسلم وعروج الله تعالى بنبيه الى السماء آآ الى السماء وما شاهده من الجنة والنار وسائر الاخبار. يقول المؤلف رحمه الله وكان يقظة لا مناما. اي انا الاسراء به صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما. وعلى هذا جماهير علماء الامة. دل على ذلك الكتاب سنة فان الاسراء والمعراج كان بالجسد والروح ولم يكن بالروح كما يقوله من يقوله. فان الاسراء بالروح ليس فيه اعجاز الروح تنتقل وتذهب وتأتي ولو كان الامر يقظة ما انكرته قريش الامر بالروح والرؤى ما انكرته قريش. لكن الذي انكرته قريش ان النبي صلى الله عليه وسلم اسري بروحه وجسده هذا الذي انكرته واكبرته وجعلته من اكبر الدلائل على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم. وهي لم تنكر المنامات وهذا بيان انه كان يقظة لا مناما. استدل لذلك بقوله فان قريشا انكرته واكبرت ولم تنكر المنامات فلو كان فلو كان الامر مناما لما انكرته قريش. قال رحمه الله من ذلك ان ملك الموت لما جاء الى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقع عينه فرجع الى ربه فرد عليه عينه وهذا الخبر في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى بعث ملك الموت الى موسى الجاري في احوال النبيين ان الله تعالى يبعث اليهم ملكا قبل ان يقبضه. اخبره لان الله تعالى امره بقبض روحه فلطمه موسى عليه السلام. ففقأ عينه. نحن لا ندرك كيف كان هذا موقف لكن نؤمن بان النبي لا ينطق عن الهوى واخبر حقا وصدقا عما جرى. هذا من جملة ما يجب الايمان به والاقرار دون دخول في طلب الكيفيات او رده لكون العقل