ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له عاملة اصبحت امنة تساوي عملا. لكن العمل الذي في الايمان يتميز عن اي عمل اخر يبقى اذا الايمان لم يعد كما كان في اللغة تصديق قلبي وتصديق قولي لا. لقد اصبح الايمان تصديق عملي فقط الايمان بالكتب بالاساس يعني العمل بها وتدبرها وفهمها. تمام؟ مع التصديق في انها من عند الله والتصديق انها لم تحرف. وللاسف هذا مما ابتلينا به. سبحان الله! لما ننظر واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد. رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. واجعل لي وزيرا من اهلي اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم. مع حلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد الايمان والقرآن العرب قبل مجيء الاسلام كانت الالفاظ عندهم لها معاني. فكان عندهم كلمة الصلاة ويريدون بها الدعاء لكن لما جاء الاسلام صار لكلمة الصلاة معنى جديد صارت تلك العبادة التي تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم. وكان عندهم كلمة وضوء وكان معناها غسل اليدين. فلما جاء الاسلام صارت كلمة الوضوء تعبر عن حقيقة اخرى. العلماء يسمون المعنى اللغوي الحقيقة اللغوية. ويسمون المعنى الشرعي الحقيقة الشرعية فانا آآ اسائلكم اليوم عن لفظة الايمان لفظة الايمان قبل مجيء الاسلام ما كان معنى كلمة الايمان؟ العرب كانوا يقولون امن بمعنى صدق. صدق قلبيا. هذا كان معناها قبل مجيء الاسلام. لكن شيخ الاسلام ابن تيمية يقول امن يعني صدق قلبيا وصدق قوليا. فهو يرى ان الايمان هو الاقرار. لكن حتى الان عند العرب قبل مجيء الاسلام امن بشيء معناها انه صدق به قلبيا واقر به او صدق به لسانيا ولم يكن له علاقة بالعمل هذا كان معنى الايمان في لغة العرب. لكن لما جاء القرآن لما جاء الاسلام استخدمت هذه اللفظة لفظة الايمان. استخدمت لتعبر عن العمل بالاساس. فاصبح امن تساوي لكن الايمان قلنا عمل ما الذي يميزه عن العمل الاخر؟ يعني ما الفرق بين اؤمن بالجنة واعمل للجنة الايمان بالجنة هو العمل لها. لكن مشفوع التصديق. نعم. فالايمان اصبح عمل الظاهر واعمال القلب بمقتضى اليقين او التصديق الذي انعقد في القلب. يعني باختصار الانسان يعمل بالشيء وهو متيقن به ومقتنع به يعمل في الشيء وقد تواطأ الظاهر والباطن قد تواطأ القلب والقالب. لذا فان الايمان هو اكمل صور العمل. وباختصار الايمان تصديق عملي وانا اؤكد على هذه وشيخ الاسلام ابن تيمية والامام القيم لما كانوا يتكلمون عن الايمان كانوا يبدأون بهذه تصديق عملي الايمان في الشريعة الايمان بعدما جاء الاسلام هو تصديق عملي وهذا العمل يختلف من شيء لاخر. فمسلا التصديق العملي بالملائكة غير التصديق العملي مثلا بالموت. غير التصديق العملي مثلا بالايه؟ بالكتب غير التصديق العملي بالرسل. تمام؟ يبقى تصديق عملي وتصديق قولي بمقتضى التصديق القلبي. انا اتكلم الان عن الايمان المنشود عن اكمل سور الايه؟ عن اكمل سور الايمان. انا لا ادخل الان في ايه في قضية آآ ركن الايمان والحد الادنى الذي بعده يصير المرء كافر. انا اتكلم عن هذه. انا اتكلم عن الايمان المنشود. الايمان المراد. الايمان المراد تصديق عملي وتصديق قولي بمقتضى التصديق القلبي. هذه هي اكمل صور الايمان. والايمان هو اكمل صور العمل اه اذا الايمان الان اصبح عمل بالشيء و يقين فيه وهمة له ودافعية له. انت تقول انا مؤمن بكذا. يعني انا افعله وفي قلبي دافعية. وفي قلبي همة. وهذه يصدر عن التدبر وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل ان شاء الله. لكن دعوها الان الذي يولد الدافعية في القلب ويولد الهمة والعزيمة في القلب هو التدبر. اذا صار الايمان عبارة عن عمل زائد تدبر اه طيب وكيف يعمل الانسان بشيء لا يفهمه اذا اضحى الايمان المنشود فهم وتدبر وعمل الايمان المنشود اضحى فهم وتدبر وعمل هذا الايمان في الشريعة. تمام؟ طيب دعونا من هذه الان القرآن اياته لو نظرنا لها من الناحية التركيبية هي عبارة عن مباني ومعاني. اليس كذلك المباني لها حقوق والمعاني لها حقوق. دعونا نبدأ بالمعاني. حقوق معاني القرآن علينا ايش؟ ان نفهمها وان نتدبرها وان نعمل بها. اليس كذلك؟ نعم هذه من حقوق المعاني علينا حقوق معاني القرآن علينا ان نفهمها وان نتدبرها وان نعمل بها وكلمة الايمان في الشريعة كانت تفيد الفهم والتدبر والعمل اذا هل نستطيع بمجموع هاتين ان نقول ان حقوق معاني القرآن علينا ان نؤمن بها؟ نعم نستطيع ان نقول ذلك معاني القرآن علينا ان نؤمن بها لكن سامحوني ليس ذاك المعنى العرفي للايمان بالقرآن. والله احزن كثيرا. لما اقول له يا شيخ يعني ايش الايمان بالكتب؟ يقول لي يعني التصديق بانها من عند الله. فقط القرآن الكريم ما معنى يؤمن بالقرآن يعني يفهمه ويتدبره ويعمل به. يؤمن بالقرآن يعني يعمل به اكمل العمل. وهذا لا يصدر الا اذا كان متدبرا للايات واذا كان فاهما للايات اذا اصبحت حقوق معاني القرآن ان افهمها واتدبرها واعمل بها. باختصار ان اؤمن بها. اه اه اذا هذا سيفسر مسألة في غاية الاهمية. لو بحثت في القرآن الكريم عن ايات تقول لك اعمل بالقرآن لا تجد ولا اية لكن تجد ما يربو على مائة اية يحضك على الايمان بالقرآن. الله! الله لا يريد منا ان نعمل بالقرآن فحسب. بل يريد ان يكون عملنا اكمل عمل عمل ناشئ عن تدبر وتفهم فيكون ولا شك اكمل عمل. لان الذي يعمل ولم يتواطأ الظاهر مع الباطن هذا تصدر احيانا عن المنافقين وهذا العمل قد يوقفه اي حاجز او يعوقه اي عائق. لكن العمل الذي هو الايمان عمل تصديق عملي بمقتضى القلبي الناشئ عن التدبر بمقتضى وتصديق قولي وكل هذا ناشئ عن الفهم الذي يعمل يا اخواني يا اخواتي بشيء وهو يفهم هذا الشيء جيدا وعنده دافعية وحماسة له يكون ان عمله اكمل ما يكون. الله اكبر. الان فهمنا الله لا يريد لنا ان نعمل بهذا الكتاب فحسب. انما يريد منا ان نؤمن به يعني ان نعمل به ونحن متدبرين ونحن فاهمين فيكون عملنا اكمل عمل. الله اكبر. دعونا من هذه ننتقل الى عبارة اخرى القرآن هل كانت كلمة القرآن موجودة عند العرب قبل الاسلام؟ هل الراجح انها كانت موجودة عندهم قبل الاسلام؟ وانها كلمة مشتقة. نعم اه مشتقة من ايش من القراءة عندهم كانوا يقولون قرآن على الكلام المقروء المضبوط المجموع فاذا كان هذا الكلام قابل للقراءة قابل ان يقرأ ويقرأ بضبط معين ومجموع فكانوا يسمون هذا ايه؟ قرآن فلما جاء الاسلام صارت كلمة القرآن اصطلاحا تعبر عن هذا الكتاب العزيز. اليس كذلك لانه كتاب مقروء ويقرأ مضبوطا مجودا ومجموع محفوظ. اليس كذلك؟ اه سبحان الله. انا حدثتكم عن حقوق معاني القرآن الكريم دعونا نتكلم عن حقوق مباني القرآن الكريم مثلا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فيها مباني ومعاني اليس كذلك؟ الحاء الالف الفاء الظاء هذه مباني. هذه المباني قوالب للمعاني وفيها معاني معنى المواظبة على الصلاة لزوم الصلاة والعناية بالصلاة اليس كذلك؟ وصيانة الصلاة. فهناك مباني وهناك معاني. المباني هذه ما حقوقها؟ نحن عرفنا حقوق المعاني. ما حقوق المباني ان نتلوها؟ نعم نعم احسنتم ان نتلوها نعم. وايش وايش كمان ان نزودها؟ نعم احسنت وان نجودها. وان نستظهرها نحفظها؟ نعم احسنتم. اذا حقوق المباني ان نتلوها ونستمعها او نقرأها ونستمعها. حقوق المباني ان نجودها ان نضبطها. حقوق المباني او الالفاظ ان نستظهرها ونحفظها. احسنتم احسنتم ايش هذا حقوق المباني نقرأ نجود نحفظ وحقوق وكلمة قرآن في لغة العرب كانت تعني الكلام المقروء المضبوط المجموع. اذا هل نستطيع ان نزيل هذه الثلاثة؟ ونقول ان حقوق مباني القرآن ان نقرأها ان نقرأها؟ نعم نستطيع ان نقول ذلك حقوق مباني القرآن يمكن تلخيصها في كلمة واحدة. انها قرآن ان نقرأ المباني. يعني ايش نقرأ المباني؟ يعني نقرأها نتلوها ونجودها ونحفظها. لذا فاذا رأيتم في النصوص كلمة رأى قرأ قرأ القرآن نقرأه يقرأه فهي في الغالب تفيد. قرأ يعني ضبط وحفظ. اه اه اذا صارت حقوق مباني القرآن يمكن تلخيصها في كلمة قرآن لكن على المعنى اللغوي لا على المعنى الشرعي وصارت حقوق معاني القرآن يمكن تلخيصها في كلمة ايمان لكن على المعنى الشرعي لا على المعنى اللغوي اه اذا يمكن تلخيص حقوق الاية القرآنية او السورة القرآنية او القرآن علينا في كلمتين القرآن والايمان لكن السؤال من اولا القرآن ام الايمان الصحابة يخبرون انهم تعلموا الايمان قبل القرآن عبدالله بن عمر يعني هذه العبارة جرت على السن كثير من الصحابة لكن اتلوا على مسامع حضراتكم كلام ابن عمر فقط. ابن عمر يقول لقد عشنا برهة من الدهر واحدنا الايمان حقوق المعاني. قبل القرآن حقوق المباني. ومن الذي قال لك ذلك؟ هو الذي قال ذلك. اسمع تنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم. في تعلم حلالها وحرامها وامرها وزجرها وما ينبغي ان يوقف عنده منها. هذه معاني ولا مباني معاني هو يؤكد اننا نؤتى الايمان قبل القرآن يعني نؤتى المعاني قبل الايش؟ قبل المباني. هذا كان الترتيب في المنهجية النبوية. يفهمون الايات. يتدبرون الايات يعملون الايات ثم يحفظون الايات ويبالغون في ضبطها كان الايمان قبل القرآن. لا لا لا انتظر آآ ممكن يصلح ان يكون القرآن قبل الايمان. لا لا لا ما يصلح لماذا؟ لان كلام عبدالله بن عمر لم ينتهي هنا قال كما تتعلمون انتم اليوم السورة من القرآن. ثم لقد رأيت رجالا يؤتى احدهم القرآن حقوق المباني قبل الايمان المعاني فيقرأ يعني يضبط ويحفظ. من بين فاتحته الى خاتمته. ما يدري ما امره ولا زاجره ولا ما ينبغي ان ان يقف عنده منه ينثره نثر الدقن. انه يؤكد مرة اخرى على ان الايمان قبل القرآن معناها المعاني قبل المباني وليس هذا فحسب انه ينكر ينكر على من يبدأ بالقرآن قبل الايمان. سبحان الملك! لا يؤكد ثالثه لا عبدالله بن عمر يتكلم يقول وكل حرف منه ينادي انا رسول الله اليك ليش؟ لتقرأني لتعمل بي وتتعظ بما هو عظي يقول لو انه فقهوا ان القرآن رسائل من ربهم فكانوا سيعلمون ان العناية بمعانيها ينبغي ان تسبق العناية ايه؟ بمبانيها. لذا لا تتعجبوا حينما يقول عبدالله بن عمر كان الفاضل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما يقيمنا القرآن الا السورة ونحوها رواية ورزقوا علما به وعملا. كانت الايات تنزل يتفهمون يتدبرون يعملون. ثم بعد ذلك يحفظون ومنهم من يبالغ في الضبط. كان منهجهم باختصار الايمان قبل القرآن. المعاني قبل المباني. الفهم والتدبر والعمل قبل اه حفظ الرواية وقبل المبالغة في التجويد والضبط وايه؟ وغيرها كان هذا منهجهم. انا اسائلكم. نحن اليوم عنايتنا بالايمان ام بالقرآن؟ للاسف اغلب الجهود الجهود منصرفة للقرآن. هذه اول مخالفة. الجهود منصرفة للقرآن ولا يكاد يكون هناك جهد فيما يتعلق بالايمان. والمشكلة الثانية اننا نبدأ بالقرآن قبل الايمان ولما بدأنا مع اطفالنا في المتدبر الصغير بالايمان قبل القرآن لما كانوا يفهمون الايات ويتدبرون الايات نساعدهم على فهمها وتدبرها والعمل بها ثم يحفظونها وجدنا والله اثرا عجيبا. وهذا المنهج بفضل الله عز وجل قد حاز المركز الاول عالميا في المسابقة التي اجرتها الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم واعلن عن جوائزها في المؤتمر العالمي الثاني لتدبر القرآن الكريم في دولة المغرب العربي. ولعلنا نفرد حديثا ان شاء الله عن المتدبر في لقاء اخر اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. دمتم بخير