الدنيا هل هي بالنجاة من المكروهات؟ البشارة تشمل كل ذلك فكله مما يبشر به الصابرون. والله اعطاهم اجرا لا حد له ولا منتهى وعواقب الصبر حميدة في هذه الدنيا قبل الاخرة الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه وبحمده لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجزيكم الاجر الكبير والعطاء الوفير وان يبلغكم ما تاملون من المغفرة والرحمة والفوز والنجاة. انه سميع قريب مجيب. ايها الاخوة والاخوات الصوم عبادة جليلة من اجل العبادات التي تترك اثارا في نفس الصائم. وتترك اثارا حميدة في مسلكها وخلقه وسائر عمله. ولهذا جاءت النصوص في بيان ان الصوم الحقيقي هو ذاك الذي يكف فيه الانسان نفسه عما يغضب الله جل وعلا. يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري من حديث ابي هريرة من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. وهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم يبين اهمية العناية باثر هذه العبادة الجليلة وانه ينبغي ان الانسان وان يبحث عن اثر هذه العبادة في قوله وفي قلبه وفي عمله وفي سائر كانه لانه حجز للنفس الصوم حجز للنفس عن المشتهيات لهذا كان جزاؤه كجزاء الصوم جزاء الصوم كجزاء الصبر. يقول الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. فاكبر ما يستفيد المؤمن من خلال الخير وخصال البر بصومه ان يتصبر وان يتعود على الصبر والصبر جاءت النصوص متوافرة ومتنوعة في بيان فظيلته وجزيل اجره وحميد عاقبة اهله وجاءت امرة به وحثة عليه وناهية عن ضده جاءت تبين اثره في مسلك الانسان وعمله ولهذا بلغ عددا كبيرا في في الذكر في ايات الله تعالى قوله حتى ان الامام احمد رحمه الله قال ذكر الله تعالى الصبر في كتابه في اكثر من في اكثر من تسعين موضعا. هذا لبيان اهميته وعظيم فضله وكبير منزلته. فنحن بحاجة الى الصبر. بحاجة الى الصبر طاعة الله تعالى ونمتثل امره ونقوم بما فرض الله علينا من الفرائض ونتقرب اليه بانواع النوافل بحاجة الى الصبر لنمنع انفسنا عن مشتهياتها وملذاتها. بحاجة الى الصبر تعين به على تحمل ما ينزل بنا مما لا نحب ومما نكره. فان بحاجة الى الصبر في هذه النواحي كلها صبر على طاعة الله تعالى صبر عن معصية الله جل في علاه صبر على اقدار الله المؤلمة فانه اذا لم يصبر كان ذلك موقعا له في الوان من الشر والفساد في امر دينه انتهاكا للمأمور ووقوعا في المحظور. وايظا عدم اه صبر على قظاء الله وقدره الصبر خلق مكتسب. يستطيع الانسان ان يكتسبه. ولذلك جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن يتصبر بر يصبره الله. نحن بحاجة الى هذا الخلق في مسلكنا حتى في امر دنيانا. ونحن مثلا في قضاء حوائجنا في الوصول الى غاياتنا الدنيوية نحتاج الى صبر. الصبر به يدرك الانسان فوز الدنيا ونجاة الاخرة. لا سبيل لادراك المطالب الا بالصبر. الزارع يلقي البذر في الارض. ثم يتعاهده ويصبر الى ان يأتي تاج بالحصاد او جني الثمار اذا كان شجرا يقوم عليه. هذا يدل على ان المسائل لا تأتي هكذا دون معالجة ومصابرة حتى يدرك الانسان غايته. لهذا من اجل فوائد الصوم يتربى الانسان على الصبر هذا خلق مكتسب رفيع جعل الله تعالى الفوز قرينه والبشارة لاهله فقال وبشر الصابرين بشر الصابرين بكل خير لم يذكر ما هي البشارة؟ هل هي بالجنة؟ هل هي بالسعادة؟ هل هي بفوز الصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه احلى من العسل فلذلك ينبغي ان نستفيد من هذه العبادة وان نربي انفسنا على الصبر وان ننقل هذا ليس فقط في هذا الوقت من طلوع الفجر الى غروب الشمس. ان هذه فترة من المصابرة يصبرها المؤمن على طاعة الله تعالى ويصبر عن معصية الله هي نوع من التدريب للنفس هي نوع من التصبر الذي يدرك الانسان به الخير في بقية ايامه وفي سائر عمره. واعلموا يا اخوتي ويا اخواتي لانه ما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر. والله تعالى امر المؤمنين بل امر المرسلين بل امر اشرف خلقه نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبر فقال واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة عشي اصبر واصبر كما صبر اولي العزم من الرسل. في ايات عديدة يوجه الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر. لحاجته اليه في تبليغ رسالة ربه. وفي القيام بما امره الله تعالى ان يقوم به. ولاهمية الصبر امر الله تعالى به مكررا في ختم اية ال عمران فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ثم قال لعلكم تفلحون هذا النتاج هذه الثمرة ولهذا ينبغي ان يكون لصمامنا اثر على سلوكنا ينبغي ان يكون لصيامنا ذكاء في اعمالنا الله الا ما شرع هذه العبادات ولا فرض هذه الشرائع ولا طلب عباده ان يفعلوا ما يفعلون من الصالحات ويمتنعوا عما يمتنعون منه من السيئات الا لغاية ومقصد وغرض الا وهو تزكية النفوس وتطييبها ومن اجل ما تزكى به النفوس ان تتحلى بالصبر الذي هو رأس الامر. واعلى ما يكون في فضائل الاخلاق. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. فهو خير عطاء واوسع عطاء لان به يدرك كل خير في امر دينه وامر دنياه. بخلاف ذاك الذي لا صبر له فانه يطيش في قوله ويخطئ في عمله ويضجر في سعيه ولا يتحمل ما يمكن ان يصيبه من المصائب وما بهم من البلايا فتجده جزوعا ظجورا غظوبا منتهكا للمحرمات فرطا في الواجبات في حق الله وفي حق العباد. واذا عود الانسان نفسه على هذه الخلة اكتسب له اكتسب منه واجتمع له آآ خصال عديدة من خصال الخير وحصل بذلك كبيرا من الفضائل الصبر مفتاح الفضائل اذا وفق اليه وهذا معنى ما قيل الصبر رأس الايمان فانه لا ايمان لما لمن لا صبر له. وذلك انه لا يتحقق الايمان على وجه الكمال الا لان الايمان يحتاج الى ان يصبر الانسان نفسه عن ملذاته وشهواته. واذا اطلق لنفسه العنان ادرك بذلك شيئا من اللذة الحاضرة ولكنه سيدرك سوء المنقلب وشؤم العاقبة. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون ولهذا انا اقول يا اخواني ويا اخواتي لنحرص ونبذل جهد في غاية جهدنا في تزكية انفسنا وتطييبها وان نلحظ هذا المعنى في صومنا انه يزكي اخلاقنا ويطيب اعمالنا ويكسبنا اكبر الفضائل الا وهو الصبر اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين وفقنا الى خير الخلال واكملها تقبلنا في عبادك واوليائك واعنا على الصالحين من الطاعات واصرف ان السيئات وصلى الله وسلم على نبينا محمد