وانزلنا من السماء ماء طهورة وقال وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. وقال تعالى فانظروا الى اثار رحمة الله كيف يحيي الله الارض بعد موتها بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحييكم تحية طيبة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة الله تعالى في بداية هذه الحلقة تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الاخراج سالم بلقاسم وياسر زيدان ان والحياة ضيف حلقات برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. فضيلة الشيخ السلام عليكم واهلا وسهلا بك معنا في بداية هذه الحلقة. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبا بك اخي وائل وحيا الله الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات. حياكم الله فضيلة الشيخ بمشيئة الله تعالى سيكون حديثنا في هذه الحلقة حول آآ جملة من اسباب نزول المطر كنت قبل ان نبدأ الحديث آآ فضيلة الشيخ عن هذه الاسباب التي بها يستجلب القطر من السماء بودي ان نتحدث ابتداء عن نعمة المطر هذه النعمة التي آآ يهبها الله تبارك وتعالى لمن يشاء. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بك اخي وائل وحيا الله الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات هذه النعمة العظمى التي يتفضل الله تعالى بها على عباده ذكر الله سبحانه وبحمده الخلق بها في مواضع كثيرة من كتابه الحكيم. نذكرهم بنعمة نزول الامطار الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير وقال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. ثم ثم ذكر ادلة استحقاقه العبودية وانه لا يعبد سواه وانه الاله الحق الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا وانزل من السماء ماء بعد ان ذكر خلق السماء والارض وتمهيدا الارظ قالوا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به من الثمرات رزقا لكم الا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون المطر رحمة من الله عز وجل وقد سماه بذلك في مواضع عديدة من كتابه يقول الله تعالى وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته هذا الماء النازل من السماء هو ما يحيي الله تعالى به العباد يحيي الله تعالى به الخلق قال الله تعالى وهو الذي ارسل الرياح بشرى بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا ما الفائدة والثمرة لنحيا به بلدة ميت ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسيا كثيرا وقد قال الله تعالى في بيان اهمية الماء النازل من السماء وانه مصدر الحياة او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانت ركقا ففتقناهما ثم قال وجعلنا من الماء كل شيء حي والله سبحانه وبحمده من رحمته بعباده ان انزاله المطر بقدر وذاك اصلاح معاش الناس فلو نزل من الماء ما يزيد على حوائج الناس هلكوا ولو قل ذلك عن حاجة الناس لهلكوا ولكنه جل وعلا انزل المطر بمقدار وبميزان ذكر ذلك في محكم التنزيل فقال وانزلنا من السماء ماء بقدر اي بي مقدار لا يتجاوزه هذا القدر وفق حكمته ورحمته جل في علاه فهو يحقق مصالح العباد ويدركون به ما يؤمنون من خير الدنيا والاخرة دون ان يكون في ذلك نقص يحوجهم الى آآ شيء غير ما انزله الله عز وجل وهذا في كل ما ينزله الله عز وجل على عباده انما ينزله بقدر فانزاله جل وعلا المطر وامساكه لحكمة ورحمة قال الله تعالى وان من شيء الا عندنا خزائنه فكل المطلوبات والمرغوبات خزائنها بيد رب الارض والسماوات سبحانه وبحمده وينزل منها جل في علاه ما يصلح به حال الناس لا ما يشتهون ولا ما يحبون فقط بل ينزل من ذلك ما يصلح حالهم فلو انزل عليهم شيئا زائدا عما يحتاجون كان في ذلك هلاك هلاكهم وفساد معاشهم ولو قصر ذلك عن اه حوائجهم كان ذلك مفضيا الى فساد دنياهم. وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم وفي هذه الاية يقول جل وعلا وانزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض وهذه اشارة الى نعمة اخرى ان الماء الذي في الابار والماء الذي في العيون والماء الذي في الانهار والماء الذي في باطن الارض هو باسكان الله عز وجل ولولا ان الله يسره بامساكه في مواضعه لكان الماء ذاهبا متبددا بلا فائدة ولذلك قال وانا على ذهاب به لقادرون وقد ذكر الله عز وجل العباد بفقرهم اليه جل وعلا واضطرارهم الى ما انزل من الامطار فقال قل ارأيت من اصبح ماؤكم غورا؟ يعني ذاهبا في الارظ بعيدا متبددا فمن يأتيكم بماء معين لا يأتي به الا الله فلا حياة في الدنيا الا بهذه النعمة التي تفضل بها على عباده وقال الله تعالى مذكرا العباد بالماء الذي يشربون لانه ابرز الفوائد المباشرة لهم. قال افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن؟ الله اكبر هل انتم هذا الماء هذا الكوب الذي بيدك ملأته ماء ووضعته فيك. من الذي يسر انزاله من السحاب انه الله جل وعلا يقول افرأيتم الماء الذي تشربون مهما جرى عليه من معالجات وتصفيات هذا الماء الذي تشرب اصله نازل من السماء اانتم انزلتموه من المزن؟ هل انتم بعملكم وجهدكم؟ انزلتموه من السحاب ام انه نزل بتقدير الله وفضله وانعامه على عباده ان نحن المنزلون قد ينزل ولا ينتفع به لو نشاءوا جعلناه اجاجا مالحا فلولا تشكره اذا كان مالحا امتنعت الاستفادة منه ولم يتحقق للانسان ما يؤمله من هذا الماء فالماء مع الامطار نعمة عظيمة بها تحيا الارض بها يحيا الانسان بها يحلل الحيوان بها تزول الامراض بها تصفو الاجواء. بها تنشرح الصدور. قال الله تعالى ومن اياته اي من علامات الهيته وبراهين انه الاله الحق انك ترى الارض خاشعة تتبع مش هبة قد علاها ما علاها من الكآبة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها هذه الارض التي كانت على الصفة السابقة خاشعة مضرة ميتة ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير هذه النعمة لا يأتي بها الا الله جل في علاه هذه النعمة لا داخل للناس في حصولها وارسلنا الرياح على واقع فانزلنا من السماء اماء فاسقيناكموه ثم يذكر افتقار العباد الى حفظ هذا الماء. بعد نزوله وما انتم له بخاسرين. فنحن فقراء الى الله في نزول الامطار ونحن فقراء الى الله عز وجل في امساك هذه الامطار والانتفاع بها سواء كان ذلك بحفظها في في باطن الارض او حصول المقصود منها الذي ينتج من هذه الامطار من الحياة في الارض. مهم هذه من اعظم الرحمات التي يرحم الله تعالى بها عباده وهي من اعظم الايات الدالة على الهيته جل في علاه وعلى عظيم قدرته وعلى جزيل احسانه بعباده. قال الله تعالى والذين نزل من السماء ماء بقدر فانشرنا به بلدة ميتة كذلك تخرجون اذا الامطار ونزولها من اعظم النعم التي يتفضل الله تعالى بها على عباده ونزولها كما ذكرت هو بقدر الله عز وجل ونزولها مقدار لا يتجاوز آآ حكمته جل وعلا كما قال وما ننزله الا بقدر معلوم فكل شيء عنده جل وعلا بمقدامه واذا ايقن العبد هذا المعنى ايقن انه جل في علاه لا يزيد شيئا عما اه اه قدره وما فيه مصلحة عباده ولا ينقص عن ذلك. الله يعلم وما تحمل كل كل انثى وما تغيب الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار سبحانه وبحمده ثمان الله تعالى يجري نزول هذا المطب على رحمة وحكمة فهو جل وعلا قد صرفه بين عباده فتجد من الجهات والاماكن ما امطاره متتابعة متوالية ينتفع بها اهل تلك البقاع وينتفع بها غيرهم و تجد مواقع اخرى جذب ليس فيها من الامطار ما تنتعش به تلك الجهات وتحيا ولله في ذلك الحكمة البالغة ولهذا اشار الله تعالى الى الحكمة في تصريف هذه الامطار واختلاف احوال الناس فيها من حيث تصريفها فقال جل في علاه وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا لنحي به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا انعاما وانا في كثيرة ثم قال ولقد صرفناه بينهم صرف المطر جل وعلا بين العباد شرف الله تعالى المطر بين العباد تصريفا بالغا وفق حكمته ورحمته جل في علاه. وهذا التصريف له فيه الحكمة البالغة سبحانه وبحمده ولا يعترض عليه في ذلك وليعلم ايها الاخوة والاخوات ان هذا التنوع في التصريف هو لحكمة الله ليس شيئا يتعلق بصلاح او عدم صلاح اهل هذه الجهات لانه بعظ الاحيان يقول قائل في بعظ الجهات طقس الامطار مع كون اهلها مع كون اهلها في غفلة وفي بعد عن الله عز وجل وعدم تذكر لاياته جل في علاه وعدم القيام بحقه. وفي جهات اخرى يكون اهلها اهل توحيد وطاعة ولا يكون عندهم من امطارنا عند غيرهم هذا التصريف ليس لاجل فراح من عدمه فله الحكمة فيما يعطي ويمنح والاخوة والاقوى واشارت الايات القرآنية الى هذا المعنى فقال تعالى اه في محكم كتابه اه في سورة الفجر آآ فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني اكرمه بكل ما يكرم به من عطاء مال من عطاء ولد من طيب معاش من كثرة امطار من غير ذلك مما يكون به الاكرام والانعام فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمه يستدل بالعطاء على اكراما له ومحبته واحسانه وشريف مكانته عند الله عز وجل يعني انه اعطاني لاني استحق الاكرام فيرجع الفضل الى ذاته لا الى فضل ربه فيغتر بنفسه. في المقابل واما الانسان اذا ما ابتلاه ربه اختبره اذا هي في العطاء اختبار وفي المنع اختبار واما الانسان اذا ما ابتلاه ربه قدر عليه رزقه يعني ضيق عليه رزقه في ماله في ولده في جاهه في ما ينزله عليه من الامطار فقد فيقول ربي اهانن الله عز وجل يقول كلا انس الامر كذلك. ليست اكرام بالعطاء الدنيوي ولا الاهانة المنع الدنيوي بل الاكرام في لزوم طاعة الرحمن جل في علاه. الاكرام في تحقيق الانسان ما من اجله خلق في هذه الدنيا وهو عبادة الله عز وجل على كل الاحوال بالعطاء والمنع في الضيق وسع في الغناء والفقر في الصحة والمرض في الامطار والاقتراب والجذب كل ذلك له فيه حكمة ولذلك قال ولقد صرفناه بينهم ليذكروا اي اجرينا به اه اجريناه على نحو تحصل به لهم به الذكرى والعظة والاعتبار و الابتكار سيكون ذلك موجبا الى موجبا عودهم الى ربهم جل في علاه اظهار الافتقار له سبحانه وبحمده هذه مقدمة اه لعلها تشير الى عظيم نعمة الله بانزال الامطار على عباده وتنبه الى الحكمة في التصريف لهذه الامطار في المنع والعطاء وفي الكثرة والقلة وليذكر العبد قوله تعالى ولقد صرفناه بينهم. امطرنا هذه الارض دون هذه سقنا السحاب يمر على الارض ويتعداها ويتجاوزها الى الارض الاخرى فيمطرها ويكفيها ويجعلها غدقا والتي ورائها لم ينزل فيها قطرة من الماء وله في ذلك الحجة البالغة وله الحكمة البالغة فيما يعطي ويمنع وليتذكر العباد بهذه الامطار النازلة احياء الله واحياء الارض بعد موتها بانه القدير على احيائهم وردهم وبعثهم بعد موتهم للحساب والجزاء جميل اه اسمح لي فضيلة الشيخ ان نستكمل حديثنا في هذه الحلقة الذي بدأناه حول المطر واه حول الحكمة التي اه حكمة الله تبارك وتعالى من تصريف الامطار وقلتها في مكان وزيادتها في مكان اخر نريد ان نستكمل الحديث حول اسباب النزول اسعفوا اسباب نزول المطر التي آآ بها تستجلب هذه الرحمة من الله تبارك وتعالى وبها يستجلب المسلم هذا الخير وهذه البركة وهذا الفضل من الله جل وعلا من اهم الاسباب التي تستجلب بها الخيرات وتستدفع بها المكروهات ويدرك بها الانسان المرغوبات ان يحقق تقوى الله جل وعلا بالغيب والشهادة تقوى رب الارض والسماوات سبحانه وبحمده فان تقوى الله عز وجل اعظم ما استفتحت به هبات الله وعطاياه جل في علاه المفتاح وبركات السماء ومن اعظمها المطر النازل ومفتاح خيرات الارض و ذلك بحصول بركة هذه الامطار على الارض بالانبات و الاحياء تقوى الله جل وعلا. قال الله سبحانه وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض والله عز وجل يخبر في هذه الاية الكريمة ان اهل الارض لو تحقق منهم اهل الارض اهل المدن فالقرآن في القرآن هي المدن ولو ان اهل القرآن امنوا واتقوا حصل منهم الايمان بالله عز وجل وهو صلاح قلوبهم وحصل منهم التقوى وهي الاستقامة على خصال الايمان ومقتضياته ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لكفرنا عنهم آآ لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض هذه الاية الكريمة وعد من الملك الحق جل في علاه ان اهل المدن والانصار اذا حصل منهم الاستقامة على ما امر الله تعالى به من صلاح قلوبهم واستقامة اعمالهم فانهم سينالون من الله عز وجل ما يأملون من الخيرات فيفتح الله تعالى عليهم بركات السماء وبركات الارض و فتح بركات السماء والارض مؤذن بكثرة الخير شيوعه وانتشاره وظهوره على نحو يدرك به الناس ما يؤمنونه من الخيرات ما يأملونه من صلاح معاشهم وكذلك ما يأملونه من صلاح معادهم فالبركة فبركات السماء نزول الامطار وبركات الارض حصول النبات الذي هو ثمرة نزول الامطار. وبذلك يتحقق مبدأ النعمة ومنتهاها فمبدأ النعمة بانزال المطر ومنتهى بحصول البركة من الله عز وجل في هذا المطر النازل فكم من ارض تمطر ولا يحصل من هذه الامطار غاية ولا مقصود من طيب نبات وكثرة خيرات وما الى ذلك وهذا لكونه قد نزع الله تعالى البركة منه فقوله جل وعلا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض وعد منه جل وعلا لكل من حقق التقوى بان ينال من فظل الله واحسانه وبره ما ينعم به ويصلح حاله وقد قال الحق جل في علاه في اية اخرى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدق هو المعنى لو امنوا وحققوا الاستقامة على الطاعة وعلى الصراط المستقيم لاوسعنا عليهم من الدنيا بحصول غايتي مطلوبهم في الارزاق و الهبات والعطايا وان لو استقاموا على الطريقة اي على الهداية التي طلبوا ان يسلكوها وهو الصراط المستقيم لاسقيناهم ماء غدقا اي لوسعنا عليهم في الارزاق وفتحنا عليهم بركات السماء والارض. وهذا على قول اكثر اهل التفسير في معنى الاية الكريمة وقد قال الله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم. قال جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم. هذا الثواب فهذا نبي الله نوح عليه السلام وهو اول رسول ارسله الله تعالى الى اهل الارض يقول في بيان ما دعا اليه قوم في في بيان ما دعا اليه قومه قال جل وعلا فقلت استغفروا ربكم الاخروي وهو الغاية والمقصود. ثم قال ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليه من ربهم وهو القرآن الحكيم او ما امروا به من الايمان بخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. صلوات الله وسلامه عليه. لاكلوا من فوقهم ومن تحت الى رجولهم اي لا فتحت عليهم الخيرات فكان هذا مفتاحا لي نيلي حاجاتهم من كل جهة من فوقهم ومن تحت ارجلهم فمما تستفتح به البركات تنال به الامطار وتدرك به خيرات السماء والارض وبركات السماء والارض ان يحقق الانسان تقوى الله جل وعلا. ومن اتقى الله جعل له من امره يسرا ومن اتقى ومن اتقى الله كفر عنه سيئاته. ومن ومن اتقى الله جعل له من كل ضيق مخرجا. قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له له مخرجا وقال سبحانه وبحمده ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ان ييسر له كل امر يواجهه وكل امر يعانيه. وقال تعالى ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجره. فالتقوى مفتاح خيرات عظيمة لقائلا يقول ما المقصود بالتقوى التقوى بايجاز هي لزوم دين رب العالمين ان يلزم الانسان طاعة الرحمن ان يلزم الانسان ما امر الله تعالى به من الواجبات و الفرائض ويأتي بها على الوجه الذي يرضى الله تعالى عنه وان يجتنب المحرمات وان يجتهد في النأي عنها ما استطاع الى ذلك سبيلا فالتقوى تقوم على ساقين لان امر الله من الواجبات والفرائض ابتداء ثم التزود المستحبات والنوافل والساق الثاني التي تقوم عليها تقوى ترك ما حرم الله عز وجل من الذنوب والخطايا الظاهرة والباطنة في حقه وفي حق عباده جل في علاه ثم الاجتهاد في النأي بالنفس عن المكروهات. هذه هي التقوى بايجاز فتقوى الله عز وجل ان تفعل ما امرك الله تعالى به في صلاتك اولا في توحيدك لربك ومحبتك وتعظيمك له في اعمال القلوب كذلك فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام. كل هذا و غيره من الواجبات فعلوا الانسان لها هو من تقوى الله عز وجل يرجو ما عند الله ويخاف عقابه ايضا من التقوى ترك المحرمات ترك المحرمات ورأسها الشرك ثم النفاق وخصاله ثم البدعة واعمالها ثم ما يتعلق المحرمات آآ بشتى صورها من الكبائر والصغائر شهادة الزور النميمة الغيبة آآ الزنا السرقة اكل مال اليتيم السحر كل هذه من اشتداد هذه الامور هو من تقوى الله عز وجل فاذا حقق العبد هذا فتحت له بركات السماء والارض واذا كثرت الناس كان هذا من موجبات نيل الخير لان الخير النازل عن الناس اما خاص واما عام الخاص باستقامة الانسان في نفسه. والعام بظهور الاستقامة والتقوى في حال الناس. ولذلك قال جل في علاه ولو ان اهل القرى فجعل مناط الشرط في فعل اهل القرى لا في فعل افرادهم واحادهم بل في فعل مجموعهم ولا يلزم ان يكونوا جميعا على حال واحدة لكن ان يكون السمة وغالبا في حالهم هو تقوى الله عز وجل. عند ذلك تفتح بركات السماء وبركات الارض اذا هذا هو السبب الاول من اسباب استجلاب الخيرات عموما ومن من اسباب نزول الامطار خصوصا ان يحقق الناس تقوى الله عز وجل بفعل ما امر جل في علاه من توحيده و فعل فرائضه واجبات دينه ويجتنبون وان يجتنبوا ايضا كلما حرمهم الله كلما حرمه الله عليهم من الشرك به ومن خصال النفاق والبدعة ومن الموبقات سيء الخطايا والاعمال اما السبب الثاني من اسباب تحقيق الخير ونزول الامطار واستجلاب رحمة الله عز وجل الاستغفار وهنا تنبيه مهم لماذا ذكرنا الاستغفار بعد التقوى التقوى هي الاصل الذي ينبغي ان يستعمله الانسان في كل حاله وشأنه. لكن الانسان في طبيعته لابد ان يكون له خطأ. ما في انسان سالم منه ذنب او خطيئة ظاهرة او مستترة لازمة او متعدية كل ابن ادم خطأ وخير الخطائين التوابون. فبما اننا خطائين فلابد لنا من ان نكون توابين حتى ننجو من غواء الخطأ ومن عواقبه الرديئة ولذلك كان من اعظم اسباب نزول الغيث كثرة الاستغفار والتوبة فان الله جل وعلا امر عباده عند انحباس الامطار بان يستغفروه وان يتوبوا اليه وهذا جاء في ثلاثة خطابات نبوية الامم كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن انه كان غفارا هذا كلام نوح عليه السلام استغفروا ربكم انه كان غفارا وهذه دعوة الى ترك الذنوب والخطايا قال تعالى يرسل السماء عليكم مدرارا. هذا هذه الثمرة استغفروا ربكم انه كان غفارا جزاء ذلك يرسل يرسل السماء عليكم مدرارا اي مطرا متتابعا يروي الشعاب والوهاد ويحيي البلاد والعباد بفضله ومنه سبحانه وبحمده ويمددكم باموال وبنين. الاموال والبنين هي ثمرة هذا المطر المدرار فانه اذا كثرت الامطار انبتت الارض وآآ كثر نتاجها وحيت ما عليها من بهائم فكان ذلك موجبا الخير الوفير بكثرة الاموال كثرة البنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا هذا نوح عليه السلام كود قال لقومه ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ثم ذكر بعد ارسال السماء على الناس مدرارا قال ويزدكم قوة الى قوتكم فيكون بهذا المطر النازل اقوياء في معاشهم في ابدانهم في اقتصادهم في سائر شؤون حياتهم ويزدكم قوة الى قوتكم. فمن اسباب نزول المطر الاستغفار واذا نزل المطر حصل للناس ما يأملونه من من الخيرات وفي ختامي هذه الوصايا الالهية على السنة الرسل صلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الله جل وعلا في خطاب القرآن على لسان سيد الورى صلى الله عليه وسلم. فان الله تعالى جاء في هذا القرآن امرا بعبادته وحده لا شريك له كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله. انني لكم منه نذير وبشير. ثم قال في ثاني ما ذكر بعد امره بعبادة الله وحده ان القرآن جاء واية القرآن جاءت الامر بعبادة الله وحده قال وان وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه فثاني ما جاء الامر به بعد التوحيد الاستغفار كما قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك قال وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. الاستغفار هو طلب العفو والصفح والتجاوز والتوبة هو الرجوع الى الله بترك بالذنب والخطيئة واصلاح العمل. يمتعكم متاعا حسنا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. فهذه الايات الكريمة تبين ان الاستغفار من مفاتيح بركات السماء والارض ولذلك قال تعالى فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربي قريب مجيب والاستغفار يستعمله الانسان في خاصة نفسه وفي صلاته وفي آآ مواطن دعائه وفي كل احواله فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحسب له بين اصحابه في المجلس الواحد اكثر من سبعين استغفارا صلى الله عليه وسلم من اسباب نزول المطر الدعاء والدعاء اعظم اسلحة المؤمن والدعاء باب عظيم من ابواب الخير ولذلك شرع النبي صلى الله عليه وسلم لامته عند احتباس المطر ان يدعو وجاء في ذلك على ثلاثة انحاء وعلى ثلاثة سور. السورة الاولى الدعاء في صلاة الاستسقاء فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه كما في حديث عبد الله بن زيد وخرج وصلى ركعتين ثم آآ دعا واستقبل القبلة وحول رداءه صلى الله عليه وسلم وهذا ما يعرف بصلاة الاستسقاء وهي سنة عمل بها اهل الاسلام منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبها قال عامة اهل العلم ولله الحمد لا زالت هذه السنة ظاهرة ومن ذلك ما يصدر عن ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بين فترة واخرى عند احتباس الامطار من دعوة الناس الى اه صلاة الاستقاء الاستسقاء والخروج طلب السقيا من الله عز وجل. فهذه سنة نبوية وهي قائمة في بلادنا ولله الحمد وذلك من فضل الله علينا ولله الحمد وجزى الله ولاة امرنا خيرا على ما يقيمونه من شعائر الدين سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من صور الاستسقاء الدعاء في خطبة الجمعة فقد دخل رجل اه والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل ومات اه العيال او اه جاع العيال فادعوا الله ان يسقينا ان يغيثنا فدعا اللهم اغثنا اللهم اغثنا وهو على المنبر. صلوات الله وسلامه عليه الصورة الثالثة ان يخرجوا او ان يسألوا الله السقيا دون صلاة. وهذا جاء عنه صلى الله عليه وسلم وبه قال جماعة من اهل العلم بهذا يتبين ان الدعاء مما تستجلب به نعم الله وخيراته وخيراته جل في علاه من اسباب نزول المطر الاحسان الى الخلق. فالاحسان الى الخلق موجب الى احسان الله عز وجل على العبد. قال الله تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان ولهذا استعمال الانسان هذا المعنى اشتغاله بالاحسان الى الخلق و ذلك في كل صور الاحسان. سواء كان ذلك من اه بالصدقة او كان ذلك بالاعانة البدنية. او كان ذلك بغير بغيره من الوسائل والسبل يحصل به احسان الله تعالى لعباده ولهذا ينبغي لنا ان نضرع الى الله عز وجل وان نلح عليه سبحانه وبحمده بالدعاء وصالح العمل ان يسقينا وان يغيثنا. وهنا انبه الى اه امر مهم يغفل عنه كثير من الناس المطر ونزول المطر نعمة عظمى لا غنى بالناس عنها في معاشهم فمهما تنوعت وسائل تحلية المياه وما الى ذلك من الوسائل الاخرى لا غنى بهم عن نزول امطار السماء الامطار من السماء لا غنى عنها في احياء الارض في تطييب الاجواء في احياء الابدان في احياء الحيوان في كل شأن من شؤون الانسان فلا يغني عنها شيء مما يكون مما يسره الله تعالى من وسائل آآ يحصل بها للناس آآ ما اه يريدونه من مياه فهي مهما كانت لا تغطي حوائج الناس ومهما كانت لا تفي ما تحتاجه الارض من الامطار فليس فقط الماء لاجل الشرب بل للحياة بكل صورها وآآ مناحي آآ جوانبها ومن رحمة الله ان الله يحبس المطر عالعبادة يعرفوا فقرهم اليه وعظيم حاجتهم اليه فيظهر ذلك بالتوبة وبالاستغفار وبالأوبة اليه وبالدعاء ومن لجأ الى الله جل في علاه ادرك منه سبحانه وبحمده ما يؤمل ولذلك جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ضحك ربنا من قنوط عباده بسبب ما حصل من جذب الارض وقحطها من جذب السماء وتحت الارض اه من جذب الارض وقحط السماء؟ قال قال صلى الله عليه وسلم وقرب غيره اي قرب فرجه جل في علاه. فهو الذي يغيث وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشوا رحمته وهو الولي الحميد سبحانه وبحمده. ذكرنا جملة من الاسباب التي تحصل بها آآ انزال الامطار ذكرنا اولا تقوى الله جل في علاه وهذا معنى جامع يشمل كل ما امر الله تعالى به ورسوله من فعل المطلوبات وترك المنهيات الثاني الاستغفار والتوبة الثالث الدعاء والالحاء على الله عز وجل ومن ذلك الاستسقاء ولا يتحقق تمام ذلك الا باظهار الافتقار الى الله عز وجل الرابع الاحسان الى الخلق فانه من موجبات احسان الله عز وجل على العبد جميل. كنا نتحدث عن جملة من الاسباب التي تستجلب بها رحمة الله تبارك وتعالى. ويستجلب بها المطر من السماء. نريد ان نختم بسبب بخيل الا وهو البذل والاحسان والعطاء في سبيل الله تبارك وتعالى. هذا ايضا مما اه تستجلب به رحمة الله تبارك وتعالى من الخير امطار ولا شك اشرنا الى هذا في ثناء الحديث ان من اعظم ان من الاسباب الاكيدة التي يدرك الناس بها خير الدنيا والاخرة الاحسان والاحسان مرتبة عالية سامية ولا تنحصر هذه المرتبة في صورة من الصور الاحسان يشمل القلب ومحبة الخير للناس وسلامة القلب من الافات المفظية الى آآ سيء القول والعمل فمبدأ الاحسان بالقلب ثم بعد ذلك ينتقل الاحسان الى القول وينتقل ايضا الى العمل و اه اه نظرة في النصوص النبوية يرى الانسان فيها الدائرة الواسعة التي تشمل كل ما يكون من اوجه البر والاحسان التي تستجلب بها رحمة الله عز وجل هل احسان يكون بالمال والاحسان يكون بالقول والاحسان يكون بالعمل يكون بالمال وذلك بالصدقات فالصدقات تقي مصارع السوء وآآ من ذا الذي يوقظ الله قرضا حسنا فيظاعفه له اظعافا كثيرة والله يبسط ويرزق من يشاء والله يبسط ويقبض والله يبسط ويرزق من يشاء بغير حساب هذا معنى من معاني الاحسان فالانفاق والبذل مما تستجلب به الخيرات وتستدفع به البليات الثاني الاحسان بالقول فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صادقة وكل تهليلة صادقة والكلمة الصالحة الطيبة صدقة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقة الكلمة الطيبة تشمل كل كلام حسن طيب ترتاح له النفوس وتطمئن له القلوب. ويدخل به الخير على الانسان وعلى من يعامله. هم. اه الاحسان يكون ايضا بالعمل والعمل آآ وهذا يخفى على بعض الناس احيانا قد لا يكون عندك آآ شيء تقدمه فهنا تقدم ما تستطيع بالقول والعمل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة ثم قال فمن لم يجد فبكلمة طيبة وعندما سأل ابو ذر رضي الله تعالى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اي العمل افضل؟ فقال الايمان بالله والجهاد في سبيله قال اي الرقاب افضل؟ قال قال اغلاها آآ ثمنا وآآ آآ انفسها عند اهلها انا يا رسول الله ارأيت ان ضعفت عن بعض العمل؟ يعني اذا ما كنت آآ اقدر على هذا قصرت وقصرت عنه قال تعين صانعا او تصنع لاخرق الجهد البدني الذي تبذله في نفع الناس في اعانة من يحتاج الى اعانة في خدمة من يحتاج الى خدمة في آآ حتى في حمل انسان حمل متاع انسان آآ يحتاج الى اعانة تعين صانعا اطفئه لاخرق قال يا رسول الله وهذا اقل مراتب الاحسان ارأيت آآ آآ قال يا رسول الله ارأيت الا ما افعل ذلك؟ يعني ما فعل هذا كله ترك هذا كله كله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تكف شرك عن الناس فانها صدقة منك على نفسك ولذلك حتى كف الانسان نفسه عن اذية الخلق مما وايصال الشر لهم مما يجري الله تعالى به على الانسان الخير وهو صدقة يفتح الله تعالى بها على الانسان ابواب الصالحات. مهم. اذا الاحسان بمفهومه العام سواء كان بكفالة الايتام باطعام الفقراء والمساكين بقضاء الديون باغاثة المستغيثين والمحتاجين آآ آآ السعي في آآ نفع الناس بالجاه بالكلمة الطيبة بكف الانسان شره عن الناس كل ذلك مما تستجلب به رحمة الله عز وجل ويندرج في عموم قول الحق جل في علاه هل جزاء الاحسان الا الاحسان. جميل. نسأل الله ان يستعملنا واياكم. اللهم امين. في فظله وان يجعلنا من اهل الاحسان الذين قال فيهم ان رحمة الله قريب من المحسنين اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. اللهم امين. شكر الله لك كتب الله اجرك فضيلة الاستاذ الدكتور الشيخ خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. شكرا جزيلا جزيلا فضيلة الشيخ. شكرا لكم وللاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات واسأل الله رب العرش العظيم ان يمن على بلادنا بالامطار وان يسقينا وان يغيثنا من فظله. وان يعم الخير سائر بلاد المسلمين وعامة البشر وان يوفق اتقى ولاة امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى ما فيه خير العباد والبلاد وان يحفظ بلادنا من كل سوء وشر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ثم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته