لا يتأخر جوابه لعجز ولا لفقر ولا مانع من مما يتعلق بصفاته الا لما تقتضيه حكمته ورحمته بعبده. فكم من انسان يسأل الله عز وجل شيئا يكون هلاكه فيما سأل الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي هو خليل خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها نعم لله ربنا جل في علاه اسماء هي حسنا في الفاظها حسنى في معانيها حسن في اثارها الجميلة على عباده اذا علموها وعرفوها وعملوا بها في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى ايها الاخوة والاخوات نتناول اسما من اسماء الله تعالى اسم له اثر بالغ في نفوس اولياءه وعباده انه اسم الله القريب نعم انه اسمه القريب جل في علاه فهو القريب سبحانه وبحمده ذكر الله تعالى هذا الاسم في جملة من المواضع في كتابه الحكيم يقول سبحانه وبحمده واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ويقول جل في علاه وان اهتديت فانما وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب ويقول سبحانه وتعالى فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربي قريب مجيب هذه مواضع ذكر الله تعالى فيها هذا الاسم العظيم هذه مواضع ذكر الله تعالى فيها اسمه القريب في محكم كتابه واما بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانه قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قرب ربه بجملة من المواضع لكنه جاء بصيغة تفضيل فمن ذلك ما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقرب العبد يقتضي قرب الرب سبحانه وبحمده وكذلك جاء في حديث ابي موسى الاشعري في الصحيحين عندما كان اصحابه رضي الله عنهم يذكرون ربهم في مسيرهم فترتفع اصواتهم بذكر الله وسؤاله ودعائه وتمجيده وتقديسه فقال له صلى الله عليه وسلم اربعوا على انفسكم يعني هونوا عليها لا تشقوا على انفسكم. فان الذي تدعون تمجيدا وتقديسا سؤالا وطلبا فان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته وهذا يدل على عظيم قرب ربنا جل في علاه لمن دعاه وهذا من اسمه القريب ومن مقتضياته واما يدل عليه والقرب ضد البعد في اللغة وكذلك هو في استعمال الشارع فان القربى ضد البعد. ولذلك عندما قال الله تعالى انه سميع قريب. اثبت سمعه جل وعلا لكل ما يقوله عباده وانه ما يقولون من قول الا وهو عليم به جل في علاه لا يفوته سبحان من وسع سمعه الاصوات كما قالت عائشة الصديق بنت الصديق رضي الله عنها ومع هذا فهو سمع ليس نائيا ولا بعيدا بل هو قريب وهذا يؤكد ان هذا السمع لا يفوت منه شيء كما انه يؤكد ان ما سمعه فانه قريب حصوله قريب ادراكه قريب تحققه فليس على الله ببعيد بل هو قريب جل في علاه ولذلك كل من سأل الله تعالى يستحضر انه لا ينادي الصم ولا غائبا بل ينادي سميعا قريبا مجيبا سبحانه وبحمده وان الله تعالى اخبر عن هذه الصفة على نحو مختلف عن سائر صفاته فان الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في سبب نزول قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب. سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ربنا اقريب فنناجيه؟ ام بعيد فنناديه فجاء الجواب على نحو مختلف الخبر عن سائر الاسئلة التي ذكرها الله في كتابه قال واذا سألك عبادي عني لم يأت بواسطة لم يقل الله عز وجل لرسوله قل لهم اجبهم اخبرهم بل قال فاني قريب جاء بالجواب مباشرة دون واسطة. لان هذا شأن الرب في حق كل من طلبه. وسأل عنه ورغب فيما ليس بين الله وبين عباده واسطة وحجاب في سؤالهم ودعائهم نعم الله بينه وبين عباده واسطة يبلغون رسالاته ويدلون عليه ويعرفونه وهم الرسل صلوات صلوات الله وسلامه عليه. لكن في الطلب والعبادة والتقرب والسؤال ليس هناك واسطة بل من جعل بينه وبين الله واسطة فقد خرج عن صراط الله المستقيم وعن طريق النبيين كما كان عليه الحال في عبادة المشركين الذين قالوا في الهتهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فجعلوا بينهم وبين ربهم وسائط رغم ان الذي يدعونه غائب لا يسمع كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون لا يسمعون ولا يعلمون ولو قدر انهم سمعوا ولو سمعوا ما استجابوا لهم انما الامر في شأن الله مختلف الله سميع قريب مجيب سبحانه وبحمده قريب من داعيه قريب من سائله سبحانه وبحمده وهذا قرب تجل له القلوب تفرح به النفوس لان المؤمن يعلم انه لا يقول في قول يا الله يا رب الا وربه والهه ومدعوه قريب منه يجيب دعوته و يغيث لهفته ويبلغه اماله ويحقق له مطالبه فلا يستبعد جوابا ولا يستبطئ اجابة بل الله جل وعلا قريب مجيب يعلم انه لا يفوته شيء فاذا تأخر الجواب يوقن ان تأخر الجواب لحكمة ليس لانه لم يسمع وهو السميع ولا لانه بعيد فهو القريب ولا لانه لا يجيب فانه ما من سائل يسأل الله الا ويرجع بواحدة من ثلاث خصال اما ان يجيبه الى سؤاله يعطيه ما سأل يعني واحد يقول يا الله يا رب ارزقني ولدا الله عز وجل اما ان يرزقه الولد الذي سأل واما ان يصرف عنه من الشر مثل ما سأل يعني يصرف عنه بلاء وشر بحجم نعمة الولد واما ان يدخرها له في الاخرة. لا يجيبه لما سأل. لكن يجعل له من الاجر والثواب في الاخرة ما يكون قدر هذه النعمة والله عز وجل كريم منان فالله قريب من عباده يسمع دعاءهم ومناجاتهم وان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن قربه جل وعلا من عباده في احوال هي اكمل الاحوال لذلك القرب المذكور في الكتاب والسنة والمضاف الى الله عز وجل قرب خاص وليس قربا مطلقا كما قال بعض العلماء انما هو قرب خاص مقيد صنوف من الناس وهم اهل العبادة والتقوى اهل الصلاح والاستقامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ففي السجود يكون الله منك قريب ففي السجود يكون الله منك قريبا تكن على ما يحب ويرضى ولذلك يقول الله تعالى لرسوله فاسجد واقترب فانه من سجد اقترب من ربه فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اذا كل ساجد قريب من الله بسمعه واجابته واحاطته وعلمه ونصره وتأييده وسائل ما يرغب به المؤمن ويجنيه من قرب الله جل في علاه جاء ايضا ان الله عز وجل قريب من الداعي كما جاء في حديث ابي موسى ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته وكل داع الله منه قريب سواء كان داعيا في صلاة في سجود في مسجد في بيت في ارض في سماء في بحر في بر في شدة في رخاء كل من ذكر الله دعاه فان الله منه قريب سواء كان الدعاء دعاء مسألة او دعاء عبادة دعاء المسألة بان يقول يا ربي اعطني يا ربي ارزقني او دعاء عبادة بان يقرأ القرآن مثلا او يمجد الله جل في علاه ويثني عليه بما هو اهله من صفات الحمد والمجد اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيم السماوات والارض وما فيهن هذا دعاء كذلك عندما يقول القائل لبيك اللهم لبيك في حجه او عمرته فهو يدعو لكنه دعاء عبادة وليس دعاء مسألة الله قريب منه الله قريب من ممن خرجوا من بيوتهم مكة يرجون رحمته في ارض عرفات لانه ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو جل في علاه اي يقترب ويقرب من اهل الموقف فيقول يباهي بهم الملائكة ما اراد هؤلاء وهذا قرب خاص باهل هذه البقعة من فضل الله ورحمته كما ان من قربه ما يكون في كل ليلة من نزوله جل في علاه الى السماء الدنيا على الوجه اللائق به. فيقول هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من داع فاجيب هل من سائل فاعطيه؟ كل هذا من معاني قرب ربنا جل في علاه ومن صور القرب التي يتحقق بها قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اللهم الهمنا رشدنا قنا شر انفسنا واسلك بنا سبيل الرشاد. اسعدنا في الدنيا والاخرة الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته