الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه بين البيان المبين وتركنا على محجة بيضاء لا يلتبس بها السبيل فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوه بها انها اسماء الله تعالى التي امرنا جل في علاه ان نعرفها وان ندعوه بها سبحانه وبحمده الاسماء الحسنى هي الطريق الاوثق والاعظم والاوسع لمعرفة الله جل في علاه ولذلك عرف الله تعالى بنفسه في كتابه فاعظم طرق العلم بالله واعظم طرق المعرفة به سبحانه وبحمده الاقبال على ما ذكره الله في محكم كتابه من اوصافه من اسمائه الحسنى وصفاته العلى فالقرآن المجيد متظمن لذكر صفات الرب جل وعلا على وجه لا نظير له ولهذا اكثر ما ذكره الله تعالى في كتابه وفي محكم اياته هو التعريف به في اسمائه وصفاته وذاك هو اعظم ما في القرآن الحكيم لذلك اعظم اية في القرآن الحكيم هي اية الكرسي التي اخلصت لبيان وصف رب العالمين جل في علاه. في الصحيح من حديث ابي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال اتدري اي اية في كتاب الله اعظم؟ فقال ابي رضي الله عنه الله ورسوله اعلم فلما رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السؤال قال له الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. الله اكبر هذه اعظم اية في كتاب الله فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدر ابي فقال له ليهنك العلم ابا المنذر ليهنك العلم ابا المنذر هكذا يهنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عرف ان اعظم اية في كتاب الله هي اية الكرسي تأملوا ما في هذه الاية التي يحفظها المسلمون صغارا وكبارا رجالا ونساء شبابا وشيبا تأملوا ما الذي فيها؟ ما هو موضوعها ما هو مضمونها انه التعريف بالله انه بيان ما لله من كمالات انه ذكر اسماء الله وصفاته هو ما تضمنته هذه السورة الكريمة. هذه الاية الكريمة التي اخلصت لبيان ما لله من كمالات ان هذا يبين ان اشرف ما في القرآن واعظم ما تضمنه كتاب رب العالمين هو التعريف به سبحانه وبحمده ولهذا كانت سورة ولهذا كانت سورة الاخلاص مع كونها اقصر او من اقصر السور ايات الا ان فضلها بلغ انها تعدل ثلث القرآن كما قال صلى الله عليه وسلم في احاديث عديدة بين ان من قرأ سورة الاخلاص فكأنما قرأ ثلث القرآن لماذا؟ لانها صفة الرحمن كان احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرأ الفاتحة وقرأ ما شاء الله من قراءة في صلاته ختم قراءته ب تلاوة سورة الاخلاص فبلغ ذلك النبي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه سلوه لم يصنع ذلك فقال الرجل يا رسول الله انها صفة الرحمن وانا احب ان اقرأها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه وذلك جزاء له على محبة صفة الرب سبحانه وبحمده. سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن. لماذا؟ لانها طريق المعرفة انها صفة الرحمن جل في علاه. ولهذا قيل ان هذه السورة هي نسب الرحمن لان المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان ينسب لهم ربه فقال الله جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فمن اعظم سبل العلم بالله والمعرفة به. معرفة اسمائه وصفاته فكلما ازداد العبد معرفة باسماء الله وصفاته وعلما بما ذكره الله تعالى في كتابه من اسمائه الحسنى المبثوثة في ايات القرآن وقف عندها وتأمل معانيها كلما ازداد الانسان علما بهذه الصفات عرف من صفات ربه ان جذب اليه واحبه ما كان سببا لتحقيق العبودية له جل وعلا اصل معرفة الله تعالى هي معرفة ما تضمنه هذا الكتاب من اسماء الله وصفاته ومع فيها من المعاني وليس المقصود ان تحفظ الفاظها. الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار دون وقوف على معاني تلك الاسماء ومعرفة بما تظمنته تلك الاسماء من جليل المعاني وعظيم المعارف التي تعرف بالله عز وجل وتدل عليه باب اسماء الله عز وجل ومعرفة الاسماء والصفات من اعظم الابواب التي توصل الى الله تعالى. وتقرب اليه سبحانه وبحمده ولهذا امرنا الله تعالى بمعرفته والتعلم لهذه الاسماء فقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فاخبر جل وعلا باسمائه الحسنى وامرنا بان ندعوه بها. ثم نبه وحذر من الانحراف فيما يتعلق باسمائه وصفاته فقال وذروا الذين يلحدون في اسمائه فان كل من خرج عن دلالات الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة فيما يتعلق باسماء الله وصفاته من اثباتها على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل من غير من غير تعطيل لها او تمثيل لها فانه على جادة عظيمة وطريق قويم ومعرفة بالله تعالى كاملة حسب ما جاءت به النصوص ودلت عليه الادلة ان الله تعالى عرف بنفسه في كتابه باسمائه وصفاته فذكرها اجمالا قائلا جل وعلا ولله الاسماء الحسنى. ثم جاء ذكر هذه الاسماء على وجه التفصيل في كتابه فكلما ازددت معرفة باسماء الله ازددت علما به لكن لقائل ان يقول لماذا وصف الله تعالى اسمائه بالحسنى؟ هل لان الفاظها جميلة؟ وبهية وليس فيها من شيء؟ الجواب ان ذاك سبب من اسباب وصف اسمائه بالحسنى. فاسماء الله الحسنى لانها من حيث الالفاظ الفاظ به هي الله الرحمن الرحيم الملك العزيز العفو الغفور وما الى ذلك من الاسماء التي الفاظها جميلة بهية تجذب الاسماع وتسرق الالباب فاذا انتقلت من بهاء المنظر الى جمال المضمون والمخبر وما احتوته من المعاني كان نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء ان هذه الاسماء وصفت بانها حسنى اي بلغت في الحسن الغاية والمنتهى فليس فوق حسنها حسن ولا وراء بهائها بهاء ولا بعد جمالها جمال فقد بلغت في كل كمال الذروة انها حسن لانها تعرف بالله عز وجل فهي الطريق الذي يعرف به العبد ربه فقد عرفت باحسن مسمى واشرف مدلول بها عرفنا الله تعالى سبحانه وبحمده فاننا نعرفه باسمائه وصفاته وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. فهو الجميل على الحقيقة كيف لا وجمال سائر هذا الكون من بعض اثار الجميل فربها اولى واجدر عند ذي العرفان. فجماله بالذات والاسماء والاوصاف والافعال بالبرهان. انها عرفت بالله ولك ان تستمع الى ما ذكره الله في اخر سورة الحشر على سبيل المثال تأمل ما فيها من دلالات الكمالات هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله اما مشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى. يسبح له بعد هذا التنزيه والتكميل الذي بين جليل ما لله من صفات يقول جل في علاه يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحميد المدائح والمحامد كلها بخواطر وجوانحي ولساني فلك المحامد والمدائح كلها بخواطر وجوارحي ولساني ان اسماء الله تعالى حسنى لانها مباركة. فهي تدل عليه وتعرف به وتجلب للانسان سعادة الدنيا وفوز الاخرة. لذلك قال جل وعلا تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام اسماؤه كلها بركة. اسماؤه كلها خير. اسماؤه كلها رحمة. وما بلغ المهدون نحوك مدحة ان اطنبوا ان الذي فيك اعظم لك الحمد كل الحمد لا مبدأ له ولا منتهى والله بالحمد اعلم. ان اسمائه الحسنى وعلا لكونها تنفي عن الله عز وجل كل نقص وعيب. فبها نعرف كمالات الرب جل في علاه فالله تعالى ذكر اسماءه. ثم ختم ذلك بتسبيح نفسه وتنزيهه جل في علاه عما يعتقده الجاهلون. كما مرة في الايات التي سمعناها قبل قليل في ايات سورة الحشر قال الله تعالى بعد ان ذكر صفاته وذكر اسماءه قال سبحانه سبحان الله عما يشركون. ويقول جل وعلا فسبح باسم ربك العظيم ويقول سبح اسم ربك الاعلى والله اكبر من له الاسماء والاوصاف كاملة بلا نقصان وهو الاله او السيد الصمد الذي صمدت له قال صمدت له صمدت اليه الخلق بالاذعان الكامل الاوصاف في كل الكامل الاوصاف من كل الوجوه تناله ما فيه من نقصان انها تدل على الله عز وجل وتعرف به لذلك كانت حسنا انها تنفي عن الله كل نقص وعيب لذلك كان كانت حسن انها طريق دخول الجنة ولذلك كانت حسنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة اللهم اجعلنا ممن وفق الى احصائها والعلم بها ومعرفتها. اسلك بنا يا ربنا سبيل الهدى والرشاد واعذنا من الزيغ والضلال والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوه بها. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته