سم بالله يا اخي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. وبعد قال شيخنا العالم الجليل محمد ابن عثيمين رحمه الله وغفر له ولنا ولشيخنا وللحاضرين. المثال الحادي عشر قوله تعالى في الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. واذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به نصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني اذا والجواب ان هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع في الباب الثامن والثلاثين من كتاب الرقاب وقد اخذ السلف اهل السنة والجماعة بظاهر الحديث واجروه على حقيقته. ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟ ان يقال ان ان ظاهره ان الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله. او يقال ان ظاهره ان الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون ادراكه وعمله لله وبالله وفي الله. ولا ريب ان القول الاول ليس ظاهر الكلام بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث. فان في الحديث ما يمنعه من من وجهين. طيب. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا المثال الحادي عشر من الامثلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله وفيها آآ التنبيه الى اعتراض آآ المؤولين على اهل السنة والجماعة في آآ بعض النصوص وزعم المهم اه ان اهل السنة والجماعة اه يأولون ولذلك لما اه ينكر التأويل اذا كان هذا قد وقع من السلف في نصوص عديدة. يقول رحمه الله آآ المثال الحادي عشر قوله في الحديث القدسي وما يزال عبدي الحديث القدسي مضاف الى القدس وهو روح القدس الذي اه نزل بالكتاب الحكيم وقيل انه اه مشتق من القدوس وهذا آآ بعيد لان القدسي لا يصلح في بناء آآ الكلام العربي ان يكون مشتقا من القدوس لان القدوس يضاف اليه قدوسي انما هذا حديث قدسي والذي يظهر انه اه مضاف الى رح القدس الذي قال فيه جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك ويسمى حديثا الاهيا غالب المعرفين من اهل المصطلح يعرفونه بانه الحديث الذي آآ لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله هذا الذي عليه عامة اهل الاصطلاح يعرفون الحديث الالهي او القدسي بانه الذي لفظه من الله لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله. والوجه الثاني الذي عليه آآ جملة من اهل العلم ان الحديث الالهي هو الحديث الذي يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه فلفظه ومعناه من الله جل وعلا لفظه ومعناه من الله جل وعلا هذا ما ذكره جماعة من اهل العلم وهذا هو المتبادر من قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى فهو نقل قولي بلفظه ومعناه آآ المقصود ان قوله قوله تعالى في الحديث القدسي يعني في الحديث الالهي الذي يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه آآ يقول وما زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها الى اخر الحديث هذا الحديث رواه البخاري رحمه الله من طريق شريك ابن عبد الله ابن ابي نمر عن عطا عن ابي هريرة وهو حديث شريف وهو من اشرف الاحاديث في بيان فضل اولياء الله تعالى هو حديث الولاية المشهور آآ وجه اعتراض المؤولين على اهل السنة في هذا الحديث قالوا انكم صرفتم اللفظ عن ظاهره. حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها آآ وهذا معناه ان الله تعالى يحل في العبد. وانتم صرفتم هذا اللفظ عن ظاهره. الشيخ رحمه الله يقول والجواب ان الحديث صحيح هذا من حيث الثبوت. وقد اخذ اهل السنة والجماعة بظاهر الحديث واجروه على حقيقته. يعني على ما يتبادر منه ولم يقولوا انه وهو مجاز ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟ المناقشة في الظاهر هل الظاهر هو ما توهمه هؤلاء من اعتقاد حلول الله اوليائه وعباده الصالحين ام الظاهر شيء غير هذا؟ يقول رحمه الله هل يقال ان الظاهر ان الله ان الله تعالى يكون سمع الولي وبصره آآ وآآ رجله او يقال ان الظاهر ان ان ذلك يراد به التسديد. كنت سمعه اي اسدده في سمعه بصره اي اسدده في بصره. آآ اه يده ورجله التي يمشي بها اي اسدده في كل اه سكون وحركة من حركاته هل هذا هو المعنى او ذاك؟ يقول المؤلف لا ريب ان القول الاول ليس بظاهر. ليس ظاهر الكلام ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث فان الحديث ما فان في الحديث ما يمنعه من وجهين وبهذا يقال انما زعمتم انه ظاهر اول غير صحيح انه ظاهر حرف عن ظاهره الى معنى اخر هذا غير مسلم. فهذا جواب بالمنع. طيب ما الذي آآ آآ في الحديث ما الذي في الحديث؟ مما يمنع ما زعموا قال رحمه الله الوجه الاول ان الله تعالى قال وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. وقال ولئن انني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. فاثبت عبدا ومعبودا ومتقربا ومتقربا اليه ومحبا ومحبوب وسائلا ومسؤولا ومعطيا ومعطى ومستعيذا ومستعاذا به ومعيذا ومعاذا. فسياق الحديث يدل على اثنين عينين كل واحد منهما غير الاخر وهذا يمنع ان يكون احدهما وصخا في الاخر او جزءا من اجدائه. وهذا واضح الحديث ظاهر في التفريق بين الرب والمربوب بين السائل والمسؤول بين المستعاذ بالمستعيذ والمستعاذ به بين السائل والمسئول وهذا ينفي ما توهموه من اعتقاد الحلول نعم الوجه الثاني؟ الوجه الثاني ان سمع الولي وبصره ويده ورجله كلها اوصاف او اجزاء في مخلوق حادث بعد ان لم يكن ولا يمكن لاي عاقل ان يفهم ان الخالق الاول الذين ليس قبله شيء يكون سمعا وبصرا ويدا ورجلا لمخلوق. بل ان هذا المعنى تشمئز منه النفس تشمئز منه النفس ان تتصوره ويحصر اللسان ان ينطق به ولو على سبيل الفرض والتقدير كيف يسوغ ان يقال انه ظاهر الحديث القدسي وانه قد صرف عن هذا الظاهر سبحانك اللهم وبحمدك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. خلاصة هذا الوجه ان ما زعمتموه من ظاهر في النص لا تقبله القلوب المؤمنة ولا تقر به النفوس المجلة المعظمة لله جل وعلا ولذلك لا يتبادر الى الذهن ما ذكرتموه من المعنى لاستحالة قبوله في وصف الله جل وعلا يعني انت الان لما يقال لك كلام والكلام محتمل. لما اقول لك مثلا امسكت العين بيدي. تمام هل ياتي في ذهنك مجرد وهم ان الذي امسكته هو عين تجري في الماء تجري في في الارض او الشمس على القول بان الشمس تسمى عينا هل يجري في في ذهن انسان هذا المعنى؟ لا لان هذا لا لا يمكن ان يتصور لا يمكن ان يقصده المتكلم لانه غير ممكن ومحال فمثله تماما فيما يتصل به الخبر كنت سمعه الذي اسمع به بصره لا يتصور احد يؤمن بالله ويجله ويفقه نصوص آآ الكتاب والسنة ان يكون المراد ان الله يحل في العبد حتى يكون سمعا له او يحل في العبد فيكون بصرا له. بل المقصود هو ان الله معه في سمعه. معه في بصره. معه في حركه يده. معه في نقل قدمه فهو يسدده في كل حركاته وسكناته. لا يتصور غير هذا المعنى من كل من يؤمن بالله تعالى ويجله. لذلك لا يقال ان ذلك هو الظاهر الظاهر الحلول ثم صرف عنه هذا ما افاده في الوجه الثاني. اذا خلاصة آآ الجواب ان ما توهمتموه ظاهرا غير مقبول ولا صحيح ليس مقبولا ولا صحيحا. طيب ما المعنى؟ المعنى هو التسديد. طيب لماذا تقولون انما توهمناه غير محتمل في النص؟ ذلك لوجهين. اولا ان النص فرق بين الخالق والمخلوق والثاني ان ما زعمتموه ظاهرا لا تقروا به القلوب المؤمنة المجلة لله تعالى التي تعرف قدره وعظيم ما له من الصفات طيب يقول واذا تبين واذا تبين بطلان القول الاول وامتناعه تعين القول الثاني وهو ان الله تعالى يسدد هذا الولية في سمعه وبصره وعمله بحيث يكون ادراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله كله لله تعالى اخلاصا وبالله تعالى استعانة وفي الله تعالى شرعا واتباعا. فيتم له بذلك كمال الاخلاص والاستعانة والمتابعة هذا غاية التوفيق وهذا ما فسره ما فسره به السلف وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ موافق لحقيقته متعين في سياقه وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة نعم هذا الكلام واضح بين فيه المؤلف رحمه الله المعنى المقصود والمراد هذا الحديث ونظائره المثال الثاني عشر. المثال الثاني عشر قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى انه قال من تقرب مني تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه. وروي نحوه من حديث ابي هريرة وروى نحوه من حديث ابي هريرة وكذلك روى البخاري نحوه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد في الباب الخامس عشر وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيم الافعال الاختيارية بالله تعالى. وانه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقوله وجاء ربك والملك صفا صفا قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وقوله الرحمن على العرش استوى فقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. وقوله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طير ولا يقبل الله الا الطيب الا تصدق احد بصدقة ما تصدق احد صدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على قيام الافعال الاختيارية به تعالى. طيب المثال الثاني عشر هو الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. هذا الحديث اذا سمعه او المؤمنون المجلون لله تعالى لم يأخذوا منه الا عظيما كرم الله تعالى وكبير احسانه جليلة حفاوته بمن يقبل عليه من عباده هذا هو المعنى المستفاد لما تسمع مثل هذا الكلام ابتدأ المؤلف في مناقشة الحديث واعتراضهم به على طريقة اهل السنة والجماعة بالنظر اولا الى ثبوته وصحته. من حيث النقل والحديث آآ ثابت وصحيح فهو من آآ رواية ابي ذر في مسلم ومن رواية ابي هريرة في الصحيحين قال وهذا الحديث كغيره من النصوص اننا انتقل الى ما يتصل بالمعنى. هذا الحديث كغيره من نصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى وانه سبحانه فعال لما يريد. تقدم لنا قسمة الصفات فيما مضى الى صفات فعلا ذاتية وفعلية وقلنا في الفرق بينهما ان الذاتية هي الصفات التي لا يزال متصل لا يزال يزل ولا يزال متصلا بها يعني هو متصل بها ازلا وابدا. واما الفعلية فهي الصفات التي تتعلق بايش؟ بالمشيئة متى شاء اتصف بها ومتى شاء لم يتصف بها. فهذا الحديث هو من جملة الاحاديث الا على اصطفاء على ثبوت الصفات الفعلية الاختيارية لله جل وعلا. يقول المؤلف رحمه الله آآ هذا الحديث كغيري من النصوص الدالة على قيام الافعال الاختيارية بالله تعالى. وانه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة ومثل قوله اذا سألك عبادي فاني قريب اجيب دعوة الداعي هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة ويأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وذكر جملة من الاحاديث التي هي من آآ احاديث آآ الصفات المتصلة بصفات الفعل هو الاختيار آآ وبدأ ذكرها بالاية واذا سألك عبادي عني فاني قريب. فقربه من الداعي هو قرب اختياري وليس قربا ذاتيا آآ وانما هو قرب اختياري للداعي الذي يسأل الله جل وعلا. يقول رحمه الله الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على قيام الافعال الاختيارية به تعالى. اذا المؤلف تدأ التقرير لهذه الصفة بان اشكالية المؤولة انما هي في اثبات صفات الفعل لله تعالى فرد عليهم بايش لان هذا من جملة الصفات الفعلية والصفات الفعلية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة وعلى ذلك جرى سلف الامة لما كان عندهم اشكال في الصفات الفعلية المؤولة المعطلة لما لم يثبتوا لله تعالى صفة فعلية بناء على ان اثبات الصفات الفعلية يقتضي الحدوث والحادث والحادث لا يقوم الا في حادث هكذا اوجدوا هذه المقدمات العقلية التي تسلطوا بها على النصوص فردوا وابطلوا واولوا وصرفوا كان من المناسب ان يقرر ثبوت الصفات الفعلية وانها على الوجه اللائق بالله تعالى ثم يعود الى الجواب على الاشكالية الخاصة فهذه الاشكالية التي اوردوها هنا ليست فقط في هذا الحديث اذا تقرب الي عبدي اه من تقرب الي اه شبرا تقربت منه ذراعا والى اخر ما جاء في الحديث انما هذه اشكالية في كل نصوص الصفات التي فيها اثبات الفعل لله تعالى طيب بعد الجواب العام الذي فيه تقرير ثبوت هذه الصفات الفعلية انتقل الى الجواب الخاص. فقال فقوله في الحديث وقوله في هذا حديث تقربت منه واتيته هرولة من هذا الباب. والسلف اهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل قال شيخ الاسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول من مجموع الفتاوى واما دنوه نفسه وتفرقه من بعض عباده هذا يثبته من يثبت قيام الافعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش. وهذا مذهب ائمة سلف وائمة الاسلام المشهورين واهل الحديث. والنقل عنهم بذلك متواتر فاي مانع يمنع من القول بانه بانه يقرب من عبد. بانه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه. واي مانع يمنع من يعني كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل. وهل هذا الا من كماله ان يكون فعالا لما يريد على الوجه الذي يليق به طيب وذهب بعض الناس الى ان الخلاصة ان هذا ثابت ان هذه الصفة ونظائرها ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة واجماع سنة في الامة هذا من جهة. من جهة ثانية انه لا يلزم على هذه الصفات على اثبات هذه الصفات الله تعالى. اي يلازم باطل. وهذا هو الوجه الثاني انه لا يلزم على اثبات هذه الصفات لله تعالى اي لازم باطل نعم وذهب بعض الناس الى ان قوله تعالى في هذا الحديث القدسي اتيته اولا يراد به سرعة قبول الله تعالى واقباله على المتقرب اليه المتوجه بقلبه وجوارحه. وان مجازاة الله للعامل له اكمل من عمل العامل. وعلل ما ذهب اليه اي بان الله تعالى قال في الحديث ومن اتاني يمشي ومن المعلوم ان المتقرب الى الله عز وجل الطالب للوصول اليه لا يتقرب ويطلب الوصول الى الله تعالى بالمشي فقط بل تارة يكون بالمشي كالسير الى المساجد ومشاعر الحج والجهاد في سبيل ونحوها وتارة بالركوع والسجود ونحوهما فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. بل قد يكون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول للوصول اليه والعبد مضطجع على جنب كما قال الله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران صل قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب قال فاذا كان كذلك فاذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله. وان من صدق في على ربه وان كان بطيئا جازاه الله تعالى باكمل من عمله وافضل. باكمله. باكمل من عمله وافضل وسار هذا اللفظ القرينة الشرعية المفهومة من سياقه واذا كان هذا واذا كان هذا ظاهر اللفظ اللفظ في القرينة الشرعية لم يكن تفسيره فيه خروجا به عن ظاهره ولا تأويلا تأويل اهل التعطيل فلا يكون حجة لهم على اهل السنة ولله الحمد وما ذهب اليه هذا القائل له حظ من النظر لكن القول الاول اظهر واسلم وان يقوم مذهب السلف. ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول اليه لا يختص بالمشي. لان الحديث خرج بان الحديث خرج مخرج المثال لا الحصر فيكون المعنى من اتاني يمشي في عبادة تفتقر الى المشي بتوقفها عليه بكونه وسيلة لها كالمسجد كالمشي الى المساجد الصلاة او من او من ماهيتها كالطواف والسعي والله تعالى اعلم. طيب اه ما تقدم من اه اه التقرير هو اثبات هذه الصفة هو انه لا اشكال في اثباتها لانها ثابتة بالكتاب والسنة. واجمع على ذلك سلف الامة ولا يلزم عليها لازم باطل المقصود منها واضح بين ذكر مؤلف بعد ذلك وجها اخر في توجيه الحديث فقال وذهب بعض الناس الى ان قول الى ان قوله تعالى في هذا الحديث القدسي اتيته هرولة يراد به سرعة قبول الله تعالى اقباله على عبده المتقرب اليه المتوجه بقلبه وجوارحه. وان مجازاة الله للعامل اكمل من عمل العامل. وعلل ما ذهب اليه بان الله تعالى قال ومن اتاني يمشي ثم قال ومن المعلوم ان المتقرب الى الله جل وعلا عز وجل الطالب للوصول اليه لا يتقرب اليه ويطلب الوصول الى الله تعالى بالمشي فقط بل يحصل التقرب اليه جل وعلا بانواع القربات التي ليس فيها مشي فالمقصود هنا يقول رحمه الله هو بيان يعني بعد ان ذكر هذا قرر انه تكون العبادة بغير المشي قال بل تكون تارة يكون بالمشي كالسير الى المساجد والى اخره وتارة بالركوع ثم قال رحمه الله بل قد يكون التقرب الى الله تعالى وطلب الوصول اليه والعبد مضطجع ما هناك مشي ولا سير ولا قيام على جنبه كما في قوله الذين يذكرون الله قياما وقوله لعمران صلي قاعدا فان لم تستطع قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب يقول فاذا اه قال فاذا كان كذلك يعني ان التقرب الى الله تعالى يكون بكل الصور وقد لا يكون فيها مشي ولا هرولة ولا قيام اصلا صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله وان من اصدق وان من صدق في الاقبال على ربه وان كان بطيئا جازاه الله تعالى باكمل من عمله وافضل. وصار هذا هو الظاهر ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه. هذا وجه اخر في بيان معنى الحديث. قال واذا كان هذا الظاهر ظاهر اللفظ بالقليل الشرعية لم يكن تفسيره ان لم يكن تفسيره به خروجا به عن ظاهره ولا تأويلا كتأويل اهل التعطيل. يعني اذا اذا كنت تقبل انه يحصل التقرب من العبد بلا مشي فلماذا تقول لا الله تعالى لابد ان يكون يمشي كمشي المخلوق او يهرول كهرولة المخلوق فليس المقصود الهرولة ولا المشي انما المقصود التقرب وهذا يفهمه كل احد وهو متصور في حق الانسان. الان نحن نتقرب الى الله تعالى بهذا المجلس. اليس كذلك؟ هل نحن نمشي الان مهوب في جيتنا الان؟ هل نحن نمشي هل نحن نهرول؟ لا نتقرب الى الله بسماع العلم ومذاكرته ومعرفته والذب عن الشريعة وبيان ما كان عليه سلف الامة وما عليه منهج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس فنرجو من الله عز وجل ان يعطينا على هذا افضل مما نؤمن وخير مما نتوقع وفضل الله واسع فليس هناك حركة في هذه القربة فليس المقصود سوء اذا كان هذا يعد تقربا الى الله والسير الى الله تعالى ليس بسير الاقدام انما بسير القلوب كما قال ابن القيم قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق قاعد الركباني فالسير الحقيقي ليس سير البدن انما هو سير القلب الى الله جل وعلا. والقلب يسير والبدن في في في حبس والبدن في حصر والبدن في عجز والبدن في منع ومع هذا القلب يسير الى الله تعالى ليس بين العبد وربه جل وعلا حاجز او مانع فاذا كان هذا يقبل من العبد ان يكون تقربه بغير مشي صوري ويجزى عليه الجزاء العظيم والنوال الكبير. فيكون عطاء الله في قوله من اتاني يمشي اتيته هرولة يكون المقصود لا الاتيان حقيقة على الصورة التي يتصورها الانسان انما هذا مثال مضروب لتقريب كيف يقبل الله تعالى على من اقبل عليه. كيف يعطي الله تعالى من صدق معه؟ هذا هو المقصود وهذه هذا هو الغاية وهذا الذي يفهمه اصحاب اللسان. بعد ان قرر هذا المعنى قال وما ذهب اليه هذا القائل له حظ من النظر. يعني هو قول يعني مقبول وله حظ من النظر لكن القول الاول اظهر واسلم واليق بمذهب السلف. ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب الى الله وطلب وصولي اليه لا يختص بالمشي بان بان الحديث خرج مخرج المثال مثل ما ذكرنا لا الحصر فيكون المعنى من اتاني يمشي في عبادة تفتقر الى مشي لتوقفها عليه يكون وسيلة لها كالمشي الى المساجد للصلاة او او من ماهيتها كالطواف والسعي والله تعالى اعلم. فيكون هذا من ذكر المثال الذي به يعرف كيف يجزي الله تعالى عباده المتقين وكيف يعطيهم على اقبالهم عليه؟ المعنيان متقاربان وعلى كل حال ليس في ذا ولا في ذاك اشكالية على منهج السلف ولا اشكالية في حمل النص على ما تبادر منه