بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي واخواتي بهذا الدرس المتم للعشرين من دروس شرح المستوى الثالث من مستويات اللغة العربية في اكاديمية زاد ونحن في سنة اربعين واربع مئة والف وفي هذا الدرس نستكمل ما كنا قد بدأناه بالكلام على باب التمييز. التمييز عرفناه من قبل وعرفنا انه على نوعين النوع الاول تمييز الذات او المفرد والنوع الثاني تمييز النسبة او الجملة وتوقفنا عند الكلام على النوع الثاني وهو تمييز النسبة او الجملة وقلنا ان الابهام الذي في تمييز النسبة او الجملة ليس في كلمة مفردة وانما هو في نسبة يعني في نسبة شيء الى شيء بنسبة الفعل الى الفاعل او في نسبة الخبر الى المبتدأ هذه النسبة من اي جهة بالنسبة الى ماذا هذا هو المجهول ولهذا سمي هذا النوع تمييز النسبة او تمييز الجملة مثال ذلك ان تقول حسن الرجل فنسبت الحسن اليه والحسن معروف والرجل معروف لكن المجهول يعني المبهم هنا هو الجهة التي نسبت منها الحسنى الى زيد نسبت الحسنى الى زيد من اي جهة بالنسبة الى ماذا هذا هو المجهول فما يأتي رافعا لهذه الجهة ومبينا لها هو التمييز ولهذا قلنا اننا في تمييز النسبة نستطيع ان نقدر هذه العبارة من جهة كذا فنقول حسن زيد نقول حسن زيد علما يعني من جهة العلم او حسن زيد خلقا او حسن زيد وجها او حسن زيد فعلا او حسن زيد نسبا او غير ذلك من جهات الحسن ومن ذلك قول العرب طاب زيد نفسا بنسبة الطيبة الى زيد الطيبة وحدها معروفة وزيد وحده معروف وانما المجهول المبهم هنا الجهة التي نسبت منها الطيبة الى زايد فتستطيع ان ترفع هذه الجهة وتبينها باسم منصوبة فتقول طاب زيد نفسا او خلقا او علما او نسبا ونحو ذلك فيكون التقدير طاب زيد من جهة النفس من جهة العلم من جهة الخلق وهكذا وتمييز النسبة على انواع تمييز النسبة على انواع اما ان يكون تمييز النسبة محولا عن فاعل او محول عن مفعول به او محولة عن مبتدأ فلهذا يسميه بعضهم ايضا التمييز المحول وتمييز النسبة المحول عن فاعل كقولنا طاب زيد نفسا التمييز نفسا كان في الاصل فاعلا ثم قلب الى تمييز حول الى تمييز فان فان اصل هذه العبارة من حيث المعنى طابت نفس زيد ثم قدمنا المضاف وجعلناه الفاعل طاب زيد و اخرنا الفاعل وحولناه الى تمييز فقلنا طاب زيد نفسا وكذلك تصبب زيد عرقا العرق في الاصل فاعل التصبب اي تصبب عرق زيد ثم حولنا الفاعل الى تمييز ومن ذلك ايضا حسن الرجل خلقا فان الاصل حسن خلق الرجل ثم حولنا الفاعل الخلق الى تمييز ومن ذلك ايضا قوله تعالى واشتعل الرأس شيبا فان الشيب من حيث المعنى هو الفاعل الذي اشتعل لان المعنى اشتعل شيب الرأس فان الذي يسب فان الذي يشبه المشتعل هو الشيب نفسه وليس الرأس فاصل المعنى في اللغة اشتعل شيب الرأس ثم قدم المضاف اليه وصار هو الفاعل اشتعل الرأس ثم حول الفاعل الى تمييز وقيل اشتعل الرأس شيبا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى فان طبن لكم عن شيء منه نفسا وان طبنا لكم عن شيء منه نفسا نفسا تمييز تمييز لجهة نسبة الطيبة اليهن الى هؤلاء النسوة يعني فان طبن نفسا والمعنى والله اعلم فان طابت انفسهن عن شيء منه طابت انفسهن ثم اخر الفاعل وحول الى تمييز. فقيل فان طبنا نفسا الفاعل نون النسوة في طبن ان طبنهن ان طبنا نفسا فهذا النوع الاول من تمييز النسبة وهو تمييز النسبة المحول ام الفاعل بقي تمييز النسبة المحول عن المفعول به وتمييز النسبة المحول عن المبتدأ وسنشرحهما ان شاء الله بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم وعدنا قلنا ان تمييز النسبة يكون على ثلاثة اقسام الاول تمييز النسبة المحول عن الفاعل وشرحناه واما القسم الثاني فهو تمييز النسبة المحول عن المفعول به وهذا في الحقيقة اقل من الاول بالاستعمال اللغوي ومن ذلك ان نقول زرعت الارض قمحا زرعت الارض قمحا المعنى والاصل زرعت قمح الارض زرعت قمح الارض وقمحا مفعول به لانه المزروع ثم حول هذا المفعول به واخر وجعلا تمييزا فقيل زرعت الارض قمحا ونحوه ان نقول زرعت الحديقة شجرا او زرعت الحديقة ازهارا فان الاصل زرعت اشجار الحديقة لان المزروع هي الاشجار الاصل زرعت اشجار الحديقة فاشجار مفعول به ثم اخر بعد ذلك وجعل تمييزا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى وفجرنا الارض عيونا اي فجرنا عيون الارض لان العيون هي المفجرة ثم اخر المفعول به فصار تمييزا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى احصى كل شيء اددا احصى كل شيء عددا. فالمعنى احصى عدد كل شيء ثم اخبر المفعول به فصار تمييزا فهذا هو النوع الثاني وهو تمييز النسبة المحول عن المفعول به النوع الثالث من تمييز النسبة هو تمييز النسبة المحول عن المبتدأ المحول عن المبتدأ كقولنا محمد اجمل منك وجها محمد اجمل منك وجها فقولنا محمد مبتدأ واجمل من خبر نسبنا واسندنا الجمال الى محمد يعني اسندنا ونسبنا الخبر اجمل الى المبتدأ والجمال معروف ضد القبح ومحمد معروف ولكن الجهة الجهة المبهمة المجهولة هي غير المعروفة هنا نسبت الجمال الى محمد من اي جهة بالنسبة الى ماذا وتقول محمد اجمل منك وجها يعني من جهة الوجه بالنسبة الى الوجه من حيث الوجه واصل هذه العبارة اصل هذه العبارة وجه محمد اجمل منك يعني وجه محمد اجمل من وجهك في الاصل وجه محمد اجمل فوجهه مبتدأ وهو مضاف محمد مضاف اليه واجمل خبر خبر الوجه ثم اخرنا المبتدأ وجه وجعلناه تمييزا منصوبا وقلنا محمد اجمل منك وجها وكذلك زيد اكثر منك هاه بابهام هنا ولهذا تقول اكثروا مني من اي جهة من حيث ماذا بالنسبة الى ماذا وقد اقول زيد اكثر منك اولادا او اكثر منك علما او اكثر منك حلما او اكثر منك حمقا او اكثر منك علما او اكثر منك مالا وغير ذلك فاذا قلت زيد اكثر منك مالا فاصل المعنى مال زيد اكثر من مالك زي مال زيد اكثر فمال زيد مبتدأ واكثر خبر عن المال ثم اخرنا المبتدأ وهو المال ونصبناه على التمييز وقلنا زيد اكثر منك مالا. فنقول ان التمييز هنا محول عن المبتدأ وهذا الاسلوب كثير ومضطرد مضطرد ان تأتي باسم التفظيل اجمل اكبر اصغر اطول اسرع ابطأ اقوى اضعف ثم تأتي بعده باسم منصوب ويكون هذا الاسم المنصوب تمييزا محولا عن المبتدأ ولهذا هذا من ضوابط الاعراب وسنشير الى ذلك بعد قليل فكل اسم منصوب بعد افعل تفضيل فهو تمييز. تمييز محول عن عن المبتدأ تقول انا احسن منك خطا يعني خطي احسن منك قط احسن من خطك وتقول السيارة اسرعوا من الدراجة مشيا يعني مشوها اسرع وتقول المرأة اقوى من الرجل عاطفة يعني عاطفة المرأة اقوى من عاطفة الرجل وتقول الرجل اقوى من المرأة جسما يعني جسم الرجل اقوى من جسم المرأة فهذا مضطرد ومن ذلك قوله تعالى انا اكثر منك مالا. اي ما لي اكثر من مالك وقوله الله اسرع مكرا مكرن اسم منصوب بعد اسرع واسرع اسمه تفضيل ونقول انه تمييز محول عن المبتدع والاصل مكر الله اسرع ومن احسنوا من الله صبغة احسن صبغة ومن اصدق من الله حديثا اصدق اسم تفضيل حديثا اسم منصوب فهو تمييز اقوم قيلا وهكذا مطرد اذا فتمييز النسبة اما ان يكون محولا عن الفاعل وهذا كثير او محول عن المفعول به وهو قليل او محول على المبتدأ وهذا مطرد فهذان نوعا التمييز طرحناهما والحمد لله يبقى في التمييز بقية احكام نقولها ان شاء الله ونشرحها بعد الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم عدنا لنكمل ما بقي من احكام التمييز التمييز بعد ان شرحناه وعرفنا نوعيه نقول فيه التمييز له مواضع يختص بها وكل اسم منصوب يأتي في موضع من هذه المواضع فهو تمييز لان هذه المواضع مختصة بالتمييز وخاصة للتمييز فمن المواضع التي يطرد فيها التمييز ويختص بها التمييز كل اسم منصوب بعد عدد وهذا ذكرناه من قبل نحن جاءني عشرون رجلا ورأيت احد عشر كوكبا ومن المواضع الخاصة بالتمييز كل اسم منصوب بعد مقدار وهذا ذكرناه من قبل نحو عندي صاع برا ومن المواضع الخاصة بالتمييز كل اسم منصوب بعد افعل التفضيل وهذا ذكرناه الان وافعل التفضيل اسم على وزن افعل يدل على ان ما قبله افضل مما بعده فاذا وجدت اسما منصوبا بعد افعل التفظيل فهو تمييز بقولنا انا اكثر منك مالا وانت احسن مني مشيا وزيد اجمل من عمر خطا وهكذا ومن المواضع الخاصة بالتمييز كل اسم منصوب بعد كذا كلمة كذا يأتي بعدها التمييز تقول قرأت كذا كتابا او قرأت كذا وكذا كتابا ومثل كذا بيت يقول قرأت ليت وذيت كتابا وهي اقل استعمالا من كذا ومن مواضع التمييز ايضا التمييز باسلوب التعجب واسلوب التعجب كما نعرف له طيغتان ما افعله وافعل به ما افعله يعني مثل ما اجمل زيدا وما اجمل القمر وما اقوى الرجل هذه صيغة تعجب او احسن بزيد واجمل بالقمر هذه صيغة التعجب فاذا جاء بعد صيغة التعجب اسم منصوفة وتمييز اذا من مواضع التمييز كل اسم منصوب بعد صيغة التعجب اذا انتهت صيغة التعجب وجاء بعدها اسم موصوفة وتمييز لقولك ما اجمل زيدا وجها ما اكثر زيدا مالا ما اعظم المسلمين دينا يعني من جهاد الدين من جهة الوجه وهكذا وايضا من مواضع التمييز التمييز في اسلوب المدح بنعمة والذم ببئساء المدح والذنب نعمة وبئس نحو نعم الصدق خاصية وبئس الكذب خلقا فان خصلة وخلقا تمييز لوقوعهما في اسلوب المدح والذم ونقول بئس رجلا زيد رجلا ايضا تمييز ونعم اللاعب مدافعا تمييز ومن مواضع التمييز ايضا كل اسم منصوب بعد ما يدل على امتلاء او زيادة هناك كلمات وافعال تدل على امتلاء مثل امتلأ انتفخ او زيادة مثل زاد وازداد فاذا جاء اسم منصوب بعدها فهو تمييز تقول امتلأ الاناء ماء وامتلأ الكأس عصيرا وانتفخ البطن هواء وازداد الحضور هدوءا او ازداد الحضور خوفا وهكذا فهذه مواضع خاصة بالتمييز فتلخص لنا مما سبق ان التمييز اسم نكرة منصوب يرفع ابهاما سابقا على معنى من فان كان هذا الابهام بكلمة مفردة في ذات ونقدر قبلها منه وان كان هذا الابهام بنسبة شيء الى شيء فنقدر قبله عبارة من جهتين ومع ذلك فله مواضع تختص به ذكرناها قبل قليل ومثلنا لها قال سبحانه وتعالى وكانوا اشد منهم قوة اشد منهم قوة هذا اسم منصوب وقد وقع بعد اسم التفظيل اشد فهو تمييز قوة تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة وقال تعالى قل الله اسرع مكرا بكرا اسم منصوب بعد اسرع فهو تمييز طيب وتقول العرب لله دره فارسا لله دره لله دره من اي جهة من جهة الفروسية من جهة كونه فارسا لا من جهة كونه جارا او زوجا او نحو ذلك لا من جهة كونه فارسا فارسا تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة طيب هذا تمرين يقول عندي جرة عسل ماذا يجوز لنا في جرة عسل يجوز ان ننصب عسلا على التمييز عندي جرة عسلا وان نجرها بمن عندي جرة من عسل وان نجرها بالاضافة عندي جرة عسل طيب لو قلنا ما اعظم دين المسلمين ما اعظم دين المسلمين هذا اسلوب تعجب ودين هنا مفعول به في اسلوب التعجب حول المفعول به الى تمييز نقول ما اعظم المسلمين دينا طب شعر المرأة اطول من شعر الرجل حول المبتدأ شعر الى تمييز نقول المرأة اطول من الرجل تعرا بطاب هواء المدينة اول الفاعل لا تمييز طابت المدينة اوى ان هذا ما يتعلق التمييز وبه نكون قد انتهينا من المكملات المنصوبات وسنبدأ ان شاء الله بالمكملات المجورات ولكن في الدرس القادم باذن الله ونستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته