ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم احكام. نتناول فيه جملة من احكام تتعلق بالركن الخامس بالاركان الاسلام الحج. هذا البرنامج تعده وتنظمه لكم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنتناول الركن الاعظم من اركان الحج انه يوم عرفة. ذلك اليوم العظيم الذي جعله الله تعالى محلا لفضائل عديدة خصه الله جل وعلا بخصائص قدرية وبخصائص شرعية من الخصائص القدرية الكونية التي خص الله تعالى بها هذا اليوم انه اليوم الذي اكمل فيه اكمل الاديان. اكمل فيه خاتم الرسالات. اكمل فيه دين محمد صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم يوم عرفة انزل الله على رسوله قوله جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. يا له من تخصيص عظيم واصطفاء جليل اصطفى الله تعالى فيه هذا اليوم يوم عرفة فجعله محلا لاكمال هذه الديانة التي اشرقت بانوارها الارض بعد ظلمات اشرقت القلوب بعد عماها. اخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور. انه اصطفاء جليل يوجب الاحتفاء بهذا اليوم والعناية به فهو يوم شريف فاضل. هذا اليوم هو من جملة الايام التي هي احب ايام الزمان الى الله جل وعلا انه يوم من ايام قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما العمل في ايام افضل منه في هذه يعني العشر الاول من ذي الحجة. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله. الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يعد من ذلك بشيء. هذا اليوم يوم شريف فاضل. فيه حط السيئات وتكفير الخطايا والاوزار. فيه مباهاة رب العالمين. بها اهلي الارض لا سيما اهل الموقف الذين لهم من الخصوصية والمزية والمكانة ما ليس لغيرهم اهل عرفة انه يوم شريف فاضل يحط الله فيه الخطايا والسيئات. جاء في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو من اهل الموقف فيباهي بهم الملائكة يقول ما اراد هؤلاء؟ اي شيء يريده هؤلاء الذين جاؤوا من كل فج عميق تركوا بلدانهم اموالهم اهليهم جاؤوا لا يطلبون شيئا الا التعرظ لرحمة الذي له الرحمة التامة الكاملة الذي بيده ملكوت كل شيء. رحمة ارحم الراحمين جل في علاه. ما اراد هؤلاء؟ انهم ارادوا رحمة الله اوزن بها لانه الكريم الذي لا يخيب من قصده ولا يرد من رفع اليه يديه فكيف بمن ترك اهله وماله وبلده وجاء اليه يتعرض برحمته لا يعود خائبا. هذا اليوم يوم شريف وهو اجل اعمال اي اعمل حج وهو اعظم اركان الحج. ما هو هذا اليوم؟ وما حكم الوقوف بعرفة هذا ما سنتناوله ان شاء الله تعالى في الفقرة القادمة من برنامجنا هذا هذا اليوم هو يوم عرفة وهو يوم الركن الاعظم من اركان الحج. لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كما في ان والمسند الحج عرفات الحج عرفات الحج عرفات كررها صلى الله عليه وسلم وفي رواية قال الحج عرفة الحج عرفة وهذا يدل على ان اعظم اركان الحج هو الوقوف بعرفة. عرفة امتازت بهذه الخصيصة وبهذه المكانة لانها اليوم الذي يباهي الله تعالى فيه ملائكته. ومن ادرك عرفة فقد ادرك الحج. ومن فاتته عرفة فقد فاته الحج ولذلك كان اعظم اركان الحج يوم عرفة. يوم عرفة يوم جليل فيه من العبادات والخيرات ما ينبغي للمؤمن ان يتعرض لرحمة الله تعالى فيه. عرفنا من حيث الحكم ان حكم الوقوف بعرفة ركن من اركان كان الحج فمن جاء وقد انتهى وانقضى يوم عرفة فانه لا يقبل حجه ولا يصح منه لفوات الركن الاعظم من اركان الحج. نحتاج الى ان نقف مع هذا اليوم فيما يتصل بركنيته في مسائل. المسألة الاولى متى يبتدئ وقت الوقوف ومتى ينتهي؟ وبماذا يتحقق الوقوف؟ وما حكم الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس. اما ابتداء الوقوف فعامة العلماء انه يبتدأ وقوف يوم عرفة من فجرها. فاذا وقف من فجر يوم عرفة الى فجر يوم النحر اي لحظة فقد ادرك الوقوف بعرفة في قول عامة اهل العلم. ومن اهل العلم من يرى ان الوقوف يبتدئ الا بعد زوال الشمس. ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ارتحل من منى بعد ان طلعت الشمس يوم عرفة. و جاء الى نمرة ووجد قبة قد ضربت ونمرة قرية صغيرة قبل عرفة دون عرفة. فنزل فيها صلى الله عليه وسلم حتى زاقت الشمس كما في حديث جابر اي مالت من جهة من جهة المشرق الى جهة المغرب وهو بعد ان انتصف النهار رحلت له القسوة صلى الله عليه وسلم خطب الناس وصلى بهم الظهر والعصر في مكانه جمعا وقصرا ثم دخل عرفة وجاء الى الصخرات وجعل بطنها بطن راحلته الى الصخرات واستقبل القبلة يدعو صلى الله عليه وسلم الى ان فرغ هذا بالنسبة الى ان فرغ من الوقوف وهو على هذه الحال بغروب الشمس. لذلك من العلماء من يرى انه لا يصح الوقوف قبل الزوال لكن الصحيح ان الوقوف يكون من طلوع فجر يوم عرفة في اي ساعة من نهار او ليل يكون قد ادرك الواجب حقق الركن في وقوف يوم عرفة ويمتد الى طلوع شمس يوم الى طلوع فجر الى طلوع الفجر من يوم النحر. دليل ذلك حديث عروة بن مدرس الله عنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مزدلفة. فقال له يا رسول الله جئت من جبلي طي يعني حائل. جهة حائل. جئت من جبلي طي جو سلمى و اتعبت راحلتي فلم اترك حبلا ولا جبلا الا وقفت عليه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من ادرك صلاتنا هذه وكان وقد وقف قبل ذلك بعرفة اي ساعة من ليل او نهار يعني في يوم عرفة وفي ليلة النحر فقد قظى فقد قضى حجه وفقد ادرك فقد اتم حجه وقضى تفثه. وهذا يدل على ان ادراك الحج يكون بادراك عرفة وهو بان يأتي قبل تجري يوم النحر يأتي الى عرفة قبل فجر يوم النحر. اذا عرفنا المبدأ وعرفنا المنتهى وقت بداية الوقوف وقت نهاية الوقوف اذا جاء نهارا فيجب عليه ان يبقى الى غروب الشمس في قول عامة الفقهاء. ولذلك لما سئل الامام احمد رحمه الله عن الخروج من عرفة قبل غروب الشمس قال لم اجد احدا يرخص فيه اي ما وجد ولا وقف على كلام عالم يرخص في ان ينصرف الانسان من عرفة قبل غروب الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم مكث فيها حتى غربت الشمس وذهبت السفرة ولهذا الامام مالك يرى انه لابد في صحة من صحة في صحة الوقوف من الجمع بين الليل والنهار اذا جاء نهارا فاذا جاء نهارا وانصرف فانه لا حج له. هكذا ذهب الامام مالك رحمه الله والذي عليه عامة العلماء ان وقوفا في اي لحظة من ليل او نهار يحصل به المقصود من الركنية لكن يجب على من جاء نهارا ان يبقى حتى تغرب الشمس ثم ينصرف. هذا ما تلبي وقت المبدأ ووقت المنتهى بالنسبة لمن جاء الى عرفة. هناك اعمال وآآ اشغال ينبغي ان يشغل الانسان بها نفسه في يوم عرفة يوم عرفة يوم جليل عظيم فيه خير كثير لمن تعرض لرحمة الله تعالى. فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وان الله ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء؟ فهو يوم تعرض لرحمة الله جل وعلا. كما قال ابن القيم رحمه الله ويدنو به دار جل جلاله يباهي بهم املاكه فهو اكبر يقول عبادي قد اتوني محبة واني بهم بر اجود واكرم فاشهدكم فاشهدكم اني غفرت ذنوبهم واعطيتهم ما املوه وا انعموا فبشراكم يا اهل ذا الموقف الذي به يغفر به به الله به الله به يغفر الله الذنوب ويرحمه. هذا شيء مما يكون من ذلك اليوم وهو ان الناس يتعرضون فيه لرحمة الله جل وعلا لعطائه لبره لاحسانه لجوده مغفرته فما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. وان ذلك يكون بالتعرض لرحمته واعظم ما تنال به رحمة الله جل وعلا بعد صدق النوايا ان يسأل جل في علاه ان يتضرع اليه العبد ان يسأله صادقا فيقول يا رب اذنبت ذنوبا فاغفرها لي. يا رب حط عني السيئات يا رب. اجعلني من عبادك الصالحين يا رب. استعملني في صالح العمل وهلم من تلك الدعوات التي يعرض فيها الانسان الى ربه الشكوى وينزل به الحاجة ويسأله جل في علاه ان يقضي حاجته لهذا النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى عرفة ومكث صلى الله عليه وسلم طوال الوقت على راحلته يمد يديه يسأل الله جل في علاه يتضرع اليه وهو الذي حط الله عنه سيئا العمل فغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غاية التضرع لربه جل في علاه. والاشتغال الخلق في ذلك الموقف في جواب سؤالهم وقضاء حوائجهم لكنه كان على راحلته واقفا. يسأل الله جل وعلا من فضله. فينبغي للحاج ان يجتهد في دعاء الله تعالى وسؤاله. يجتهد في طلب الرحمة في ذكره جل في علاه في قراءة القرآن. فقد جاء في الحديث الذي لا بأس باسناده من حديث عبدالله بن عمرو ما من اه قوله صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء عرفة خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فيهلل العبد ويكبر ويدعو ويذكر على حسب حاله ان كان قائما فذاك على راحلته او على دابته فهذا وتيسر له ذلك فهذا حسد وان كان في خيمته وان كان في فناء قيمة وان كان في آآ تحت ظل شجرة المراد ان يملأ الانسان وقته بالتضرع والانابة والاخبات والدعاء والتضرع والتعرض لرحمة الله واياك ان تغتر او ان يدب الى قلبك عجب بعملك او ان تمن به على ربك فهو المتفضل عليك الذي اصطفاك فجاء بك الى هذه البقعة كم هم اولئك الذين يتمنون ان يكونوا في هذا المكان ذاك فضل الله فقابل فضله بشكر واقرار باحسانه وتعرض لرحمته و افتقار اليه وانه لا حول ولا قوة لك الا به جل في علاه. فهذا هو الطريق الذي ينبغي ان يسلكه المؤمن اكثر من ذكر الله تعالى وتهليله ودعائه سائر ما يكون من الاعمال الصالحة التي يملأ بها وقته. واياه ان يذهب هذا الوقت فيما لا فائدة فيه فمن الناس من يشتغل بذهاب ومجيء وانتقال ممازحة وانواع من الاشتغال الذي لا يناسب هذا اليوم. فينبغي للمؤمن ان يحرص على العمل الصالح بكل اوجه. دقائق ثمينة دقائق لا تدري متى تكون فيها من المعتقين؟ فار الله نفسك فار الله من نفسك خيرا وامل منه عطاء فقد قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. نحن نحتاج الى ان نستحضر هذه المعاني. لانه الانسان في الغالب اذا جاء مثل هذه المواقف قد ينشغل بصوارف عليه الشيطان بافكار ويصرفه عن آآ اذكار واعمال صالحة امور تافهة. لذلك ينبغي ان يكون حازما جادا حريصا على وقته شحيحا بلحظات هذا اليوم فهو يوم الحط والمباهاة والمغفرة والرحمة. اه آآ الانصراف يكون بعد غروب الشمس اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم من المقبولين وان يتقبل من الحجاج حجهم وان يؤمنهم من كل ما يكرهون وان يستر عوراتهم وان وان يبلغهم مناهم في الخيرات. اوصيهم بكثرة قول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فهو اشرف دعاء واعظمه ذكره الله في ايات الحج اللهم وتقبل منا ومنهم واجعلنا واياهم من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين اللهم صلي على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم احكام استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته