الحمد لله رب العالمين احمده جل في علاه انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. احمده لا احصي عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله تفيهه وخليله وخيرته من خلقه. بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة صح الامة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه من اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات. الله جل في علاه خاص هذا الشهر المبارك بخصيصة قدرية شرعية عظمى هذه الخصية وهذه الميزة بز بها هذا الشهر سائر الشهور بها بين اوقات الدهور. هذه الميزة وتلك الخاصية هي التي من اجلها شرع الله الصوم في هذا الشهر فخصوصية اختيار الله تعالى للصوم في هذا الشهر هي انه الشهر الذي انزل الله به القرآن قال الله جل في علاه شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. وهذا كالتعليل والتبرير لتلك الفريضة. فان الله خص هذا الشهر بالصيام لكونه الشهر الذي من الله تعالى على عباده بانزال هذا القرآن. هذا القرآن منة عظيمة من رب العالمين. نعمة ليست خاصة بالمؤمنين. بل هي عامة الناس كلهم. ولذلك جاءت البشارة في كتاب الله تعالى للناس كافة. قل يا ايها الناس قد جاءتكم ثم موعظة من ربكم وهدى للعالمين. هذه البشارة من الله تعالى ليست خاصة بصنف من ناعس ولا حقبة زمنية بل هو بشرى وهي بشارة لكل الناس في كل زمان بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. امر الله تعالى المؤمنين بان يفرحوا بهذا كتاب وان يستبشروا به وان يجعلوه محلا للابتهاج والسرور. كيف لا؟ وهذا هو رسالة رب العالمين ناس هذا الحبل الذي بينك وبين الله جل في علاه هذا الكلام كلام الله الذي له الاولى والاخرة هذا كلام رب العالمين فيفرح بذلك اولياؤه ويسرون ويبتهجون وتندرج كل اساريرهم بهجة وفرحة ولذة بسماع هذا القرآن وتلاوته. ان هذا القرآن ينبغي للمؤمن ان يعرف ما فيه من الحكم ان يعرف ما فيه من الاحكام ان يبذل جهده في الوقوف على ما فيهم من الاسرار سبيلا للوصول الى هذا الا من خلال تلاوته. ولذلك امر الله تعالى رسوله في اول مقام يبعث يبعثه الله تعالى به وارسل اليه واوحى اليه امره في مقام وحي وابتداء الرسالة والنبوة بالقراءة. اقرأ باسم ربك الذي خلق. اقرأ ماذا؟ يقرأ كلام الله جل في علاه. فهو المفتاح لكل خير ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ثم انه لم يكتفي جل في علاه بالقراءة التي تكون بل قراءة تحتاج الى مكابدة والى بذل جهد واصطفاء لوقت من افضل الاوقات ليتطابق القلب واللسان فيتدبر الانسان ما في هذا الكتاب من الحكم وبديع البيان. الله جل في علاه يقول في محكم كتابه في ثاني او ثالث سورة انزلها جل في علاه. لنبيه صلى الله عليه وسلم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا انا سنلقيه عليك قولا ثقيلة هذا القول هو القرآن الكريم الكلام الذي نقرأه من كلام رب العالمين. ان ناشئة الليل هي اشد وطئا اقوى مقيلا. اذا نحن بحاجة الى ان نقرأ هذا الكتاب حتى نقف على ما فيه من البهجة والخير. النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم كان يقرأ القرآن على كل احيانه حتى انه كان يقرأ القرآن ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنها وكان يقرأ القرآن قائما وقاعدا وعلى جنب لم يكن يحجزه شيء من القرآن الا الجنابة كما في السنن والمسند من حديث تعالي رضي الله عنه ما كان يمنع شيء من القرآن بل يقرأه في كل احواله صلى الله عليه وسلم وكان يسمعه من اصحابه كما جاء في سماعه صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مسعود صدر سورة النساء حتى بلغ فكيف حتى بلغ قوله جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجنابك على هؤلاء شهيدا. يقول ابن مسعود فقال لي حسبك فالتفت فاذا عيناه بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم تذري فتأثرا بهذا القرآن واتعاظا به واعتبار مع كونه عليه انزل وهو اعلم الناس به لكنه مع هذا يسمعه ومن غيره ويتأثر بسماعه بابيه وامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قراءة القرآن لذة يجب على المؤمن ان لا يفوت نصيبه منها لا سيما في هذا الشهر هذا الشهر هو شهر القرآن والشهر الذي خصه الله بانزال هذا الوحي المبين والنور العظيم والهدى مستقيم فينبغي لنا ان نحرص على قراءة القرآن. لكن انتبه فان القراءة المقصودة التي يدرك الانسان بها الفضائل والاجور احصل بها سنة خير الانام صلى الله عليه وسلم هي تلك التي يتدبر الانسان فيها ما يقرأ ويقف عند ما فيها من الحكم والاسرار يبذل جهده في فهم كلام رب الارض والسماء الملك الجبار سبحانه وبحمده يبذل الجهد وليس هناك احد عاجز ليس هناك احد عاجز عن ان يفهم كلام الله تعالى ولو بالقدر اليسير. فالله تعالى قد قال ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر واذا اخفي عليك شيء فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. من المهم ان نتدبر القرآن وهذا ينبغي ان نفهم انه ليس بيننا وبين كلام الله حاجز. فكلام الله ميسر للفهم. الناس تتفاوت افهامهم. وتتفاوت عقولهم في ادراك معاني هذا الكتاب المبين. ونصيب الناس يختلف باختلاف الفتوحات التي يفتح الله تعالى بها على الناس لكن الجميع يستطيع ان يستفيد من هذا القرآن. ولهذا كان يسمعه المشركون ويعتبرون ويتعظون يرون انه كالصواعق في بعض الاحيان على رؤوسهم وعلى اسماعهم من شدة ما يجدون فيه من الحجج والبراهين. فاذا الانسان الى هذا القرآن واعتبر واتعظ وتأمل وتفكر وجد نورا مبينا وهدى مستقيما. لهذا الا نحرم انفسنا لا سيما في هذه الايام ان نقرأ القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على وجه العموم والدواب لكنه في رمظان كان يخصه بمدارسة. فكان يعرظ القرآن على جبريل يعرظه في كل عام مرة وفي العام الذي قبظ فيه عرظه صلى الله عليه وسلم مرتين وهذه المعارضة مدارسة وتوثيق وتثبيت من الالفاظ اقوى من المعاني وهكذا كانت عنايته صلى الله عليه وسلم بكتاب الله جل وعلا. وهذا ينبهنا الى انه ينبغي ان لا فقط على كثرة الختمات بل ينبغي ان نحرص مع كثرة القراءة على التدبر والتفهم كتاب انه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. والله تعالى يقول في محكم كتابه افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فالله الله في تلاوة كتاب الله تعالى وقراءته تدبره وتأمل معانيه ما استطاع الانسان وما قدر وما فتح الله تعالى عليه فتلك مواهب الرحمن ليست تحصل اتحاد او بكسب ولكن لا غنى عن بذل جهد باخلاص باخلاص وجد لا بلعب. اللهم انا نسألك ان تجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين