اذا كان الفاعل المؤنث ضميرا اذا كان الفاعل مؤنث ضميرا مطلقا يعني سواء اعاد على مؤنث حقيقي ام مؤنث مجازي ومتى ما كان الفاعل المؤنث ضميرا وجب في فعله التأنيث لقولنا هند ذهبت ففاعل ذهبت كما عرفنا ضمير مستتر تقديره هي او الشمس طلعت اي هي او هند تذهب والشمس تطلع اي هي ومن ذلك قوله تعالى قالت ان ابي يدعوك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حياكم الله وبياكم في الدرس الثاني من دروس المستوى الثالث من مقرر اللغة العربية في اكاديمية زاد. ونحن في سنة اربعين واربعمئة والف وفي هذا الدرس باذن الله تعالى سنتكلم على اهم احكام الفاعل لان الفاعل له احكام كثيرة وبعد ان ذكرنا في الدرس الماضي تعريف الفاعل وانواعه دعونا نتحدث اليوم عن اهم احكام الفاعل من تقديمه وتأخيره وحذفه وفصله عن فعله وتذكيره وتأنيثه وتأخيره عن الفعل وهكذا فالحكم الاول من احكام الفاعل وجوب تأخيره عن فعله ويجب ان يتأخر وان يتقدم عليه فعله كما اشرنا الى ذلك في التعريف ونقول نجح محمد ونجح المحمدان ونجح المحمدون ونجحت هند ونجحت الهندان ونجحت الهندات وان قلت الا يجوز ان يتقدم الفاعل على الفعل فالجواب من حيث الصناعة النحوية لا يجوز ذلك لا من حيث المعنى ولا من حيث اللفظ اما من حيث اللفظ فهذا واضح واضح اذا تجاوزنا المفرد الى المثنى والجمع فانت اذا قلت نجح طالب فالفاعل طالب واذا قلت نجح طالبان فالفاعل طالبان واذا قلت نجح طلاب فالفاعل طلاب فان قلت ان الفاعل يجوز ان يتقدم فمعنى ذلك انه يجوز في قولنا نجح طلاب ان نأخذ كلمة طلاب الفاعل ونقدمها على الفعل فقط دون تغيير اخر فنقول طلاب النجح بدل نجح طلاب يقول طلاب نجحوا اذا قلنا ان الفاعل يجوز ان يتقدم وهل العرب تقول في كلامها طلاب نجح ما تقول ذلك فدل على ان الفاعل لا يتقدم وكذلك لو قلنا نجح طالبان لو كان الفاعل يتقدم لكنا نقول طالبان نجح ولا يقال ذلك وانما العرب تقول اذا تقدم الاسم على الفعل تقول الطلاب نجحوا والطالبان نجحا يعني لو قلت نجح طلاب المدرسة ثم ارادت العرب ان تقدم الاسم على الفعل فانها تقول طلاب المدرسة نجحوا فتأتي بالفاعل بعد الفعل ضميرا الطلاب نجحوا لان الفاعل لا بد ان يكون بعد الفعل ظاهرا او ظميرا لكن ما يجوز ان يقال طلاب المدرسة نجح على ان الفاعل متقدم فدل ذلك على ان العرب اذا قدمت الاسم فانها لا تجعله فاعلا وانما تجعله مبتدأ تخبر عنه بما بعده فتجعل ما بعده جملة مكونة من فعل ومن فاعل بعد الفعل الاشكال الذي قد يتوهمه بعض الطلاب يأتيهم من سورة المفرد في نجح الطالب او نجح محمد او نجحت هند يعني مع المفرد فان الصورة لا تتغير مع التقديم والتأخير فتقول نجح محمد او تقول محمد نجح الصورة ما تتغير فلهذا اوهمهم واوقعهم في ذلك لكن لو تجاوزنا المفرد الى المثنى وقلنا نجح المحمدان او نجح المحمدون لتبين ان التقديم غير جائز اذ لا نقول المحمدون نجح ولا المحمداني نجح فدل ذلك على ان الفاعل لا يتقدم من حيث اللفظ اما امتناع تقدم الفاعل من حيث المعنى فهو انني لو قلت لكم الان دخلت عليكم كلامي معكم وقلت لكم القلم عندما قلت لكم القلم هل فهمتم انه فاعل هل فهمتم انه فعل شيئا لا الدليل على ذلك انكم ستسألون عن خبره تقولون ما باله القلم ما شأنه ينتظرون خبرا عنه ثماني اخبر عنه بما اشاء اما ان اخبر عنه بمفرد القلم جميل او اخبر عنه في جملة اسمية القلم خطه جميل او اخبر عنه بجملة فعلية فعلها ظاهر كأن نقول القلم سقط غطاؤه فسقط غطاؤه جملة فعلية مكونة من فعل وفاعل وهي خبر للمبتدأ القلم واما ان اقول القلم سقط هذه الصورة هي التي توهم بعض الطلبة بان القلم فاعل متقدم والحقيقة الذي يدل عليها المعنى ان العربي عندما يبتدأ بالاسم فيقول القلم فانما يأتي به مبتدأ لكي يخبر عنه ثم يخبر عنه بما يشاء قد يخبر عنه كما ذكرنا بي جملة فعلية مكونة من فعل والفاعل مستتر. فيقول القلم سقط اي سقط هو فدل ذلك على ان الفاعل يجب تأخره عن الفعل ولا يجوز ان يتقدم هذا هو الحكم الاول واما الحكم الثاني فنذكره باذن الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم والحكم الثاني من احكام الفاعل ان الفاعل مهما تغير من الافراد الى التثنية الى الجمع فان فعله يلزم الافراد فتقول مع الفاعل المفرد ذهب محمد ومع المثنى المحمدان ذهب المحمدان ومع الجمع المحمدون نقول ذهب المحمدون فالفاعل صار مفردا محمد ومثنى المحمدان وجمعا المحمدون ومع ذلك نجد ان الفعل لزم الافراد ذا هاء باء لا يثنى مع المثنى لا نقول ذهبا المحمدان ما نقول ذهبا طالبا علم ولا يجمع مع الفاعل المجموع لا نقول ذهبوا المحمدون ونجحوا طلاب الفصل بل نلزم افراد الفعل فنقول نجح طلاب الفصل ونجح طالبان مجتهدان هذه لغة جمهور العرب قال سبحانه قال رجلان من الذين يخافون. قال رجلان افرد الفعل قال ولم يثنه مع ان الفاعل مثنى رجلان وقال سبحانه قد افلح المؤمنون فافرد الفعل افلح ولم يجمعه افلحوا مع ان الفاعل مجموع وهكذا اذا فخلاصة هذا الحكم ان الفعل يلزم الافراد سواء اكان الفاعل مفردا ام مثنى ام مجموعا اما الحكم الثالث من احكام الفاعل فهو حكم الفاعل مع فعله من حيث التذكير والتأنيث الفاعل قد يكون مذكرا وقد يكون مؤنثا فما حكم الفعل حينئذ هل يجب ان يطابق الفاعل تذكيرا وتأنيثا على كل حال ام ان في هذا الحكم تفصيلا ينبغي ان نعرفه. ينبغي ان نعرفه الجواب تذكير الفعل وتأنيثه مع الفاعل فيه شيء من التفصيل نبينه فنقول الفعل مع الفاعل له ثلاثة احوال الحالة الاولى وجوب التذكير والثانية وجوب التأنيث والثالثة جواز التذكير والتأنيث فمتى يجب تذكير الفعل يجب تذكير الفعل اذا كان الفاعل مذكرا اذا كان الفاعل مذكرا الفعل ليس فيه الا التذكير ذهب محمد وذهب المحمدان وذهب المحمدون وتقول جاء حمار و سقط الجدار قمار وجدار هذه اسماء مذكرة اذا ليس في فعلها الا التذكير يعني سواء كان الفاعل مذكر عاقلا ام غير عاقل وليس في فعله الا التذكير وسواء كان مثنى جاء المحمدان وسقط الجداران او كان جمعا صحيحا يعني جمعا سالما كقولك جاء المحمدون او حضر المعلمون اما ما سوى الجمع الصحيح ما سوى الجمع السالم ففيه تفصيل سيأتي ان شاء الله تعالى اذا فالحالة الاولى وجوب التذكير اذا كان الفاعل مذكرا سواء كان مفردا لذهب محمد وجاء حمار وسقط جدار او كان مثنى كذهب المحمدان وجاء حماران وسقط الجداران او كان جمعا سالما صحيحا لمذكر ك جاء المحمدون وحضر المعلمون والحالة الثانية للفعل من حيث التذكير والتأنيث وجوب التأنيث وجوب تأنيث الفعل وتأنيث الفعل يكون بتاع التأنيث الساكنة في اخر الماضي فذهب وذهبت وجاء وجاءت وصلى وصلت وبثاء التأنيث المفتوحة في اول المضارع فيذهب وتذهب ويصلي وتصلي فهذا تأنيث الفعل ومتى يكون تأنيث الفعل واجبا يكون تأنيث الفعل واجبا في حالتين الحالة الاولى اذا كان الفاعل المؤنث حقيقية تأنيث متصلا اذا كان الفاعل المؤنث حقيقي التأنيث متصلا ما معنى حقيقية تأنيث المؤنث اما حقيقي التأنيث واما مجازي التأنيث حقيقي التأنيث ما يرد او يبيض يعني المؤنث من الانسان والحيوان هذا نسميه حقيقي التأنيث يعني تأنيثه حقيقي يعني له ذكر يقابله وذلك في الانسان وفي الحيوان اذا فحقيقي التأنيث هو المؤنث من الانسان والحيوان او ما يلد او يبيض ومجازي التأنيث ما سوى ذلك يعني الذي لا يلد ولا يبيض كالشمس هذه شمس مؤنث والسيارة والقدر والدار ونحو ذلك فهذا معنى حقيقي التأنيث واما قولنا متصلا يعني لم يفصل بين الفاعل وبين الفعل بفاصل كقولنا جاءت هند وحضرت معلمة وانطلقت الناقة وجاءت اتان والفاعل هنا حقيقي التأنيث لانه من الانسان او الحيوان ومتصل فيجب في الفعل التأنيث نقول ذهبت هند او تذهب هند انطلقت الناقة او تنطلق الناقة ولا يجوز في ذلك التذكير الا يقال جاء هند ولا انطلق الناقة واما الحالة الثانية لوجوب التأنيث وسنذكرها ان شاء الله تعالى بعد الفاصل انتظرونا سلام عليكم قلنا ان تأنيث الفعل الواجب يكون في حالتين الاولى ان يكون المؤنث حقيقيا متصلا والحالة الثانية لوجوب تأنيث الفعل قالت يعني هي ضمير مؤنث يعود الى بنتي الرجل الصالح ومن ذلك قوله تعالى اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت فانشقت فعل انث وجوبا لان فاعله هي وامير المؤنث يعود الى السماء وكذلك في اذنة حقت اذا متى يجب تأنيث الفعل الجواب في حالتين الاولى اذا كان الفاعل المؤنث حقيقي التأنيث متصلا والحالة الثانية اذا كان الفاعل المؤنث ضميرا طيب انتهينا من حالة وجوب التذكير ومن حالة وجوب التأنيث بقيت الحالة الثالثة جواز الفعل وتذكيره متى يجوز في الفعل التذكير والتأنيث الجواب عموما فيما سوى الحالتين السابقتين اذا لم يجب في الفعل التذكير ولم يجب في الفعل التأنيث فيجوز فيه التذكير ويجوز فيه التأنيث فلهذا سيدخل في ذلك حالات عدة منها اذا كان الفاعل المؤنث مجازي التأنيث اذا كان الفاعل المؤنث مجازي التأنيث وفهمنا معنى مجازي التأنيث. يعني لا يلد ولا يبيض بقولنا طلعت الشمس فالفاعل الشمس مؤنث مجازي فيجوز فيه التأنيث وهو الاكثر ويجوز فيه التذكير فتقول طلع الشمس ومن ذلك انطلقت السيارة او انطلق السيارة لان السيارة فاعل مؤنث مجازي التأنيث ومن ذلك انكسرت الزجاجة او انكسر الزجاجة التأنيث جائز وهو الاكثر والتذكير جائز لوروده في الكلام الفصيح ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى قد جاءتكم موعظة الفعل جاء والفاعل الجائي الذي اسند اليه المجيء موعظة وموعظة مؤنث مجازي التأنيث ولهذا جاز فيه التذكير كما في نص الاية جاءتكم موعظة ويجوز التذكير في الفعل حينئذ كما في قوله تعالى فمن جاءه موعظة من ربه جاءه موعظة فذكر الفعل ولو انثه لقال جاءته موعظة التذكير والتأنيث جائزان ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى واخذت الذين ظلموا الصيحة بالاية الرابعة والتسع من هود اخذت الذين ظلموا الصيحة الفاعل الذي فعل الاخذ التي اخذت الصيحة صيحة فاعل مؤنث وجازي التأنيث ويجوز التذكير كما في قوله تعالى في السورة نفسها في الاية السابعة والستين واخذ الذين ظلموا الصيحة فهذا الموضع الاول من مواضع جواز التذكير والتأنيث في الفعل. اذا كان الفاعل المؤنث مجازي التأنيث ومن مواضع جواز التأنيث والتذكير في الفعل ايضا ان يكون الفاعل المؤنث مفصولا عن الفعل اذا كان الفاعل المؤنث مفصولا عن الفعل باي فاصل فان كان هذا الفاعل المؤنث المفصول عن فعله مجازي التأنيث فالامر واضح لان مجازي التأنيث يجوز فيه التذكير والتأنيث مطلقا كقولنا طلعت اليوم الشمس وطلع اليوم الشمس وان كان الفاعل المؤنث المفصول عن فعله حقيقية حقيقة تأنيث فايضا يجوز في الفعل حينئذ التذكير والتأنيث من اجل الفاصل والتأنيث اكثر فيجوز ان تقول جاءت اليوم هند وجاء اليوم هند وجاءت الى المدرسة المعلمة وجاء الى المدرسة المعلمة ويقال حضرت القاضي امرأة وحضر القاضي امرأة جاز التذكير والتأنيث في الفعل مع ان الفاعل امرأة وهي حقيقي التأنيث للفصل بين الفعل والفاعل بالقاضي ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى اذا جاءك المؤمنات اذا جاءك المؤمنات الفاعل الذي فعل المجيء المؤمنات والمؤمنات جمع سالم صحيح للمؤمنة والمؤمنة حقيقي التأنيث فجاز في الفعل التذكير والتأنيث والاية جاءت هنا على التذكير لوجود الفاصل والفاصل هنا كاف الخطاب الذي وقع مفعولا به وفصل بين الفعل وفاعله وبقي هناك موضع ثالث ايضا بجواز التذكير والتأنيث ولكنه يحتاج الى شيء من البيان ولهذا نرجئه باذن الله تعالى الى الدرس القادم فانتظرونا الى ذلكم الحين ونلتقيكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته