الحمد لله رب العالمين. احمده جل في علاه واثني عليه الخير كله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فمرحبا بكم واهلا ايها الاخوة والاخوات وان الصائمين في هذه الايام يقومون الامتناع عما الله تعالى بالامتناع منه. واصل ما يمنع منه الصائم هو ما يعرف في كلام العلماء بالمفطرات. او مفسدات صوم فالمفطرات والمفسدات هي شيء واحد. وهو ما امر الصائم بان يمسك عنه فالصيام هو الامساك وهو الامتناع من المفطرات من اول النهار من اول من طلوع الفجر الى غروب الشمس. بين الله جل في علاه اصول هذه المفطرات في محكم كتابه؟ فقال جل في علاه في ايات الصيام واحل احل لكم احل لكم ليلة الصيام رفثوا الى نسائكم. هن لباس لكم وانتم لباس لهن. علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم عنكم فالان باشروهن هذا اول ما يتعلق بممنوعات الصيام وهو الجماع. كن الله تعالى عنه بالرفث يقول ابن عباس ان الله حيي كريم. كنا عن الجماع بالرفث. والرفث معنى عام لكن المقصود هنا هو الجماع على وجه الخصوص وهو اوسع من هذا دلالة فان الله تعالى قد منع الحاج من الرفث وهو اوسع في الدلالة منه في الصيام. فالرفث الممنوع في الصيام هو الجماع على وجه الخصوص. واما ما تعلق بالحج فله احكامه التي تتصل بكل ما يأتيه الرجل من المرأة من لمس وتقبيل وجماع وغير يعني كان الجماع ومقدماته. اما فيما يتعلق بالصيام فانه الجماع. وهذا اول الممنوعات التي ذكرها الله تعالى وهو اعظمها ولذلك قدمه الله في الذكر قبل غيره من الممنوعات. قال جل وعلا فالان باشروهن يعني في ليلة الصيام وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا. وهذا يتبين به ما يمنع منه الصائم اذ انه احل له ليلة الصيام الرفث وهو الجماع الاكل والشرب ثم قال فكلوا واشربوا كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل. فبين الله تعالى في هذه الاية اصول المفطرات وهي ثلاثة في هذه الاية. الطعام والشراب والجماع. فالصائم يمتنع عن كل مأكول سواء اجتهته نفسه او لم تشتهه نفسه. كذلك يمتنع عن كل مشروب. كذا يمتنع عن الجماع ما احل الله تعالى له من الزوجات وملك اليمين وما في ملك يمين الان لكن من الزوجات. كذا يمنع من باب اولى مما يتعلق بالمحرمات كالزنا وغيره فانه ممنوع منعا مضاعفا. هو ممنوع منه في كل حال وممنوع منه في الصيام على الخصوص قد جاء النص على هذه الامور الثلاثة وهي الجماع والاكل والشرب في ان الصائم يمتنع منها كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى الصيام وانا اجزي به. ثم قال يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي. فيدع الطعام والشراب والشهوة هذه اصول ما يمنع منه الصائم. وهذا الترك لله جل في علاه. ليس عليك رقيب. ينظر ما تفعل ما كيما تذر انما رقيبك هو الله. وما جعله الله تعالى محصيا لاعمالك راصدا لما يكون من ان عليكم لحافظين كراما كاتبين. ولذلك كانت اصول المفطرات هذه الامور الثلاثة. واذا تأملنا وجدنا ان مفطرات تعود الى هذه الامور الثلاثة في غالبها. هناك مفطرات اخرى وهي مما اتفق عليه العلماء وهي ملحقة ومنها الحيض والنفاس وهذا عذر يختص بالنساء فالاجماع منعقد على ان الحائض والنفساء لا تصوم وقد جاء الاصل في هذا او اصل هذا جاء فيما في صحيح الامام مسلم من حديث معاذ العدوية فسألت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فعلم من هذا ان الحائض لا تصوم ولذلك فتؤمر بالقضاء وهذا محل اتفاق ومثله النفساء. يلحق بهذا اذا عندنا الان خمس مفطرات مجمع عليها وهي الابطال الجماع الاكل الشرب الحيض النفاس الحق جماعة من العلماء المفطرات المتفق عليها القيء. وهو ان يخرج الانسان ما في جوفه اختيارا. باي نوع من انواع استخراج ما في الجوف سواء كان ذلك بمعالجة باصبع او بشم رائحة او بالنظر الى ما يقييه ويهيج ما في معدته للخروج او بايظا بالابر التي آآ تسبب تقلصات للمعدة وتخرج ما فيها كل هذه وسائل آآ مختلفة لشيء واحد وهو انه يخرج ما في جوفه اختيارا. حكى جماعة من العلماء الاجماع على ان من طلب اخراج ما في جوفه فانه يقضي ويكون بذلك قد افسد صومه واستندوا في ذلك الى ما رواه الترمذي في جامعه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ذرعه القيء فلا قضى عليه. من ذرعه يعني غلبه خرج من غير اختيار. ومن استقاء اي طلب اخراج ما فيه جاو فيه فليقضي وهذا الحديث وان كان في اسناده بعض المقال عند بعض اهل العلم لكنه متفق على معناه حكى الاجماع على مضمون هذا الحديث جماعة من العلماء منهم ابن المنذر رحمه الله. من المفطرات المتفق عليها الردة نعوذ بالله من الخسران. الردة وهي الخروج عن الاسلام وذلك بقول او فعل او اعتقاد. فالردة تكون بالاقوال تكون بالافعال تكون اه الاعتقادات فاذا وقع منه ما يبطل صومه ما ما يخرجه عن الاسلام قولا او فعلا او اه عملا او اعتقادا فانه بذلك يفسد صومه. هذه هي المبطلات التي تفسد الصوم وهي محل اتفاق بين اهل للعلم ولا خلاف بينهم في ان من اتى واحدا من هذه الامور قد فسد صومه. لكن ينبغي ان يعلم انه هناك قائمة لا يستهان بها قائمة طويلة من المسائل التي وقع الخلاف بين العلماء فيها هل هي من المفطرات او ليس او ليست من المفطرات؟ فمثلا على سبيل المثال الحجامة اختلف العلماء هل هي من المفطرات او ذهب الامام احمد رحمه الله الى انها مفطر من المفطرات وذهب طائفة وهو قول الجمهور الى انها ليست من المفطرات كل ما لا يفيد او ادخال ما لا يفيد البدن من آآ خيط او ما اشبه ذلك هل يفطر او لا يفطر؟ هذا محل خلاف بين العلماء الجمهور على انه يفطر كل ما وصل الى الجوف ومنهم من يرى انه ليس بمفطر. السعوط والوجور سور اخرى ذكرها العلماء في كتبهم ومدوناتهم الفقهية اختلفوا هل هي من المفطرات او ليست من المفطرات؟ اذا انتقلنا الى الواقع المعاصر وجدنا مسائل كثيرة جدا هي مما وقع الخلاف فيه بين اهل العلم هل هي مفطرة او وليست مفطرة فابر التحليل ابر العلاج اه اقصد اه الابر التحليلية اي اخذ دم للتحليل هل يلحق بالحجامة او لا يلحق بالحجامة؟ الابر العلاجية والابر المغذية واشياء كثيرة اه اختلف فيها العلماء العلماء هل هي من المفطرات او ليست من المفطرات؟ الذي يمكن ان نختم به حلقتنا الليلة فيما يتصل المفطرات انه لا يحكم لشيء من الاشياء بانه مفطر الا بدليل. هذا اصل ينبغي ان ننطلق منه ونتفق عليه. انه المفطرات ليست امرا اختياريا ولا ذوقيا ولا امرا يقترحه المقترحون بل كل من قال في شيء انه مفطر فلابد ان يقيم دليلا فمن قال ان اما الروائح الطيبة الزكية آآ الاطياب والعطور مفطر نقول اين الدليل؟ فان اقام الدليل سمعنا واطعنا وان لم يأتي بدليل الاصل انه ليس من المفطرات والاصل صحة الصيام. اذا الخلاصة ان المفطرات المتفق عليها هي ما ذكرناه من الامور الستة اما المختلف فيه فكل من قال في شيء من الاشياء انه مفطر طالبناه باقامة الدليل على هذا الحكم فان اتى به سمعنا واطعنا وان لم يقم على ذلك دليلا فالاصل ان الصيام صحيح. اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يرزقنا القبول وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين