بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فحياكم الله وبياكم بالدرس الثاني عشر من دروس المستوى الثالث من مستويات اللغة العربية باكاديمية زاد وهذا الدرس يعقد بسنة اربعين واربعمائة والف وفيه سنشرح باذن الله تعالى مفعولا من المفاعيل الخمسة وهو المفعول معه وكنا قد انتهينا من قبل من المفعول به ومن المفعول فيه ظرف الزمان وظرف المكان ومن المفعول لاجله ومن المفعول المطلق ولم يبق لنا من المفاعيل الا هذا المفعول وهو المفعول معه المفعول معه من اساليب العربية اللطيفة الجميلة الذي يستعمل بمعنى دقيق وان كان استعماله اليوم في كلام الناس قليلا فالعربي قد يحتاج في كلامه الى ان يبين الشيء الذي كان موجودا في اثناء فعل الفعل وانت تفعل الفعل هناك شيء موجود بحضرتك وتريد ان تبين وجوده مثلا كنت كنت تستذكر دروسك مع وجود الشمعة او المصباح او طلوع الشمس او صراخ الاطفال او غير ذلك فتريد ان تبين لنا هذا المعنى لغرض تقصد اليه فتقول استذكرت والشمعة فنفهم ان الكهرباء كان منقطعا او استذكرته المصباح او استذكرت وصياح الاطفال تبين ان الوقت لم يكن مناسبا للاستذكار بسبب صراخ الاطفال او تقول استذكرت وطلوع الشمس تريد ان تبين الوقت وهكذا او انك تمشيت مثلا وكان بحضرتك شيء موجود وتريد ان تبينه لغرض تقصد اليه وتقول تمشيت والشاطئ فنفهم انك كنت بجانب الشاطئ تمشيت والحديقة تمشيت والشورى او تقول مثلا سافرت ثم تريد ان تبين شيئا كان موجودا معك في اثناء السفر يقول سافرت والحديقة سافرت والحقيبة سافرت والمعاملة فنفهم ان المعاملة كانت معك او سافرت والطائرة ونفهم انك كفرت بالطائرة وهكذا ولهذا نعرف المفعول معه فنقول المفعول معه هو اسم منصوب يأتي بعد واو بمعنى مع يبين شيئا كان بمصاحبة حدوث الفعل فهو اسم المفعول معه لا يكون الا من الاسماء فلا يكون فعلا ولا حرفا ولا جملة ولا شبه جملة لا يكون الا من الاسماء اسم يقع بعد واو بمعنى مع لابد ان يقع المفعول معه بعد وهو هذه الواو ليست واو العطف وهي اشهر انواع الواو وانما واو بمعنى مع فلهذا نسميها واو المعية لدلالتها على معنى المعية فاذا قلت سافرت والحقيبة فالمعنى سافرت مع الحقيبة يعني ان الحقيبة كانت معك فهذه الواو تدل على المعية طيب الوظيفة النحوية للمفعول معه انه يبين الشيء الذي كان موجودا في اثناء حدوث الفعل الشيء الذي كان مصاحبا للفاعل وهو يفعل هذا الفعل المفعول معه اسلوب بلاغي جميل يستعمله العربي لبيان هذا المعنى اللطيفة ثم اذا تأملنا بعد ذلك المفعول معه سنجد انه يأتي على انواع بحسب الدلالة الدقيقة لمعنى المعية فهذه المعية التي يقع مصاحبة لحدوث الفعل اما ان تدل على ان ما بعد الواو لم يشارك في فعل الفعل يعني لم يفعل الفعل بقولك استذكرت والمصباح الذي فعل الاستذكار هو المتكلم واما المصباح فانه لم يفعل الاستذكار يعني لم يشارك بفعل الاستذكار وكذلك في قولك تمشيت والشاطئ او في قولك ترى الرجل والنيل وفي قولك تريت والمصباح سريت والصحراء وجريت والقمر ففي هذه الامثلة نجد ان ما بعد الواو لم يشارك في الفعل يعني لم يفعله فلا يصح ان نجعل هذه الواو دالة على العطف بوجه من الوجوه فيجب حينئذ ان تكون هذه الواو ووالمعية وان ننصب الاسم بعدها على انه مفعول معه فهذا معنى من معاني الواو ونذكر المعاني الاخرى بعد الفاصل باذن الله تعالى فانتظرونا. بسم الله الرحمن الرحيم ذكرنا ان الواو قد تدل على معنى المعية فقط بمعنى ان ما بعدها لم يشارك ما قبلها بالفعل وذكرنا على ذلك شيئا من الامثلة وعرفنا ان حكمها حينئذ وجوب المعية يجب ان تكون وهو المعية ويجب ان ننصب الاسم بعدها على انه مفعول معه والمعنى الثاني للواو ان تكون واو العطف وجوبا وذلك في الافعال التي لا تحدث من طرف واحد بل يجب ان تحدث من اكثر من طرف بقولنا اختصم محمد وخالد و تضارب محمد وخالد وتشارك محمد وخالد وتفاهم محمد وخالد وتسمى هذه الافعال افعال المشاركة او الافعال الدالة على المفاعلة وهذه الافعال افعال المشاركة لا يصح من حيث المعنى ان تقع من طرف واحد من فاعل واحد بل يجب ان تكون من فاعلين فاكثر وعلى ذلك يجب ان تكون الواو عاطفة وان يكون ما بعدها مشاركا لما قبلها في فعل هذا الفعل الدال على المفاعلة والمشاركة ويجب ان نقول تخاصم محمد وخالد او يختصم محمد وخالد فما قبل الواو وعلى هذا الفعل وما بعد الواو ايظا فعله وجوبا فحكم هذه الواو انها واو العطف وجوبا وحكم الاسم بعدها حكم الاسم الواقع بعد واو العطف فهو معطوف على ما قبل الواو وحكمه حكم ما قبل الواو وعلى ذلك نقول تخاصم محمد وخالد فتخاصم فعل ماض ومحمد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة والواو عاطفة حرف عطف وخالد معطوف على محمد مرفوع وعلامة رفعه الضمة اذا فالواو هنا يجب ان تكون عاطفة ويجب في الاسم بعدها ان يكون معطوفا على ما قبلها فيأخذ حكمه في الاعراب والمعنى وهكذا في جميع الافعال التي تدل على المشاركة المفاعلة والمعنى الثالث الذي تدل عليه الواو ان تكون من حيث المعنى دالة على المعنيين على معنى المعية وعلى معنى العطف وذلك اذا جاز ان يشارك ما بعدها ما قبلها في الفعل بقولك سافر محمد وخالد وكقولك تمشى الرجل والقطة وكقولك جاء الامير والجيش ففي هذه الامثلة نجد ان ما بعد الواو قد فعلى الفعل وقولك سافر محمد وخالد خالد الواقع بعد الواو قد فعل الفعل يعني قد فعل السفر وفي قولك جاء الامير والجيش الجيش قد فعل المجيء يعني شارك في الفعل وكذلك في قولك فنقول من حيث الحكم النحوي يجوز في هذه الواو ان تكون عاطفة فيكون ما بعدها في حكم ما قبلها في الاعراب والمعنى ويجوز ان تكون الواو للمعية فينتصب ما بعدها على المفعول معه اذا من حيث النحو الوجهان جائزان واما من حيث البلاغة وهي مطابقة الكلام لمقتضى الحال فنقول اذا كان ما بعد الواو فعل هذا الفعل قاصدا له والافضل ان نجعل الواو عاطفة لانه مثل ما قبل الواو فاذا قلت سافر محمد وخالد فمحمد قصد فعل السفر وفعله وما بعد الواو وهو خالد قصد فعل السفر وفعله فهما سواء فالافضل حينئذ ان نجعل الواو عاطفة للدلالة على هذا المعنى سافر محمد وخالد واما اذا كان ما بعد الواو فعل هذا الفعل ولكن بلا قصد ما معنى بلا قصد يعني ان خالدا لم يكن يقصد السفر ولكنه سافر من اجل مصاحبة محمد مثال ذلك ان يأتي محمد الى خالد ويطلب منه ان يصاحبه في السفر فربما يمتنع خالد ولا يريد ان يسافر ولكن بسبب طلب محمد او الحاحه تافر من اجل مصاحبة محمد فسافر معه اذا في النهاية هو فعل السفر ولهذا يصح ان نجعل الواو عاطفة لانه شارك في الفعل. سافر ولكن من حيث المعنى الدقيق البلاغي وسافر ولكنه ليس مثل محمد بقصد السفر وانما سافر لمصاحبة محمد فيقول حينئذ الافضل بلاغيا ان نجعل الواو للمعية وننصب ما بعدها ما بعدها على انه مفعول معه من يقول سافر محمد وخالدا وخالدا مفعول معه منصوب وسنكمل ذلك ان شاء الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم قلنا اذا كان ما بعد الواو قد شارك ما قبلها في الفعل ولكنه فعله بلا قصد كقولنا سافر محمد وخالد اذا كان خالد قد سافر من اجل مصاحبة محمد آآ الحكم من حيث النحو جواز كون هذه الواو للعطف وانا اقول سافر محمد وخالد خالد معطوف على محمد مرفوع وعلامة رفعه الضمة ويجوز ان تكون الواو للمعية فنقول سافر محمد وخالدا وخالدا مفعول معه منصوب واما من حيث البلاغة بل افضل ان نجعل هذه الواو للمعية لاننا اذا جعلناها للمعية فانها ستدل حينئذ على معنيين سنفهم منها شيئين تنفهم ان خالدا قد فعل السفر وسافر وسنفهم ايضا انه لم يقصد ذلك الا انه سافر لمصاحبة محمد واما اذا جعلناها للعطف فسنفهم منها شيئا واحدا وهو انه فعل السفر فقط ولا شك ان ما دل على تمام المعنى فهو افضل واحسن من حيث البلاغة والفصاحة ويتبين ذلك في قولنا تمشى الرجل والقطة فان القطة وان فعلت التمشية فتمشت مع الرجل الا انها لم تفعل ذلك الا لانها بمصاحبته ولو لم تكن بمصاحبته لم تفعل هذا الفعل ولهذا نقول الافضل ان ننصب القطة على انها مفعول معه ونقول تمشى الرجل والقطة ولو رفعته فقلت اتمشى الرجل والقطة نجاز من حيث الحكم النحوي اذا تبين لنا ان المفعول معه اسلوب لغوي لطيف يدل على معنى دقيق قد يقصد اليه العربي في كلامه تمشى الرجل والقطة فالقطة قد تمشت قد فعلت هذا الفعل طيب ما حكم الواو حينئذ؟ هل نجعلها عاطفة ام نجعلها للمعية الجواب على ذلك يعود الى المعنى الذي يقصده المتكلم وان هذه الواو لها ثلاثة احوال فقد يجب فيها ان تكون للمعية وذلك اذا لم يشارك ما بعدها ما قبلها في الفعل كقولنا استذكرت والمصباح والحالة الثانية يجب فيها ان تكون الواو للعاء للعطف وذلك في الافعال التي تقع من طرفين فاكثر كقولنا فشارك محمد وخالد والحالة الثالثة يجوز فيها ان تكون الواو للعطف وان تكون للمعية وذلك اذا شارك ما بعدها ما قبلها في الفعل فان قلت بقيت حالة اخرى وهي ان يشارك ما بعدها ما قبلها في الفعل قاصدا كأن يذهب الرجلان قاصدين الذهاب او يسافرا قاصدين السفر او يجلسا قاصدين الجلوس فتقول ذهب محمد وخالد وجلس محمد وخالد وسافر محمد وخالد كلاهما قصد الفعل وفعله طب ما حكم الواو حينئذ حكم الواو حينئذ عكس الحالات الثالثة التي شرحناها من قبل فنقول من حيث النحو يصح الوجهان ويصح ان تكون الواو عاطفة فتقول ذهب محمد وخالد ويصح ان تكون الواو للمعية لان الثاني صاحب الاول في الفعل ولكن من حيث البلاغة الافضل ان نجعل الواو للعاطف وهذه هي الجادة كما يقولون. هذه جادة الكلام يعني كلام العرب يسير على ذلك القرآن الكريم كلام العرب شعرا ونثرا يسير على هذه الجادة لا يخرج عنه الى المفعول معه الا اذا قصدوا المفعول معه وعلى هذا نقول الافضل والاحسن للمتكلم ان يجعل الواو للعطف فيقول ذهب محمد وخالد ولا ينصب الثاني الا اذا قصد المعية يعني اذا كان الثاني فاعلا للفعل بلا قصد هذا يبين ان اللغة العربية لغة تتفاعل مع المعنى وتدل على دقائق المعنى ولهذا كانت من اللغات التي تدل على المعاني الانسانية الدقيقة مهما صغرت ومهما اختلفت ثم دعونا بعد ذلك نقف على بعض الامثلة ونعربها معا على المفعول معه ومن امثلة المفعول معه ان نقول خرجت وشروق الشمس فرجت وشروق الشمس الاعراب خرج فعل ماض وداء المتكلم الفاعل وسبق الكلام على اعراب الفعل الماضي وعلى اعراب الفعل الفاعل بالتفصيل من قبل خرجت وشروق الشمس الواو نعربه فنقول حرف معية مبني على الفتح لا محل له من الاعراب طرق مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والشمس مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة ومن ذلك ان نقول تمشيت والشاطئ وتمشيت فعل وفاعل والشاطئ الواو حرف معية مبني على الفتح لا محل له من الاعراب والشاطئ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة كثير من الناس قد يترك اسلوب المفعول معه ويصرح بكلمة مع فيقول سافرت مع خالد او خرجت مع شروق الشمس وهذا اسلوب صحيح الا انه اضعف من اسلوب المفعول معه من حيث البلاغة ولكنه صحيح هذا ما يتعلق بهذا الباب اللطيف البديع باب المفعول معه وبه نختم هذا الدرس ونلتقيكم باذن الله في الدرس القادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته