عرف ما معنى الله عرف ما له من الكمالات عرف ما له من الصفات ولذلك تواطأت كلمة العلماء وتواردت نقولاتهم رحمهم الله على ان اول واجب على المكلف هو معرفة الله عز وجل الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذا الجزء الثاني من برنامجكم فادعوه بها الذي تعده وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية هذا البرنامج اخذنا منه في فترة مضت جملة من اسماء الله الحسنى وقفنا مع اسم الله واسم الرحمن والرحيم وجملة من الاسماء العظيمة التي سمى الله تعالى بها نفسه ان اسماء الله تعالى حياة القلوب انها النور الذي ينير البصائر انها الهدى الذي يدل على الله عز وجل خلقنا الله تعالى ذكرنا وانثانا انسنا وجننا قلقنا لغاية عظمى ومقصد اسنى خلقنا لنعبده وحده لا شريك له هذا الكون كله بسمائه وارضه وبره وبحره وسائر ما فيه من خلق الله تعالى انما خلق لعبادة الله وحده كلنا نحفظ قول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ويقول تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا انها دار المسابقة الى الله عز وجل وهذه المسابقة لا يفوز فيها الا من حقق العبودية لله وحده لا شريك له. ولا يمكن لاحد ان يحقق العبودية لله عز وجل الا اذا عرف من الله الذي يعبد ما هي صفاته ما هي اسماؤه ما هي افعاله ما هي كمالاته جل في علاه ذاك هو مفتاح العبودية ولذلك قال الله جل في ولذلك قال الله جل في علاه في محكم التنزيل فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك انه دعوة من الله تعالى ان يعرف العبد ان يعرف كل احد هذه الكلمة لا اله الا الله مفتاح الجنة التي بها سعادة الدنيا وفوز الاخرة ان هذه الكلمة لا يمكن ان يحقق احد معناها ولا ان يعرف مقتضاها ولا ان يأتي بها على الوجه الذي يرظى الله تعالى بها عن العبد الا اذا عرف معناها هو العلم به سبحانه وبحمده سبب ذلك انه لا يمكن لاحد ان يحقق العبودية ولا ان يحقق العبادة التي يخلص فيها لله عز وجل الا اذا عرف من الله فالذي يقول لا اله الا الله لابد ان يعرف من هو هذا الله الذي لا اله غيره. من هو هذا الله الذي هو اله الكون؟ اله من في السماوات ومن في الارض من هو الله الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى. من هو الله الذي له يصلي وله يصوم وله يزكي وله يحج وله يحيى ويموت. من الله الذي دعتنا الرسل لعبادته وحده لا شريك له انه لا يمكن لاحد ان يحقق هذا على وجه الكمال الا بمعرفة من الله لذلك كان اول سؤال يسأله الناس في قبورهم من ربك لانه موضع الامتحان موضع الاختبار في هذه الدنيا. فمن علم من الله وعرف الله عز وجل في دنياه بمعرفته على الوجه الذي يرظى كان ذلك توفيقا له في قبره ان يجيب ربي الله. فنسأل الله ان يسدد جوابه بنى وان يرزقنا تمام العلم به ومعرفته جل في علاه الله عرف نفسه في كتابه سبحانه وبحمده وعرف نفسه في فطرة بني ادم فالناس مفطورون على العلم بالله تعالى وعلى معرفته ولذلك طرق العلم بالله عز وجل لا تنحصر في سبيل ولا في طريق قال الشاعر سافرت في طلب الاله فدلني الهادي عليه ومحكم القرآن مع فطرة الرحمن جل جلاله وصريح عقلي فاعقلي ببياني هذه الطرق المعرفة بالله والله عز وجل من رحمته ومن واسع فضله على عباده ان لم يجعل الطريق المعرف به طريقا واحدا بل هو طريق متنوع طريق واسع طريق متعدد كلها توصل الى الله عز وجل. وتعرف به اعظم هذه الطرق المعرفة بالله عز وجل ما جاءت به الرسل الكرام في محكم التنزيل ما جاء به خير الانام صلى الله عليه وسلم فقد جاء في بيان مال الله من الكمالات ما لم يأتي في شريعة من قبل ولم يأت به رسول قبله صلى الله عليه وسلم. هذا اضافة الى ما فطر الله تعالى عليه القلوب من العلم به ومن محبته ومعرفته اقبال عليه فالفطر ركز فيها طلب معرفة الله تعالى والعلم به فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. فالله تعالى فطر العباد على عبادته ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه اذا الانحراف هو نتاج التربية هو نتاج المحيط هو نتاج عدم تعزيز ما في الفطرة بالوحي وبالتربية الحسنة ان القلوب مفطورة على محبة الله. لا تجد عن الله جل في علاه عوضا ولا عن غيره سبحانه وبحمده آآ سكنا ولعنه جل وعلا سكنا بل لا تطمئن القلوب ولا تسكن ولا تبتهج ولا تفرح ولا تلتذ ولا تجد طمأنينة الا باللجأ اليه والاقبال عليه وتحقيق العبودية له يقول الله تعالى في محكم كتابه الا بذكر الله تطمئن القلوب وبانها تسكن اتطمئن انها تبتهج انها تلتذ انها تفرح بذكره جل في علاه ولذلك اسعد الناس في الدنيا واسبقهم في الاخرة هم الذين اشتغلوا بذكر الله عز وجل بقلوبهم اولا وبجوارحهم والسنتهم فلك المحامد والمدائح كلها بخواطره وجوانحي ولساني سبق المفردون يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيحين او كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وسبق المفردين انما هو لتمام معرفتهم بالله والمفردون هم الذاكرون لله عز وجل. ومن اكثر ذكر شيء عرفه ومن اكثر ذكر شيء اقبل عليه ومن عرف ذكر شيء سعى في ان يعرف ما له من الكمالات اقام الله جل وعلا ما يدل عليه في هذا الكون الفسيح في هذا الكتاب المنظور الذي تبصره الاعين في السماء وفي الارض كل ذلك يدل عليه. ويعرف به لكن القلوب عندما تعمى تغفل الابصار انها لا تعمل ابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. يقول الله في محكم كتابه وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون اعرضوا عن معرفة الله من خلال هذه الايات التي في السماء والارض بسبب اعراض قلوبهم ولو حيت قلوبهم واشرقت وانارت بنور الوحي وانتبهت استيقظت لكان الامر على خلاف ذلك لكان الانسان يرى بكل لحظة من ايات الله ما تدل عليه. وما تعرف به سبحانه وتعالى. وفي كل شيء له اية تدل على انه واحدوا سبحانه لكن لما غفلت القلوب انعكس ذلك على على البصائر في القلوب وعلى الابصار في الاعين فصار كما قال بمحكم كتابه وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون يقول عامر ابن عبد قيس وهو من العباد الزهاد والعلماء العاملين من التابعين رضي الله عنه ورحمه يقول ما نظرت الى شيء الا ورأيته يدل على الله الله اكبر ما ازكى تلك القلوب وما اطهرها التي تتأمل في خلق الله وفي سمائه وفي ارضه وفي كل شيء حولها لتتعرف بذلك على ربها على خالقها. على الله الذي لا اله غيره. وقد دعا الله تعالى كل احد ان يتأمل فيما يحيط به وفيما يكتنفه من احوال امرائي ومسامع اسامة وارض حتى الراعي الذي يتبع ابله ويسير وراء غنمه يقول الله تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت انه دعوة لان يستبصر الانسان ويعتبر ويكون له فكرة وعبرة في كل ما يشاهده في كل ما يقع عليه بصره او يصله نظره ليتعرف بذلك على الله تعالى ان الله سبحانه وبحمده اقام الشواهد في السماء والارض ونبه الى ذلك في كتابه وفي محكم اياته ليعتبر الناس ولينظروا الى خلق الله فانه دال عليه جل في علاه اذا عندنا الفطرة وعندنا هذا الكتاب الذي في الكون كله يدل على الله عز وجل هذا الكتاب المنظور ثم اعظم ذلك في الدلالة على الله عز وجل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الذي بشر الله تعالى به الاولين والاخرين. يقول الله في محكم كتابه سبحانه وبحمده يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين انه شفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين بشارة من رب العالمين. هذه البشارة لما تضمنه الكتاب الحكيم من الايات والعبر بعث الله الرسل جميعا به معرفين واليه داعين فعرفوا الرب المدعو اليه باسمائه وصفاته وما له من الكمالات حتى جاء في هذا القرآن العظيم البيان الواضح الجلي ليه كمالات ربنا في اسمائه وفي صفاته فلله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى جل في علاه وقد جاء ذلك مبسوطا مبينا بيانا يكشف كل غشاوة حتى قال بعض اهل العلم ان الرسل عرفوا بالله عز وجل حتى كأن العباد ينظرون اليه جل في علاه. من شدة التعريف والتوظيح والبيان لصفاته وكمالاته سبحانه وبحمده. يقول ابن القيم رحمه الله حتى كأن العباد يشاهدونه سبحانه وينظرون اليه فوق سماواته على عرشه يكلم ملائكته ويدبر امر مملكته ويسمع اصوات خلقه ويرى افعالهم وحركاتهم ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم يأمر وينهى جل في علاه يرضى ويغضب سبحانه وبحمده هذه الصفات التي اخبر الله تعالى بها في كتابه كلها تبين ما له من الكمالات يؤتي الحكمة من يشاء سبحانه وبحمده مالك الملك جل في علاه يؤتي الملك من من يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. كل يوم كل يوم كل يوم هو في شأن سبحانه وبحمده يغفر ذنبه ويفرج كربه ويفك عاليا هو ينصر مظلوما سبحانه وبحمده ويقسم ظالما ويرحم مسكينا ويغيث ملهوفا كل هذا التعريف الذي جاء به القرآن الكريم هو لنحقق العبودية للملك لله الواحد الاحد الذي تعرف لعباده باسمائه وصفاته وذكر الائه وانعامه واحسانه لذلك كان العلم به اشرف العلوم وكان المعرفة بما في القرآن الحكيم والذكر المبين من صفات الرب واسمائه على الوجه الذي جاء به القرآن دون تحريف ولا تعطيل ودون تمثيل ولا تكييف كان ذلك الغاية المنتهى الذي يحقق به الانسان كمال الخشية وكمال العبودية. انما يخشى الله من عباده العلماء والعلماء هم العلماء به جل في علاه فالعلم علم به وعلم بالطريق الموصل اليه وكلاهما يثمر الخشية لكن اشرف العلوم هو العلم بالله. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان ترزقنا العلم بك ومعرفتك وان تجعلنا من خاصة اوليائك واصفيائك وان تمن علينا بقلوب سليمة وان ترزقنا رشدا والهدى والتقى والعفاف والغنى وصلى الله وسلم على نبينا محمد والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله بركاته