السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا ومرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ارسله الله عامة للناس كما قال جل في علاه قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فله الحمد على ما ارسل من رحمة مهداة رسول دل على كل خير وحذر من كل شر واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله توله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وتركها على سبيل واضح مبين لا لبس فيه ولا غبش. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذه الحلقة جديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم. سنتحدث عن موضوع بالغ الاهمية له اثر كبير في اجابة الدعاء هو من اسباب قبول الدعوات واجابة السائلين واغاثة المستغيثين انه الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفتح الله تعالى بها على عبده من ابواب الخير ما ليس له على بال ليس ذلك في دعاء فحسب او في مسألة وطلب بل في مجمل حاله. ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاكثار من الصلاة عليه صلى الله الله عليه وسلم في سيد الايام واشرفها ففي السنن والمسند من حديث اوس بن اوس الثقفي يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان من خير ايامكم يوم الجمعة ان من خير ايامكم يوم الجمعة فاكثروا فيه من الصلاة علي فان صلاتكم معروضة علي هذا الخبر النبوي يبين ان تخصيص هذا اليوم بالصلاة عليه صلوات الله وسلامه عليه. وهذا اليوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس تخصيص هذا اليوم بهذا العمل يدل على شرفه وعلو منزلته ورفيع مكانته فينبغي للمؤمن ان يعرف حق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالصلاة عليه فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعظم الخلق احسانا الى الخلق لم يطرق البشرية بل لم يطرق العالم من الخلق احد اعظم احسانا الى الخلق من محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. لذلك بشر الله تعالى به وامر طرحتي به لقد جاءكم رسول من انفسكم. عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين. رؤوف رحيم. وفي الاية الاخرى قال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ومما قيل في تفسير الاية انه رسوله صلى الله عليه وسلم قل بفضل الله وبرحمته قيل رحمته محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كما قال الله جل وعلا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. والمقصود ان النبي صلوات الله وسلامه عليه حقه على البشر عظيم على كافة الناس. ليس فقط على من امن به بل على عامة البشر كافة الورى من الانس والجن حق النبي صلى الله عليه وسلم اصله ان يؤمن به وان يشهد له بالرسالة اشهد ان لا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. هذا اصل الحقوق النبي صلى الله عليه وسلم فاذا شهد العبد للنبي بذلك كان ذلك مفتاح كل خير. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ورد فيها فضائل اله كثيرة منها ما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. وقد امر الله تعالى المؤمنين بالصلاة عليه فقال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. جاء ذلك بعد خبره عن نفسه وملائكته. وهم من خيار خلقه ان الله وملائكته يصلون على النبي بعد ذلك امر الله اهل الايمان بما فعله رب العالمين وبما كان يفعله ملائكته المقربون يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما امر الله بالصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ورتب عليها هذا الاجر العظيم والفضل الكبير الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا وذلك ان جزاء الحسنة عشر امثالها. وقد جاء في بيان فظيلة الصلاة عليه انها تجلب للانسان كل خير وتدفع عنه كل شر جاء في الترمذي من حديث الطفيل ابن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه عن ابيه ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اني اكثر الصلاة عليك اي اكثروا الدعاء لك بالصلاة وما اشبهها من الصيغ التي يصلى بها على النبي صلى الله عليه وسلم. فكم اجعل لك من صلاتي؟ كم اجعل لك من دعائي اذا دعوت الله عز وجل في دعاء خاص اما في دعاء ليل او غيره كم اجعل لك من دعائي قال النبي صلى الله عليه وسلم ما شئت يعني اجعل لي ما شئت من القدر. فقال الربع. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما شئت فان زدت فهو خير لك فقال النصف فقال ما شئت فان زدت فهو خير لك. فقال الثلثين قال ما شئت وان زدت فهو خير لك. فقال ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه اجعل لك صلاتي كلها اي اجعل لك دعائي كله فكل ما يدعو به هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ما الذي يترتب على جعل الصلاة جعل الدعاء كاملا له صلى الله عليه وسلم في دعاء خاص قال صلى الله عليه وسلم اذا تكفى همك ويغفر ذنبك تكفى همك فيكفيك الله تعالى ما اهمك ويغفر ذنبك فيغفر الله تعالى لك ذنوبك وخطاياك. هذا الفضل العظيم يبين عظيم منزلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وانها سبب لكفاية الهموم والهم هو كل ما يقوم في قلب العبد مما يشغله في امر مستقبله وفيما يلقى من ايامه وفيما يستقبل من احواله ان طريقة الكفاية هو الاكثار من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في رواية اخرى انه قال اذا يكفيك الله ما اهمك من دنياك واخرتك هذا البيان النبوي لفضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وانه سبب لكفاية الهم وغفران الذنب نحتاج ان معه وقفة. لماذا؟ لماذا بلغت هذه العبادة هذه آآ الدعوات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هذه المنزلة العليا انها سبب لكفاية الهموم ومغفرة الذنوب الجواب يتبين من امرين. الامر الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق حقا على الخلق فهو اعظم الخلق حقا عليك احقه اعظم من حق ابيك وامك وهو اعظم من سائر الحقوق التي عليك فلذلك كان مقدما فالاشتغال بالصلاة عليه هو اداء لبعض حقه وقيام بشيء مما يستحقه صلوات الله وسلامه عليه. قد يقول قائل ما الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتبوأ هذه المنزلة ويكون حقه على هذا النحو الجواب ان النبي صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله والله اعلم حيث يجعل رسالته. وقد قال الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. اصطفى الله ومحمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه فهو صفوته من خلقه فافاض عليه الرسالة وافاض عليه فظله بالوحي اليه وليس بالوحي كسائر الوحي بل وحي عما نفعه البشر كلهم فهو رسول لكل البشر. لا يخرج عن رسالته صلوات الله وسلامه احد من الناس فاخرج الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم البشرية من الظلمات الى النور من الضلال الى الهدى من الغي الى الرشاد من الانحراف الى الاستقامة هدانا الله به الصراط المستقيم. نحن لولا هذه الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وكابد اجتهد في تبليغها وبذل غاية جهده ومنتهى طاقته في اخراجنا من الظلمات الى النور لكنا في جاهلية جهلاء لكنا في عماء لكنا في ضلالة وحتى يتبين لك ذلك تأمل حال الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. فانهم كانوا في ظلام دامس وعماء مطبق ليس لديهم من اسباب الهداية والخروج من الضلال ما يخرجهم من تلك الظلمات جاء في حديث عياض ابن حمار رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله نظر الى اهل الارض اي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب الا نفر قليل ممن كان على دين النبيين السابقين. وغالب من في الارض كان في ظلام دامس فلولا بعثته صلى الله عليه وسلم ولولا النور الذي جاء به صلى الله عليه وسلم ما عرف الناس الهدى. قال الله تعالى وانك اتهدي الى صراط مستقيم. نحبه صلى الله عليه وسلم لعظيم احسانه الينا فلم يترك خيرا الا دلنا على ولا شرا الا حذرنا منه تركنا على سبيل بين وطريق واضح لا لبس فيه ولا غبش. دلنا على ما فيه خير معاشنا وما فيه خير معادنا فجمع لنا خير الدنيا والاخرة. ولذلك كانت الصلاة عليه كفاية لهموم الدنيا وهموم الاخرة كما جاء في حديث ابي اذا يكفيك الله ما اهمك من امر دنياك واخرتك. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته وان يرزقنا تمام الايمان به صلوات الله وسلامه عليه والقيام بحقه و ان يشغل السنتنا بالصلاة عليه وابداننا باتباع هديه وان يرزقنا السير على سنته ظاهرا وباطنا الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته