كتب في اللوح المحفوظ. فقد كتب الله تعالى كل شيء كما قال جل في علاه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب. من قبل ان نبرأها ان الله عليم خبير. هذا العلم السابق الازلي الذي يثبت لله عز وجل حتى قبل ان يقضي الله عز وجل بان ذلك العلم يكتب ثم ان علمه ايضا احاط بما الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده جل في علاه لا احسن ثناء عليه. هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها من اسماء الله عز وجل التي تم الله تعالى بها نفسه في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم العالم العليم علام الغيوب وكلها اسماء تدل على انه تعالى لا يجهل بل هو الذي كمل في احاطته بما يكون من شأن عباده وبالتأكيد ان وصف العلم وصف مدح وثناء لذلك اذا وصف الانسان بانه عالم ارح وسر بذلك واذا وصف بالجهل وجد نقصا ووجد غضاضة في هذا الوصف مع كون علم الانسان مهما عظم وكبر لا يمثل شيئا يسيرا من علم الله عز وجل. فالله تعالى يقول ولا يحيطنا بشيء من علمه. فعلمه جل في علاه عظيم جليل واسع محيط لا يقدر الخلق قدره احاط بالظواهر والبواطن احاط بالغيب والشهادة بالسر والاعلان سبحانه وبحمده لا يخفى عليه شيء من عباده وهو العليم بما يوسوس عبده في نفسه من غير نطق لساني بل يستوي في علمه الداني مع القاصي وذو الاصرار والاعلان جل في علاه ان علم الله تعالى عظيم. لذلك لما اراد ان يوصف الخضر علمه وعلم موسى في علم الله لم يجد مثالا لتقريب ضئالة هذا العلم وانه لا يمثل شيئا في علم الله تعالى الا ان قال له لما رأى طيرا في الماء يأخذ بمنقاره الى الماء قال ما علمي يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر انه شيء يسير لا يذكر وهو من الله مستمد فالله علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم علم الله تعالى الذي احاط بكل شيء على اوجه جاء اثباته في كتابه. سابقا للاشياء قبل كونها فالمرتبة الاولى من مراتب العلم علم التقدير الذي كان قبل خلق الخلق وقبل الكتابة وهو مفتاح ما سيصير ومن ذلك قوله جل وعلا وسع ربنا كل شيء علما. فكل امور الغيب قدرها الله في الازل ومفتاحها عنده وعنده جل وعلا علمها كما قال جل في علاه ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم وما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان ذلك على الله يسير. وقال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات والارض. الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير فقد كتب الله تعالى في اللوح كل شيء و ذاك المكتوب في اللوح هو علمه جل في علاه فالله كتب مقادير الخلائق كله حل محفوظ قبل ان يخلقهم بخمسين الف سنة والمخلوقات في اللوح قبل انشائه عبارة عن كلمات وتنفيذ ما في هذا اللوح من احكام تتضمنها تلك الكلمات هو بمشيئة الله عز وجل وقوعا ووقتا وزوانا وحالا فالله على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم سبحانه وبحمده هذه هي المرتبة الثانية من مراتب العلم التي دلت عليها النصوص اما المرتبة الثالثة من مراتب العلم التي جاء في كلام الله تعالى اثباتها هو علمه جل في علاه بالشيء حال كونه وزمن تنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه ذكر الله ذلك في مواضع من كتابه منها يقول تعالى الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الله اكبر ما اجل قدر الله جل في علاه في قلوب اوليائه الذين يدركون مثل هذه المعاني. الله يعلم ما تحمل كل انثى من بني ادم ومن غيرهم فهو الذي يعلم ما في الارحام. وما تغيظ الارحام وما تزداد حالة تحولها وزيادتها ونقصها يعلمه جل في علاه. وكل شيء عنده بمقدار فلا يخلو شيء عن تقديره ولا عن الحد الذي جعله جل في علاه ثم عاد تقرير العلم بقوله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال فلا يخرج عن عن علمه غيب مستتر ولا شهادة منظورة مشهودة كل ذلك في علمه جل في علاه ومما يندرج تحت هذا النوع من العلم وهو العلم بالاشياء وقت حدوثها وزمن حصولها يقول جل وعلا يعلم ما يلج في الارض اي ما يدخل فيها وما ينزل من السماء ثم يخرج منها علم يقول تعالى يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء كل ذلك وقت حصوله فهو يعلمه جل وعلا وما يعرج فيها ما ينزل من السماء من الوحي ومن القضية والاقدار ومن الملائكة وسائل وسائر ما ينزل من السماء حتى عدد القطر يعلمه جل في علاه عدد قطر المطر يعلمه رب الارض والسماء جل وعلا سبحانه وبحمده فهو داخل في قوله سبحانه وبحمده وما ينزل من السماء وما يعرج فيها اي ما يصعد فيها وهو الرحيم الغفور مع سعة علمه بعباده وما يكون من تقصيرهم واساءتهم الا انه هو الرحيم الغفور المرتبة الرابعة من مراتب العلم بالله عز وجل او العلم الثابت لله عز وجل علمه بالشيء بعد كونه بعد حدوثه بعد وقوعه بعد تخليقه وهو جل وعلا محيط بما يكون من الخلق بعد وجود اعمالهم كما قال تعالى وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر اي جميع ما في البر حتى عدد الرمل حتى عدد اوراق الاشجار حتى عدد النبتات حتى عدد الانس كل ما في البر يعلمه الله جل وعلا ظاهرا كان او مستترا. في ليل او في نهار حتى دبيب النمل يعلمه جل في علاه سبحانه وبحمده يعلم ما في بري والبحر هذه البحار العوالم العجيبة الغريبة الظخمة الكبيرة يعلم ما فيها على وجه التفصيل حتى عدد رمل البحار عدد الاسماك عدد ما فيه من الكنوز والمودعات. كل ذلك في علم الله جل في علاه. فهو الذي خلق ذلك وهو الذي احاط به الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير جل في علاه سبحانه. حاشاه ان يكون جاهلا او الا يكون عالما بما في خلقه سبحانه وبحمده الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ان الله تعالى يعلم كل ذلك كما قال سبحانه اتسقط من ورقة الا يعلموها وقت سقوطها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب فهو علم موثق علم مقيد علم مكتوب وليس علما مطلقا لا زمام له ولا خطاب بل هو مكتوب فهو الله تعالى واحاط به جل في علاه كتابة وكان ذلك عليه يسير ان الله تعالى يعلم الاشياء بعد وقوعها كما ذكر جل وعلا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم هذا العلم بالاشياء التي لم تقع كيف سيكون وقوعه؟ ثم يبعثكم ليقضى اجل مسمى. ثم اليه مرجعكم ثم ننبئكم بما كنتم تعملون هذا علمه تعالى بالاشياء بعد انقظائها وبعد فراغها وما سيكون ايظا في مستقبل الاحوال. فتظمنت هذه الاية ذكر مراتب اخر مراتب العلم التي دلت عليها النصوص وهو علمه بالاحداث بعد وقوعها بعد الفراغ منها بعد انتهاء العباد منها كما قال تعالى قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب اي مكتوب اي محفوظ عن ان يزيد او ان يزاد فيه او ينقص منه او يختل ما تضمنه. وقد قال الله تعالى في اثبات علمه بالحوادث بعد وقوعه والفراغ منها الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب. فالله عز وجل عالم بما كان قبل وقوعه قبل ان يقع عالم بما كان بعد وقوعه وما هو كائن يعني في الحاضر وما سيكون في المستقبل يعني من الحوادث والوقائع علمه الماضيات والحاضرات والمستقبلات ولذلك كان من كلام الائمة انه يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون فانه قد احاط بكل شيء علما سبحانه وبحمده. علم الله بهذه المراتب كلها دلت عليها النصوص في كلام الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو تصديق ما ذكره الله جل في علاه وما اخبر به سبحانه وبحمده من ان علمه وسع كل شيء فلا خروج لشيء من اشياء عن علمه سبحانه وبحمده وسعت كل شيء رحمة وعلما. وقد قال جل وعلا انما الهكم الله الذي لا اله الا هو وسع كل شيء علما. بهذا ينبغي ان يعلم ان صفة العلم اوسع الصفات تعلما اوسع الصفات تعلقا فهي متعلقة بما كان وما يكون ما سيكون وما لم يكن كيف يكون لو حصل وقدره الله عز وجل. هذا من حيث الزمان ومن حيث الوقوع ومن حيث كان لكن ايضا حتى الواقع يعلمه الله تعالى قبل ان يكون و بعد ان كان مكتوبا في اللوح المحفوظ وحين وقوعه ويعلمه ايضا جل في علاه بعد وقوعه فقد احاط علمه بالكائنات احاطة تامة فصدق قول الله جل في علاه وسعت كل شيء رحمة وعلما. اللهم الهمنا رشدنا اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك وصف عنا معصيتك وارزقنا القيام بحقك والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته