ورفعنا بعضهم فوق بعض الدرجات العلة في ذلك ليتخذ بعظهم بعظا سخرية ورحمة ربك خير مما يجمعون فالناس لابد لهم من خلطة وهذه الخلطة وهذا الاجتماع لا يخلو في الغالب بل نالهم واصابهم من اذى الناس ما هو معروف وما هو آآ آآ محفوظ فلو سلم من اذى الناس احد لسلم منه النبيون والله تعالى يقول وكذلك جعلنا لكل نبي حتى قال عبد الله بن مسعود وددت اني لم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى. لكن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل هذا الاذى من هذا الرجل ب في تحقيق مصالح الدنيا وفي اقامة المعاش. قال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض. درجات ليبلوكم فيما اتاكم. هم درجات ومراتب وهذي الدرجات لا يحصل فيها الاستغناء بل كل احد يحتاج الى آآ كل واحد درجة يحتاجون الى غيرهم فليس بهم غنى كان عن غيرهم بل يكون كل واحد منهم محتاج الى غيره كما قال تعالى هم يقسمون رحمة ربك؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة في بداية هذه الحلقة عبر في اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى. في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام اه تقبلوا اه تحيات الزملاء من الهندسة الاذاعية عبد المحسن الخطابي ومن الاخراج ماجد الحربي ومن استوديو الهوا مصطفى الصحفي وتقبلوا واجمل تحية مني محدثكم وائل حمدان الصبحي. مستمعينا الكرام ضيف حلقات برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة للناس فقال يا احمد في ثلاث خصال حاتم يبين للامام احمد كيف يسلم من اذى الناس. قال في ثلاث خصال يعني ثلاث اخلاق ثلاث اعمال قال وما هي؟ قال ان تعطيهم مالك القصيم فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله مرحبا بك اهلا وسهلا فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ بمشيئة الله تعالى سيكون حديثنا في هذه الحلقة امتداد حلقاتنا في برنامج الدين والحياة التي فيها عن حال المسلم في هذه الحياة الدنيا وايضا عن بعض المواضيع التي تهم المسلم في امور دينه ودنياه. في هذه الحلقة سنتحدث عن اه فضل المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اه اذاهم. اه فضيلة الشيخ اه ابتداء ونحن نتحدث عن اه المؤمن هذا الانسان المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم في اه في هذه الحياة الدنيا. اه الانسان مدني بطبعه مفتقر الى بني جنسه من البشر هذه الجملة التي آآ يتحدث عنها علماء الاجتماع كثيرا في التاريخ الاسلامي توضح جزءا مهما من طبيعة بشر في اولوية واهمية وحاجة الانسان لبني جنسه من البشر وبالتالي ينتج عن هذه الحاجة مخالطة الناس والكلام معهم والمكوث ايضا والجلوس معهم والبيع والشراء والتعامل معهم وغيرها من هذه الامور. فضيلة الشيخ ابتداء نريد ان نسلط الظوء في اول حديثنا عن هذا الجانب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لك اخي وائل الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد والله تعالى خلق ادم من تراب وسواه بيده ثم نفخ فيه من روحه واسكنه الجنة ومن رحمته جل في علاه ان خلق له من نفسه ما يؤنسه يكون منه نسله وهي زوجه حواء ثم بعد ذلك تكاثر الناس رجالا ونساء فكانت المجتمعات وكانت بشرية على اختلاف اجناسها والوانها ولغاتها و هذا هذا التنوع اه في البشر اشار اليه قوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء بعد هذا الاخبار عن هذه الحقيقة المشاهدة من انتشار الناس وكثرة الرجال والنساء من بني ادم ذكر الله تعالى ما يضبط هذه العلاقات اقامة هذه الصلات على اكمل ما يكون واحسن ما تصلح به البشر فقال تعالى واتقوا الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا فالانسان مدني بالطبع لا يمكنه التفرد عن الجماعة في امور دينه وفي امور دنياه فكل بني ادم لا تتم مصلحتهم لا في دنياهم ولا في اخرتهم الا بالاجتماع ولذلك شرع الله تعالى الاجتماع في اصول الايمان من العبادات فالصلاة شرع لها الاجتماع اليومي والاسبوعي والثانوي و الزكاة لا تكون الا في حال الاجتماع فان الزكاة فيها معطي واخذ والصوم جاء فيه الخطاب لعموم الامة يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وان كانت العبادة يمكن ان تتحقق بالانفراد. لكن الخطاب فيها للمجموع والحج من العبادات التي يجتمع فيها اهل الاسلام على اختلاف السنتهم والوانهم جهاته المؤذن في الحج يأتوك مؤذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق فالاجتماع والمخالطة امر يجيب لي طبيعي في الحياة البشرية بها قوام دين الناس وبها قوام دنياهم فالدنيا لا يمكن ان تقوم اذا انفرد كل انسان مفردة انعزل عن غيره بل جعل الله تعالى خلطة الناس بعضها خلطة الناس بعضهم ببعض مما يتحقق به صلاح امورهم و آآ استقامة دنياهم واستقامة احوالهم ولذلك ذكر الله جل وعلا مما امتن به على الناس هذا التفاوت في حياة الناس وشؤونهم فانه تعالى قد رفع بعض الناس على بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا وهذا يدل على انهم مجتمعون يسخر بعضهم لبعض من مكدرات ومنغصات واذى يكون بمقتضى طبيعة المخالطة التي تكون بين الناس فلا تخلو غالب علاقات الناس حتى في اقرب العلاقات واوثاق الصلات انا كعلاقة الوالد بولده او الوالد بوالده او الزوج بامرأته او المرأة بزوجها لابد ان يقع في غالب الاحوال ما يكون من مقتضيات البشرية الانسانية فان الانسان كما قال الله تعالى كان فانه كان ظلوما جهولا. وعنه يصدر الاشكالات المتعلقة بالخلطة الظلم والجهل وقد قال الله تعالى في محكم كتابه وان كثيرا من الخلطاء ورط هنا يشمل الشركاء في الاموال ويشمل اصحاب الاختلاط في التجارات وفي غيرها مما يكون من اوجه الاختلاط بين الناس وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات قال وقليل ما هم فغالب علاقات الناس يعتريها من البغي والظلم او الاعتداء والجور او القصور والتقصير ما يعكر صفوها وما ينغص على اهلها ما يكون بينهم من الصلات ولاجل هذا اثر بعض الناس العزلة فجعلوا العزلة سبيلا للتخلص من هذه الافة وهي ما يكون في علاقات الناس من آآ اشكالات ما يكون فيها من آآ آآ منغصات بسبب الظلم والبغي بشتى صوره الظاهر والباطن الحاضر والغائب فثمة في علاقات الناس ما يكون سببا آآ ايثار البعد والانفراد والانعزال. لكن هذا ان تحقق لبعض الناس او في بعض الاحيان والاحوال لا يمكن ان يدوم فطبيعة الانسان كما تقدم الافتقار الى غيره يفتقر الى غيره في حياته في مماته اذا مات من الذي يدفنه؟ من الذي سيقوم على تجهيزه لابد للانسان من من شركاء من بني ادم من جنسه تقوم به آآ تقوم به حياته ويستقيم به معاشه ويصلح به آآ دينه ودنياه لكن لما كانت هذه الطبيعة في اه علاقات الناس على هذا النحو من الاشكالات التي قد ترافق هذه العلاقات من ظلم وبغي وجو كان افضل ما يقابل به الانسان ذلك الوصف الملازم للاختلاط ان يستعمل الصبر الصبر هو العلاج وليس الانفراد فان الانفراد لا يحصل به للمرء السلامة بل لا يمكن ان يدرك بالانفراد ما يؤمن من من صلاح حاله ولهذا كان مما يلقاه بعض الناس من الاذى يجعله ينفرد لكن ذلك لا يدوم له ولابد له من من خلطة فما سمي الانسان الا لانسه ولا القلب الا انه يتقلب وقد قال القائل ولست اسلم ممن لست اعرفه فكيف اسلم من اهل المودة. يعني الانسان مسلا ممن لا يخالط فكيف يسلم آآ فكيف يسلم؟ فلن يسلم ممن ممن يخالطهم الناس داء وداء الناس قربهم وفي الجفاء بهم. قطع الاخوات لكن لما كانت مخالطة الناس امر لابد منه فاننا لابد ان نبحث عن العلاج. مهم. في مقابلة هذا. جميل الوصف والعلاج هو ما تضمنه هذا الحديث الشريف الذي رواه الامام احمد والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمن الذي يخالط الناس خير ويصبر على اذاهم خير واعظم اجرا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم في رواية قال خير من الذي يخالطهم في رواية اعظم اجرا من الذي لا يخالطهم والخيرية تتضمن آآ الاجر فكلا الروايتين تدل على الاخرى. جميل. آآ فضيلة الشيخ اسمح لي ان نذهب الى فاصل بعده بمشيئة الله تعالى نستكمل حديثنا عن الموازنة بين المخالطة والعزلة في بعض الاحيان آآ يعني بعض الناس آآ قد يتجنب مخالطة الناس تماما بشكل اه اه تام بحيث يجتنب اه اه اذى الناس وبحيث يجتنب ما قد يصدر من الناس من اه من ظلم وبغي وعدوان سواء على نفسه او على الاخرين فبالتالي يفضل ان يعتزل الناس بالكلية على ان ان يخالطهم نريد ان نتحدث عن هذا الجانب وعن الموازنة بين هذا ذاك ومتى ينبغي على المسلم ان يعتزل الناس اعتزالا كاملا لانه في اه في اثار وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام تحث على العزلة في في مواطن ومواضع معينة نريد ان نتحدث عنها فضيلة الشيخ لكن بعد فاصل قصير مستمعينا الكرام سنذهب الى فاصل قصير بعده بمشيئة الله تعالى نكمل حديثنا ابقوا معنا نعاود الترحيب بكم مستمعينا الكرام ونجدد الترحيب بكم وبمن انضم الينا الان في هذه الحلقة لبرنامج الدين والحياة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة نتحدث فيها عن فضل المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم تحدثنا ابتداء عن حاجة الانسان لمخالطة الناس والجلوس معه واه المكوث والكلام والبيع والشراء وغيرها من هذه الجوانب التي تمثل طبيعة وجبلة في حياة الانسان. نجدد الترحيب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم حياك الله يا فضيلة الشيخ اهلا وسهلا. حياكم الله اهلا وسهلا بكم مرحبا اهلا وسهلا فضيلة الشيخ نريد ان نتحدث في في هذا الجزء عن الموازنة بين المخالطة والعزلة متى ينبغي على المسلم ان يصبر على اذى الناس ويخالطهم وان يجتنب هذه العزلة التي تفصله وتبعده عن الناس ومتى ايضا متى آآ يجب عليه في في مواضع ومواطن معينة ان يعتزل الناس بالكلية ولا يخالطهم على كل حال العزال المطلق الكلي هذا لا يمكن ان يتحقق لكن آآ كما ذكرت يعني هذه المسألة مسألة الموازنة هي محل بحث عن الافضل العزلة او الخلطة هذي مسألة تنازع فيها الناس من القديم وتكلم عنها اهل العلم من جملة من تكلم في هذه المسألة وآآ الامر آآ في الحقيقة لا يمكن بان يكون آآ في طرف من هذين الطرفين عزلة مطلقة او خلطة خلطة مطلقة. الخلطة تكون في بعض الاحيان واجبة. وتكون مستحبة والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة ومأمورا بالانفراد والعنزال تارة فهذه مسألة نسبية ترجع الى الاحوال اه والى اه ما ما يكون من الوقائع التي قد تقتضي المخالطة وقد تقتضي الانفراد. خلاصة ذلك ان المخالطة ان كان فيها تعاونا على البر والتقوى فهو مأمور فهي مأمور بها وان كان فيها تعاون على الاثم والعدوان فهو منهي فهي منهي عنها. هذا جماع الامر اي اختلاط ومشاركة ومخالطة للناس يكون فيها تحقيق لمصالح دين او دنيا اه فانه مما اه يؤمر به فيما اذا كان دينا يحث عليه ان كان في امر دنيا لا شر فيه مم. وان كان فيه تعاون على الاثم والعدوان فهو منهي عنه الاختلاط بين اهل الاسلام في العبادات كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين والكسوف والاستسقاء والحج وآآ الاجتماع مع ولاة الامر آآ كل هذا مما يحصل به التعاون على البر والتقوى فهو مأمور به وهو مندوب اليه. اما آآ امر اما طلب ايجاب او آآ طلب آآ نعم واما اذا كان ذلك في معصية او كان ذلك مفضي الى شر او كان ذلك موقعا في فتنة فانه عند ذلك يكون الانعزال آآ في هذا الظرف وفي هذه الحال هو المندوب اليه. مم. وبهذا جاءت الاحاديث وبه تجتمع الاحاديث التي اه تحث على المخالطة والصبر على اذى الناس. والاحاديث التي فيها اه ذكر اه اه فضل الانعزال والانفراد عن الناس فكل الاحاديث الواردة فيما يتعلق بالانفراد والانعزال هو فيما يتعلق بما اذا كان الاختلاط يتضمن او فسادا او ضررا على دين الانسان. هذا ما يتعلق بهذه المسألة وبه يتبين الوسط في في في المخالطة والعزة. امين. اه نعود الى صلب الحديث وهو بيان ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم في علاج آآ ما تقتضيه مخالطة الناس من آآ الشرور والمكروهات والاذى لا وهو الصبر فانه قد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم. ولا يصبر على اذاهم. فالخيرية في الاخرة لعظم الاجر والمثوبة في الدنيا بالنصر والهداية في الاخرة بعظم الاجر والمثوبة وفي الدنيا بالنصر والهداية والسرور والامن والقوة في ذات الله وزيادة محبة الله ومحبة الناس. كل هذا يحصل بالصبر على اذى الناس مكابدة ما يكون من اذاهم نتاج مخالطتهم ولهذا كان المؤمن الذي يخالط الناس يصبر على اذاهم خيرا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم ومما يعين على الصبر آآ على اذى الناس الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم مناطا للخيرية ان يستذكر الانسان ان طبيعة البشر هي الظلم والجهل واذا كان كذلك فانه يصدر عنهم من مقتضيات الظلم والجهل ما ينبغي ان يحسن التعامل معه لتلافي اظراره مع تحقيق ما هو مقتضى جبلة من مخالطة الناس ومعاشرتهم و يهون عليه ذلك ان يستحضر ان خيار خلق الله وهم النبيون صلوات الله وسلامه عليهم لم يسلموا من اذى الناس عدوا من المجرمين وهذا نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم آآ يستحضر ما كان عليه من سبقه من النبيين فالصبر على اذى الناس. جاء في صحيح الامام البخاري ان عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة اه بين اصحابه فقال رجل من الانصار والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله وهذا اعتداء واتهام خطير للنبي صلى الله عليه وسلم وان هذه القسمة كانت محاباة وليست قسمة على وفق ما يرضي الله تعالى فقال عبد الله رضي الله تعالى عنه اما اما انا فلاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم يعني ما تكلمت به فاتاه صلى الله عليه وسلم وهو في اصحابه يقول فساررته اي تكلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم بكلام سمعه دون غيره فلما سمع هذه المقالة وهي مقالة هذا الانصاري في فيما جرى من من قسمة تغير وجهه صلى الله عليه وسلم ووقع في نفسه استحضار ما كان من اذى النبيين قبله فقال صلى الله عليه وسلم قد اوذي موسى باكثر من ذلك فصبرا اما يعين الانسان مقابلة اذى الناس ان يتأسى اهلي السبق من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما جرى عليهم من الاذى فان ذلك مما يصبره في معاملة الناس فالصبر على اذاهم سواء كان الاذى في نفسه او في عرضه او في ماله و قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نبي من الانبياء ضربه قومه فجعل يقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون وقد زار ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في بعض الاثار وبالصبر على اذى الناس ينال الانسان الاجر العظيم والفوز الكبير والهداية والنصر والتوفيق ولذلك قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. ففتح الله لهم طريق العلو على خصومهم والسبق والفوز والنصر والهداية بالصبر الذي لزموه على اذى المؤذين الذين اذوه الذين اذوهم كل من خالط الناس وصبر على اذاهم تحمل ما يكون من اساءتهم ودفع بالتي هي احسن فانه يناله من الظهور والتمكين ما يكون جميل العاقبة. وقد قال الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ ذو حظ عظيم. وقد جاء عبد الله ابن وقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قرابته قرابته يعني آآ اهله هو ذوي يعني اهله وذوي رحمه وذوي رحمه من اقارب اعمام اخوال بني عم بني خال. اخوة اخوات وما الى ذلك آآ فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يفتى ان يقدم لهم كل احسان ولا يجد في مقابلة ذلك الا كل اساءة وضرر فقال للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان لي قرابة احسن اليهم ويسيئون اليه و اصلهم ويقطعون ثم لما شكى للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الاذى من قرابته قال له صلى الله عليه وسلم في حثه على الصبر على اذاهم قال اذا كان كما اذا كان كما قلت فلا يزال معك من الله ظهير عليهم وهذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم له بالنصر والتأييد. قال فلا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك هذا الرجل فتى الى النبي صلى الله عليه وسلم ما يلقاه من اذى قراباته يصل ويقطعون. يحسن ويسيئون يحلم على ما يكون من خطاهم ويجهلون عليه ان يعتدون فقال له صلى الله عليه وسلم لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المال ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك يعني ما استمررت و آآ جريت على هذا هذا الحال من من آآ مقابلة اساءتهم بالاحسان لهذا من المهم ان يستحضر الانسان ان صبره على اذى الناس ليس ذلا ولا ضعفا ولا آآ ولن يعقبه آآ مكروه بل الذي يعقبه هو ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من تأييد الله لهذا الصابر واعانته وتوفيقه واظهاره على من من خاصمه ومن اذاه لا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ولذلك يعني نحن قد نجد من قراباتنا اخوانا اخواتنا آآ وما الى ذلك من من سائر القرابات من يكون منه اساءة او تقصير او اعتداء او ظلم او جور او خطأ فينبغي ان ان يقابل ذلك بالصبر والاحسان والتجاوز والصفح فان عاقبة ذلك جميلة وحسنة وقد قال الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله ايضا مما يعين المرء على الصبر على اذى الناس ان يستحضر حسن الثواب الذي وعده الله تعالى لمن عفى وصبر فانه قد وعده تعالى اجر عظيم كما قال تعالى فاجره على الله. فمن عفا واصلح فاجره على الله ويوم القيامة يقال اه وينادى الا ليقم من وجب اجره على الله فلا يقوم الا من عفا واصلح وهذا اذا استحضر الانسان انه بعفوه وصبره وصفحه وتجاوزه ينال هذا الفضل ان يكون ممن يكون اجره على الله ويدرك هذا الفضل يكون ذلك من من اعظم المعينات ايضا مما يعين الانسان على الصبر على اذى الناس آآ من غيبة ونميمة وآآ اعتداء على ما له وجحود بحقه وتقصير في آآ ما يجب له آآ ان يستحضر ان ان عفوه وتجاوزه وصبره ينظمه في جملة المحسنين وقد قال الله تعالى والله يحب المحسنين. فينال العبد بصبره. مرتبة الاحسان التي تبوءه هذا هذه المنزلة العظيمة وهي محبة الله تعالى. وقد اه جاء اه في الحديث اه وقد جاء في في في الحث على ان الله تعالى وعد الصابر معية منه وتوفيقا وتسديدا. فقال واصبروا ان الله مع الصابرين. وقال تعالى ولمن صبر وغفر ان ان ذلك من عزم الامور. وقال تعالى والله يحب الصابرين. يدرك الانسان فظائل الصبر على اذية الخلق بامتثال ذلك وترجمة عملا في مقابلة اذاهم وفي مقابلة ما يكون من اساءة اه مما يعين على الصبر على اذى الناس آآ ان انه بصبره يمرن الانسان نفسه على مغالبة هواه وعلى الانتصار على رغباته. وذلك بكظم الغيظ وحبس النفس عن اه اه الانتقام لها. وبالتالي يسهل عليه مقابلة هواه. يسهل عليه احكام نفسه يسهل عليه كفها عن المشتهيات التي قد توقعه في الردى وتورطه في الشرع. ولذلك هي مرتبة عليا قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة. يعني الذي يترجم غضبه واساءة غيره مغالبته انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب هذا هو الشديد وهو الذي لا يمضي مع ما تدعوه نفسه اليه من الانتقام من آآ مقابلة الاذى بمثله بل يصبر ويحتسب ويسمو بنفسه عن ان يقابل الاساءة بمثلها مما يعينه على الصبر ان يعلم ان صبره ناصره ولابد الله وكيل من صبر و لابد ان يظهر الصابرين وان يجزيهم عاجلا غير اجل فانه اذا بغي على الانسان نصره الله تعالى قد قال بعض اهل العلم لو بقى جبل على جبل لدك الله تعالى ذلك الجبل معنى انه البغي عواقبه وخيمة ولا يحق المكر السيء الا باهله. فاذا قابلت ذلك بالصبر والاحتساب في آآ آآ هذا الاذى الذي نزل بك كان ذلك من اسباب اعانة الله لك وتوليه امرك جل وعلا. ان مما يعين الانسان على الصبر آآ ان آآ آآ يعلم انه بعفوه وصبره ينال من القبول آآ العون من الناس ما لا يلقاه بانتقامه واخذه بحقه فان الناس لا يسكتون عن آآ عن ظلم آآ ظلم الظالم واعتدائه على على الناس بل يجد آآ في قلوبهم وفي بالسنتهم وقد يكون في اعمالهم ما يكون كافا لظلمه. واعتدائه. ولهذا تجد كثيرا من الناس اذا اذا شتم غيره او اذاه آآ ينتصر لهذا المشتوم والمؤذى آآ من حوله ويأخذون بحقه او يكفون الظالم عنه فيكون ذلك مما آآ كفي به الصابر باعانة الله وتوفيقه هذه جملة من الاسباب التي اذا ترجمها الانسان عملا آآ ادرك بذلك من اسباب التوفيق والنصر والظفر ما يكون عونا له على آآ اه تجاوز اذى الناس. مهم. في سيرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الصلاة والسلام. مما اه يندرج تحت هذا المعنى وهو دفع اذى الناس آآ بكل سبيل وبكل طريق يؤدي الى ذلك ما جاء في آآ في احاديث عديدة منها آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم استأذن عليه رجل اه فلما عرف من هو؟ قال صلى الله عليه وسلم بئس اخو العشيرة بئس اخو العشيرة وهذه كلمة يقصد بها الذم ثم لما دخل هذا الرجل اكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه بالبشر وآآ استقبله استقبالا حسنا وقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم قلت فيهما قلت يعني من جهة اه اه قولك بئساخ العشيرة فلما دخل انبسطت انبسطت له واسس فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ان من شر الناس من يكرم اتقاء شره. فالنبي صلى الله عليه وسلم اتقى شر هذا الرجل ما كان من حسن معاملته ودفعه بالتي هي احسن اتقاء لشره اتقاء لما يمكن ان يكون من سيء قوله او عمله سواء كان ذلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم او في غيبته وبالتالي ينبغي للانسان ان يستحضر هذه المعاني وان يجتهد في استصحابها حتى يسلم من اذى النفس. وليعلم ان السلامة المطلقة من اذى الناس من اعسر ما يكون فان آآ ذلك مطلب عسير يكاد لا يدرك الا فيما ندر. هذا ابو جعفر الهروي يقول كنت مع حاتم الاصم وهو آآ واعظ شهير في زمن الامام احمد حتى آآ وصف بانه لقمان هذه الامة من من يعني من فصاحته في الوعظ وآآ طلاقة لسانه في بيان آآ مواقع الهدى والصلاح يقول ابو جعفر كنت مع حاتم وقد خرج يريد الحج فلما وصل الى بغداد طلب الامام احمد ليلتقيه فسألنا عن منزل الامام احمد ومضينا اليه فطرق الباب فلما خرج قلت يا ابا عبد الله اخوك حاتم فسلم علي الامام احمد ورحب به وبشله ادخله آآ الى بيته وقال له ويا حاتم فيما التخلص من الناس؟ هذا الامام احمد يسأل حاتم الاصم يقول فيما التخلص من الناس؟ يعني كيف الطريق للسلامة من ولا تأخذ من مالهم شيئا قد تكون باذلا لا اخذا. اليد العليا خير من اليد السفلى. هذه الوصية الاولى ان تعطيهم ما لك ولا تأخذ من مالهم شيئا الثاني وتقضي حقوقهم يعني التي لهم مما فرضه الله تعالى عليك سواء في بر الوالدين او صلة الارحام او الجيران او حق الاظياف او ما الى ذلك تقضي حقوقهم الثابتة بالشرع او بالاتفاق والعقد ولا تستقصي احدا منهم حقا لك. يعني ولا تبالغ في المطالبة بحقوقك فان الناس مجبولون على الكنود وعلى الجحود الثالثة من الخصال التي ذكرها آآ حاتم للامام احمد في طريق السلامة من الناس والتخلص من اذاهم قال وتحتمل مكروههم ولا تكره احدا على شيء تحتمل مكروههم اي ما يكون من آآ سيء اخلاقهم او قصورهم تقصيرهم ولا تطلب منهم شيئا وهذا هذه الحقيقة الوصية من من اجمع الوصايا وهي مستفادة من قول الله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعظ على الجاهلين. قال ابو جعفر الهروي الذي نقل هذه القصة صاحب حاتم الذي جاء معه قال فاطرق احمد ينكث باصبعه الارظ ثم رفع رأسه ثم قال يا حاتم انا لشديدة. يعني هذا الخصال صعبة تحتاج الى قوة في في النفس واستحضار للاجر والمثوبة ومعاملة الله عز وجل ان تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا تقضي حقوقهم ولا تستقصي احدا منهم حقا لك تحتمل مكروههم ولا تكره احدا على شيء هذه امور تحتاج الى مجاهدة والى مثابرة والى بذل حتى يصل الانسان الى هذه المرتبة. فقال له حاتم بعد ان علق الامام احمد قال يا حاتم انها لشديد فقال يا حاتم وليتك تسلم وليتك تسلم وليتك وليتك تسلم. يعني ليتك تسلم اذا فعلت هذه الخصال من شرورهم. فينبغي للانسان ان يستحضر هذه المعاني التي اشار اليها آآ اهل العلم في طريق تجاوز اه الازل الحاصل من الناس ولا فرق في ذلك بين اذية قريب ابن اب اخ اخت عم عمه خالة او بعيد فان الانسان يعني كلما ازدادت الصلة وثوقا وقربا احتاج الانسان الى ان يستعمل الصبر حتى يديم العلاقة الحسنة مع الناس. والا فان من خرج ليطلب بكل حق اه ينازع عند كل اذى يصيبه فانه سيتعب ويتعب ولن يصل الى راحة وطمأنينة بل ستكون علاقاته في قلق واضطراب وكدر ونكد اسأل الله ان يرزقنا واياكم محاسن اخلاق وان يهدينا الى احسنها وان يعيننا على امتثالها وان يصرف عنا سيئها لا يهدي لاحسنها الا هو ولا يصرف عنا سيئها الا هو شكر الله لك وكتب الله اجرك فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم على ما اجدت به وافدته نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعونه احسنهن وجواد كريم. شكرا جزيلا فضيلة الشيخ. امين. واشكرك واشكر الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات. واسأل الله ان يجعلنا واياكم من الموفقين المسددين ان يجملنا بطيب الخصال وكريم الاخلاق وان يوفقنا الى كل خير وان يديم امننا واستقرارنا وان يوفق قيادتنا وان ما الخير على ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يوفق ولاة امور المسلمين الى اماكن فيه خير العباد والبلاد وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مستمعينا الكرام وصلنا لختام هذه الحلقة في نهايتها تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي ومن الاخراج ماجد الحربي ومن الهندسة الاذاعية عبد المحسن الخطابي ومن استوديو الهوا مصطفى الصحفي نلتقيكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته