لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. يقول قائل هنا نحجر واسعا لا لسنا نحجر واسعا بذلك. بل نحن نبين ان ان انه لا صلاح في العمل الا ما كان قل ان صلاتي ونسكي والمحيا مماتي كيف نحقق الغاية من الوجود كيف نعبد الله عز وجل؟ الدين والحياة. برنامج نتناول فيه بقضايا تطيب بها الحياة. وتسعد بها النفوس. وتتحقق بها الغاية من الوجود خلقت الجن والانس الا ليعبدون يأتيكم في الاوقات التالية. مباشرة الاحد عند الثانية ظهرا ويعاد عند منتصف الليل اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة. اصلها ثابت وفرعها في السماء تستمعون الان الى اعادة لهذا البرنامج بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم مستمعينا الكرام الى هذه الحلقة المباشرة من الدين والحياة في هذه الحلقة اولى حلقات برنامجكم الدين والحياة والتي آآ ان شاء الله سوف نقدم فيها ما ينال استحسانكم ويحوز آآ على رضاكم باذنه سبحانه وتعالى. آآ سيكون هذا البرنامج باذن الله تعالى كل يوم احد آآ في مثل هذا الوقت وايضا اه سنتعرض في العديد من الموضوعات المهمة فيما يتعلق بشؤون ديننا ودنيانا وسوف اه تناقش ان شاء الله فيه الموضوعات بشكل مستفيض. اه كما ايضا اه نسعى الى ان اه الان ناخذ كل التفاصيل منكم من خلال الاسئلة او التفاعل او الاستفسارات حتى نطرحها على اه ضيف الحلقة اه الدائم معنا في هذا البرنامج مستمعينا الكرام اه طبعا في اه هذه الحلقة وفي اه اولى الحلقات من هذا البرنامج اه الطيب المبارك ان شاء الله. سنتحدث عن حياة الطيبة والحياة الطيبة بالفعل هي مطلب عظيم وغاية نبيلة بل ان هذه الحياة الطيبة هي مطلب كل الناس وغاية هذه المطالب التي يبحثون عنها وخلفها يركضون وفي سبيلها يضحون ويبذلون ما من انسان في هذه الحياة الدنيا الا تراه يسعى ويكدح ويضني نفسه ويجهدها. كل ذلك بحثا عن الحياة الطيبة معا في الحصول عليها كذلك فان الناس اه جميعا على ذلك يتفقون ولكنهم يختلفون في سبل هذه الحياة الطيبة وفي نوعها ومسالكها تبعا لذلك فانهم ايضا يختلفون في الوسائل والسبل التي توصلهم الى هذه الحياة ان وصلوا اليها موضوعنا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة عن الحياة الطيبة وضيفنا الدائم في هذا البرنامج هو فضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح عضو الافتاء واستاذ الفقه بجامعة القصيم والذي نسعد بان يلتحق بنا الان عبر الهاتف ونرحب بفضيلته فضيلة الشيخ سلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا ارحب بك حياك الله وحيا الله الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات واسأل الله لي ولهم السعادة والتوفيق وان يجدوا في هذا البرنامج يحملون مما اه تسعد به اسماعهم اه يحصلون به شيئا من اه الاضاءات الانوار التي تضيء الطريق لحياتنا وندرك به شيئا من آآ ما نحتاجه في اجتياز هذه الحياة الدنيا من العلم النافع الذي يتبعه عمل صالح ان شاء الله تعالى اللهم امين حياك الله وحيا الله الاخوة والاخوات مجددا. حياكم الله. اه صاحب الفضيلة بالتأكيد اه طبعا اه نحن اه رحبنا بفضيلتكم وكذلك ايضا هذه اجمل تحايا اه جميع مستمعينا الكرام آآ من زميلي عبد الحتان الحسيني من التنفيذ على الهواء وكذلك ايضا من الاعداد والتقديم محدثكم عبد الله الداني نستهل حلقتنا بسم الله الرحمن الرحيم في هذا الموضوع الشيق عن الحياة الطيبة. نتحدث صاحب الفضيلة ماذا نعني بالحياة الطيبة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الحياة ضد الموت وهو من خلق الله عز وجل الذي امتن به على الانسان. قال الله جل وعلا تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فالحياة هي منحة ومنة من الله عز وجل يهبها من يشاء من خلقه لذلك يمتن بها على الناس ويذكرهم ما افاض عليهم من هذه النعمة كما في سورة الانسان حيث قال الرحمن جل في علاه في كتابه هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه. فجعلناه سميعا بصيرا فيذكر الله تعالى الناس لانهم قبل ان يوجدوا قبل ان يخلقوا قبل ان يمروا بهذه الاطوار التي اصبت الى خلقهم والى وجودهم في الحياة الدنيا لم كونوا شيئا قبل ذلك. هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟ هل هنا؟ بمعنى قد اي قد اتى على الانسان مدد المتطاولة قبل ان يخلقه الله تعالى لم يكن شيئا مذكورا انا وانت وانت وانتم وانتن كلنا ايها الاخوة والاخوات قبل ان ان يخلقنا الله عز وجل في هذه السنين المتقاولة من عمر البشرية لم نكن شيئا مذكورا فمن الله تعالى علينا بالحياة واوجدنا وآآ منحنا من اسباب تحقيق المقصود من الحياة ما افاض به علينا ابتداء من الوان نعمه والطافه واحسانه. الله تعالى يقول والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. عندما يقف الانسان عند عند هذه الاية يرى عظيم المنة التي امتن الله تعالى بها على الناس عندما اخرجهم في تلك الحال التي هم في غاية الضعف وغاية الافتقار الى من يأخذ بايديهم الى من يعينهم في التدرج الى المراتب التي يستغنون بها ويحصلون بها ما ما تستقيم به حياتهم تسير به امورهم والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون وخص هذه الاعضاء الثلاثة التي هي السمع والبصر والقلب لانها مفاتيح لكل علم ولانه للانسان الى الحياة الطيبة الا اذا استثمر هذه الادوات في تحقيق المقصود من الوجود اذا كان كذلك الحياة في ذاتها نعمة الحياة في آآ اصلها منة من الله تعالى على الناس تستوجب هذه المنة ان يشكر عليها جل وعلا وان يتذكر الانسان كيف يمكن ان يشكر هذه النعمة التي انعم الله تعالى بها عليه في صرفها حيث امر بها وحيث وجه اليها ما يعود عليه بالنفع في دينه وفي دنياه ان الله تعالى خلق الخلق ليحيوا حياة طيبة ولا يطيب ولا تطيب حياة الناس ولا تستقيم ولا يدركون ذلك الوصف في حياتهم الا اذا حققوا الغاية من الوجود. وهنا مفتاح ادراك الحياة الطيبة. الحياة الطيبة هي الحالات الهنيئة هي الحياة السعيدة هي الحياة المطمئنة هي الحياة التي يقل فيها الكدر تضيق فيه دائرة الكبد الذي يعكر على الانسان حياته فيكون في كل احواله على رضا وطمأنينة وسكون وسعادة وآآ هدوء وسكون كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه الامام مسلم في صحيح من حديث صهيب رضي الله تعالى عنه عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته ضراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر. نعم. فكان خيرا له. نعم فهو بين امرين بين ان يشكر عندما تنزل به البلايا والمصائب عندما تدركه النعم والعطايا والهبات وبين ان يصبر اذا اصابته الضراء ونزلت به الشدائد وحلت به الخطوب والمحن فانه صبار عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير يعني حياته في كل احوالها في كل تقلباتها في كل ما يلقاه مما يحب ومما يكره مما يسره ومما يحزنه مما ينشط له ومما يكسل عنه. كل ذلك هو في فيه بين امرين بين شكر يدرك به خيرا وبين صبر ينال به اجرا وخيرا وثوابا وذلك كله تفسير للخير الذي يدركه العبد المؤمن في حياته ايها الاخوة والاخوات ان الحياة الطيبة وعدها الله تعالى لاوليائه. ذكرها الله في محكم كتابه في قوله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون عندما يقول الحق جل في علاه فلنحيينه حياة طيبة فهو يعد جل في علاه ويقسم على ذلك فاللام هنا لقوله فلنحيينه موطئا لام واقعة في جواب قسم مقدر والله لنحيينهم. هم. لنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ان الحياة الطيبة جعلها الله تعالى ثمرة امرين لا يمكن ان يدرك الانسان الحياة الطيبة الا بهما من عمل صالحا من ذكر او انثى اي من جميع البشر بسبب وجميع الجن بجميع اصنافهم من الانس من الذكور والاناث من عمل صالحا وهو مؤمن فالعمل الصالح هو عمل يظهر للناس يرونه يدركونه باسمائهم وابصارهم ومشاهدتهم سواء كان ذلك في القول او كان ذلك في العمل سواء كان العمل خاصا او كان العمل متعديا في معاملة الناس او في معاملة الحيوان او في معاملة آآ الجماد او في معاملة الموافق او معاملة المخالف عمله في كل ما يصدر عنه عمل صالح لا يعيبه شيء والصلاح ضد الفساد ولا يكون العمل صالحا الا اذا كان موافقا لما جاءت به الشريعة موافقا لهديه صلى الله عليه وسلم. فان الله بعثه مكملا لخلال الخير صنعوا في البر جاء في الصحيح الحديث الصحيح عند الامام احمد باسناد اه اه صحيح كما ذكرت من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق فالعمل الصالح هو ما دل عليه صلى الله عليه وسلم. هم. وان الله من رحمته بعث رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس صالح العمل. قال قال الله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله قال جماعات من اهل التفسير الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح والله تعالى بعث رسوله ارسل رسوله بالهدى اي بالعلم النافع ودين الحق وهو العمل الصالح وذلك كفيل بان يظهر هذا الذي جاء به هذا النور الذي طرق الدنيا ببعثته صلى الله عليه وسلم ورسالته ان يظهر على كل دين ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ايها الاخوة والاخوات العمل الصالح هو احد هو احدى الركيزتين اللتين من خلالهما يدرك الانسان الحياة الطيبة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن والايمان عمل قلبي جماعه انقياد لله تعالى والخضوع له والذل لله جل في علاه الايمان عمل قلبي يبين ان من مرتكزات الحياة الطيبة سلامة الباطن. فلا يمكن ان يستقيم الانسان عمل ولا ان يصلح له شأن الا وقد صلح في ظاهره وباطنه. فقوله من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن بيان انه لا يكفي في تحقيق الحياة الطيبة ان يتظاهر الانسان بصالح العمل. ان يبدو ان يبدي للناس الطيب ويكون قد ستر وراء هذا الطيب من الرديء في المقاصد والرديء في ما حمله قلبه من المعاني سواء من حقد او عجب او كبر او اه احتقار او رياء او غير ذلك من افات القلوب انه لا ينفعه ان يكون في هذه الحال جاء بالعمل الصالح لانه لم يثمر الحياة الطيبة. فالحياة الطيبة هي ثمرة هذين العملين الجليلين اللذان اللذان جماعهما صلاح صلاح الباطن وصلاح الظاهر. فبصلاح الباطني وصلاح الظاهر تتحقق للانسان الحياة الطيبة. وقد تكلم اهل التفسير في بيان معنى الحياة الطيبة وتنوعت كلمات تنوعت كلماتهم في تفسير وبيان ما وعده الله تعالى المؤمنين في قوله فلنحيينه حياة طيبة ولهم في ذلك جملة من الاقوال قال ابن عباس والضحاك في معنى الحياة الطيبة انها الحياة انها الحياة التي يتيسر فيها للانسان رزق حلال. ورزق طيب ورزق حسن فجعل الحياة الطيبة فتح الارزاق وحصول البركة في هذا الرزق وهذا المعنى يشهد له قوله جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض فهؤلاء لما حققوا التقوى في اقوالهم في قلوبهم في اعمالهم في احوالهم فتح الله تعالى لهم ابواب العطاء ابواب وبالهبات فتح لهم البركات وانظر كيف تتابع البركات وتكرى ليس من جهة واحدة بل من كل الجهات قال الله جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا لفتحنا عليه ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. بركات وليست بركة واحدة ايه ده؟ ويدل هذا على فيض الله العظيم وعطائه الجزيل في مثل هذه الصورة وفي مثل هذا هذه الحال. واذا حقق الانسان هذا العمل. اذا المعنى الاول للحياة الطيبة وهو الرزق الحلال الرزق الطيب الرزق الحسن وبهذا قال ابن عباس والظحاك رحمه الله اما القول الثاني في معنى الحياة الطيبة فهي القناعة وبهذا قال علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وبه قال من التابعين الحسن البصري فمعنى قولي فلنحيينه حياة طيبة اي لنحيينه انه حياة يمتلئ به قلبه بها قناعة وغنا والقناعة معنى في القلب يشعره عظيم نعمة الله عز وجل عليه وكبير احسانه اليه وانه مستغن به عن كل احد وانه ما كتب له جل وعلا العطاء فهو فهو اتيه لا محالة وما لم يكتبه الله له فانه لن يأتيه ولو فعل ما فعل من طلب اسباب الرزق وحصول الكسب كما قدره الله كائن وما لم يقدره الله جل وعلا فانه لا يأتي ولو فعل الانسان ما فعل لتحصيله. كما جاء بعض اهل العلم في قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا في وصف اولياء الله تعالى الذين يذكرون ويقومون بحقه تتجافى يقول الحق جل في يقول الحق جل في علاه في سورة في الوصية النبوية الشريفة التي رواها الامام احمد والترمذي وجماعات من اهل العلم في حديث عبد الله ابن عباس الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام اني اعلمك كلمات. احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. اذا استعنت فاستعن بالله. واذا سألت فاسأل الله اعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بامر لم يكتبه الله لك ما نفعوك ولو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما ضروك. جفت الاقلام ورفعت الصحف وهذا يبين ان من نفسه قناعة وامتلأ قلبه غنا بما آآ عند الله عز وجل وبما يفيض عليه قصرت نفسه عن ان تتبع ما لم يقضيه الله تعالى له ولم يقدره له واخذ هذه الدنيا شخاوة نفس وطيب قلب فانه بذلك يحيى الحياة الطيبة التي وعدها الله تعالى المؤمنين وجعلها من نصيبهم ومن عاجل جزائهم في الدنيا واذا حقق هذا كان بذلك سعيدا لذا قال النبي صلى الله فيما رواه البخاري البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ليس الغنى عن كثرة العرب يعني ليس الغنى عن كثرة ما يملكه الانسان من المتاع النقد والمنقول والعقاص. نعم. انما الغنى حقيقة بين النفس. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ولكن الغنى غنى النفس هذا هو المعنى الثاني من المعاني التي ذكرت في الحياة الطيبة. اما المعنى الثالث في معنى الحياة الطيبة انها السعادة وهذا مروي عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه. فيكون معنى قوله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة طيبة اين ننحينه حياة سعيدة؟ ولا شك ان السعادة التامة والرضا الوافر والابتهاج الكامل يكون لاولياء الله الذين حققوا ما امرهم به في هذه الحياة الدنيا. فالسعادة ثمرة الطاعة السعادة ثمرة القرب من الله. السعادة ثمرة ذكر الرحمن جل في علاه قال الله جل في علاه الا بذكر الله تطمئن القلوب. ووعد الله تعالى كل من اعرض عن ذكره لانه يعيش معيشة ضنكا والظنك ظد الطيب الظنك ظد الساعة الظنك ظد الهنا والسعادة فمن ذكر الله واشتغل بطاعة واقبل عليه انفتحت له ابواب السعادة وسعد سعادة حاضرة وعاجلة حاضرة بما يجده من ذكر الله والقيام بحقه والابتهاج بقربه ومعيته جل في علاه فالله مع الذين اتقوا ومع المحسنين كما قال الله تعالى ان الله مع الذين تقوا والذين هم محسنون ويدرك في الاخرة من عطاء الله وجزاءه ما يكون من فضل الله وبره. جميل من المعالي اذكر اخر معنى تفضل من المعاني التي فسرت بها الحياة الطيبة انها الجنة. ولا شك ان الجنة ها طوبى وهي التي بلغت في الطيب منتهاه. لكن هذا لا يعني ان لا يكون ثمة طيب قبل ذلك. بل المقصود ان ان فمن استقام على طاعة الله عز وجل وقام بما امر الله تعالى به فان الله عز وجل قد اعد له من الحياة ما ينعم به وما يسعد به ومن ذلك ما يكون في الاخرة من الحياة من الحياة الطيبة التي اعدها الله تعالى لاوليائه وعباده الصالحين. كما قال الله جل في علاه وان الدار الاخرة لهي الحيوان. اي لهي الحياة التامة الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه وذلك في بين الحياتين بين الدنيا والاخرة يقول الحق جل في علاه وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب هذي حياة لكنها مهما كانت والابتهاج والسرور والمتع وسائر ما تنعم به الابدان والارواح لا يقارن لا يقارن ذلك بما الله تعالى لاولياءه ولذلك قال بعد ان ذكر حقيقة الحياة الدنيا وما هذه الحياة الدنيا الاله ولعب؟ قال وان الدار الاخرة لهي الحيوان يعني الحياة الكاملة. فالحيوان هنا على وزن فعلان التي تدل على الامتلاء بالوصف الرحمن والعطشان والريان. كل هذه الالفاظ تدل على امتلاء الموصوف بهذه الاوصاف والمسمى بهذه الاوصاف بهذه الاسماء على امتلائه بهذه بمعاني هذه الاسماء. فالحيوان هو الذي تحقق له الحياة التامة الكاملة من كل وجه. هذه المعاني في الحقيقة يا اخي الكريم وايها الاخوة والاخوات المستمعون والمستمعات هذه المعاني الكريمة الشريفة ليس بينها تعارض هي في الحقيقة اه وان تنوعت من حيث الفاظها من حيث كلماتها الا انها تتفق في تحقيق معنى واحد ان الحياة الطيبة هي الحياة التي ينعم فيها الانسان الطمأنينة ينعم فيها بالقناعة ينعم فيها بالسعادة يطلب فيها الرزق الحلال ويتيسر له فيه من بركات الماء والارض ما يكون به سعيدا. جميل. هذه هي الحياة الطيبة التي اسأل الله العظيم رب العرش الكريم الذي بيده ملكوت كل شيء ان يمن علينا جميعا وان يذيقنا اياها وان يثبتنا على الحق والهدى وان يجعل عاقبة امرنا يسرا ومنقلبنا خيرا وقد قال الله تعالى في العاب لهؤلاء ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. الله اكبر. اذا الحياة الطيبة اه حياتان حياة في الدنيا وحياة في الاخرة على حسب ما جاء في الاية الكريمة وايضا هناك جانب مهم جدا فيما يتعلق بتحقيق كل حياتي الطيبة في حياة المسلم الا وان هذا الامر هو تحقيق الحياة الطيبة في الدنيا موصل الى تحقيق الحياة الطيبة في الاخرة لكن صاحب الفضيلة من آآ الاولويات التي ينبغي على المسلم ان يحققها وصولا الى هذه الحياة الطيبة. مسألة المسألة الخاصة ذكر الله سبحانه وتعالى وافضل الذكر يعني قراءة القرآن ايضا في يندرج تحت هذا العبادة عبادات بمختلف انواعها وكذلك ايضا قراءة القرآن والدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى بما آآ شرعه الله سبحانه وتعالى وبما جاء عن نبيه صلى الله عليه عليه وسلم نعم بالتأكيد ان الحياة الطيبة التي بينا معانيها وآآ جلينا جوانبها وذكرنا المعنى الجامع لها وانها السعادة في الدارين والسعادة في الدنيا والاخرة ليست فقط سعادة في الاخرة لان بعض الناس يا اخي الكريم نعم وايها الاخوة والاخوات يظن انه الحياة الطيبة هي فقط في الاخرة. هم. ثمرة الطاعة لا تكون الا بعد الموت هم. بالتأكيد ان الثمرة الكبرى للصالحات والطاعات هي بعد الموت على وجه واضح وجلي ولا يلتبس لكن ثمة منافع في الدنيا لابد ان تظهر من اثار الطاعة ان ان يذوقها الانسان من اثار الطاعة في حياته فثمة نعيم في الدنيا يدركه الطائعون به تنشط نفوسهم على الطاعة. به تقوى قلوبهم على الاقبال آآ الى الله عز وجل والى ما امر به والقيام بما حث عليه. هذا الذي يجده الناس في الدنيا من نعيمة الطاعة شيء لا يدركه كثير من الناس عندما تكون الطاعات صور لا معاني لها عندما تكون الطاعات على على الجوارح والابدان وليست نافذة الى القلوب والافئدة ان الله جل وعلا ذكر في محكم كتابه جزاء الابرار فقال ان الابرار لفي نعيم وجزاء الفجار قال ان الفجار وان الفجار لفي جحيم ان النعيم الذي ذكره الله تعالى للابرار ليس مقصورا على ما يكون في الدار الاخرة من عظيم النعيم وكبير الجزاء والاجر والفضل من الله عز وجل وجل. بل يكونوا في الاخرة على وجه خالص على وجه لا يلتبس على وجه بين ظاهر لكنه يكون ايضا في الدنيا لاولياء الله عز وجل بما يسوقونه ويتنعمون به من ثمار الطاعة. هم. ولذلك في اه الطاعات من اللذات والبهجات والسرور والسكون والطمأنينة والانشراح والبهجة ما لا يكون في غيرها من الاعمال. الله جل في علاه يقول في محكم كتابه فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره. ماذا يصنع؟ يشرح صدره. يشرح صدره للاسلام ان شرح الصدر الاسلام هو هداية من الله عز وجل هو منة ومعنى آآ الهداية في هذه الاية الهداية التي يتحقق بها العمل وليس فقط الهداية التي هي الدلالة. فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره ان يجعل قلبه مقبلا على طاعة الله عز وجل مقبلا على مراظي الله عز وجل مقبلا على ما يحبه الله تعالى ويرضاه فيجد من نفسه نشاطا وقوة في طاعة الله عز وجل كما الله جل وعلا في ما اه اه امتن على المؤمنين. قال جل وعلا واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعفيان اولئك هم الراشدون. اذا ثمة منافع ولذائذ وبهجات وسرور ونعيم يدركه الطائع في دنياه يسر به ويجعله آآ مقبلا على طاعة الله يحب به في الطاعة مما يكون عاجل بشرى المؤمن مما يكون عاجل جزائه في الدنيا وقد قال السجدة اه انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا سبحوا وسبحوا حمد ربهم وهم لا يستكبرون ثم قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما فهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون. قرة الاعين ليست فقط فيما اعده الله لاوليائهم في الاخرة. بل ثمة ما تقر به اعين الاولياء في الدنيا وهو الذي جعلهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع. الله عز وجل لم يقل انهم يقومون الليل. بل اخبر ان جنوبهم تتجافى عن المضاجع. يعني بذاتها المضاجع ما الذي ايقظ هؤلاء؟ ما الذي اقامهم من فرشهم ووسير منامهم؟ ما الذي جعلهم يهب في اه احلى ساعات النوم وانا لحظات الخلود الى الفرش انه شيء وجدوه في قلوبهم من لذة مناجاة مولاهم. من لذة مناجاة ربهم جل في علاه. اذا الطاعة ليست عملا شاقا لا ثمرة له ولا يدرك الانسان به ملاذا تنشطه وعطايا تعينه على الاستمرار جزاء عاجل يدركه ان الطاعة لها من الاثار والثمار ما يبتهج به الانسان ويسر ويشعر بعظيم نعمة الله وهذا معنى ما ذكره ابن تيمية رحمه الله وجماعات من اهل العلم ان في الجنة ان في الدنيا لجنة. الله اكبر. من لم ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها. لم يدخل لم يدخل جنة الاخرة ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها اي من لم يتذوق طعمها لم يدخل جنة الاخرة ان جنة الدنيا هي ما يجده المؤمن في قلبه من اللذة من البهجة والسرور. من اللذة والنعيم بذكر الله عز وجل وطاعته والقيام بحقه. ان الله تعالى يشرح صدر اوليائه. اذا اقبلوا عليه بالطاعة والاحسان وقاموا بحقه جل في علاه الحياة الطيبة لها اسباب لا يمكن ان يدرك الانسان هذه الحياة الطيبة السعيدة الهنيئة دون الاخذ بالاسباب. واسبابها كثيرة وفيرة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة والكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة كل ذلك مما تحصل به الحياة الطيبة. كل عمل صالح يدرك به الانسان الحياة الطيبة لكن عندما نريد ان نذكر ذلك على وجه التفصيل ينبغي ان نعرف ان رأس ما تتحقق به الحياة الطيبة هو محبة الله وتعظيمه هو افراد الله بالعبادة هو التوحيد هو تحقيق قول لا اله الا الله فانه لا هناء للقلوب ولا طمأنينة لها ولا بهجة لها ولا سكن لها الا باللجأ الى الله عز وجل وتحقيق العبودية له ولهذا كل من حقق العبودية لله عز وجل وجد سكنا وطمأنينة وبهجة وسرورا. القلب الذي ينقطع تنقطع عنقه ونظره الى الخلق والى ما في ايديهم يجد من اللذة والبهجة والسرور ما لا يجده ذلك الذي علق قلبه بكل غاد ورائح او علق قلبه الاسباب المادية آآ وآآ ما في ايدي الناس. هذا لا يعني الا يأخذ الانسان آآ اسباب اسباب تحصيل المقاصد بل آآ واسباب تحصيل المطالب انما المقصود ان ان يعلق الانسان قلبه بالله عز وجل ويقطع علق قلبه من الاسباب فلو اخذها فانما يأخذه انما يأخذها على وجه السبب الذي يدرك به غايته لا على انها تفعل او انها آآ تنتج آآ الشيء دون ارادة الله ودون تقديره ودون مشيئته فانه اذا شاء الله تعالى كان ما شاء الله كان وما لم يشاء. جميل. لم يكن. نعم. فالمقصود ان التوحيد اذا حققه العبد ان انعكس ذلك في قلبه طمأنينة وسكنا وتحققت به الحياة الطيبة. الله اكبر وهنا ايضا يعني من تعلق بشيء وكل اليه عندما يتعلق الانسان بغير الله سبحانه وتعالى بمخلوق او بغيره وانما هو يعلق قلبه او يعذب نفسه بنفسه آآ وهذا ايضا آآ يعني من اسباب الشقاء ومن اسباب البعد عن الحياة الطيبة التي يسعى اليها المسلم ويحضرني هنا ايضا في هذا الجانب في في موضوع ذي صلة آآ مقولة ابن تيمية رحمه الله تعالى عندما قال انا جنتي في صدري كان يجد هذه الجنة التي كان يعني هو يتحدث عنها في وقت آآ سبق هذه او سبق هذا الموقف يقول ان في الدنيا من لم يذقها لم يذق اه جنة الاخرة وهذا ايضا اه ملمح اه جميل في هذا الجانب ايه نعم بالتأكيد يعني لا شك ان القلب اذا علق علق رغبته ورهبته بالله عز وجل قطع العلائق من الناس كان ذلك من موجبات سعادته ومن موجبات سروره وبهجته ومن ومن جرب هذا وجد وادعو كل مؤمن في في في حوائجه ان يعلق قلبه بالله عز وجل ان يعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ومهما بذل الانسان من الاسباب وهو ما فعل من المقدمات التي تحصل بها النتائج ينبغي له الا يزهل عن انه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. هم. وبالتالي ينبغي له ان لا الى الاسباب ويعلق قلبه بها بل يعلق قلبه بالله. ويبذل السبب ويأخذ بالمقدمة علق قلبه في حصول النتائج بالله عز وجل. جميل. هذا من اسباب اه حصول الحياة الطيبة. هم. وهو من الاسباب الاساس من الركائز المهمة التي يدرك بها الانسان الحياة الطيبة ولذلك كل من علق فقلبه بالله وحقق التوحيد فانه يدرك بذلك خيرا عظيما. اذا بليت فثق بالله وارض به ان الذي يكشف البلوى هو هو الله والله مالك والله مالك والله مالك غير الله من احد فحسبك الله في كل. لك الله لك الله الله في كل لك الله الله اكبر تأكد ان في كل امر من الامور لك الله عز وجل. واذا تعلق القلب بالله التم شعثه قالت وحشته وانس بربه واطمأن لقضائه وقدره اقبل على ما عند الله عز وجل وفي وهو في غاية السرور والابتهاج واذا جاءته الدنيا حمد الله عليها واذا لم يأتي منها رضي بذلك وصبر وقال ما صرفها الله تعالى عني الا ان ذلك خير لي واطيب لي. من الاسباب التي يدرك بها الانسان الحياة الطيبة ان يكثر من ذكر الله عز وجل. فبذكر الله تأنس القلوب. بذكر الله تسكن الافئدة. بذكر الله تطمئن بذكر الله تنشرح الصدور من اسباب ادراك الحياة الطيبة ان آآ يجعل الانسان الحياة الدنيا في قدرها هذه الحياة الدنيا ليست دار مقام. هذه الحياة الدنيا اعرف طبيعتها حتى تحسن التعامل معها. وحتى لا يصيبك الهم والغم والقلق والضج اذا اذا اذا نزل بك منها ما تسوى. هذه الحياة الدنيا مجبولة على كدر وقذر كما قال الله جل وعلا لقد خلقنا الانسان في كبد. هذا ليس ذما للدنيا ولا تزيدا فيها. انما هذا بيان لحقيقتها حتى يعرف الانسان كيف يتعامل معها فاذا جاءته المصائب جاءته الضوائق جاءته المكاره تحضر هذا المعنى وصبر وعلم ان العاقبة له بصبره وان الاجر له بصبره وانه ما اعطي احد طعن خيرا ولا اوسع من الصبر. الله اكبر. مما تدرك به الحياة الطيبة ان يكون الانسان قنوعا. فان القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى مما تنشرح به النفوس. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرب. انما الغناء غنى النفس. وقد جاء ايضا فيما رواه الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وارضى بما قسمه الله لك تكن اغنى الناس. وفي رواية وكن قانعا تكن اشكر الناس. اشكر ناس الا من رضي واطمأن وسكن قلبه ونزلت في قلبه الطمأنينة التي بها آآ ينقش كل المخاوف ويحصل بها الرضا. من اسباب آآ ادراك الحياة الطيبة. اليقين بانه لن من الدنيا الا ما كتب الله لك وان رزقك بيد الله عز وجل لن يمنعه منك مانع من من البشر الا بارادة الله ولن يأتي به احد اليك من خلق الا باذن الله. قال الله جل وعلا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وقد قال جل وعلا ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فينبغي للمؤمن ان يقر نفسا وان يطمئن قلبا بان رزقه على الله وهذا لا يعني ان يقعد آآ ونكرر هذا الكلام لان بعض الناس اها قد يفهم من هذه المعاني ان يترك الاسباب بلى لابد من بذل السبب نعم لكن يجب تعليق القلب بمسبب الاسباب ورب الارباب الذي انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون التعلق بالسبب. نعم نعم فعل السبب كما ذكرت هو ان يفعل الاسباب ولا يتعلق بها انما يعلق قلبه بالله عز وجل. واذا اه اه ادركها الانسان هذه حقيقة يحقق الزهد كلا الحسن البصري وهو من اصحاب آآ المواعظ المنيرة والكلمات آآ ذات التأثير الكبير. قيل له ما وجودك في الدنيا؟ فقال اربعة اشياء علمت ان رزقي لن يأخذه غيري. اطمع ان في قلبي. الله وعلمت ان عملي لا يقوم به سواي فاشتغلت به وحدي وعلمت ان الله مطلع علي فاستحييت ان يراني على معصية وعلمت ان الموت ينتظرني فاعددت الزاد للقاء ربي. هذه صفة هذه معارف اربع. علوم اربع ذكرها رحمه الله في سياق جوابه ما سر زهدك في الدنيا؟ فان زهده في الدنيا ثمرة هذه المعارف وثمرة هذه الاعمال علم ان الرزق من الله عز وجل فاطمئن قلبه قلبه علم ان عمله لن يقوم به غيره فاشتغل به ولم يسنده الى غيره بل بادر اليه. علم ان الله مطلع عليه فاستحيا ان يرى الله تعالى ان يرى الله تعالى منه ما يكره. علم ان الموت ينتظره فاعد له ما يسر في لقائه بربه فان المؤمن اذا فان المؤمن اذا مات بل الانسان اذا ما اتبعه ثلاثة تبعه اهله وماله وعمله سيرجع اثنان ويبقى كما في الصحيحين من انس قال صلى الله عليه وسلم يرجع الاهل والمال ويبقى العمل. آآ مما يحقق للانسان الحياة الطيبة ان يسعى الى التوازن في حياته. الاعتدال التوسط وهذا من اسبابي سعادتي هذه الامة انها امة وسط ليس فيها غلو ولا جفاء ليس فيها افراط ولا تفريط وهذا ليس فقط في جانبا من جوانب حياة الانسان بل في كل شؤونه في مأكله في مشربه في معاملته للخلق في معاملته لله عز وجل في ظاهرة في باطنه في عقائده في اعماله كل ذلك يحقق به يحقق المؤمن مطلوب منه ان يحقق لينال الحياة الطيبة. فلا حياة طيبة الا بالتوسط. قال الله قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة ولذلك التشدد والتزمت والتنطع من موجب الهلاك كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم هلك متنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون اعادها صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثا تأكيدا وتحذيرا وتحذيرا من من من هذا العمل الذي يحصل به من الشر الفساد لحياة الناس ما هو هلاك ولذلك قوله صلى الله عليه وسلم. نعم. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. من اهل العلم من قال ان هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على اهل تنطع ومنهم من قال ان هذا ليس دعاء بل هو خبر من النبي صلى الله عليه وسلم ان التنطع والتشدد والغلو من موجبات الهلاك. ويشهد لهذا المعنى انه من موجبات الهلاك وانه سبب من اسباب الفساد. آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في اكبر المجامع التي اجتمع فيها مع الناس كان يقول صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو اياكم والغلو اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. الغلو في الدين سبب من اسباب الهلاك. بعض الناس يظن ان الزنا هو الغلو والتشدد والخروج عن الوسط بالميل الى الشدة والغلظة آآ ما اشبه ذلك من المعاني هؤلاء نقول لهم انتم قد اخطأتم السبيل لكن هنا تنبيه اخي عبد الله نعم من المهم ان نعرف ايها الاخوة الاخوات ان الغلو ليس امرا يحدده الانسان بمقاصي هو. صحيح. فما كان موافقا لهواي عفوا ما كان موافقا رأيي ما كان موافقا لعملي فهو الوسط وما كان خارجا عن عملي فانه غلو او تفريط. لا ليس الامر موكول الى اراء الناس ولا الى اذواقهم ولا الى ما يحبون ويشتهون. فلا يوصف فلان بانه غال او متشدد لكونه والله يعني زاد على ما عندي من او شدد في امور انا ارخص فيها واخفف فيها. ولا ان ذلك مفرط لكونه لكونه يقع في اشياء انا اتنزه عنها لا لا هذا هذا مفهوم منقوص. المقياس في هذه الحال يوجدون لنا وسطا كل منا يوجد وصف قد يتلائم معه فيرى نفسه انه الوسط. والوسط هو ما كان عليه سيد ولد ادم. نعم. صلوات الله وسلامه عليه. الوسط هو ان تلزم هذه الشريعة بامرها ونهيها وما جاء فيها من احكام وشرائع واداب هذه هي الوسط هي الميزان الذي نقيس فيه اعمال الناس لا ايش اعمال الناس بالسائد بينهم؟ فاذا كان آآ الانسان آآ يعيش في بيئة منحلة كان وهو مستقر سيصفونه بانه متشدد. يعني لوط عليه السلام في قومه كان متشددا على مقياسهم. لما كانوا يغشونه من الفواحش والقاذورات شرور وفساد الذي كان موجبا لعقوبتهم. فليس التوسط هو ما نشتهيه او ما في المجتمع او ما يشيع في بيئة معينة ما انما التوسط الطريق الوسط الذي اثنى الله تعالى عليه وامر النبي صلى الله وسلم بلزومه انما هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فهم الذين زكاهم الله تعالى في قوله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. هؤلاء الذين زكاهم الله تعالى بهذه التزكية العظيمة هم الميزان الذي يقاس به توسط الناس من عدمه. جميل. شيخ خالد لعلنا نختم بالحديث السبعة الذين يظلهم الله في في ظله يوم لا ظل الا ظله لو تفحصنا وتأملنا هذا الحديث جيدا لوجدنا ان هذه او هؤلاء السبعة كلهم آآ انعم الله عليهم بحياتهم طيبة في هذه الدنيا مهد لهم هذا الامر الى الحياة او اوصلهم هذا الامر الى الحياة الطيبة في الاخرة حتى اظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله وخصهم سبحانه وتعالى بظله يوم لا ظل الا ظله آآ اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يظلنا في ظله يوم لا ظل الا ظله. اللهم امين. كما ذكرت اخي هذا الحديث نموذج لمن حققوا الحياة الطيبة وان من امن وعمل صالحا كما قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر وانثى وهموم فلنحيين لانه حياة طيبة ولن يجزي عنهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون. هذا هذا الحديث نموذج يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث آآ من حديث حفص بن عاصم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. عدهم الامام العادل. هم. وهذا وهو من كانت له ولاية عدل في هذا الناس سعى فيها بالاصلاح قام فيها بما يجب عليه وشاب نشأ في عبادة الله تشاد نشأ في عبادة الله في وقتها هيجانب في وقت خروجه عن الجادة كان مستقيما على الصراط المستقيم كادحا لشهوات مانعا لرغباته ان تذله او ان تخرجه عن الجادة. وقد جاء في المسند قوله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعجب ومن الشاب ليس له صبوة ان الله لا يعجب من شاب ليس له صبوة اي ليس له ميل وانحراف عن طريق المستقيم بسبب ما كتب عليه هذا هذه المرحلة العمرية من القوة التي قد تكون فارقة ولهذا كان اجر من نشأ في طاعة الله ان يضله الله في ظله يوم ولا ظل الا ظلك. ورجل قلبه معلق بالمساجد. فقلبه يطلب مواطن الرحمة. مواطن البر مواطن العطاء. مواطن العبادة مواطن الفضل وهي المساجد احب البقاع الى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. فليس بينهما من اسباب اه الدنيا التي تجذبهم او تنفر ما بينهم ما آآ سببا لصلاتهم بل صلاتهم بل صلاتهم وما بينهم انما هو لله فلان يتحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ثم ذكر ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال رجل دعته امرأة ذات منصب اي لها مكانة رفيعة ومنزلة عالية تصونها وتصونه اذا وافقها عنان يمسه شر. يعني قد امن من ان يناله شر اذا وافقها على ما دعته اليه من الفحشاء. ورجل دعته امرأة ذات منصب واضافة الى المنصب الذي يحصل به الامان له وجمال هي جميلة فيها ما يرغب وفيها ما يدعو النفس الى آآ اجابتي اليها لكنه امتنع من اجابتها الى ما دعته اليه لا لرهبة من الناس ولا لخوف من عقابهم بل قال اني اخاف الله فالذي عاقه وحال بينه وبين ما يشتهي من هذه الدعوة التي مهدت له الشر ويسرت له حصول الفحشاء انه يخاف الله فقال اني اخاف الله. اما الرجل آآ وهو السابع ورجل تصدق بصدقة اي اخرج مالا يرجو ثواب الله عز وجل سواء كان طعاما كان نقودا كان متاعا كان قماشا تصدق بصدقة يشمل في القليل والكثير لو ريال لو شق تمرة المهم انه تصدق بشيء اخرجه من يده فاخفاها. وهنا السر السر هنا في يعني المثوبة حصلت بسببين احسان الى الخلق واخفاء ذلك رغبة فيما عند الله ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ما ما حتى لا تعلم شماله ستنفق يمينه رجاء ما عند الله عز وجل. السابع وهذا السادس. السابع ورجل ذكر الله خاليا. ففاضت عيناه. هؤلاء كلهم حقيقة نعموا بالحياة الطيبة في الدنيا ولما حققوا الحياة الطيبة في الدنيا وفازوا بها بهذه الاعمال المباركة لا سينالون اجرا عظيما وفضلا كبيرا وهو ان الله يظلهم في ظله يوم لا ظل الا ظله. نسأل الله ان يجعلنا واياكم في ظله يوم لا ظل الا ظله وان يمن علينا بصالح العمل وان يصلح لنا الظاهر والباطن. اللهم امين. وايضا نختم بمقولة ابن القيم رحمه الله تعالى عندما قال واي اطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هما واحدا في مرضاة الله تعالى. ولم يتشعب قلبه بل اقبل على الله تعالى واجتمعت ارادته وافكاره على الله تعالى فصار ذكره لمحبوبه الاعلى وحبه والشوق الى لقائه والانس بقربه هو المستولي عليه وعليه تدور همومه قادته وقصوده بكل خطوات قلبه فان سكت سكت لله وان نطق نطق بالله وان سمع فبه يسمع وان ابصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يمشي وبه يتحرك وبه يسكن وبه يحيى وبه يموت وبه يبعث نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الحياة الطيبة وان يجعلنا ممن ذاق هذه الحياة الطيبة في الدنيا ويذوقها ان شاء الله في الاخرة. صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله طرح عضو الافتاء واستاذ الفقه بجامعة القصيم نشكركم على هذه الكلمات الطيبة في هذه الساعة من برنامج الدين والحياة ونتمنى ان شاء الله نلقاكم الاسبوع المقبل وانتم على خير. باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وانتم لكم الشكر مستمعينا الكرام على حسن انصاتكم واستماعكم لنا في هذا البرنامج على امل اللقاء بكم ان شاء الله في حلقة الاسبوع الاسبوع المقبل باذن الله تعالى من برنامجكم الدين والحياة تقبلوا تحياتي محدثكم عبد الله الداني ومن التنفيذ على الهواء الزميل هتان الحسيني نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قل ان صلاتي ونسكي والمحيا مماتي كيف نحقق الغاية من الوجود كيف نعبد الله عز وجل؟ الدين والحياة. برنامج نتناول فيه في قضايا تطيب بها الحياة. وتسعد بها النفوس. وتتحقق بها الغاية من الوجود خلقت الجن والانس الا ليعبدون يأتيكم في الاوقات التالية. مباشرة الاحد عند الثانية ظهرا ويعاد عند منتصف الليل اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة. اصلها ثابت وفرعها في السماء