استفهامات قرآنية. فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح يحاوره عبدالرزاق العليوي تنفيذ عبدالرحمن بن فهد الخنفري. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر محجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وحينا اهلا بكم في برنامجكم اليوم استفهامات قرآنية. في مطلع هذه الحلقة مستمعينا الكرام يسرنا ان نرحب بضيفها صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح استاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم اهلا وسهلا ومرحبا بكم شيخنا الكريم. حياكم الله مرحبا بك واهلا وسهلا بالاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات اسأل الله لي ولهم التوفيق والسداد. اللهم امين. استفهامنا القرآني مستمعينا الكرام في هذه الحلقة جاء بقوله تعالى هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه. شيخنا الكريم لو اطلعنا واياكم حفظكم الله عن اداة الاستفهام المستخدمة في هذه الاية العظيمة. آآ الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الاية الكريمة اخبر الله تعالى فيها عن استفهام يوسف عليه السلام لاخوانه قال هل علمتم؟ هذا خطاب من يوسف لاخوانه ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون واداة الاستفهام المستعملة هي هل وهي مما يستفهم به عن اه ما غاب وعن ما خفي اه استعملت في هذا السياق اه اه ايصال معنى من المعاني يتبين ان شاء الله تعالى في سياق هذه الحلقة. ما يتعلق احسن الله اليكم شيخنا الكريم بالغرظ من هذا الاستفهام في هذه الاية الكريمة. غرض هذا الاستفهام ام للعلماء فيه قولان منهم من قال ان قول يوسف لاخوته قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف اذ انتم جاهلون كان لتهويل صنيعهم وتعظيم فعلهم وتقبيح ما كانوا قد اجترؤوا عليه من كبير الفعل الذي حصل منهم في اذاهم ليوسف وفي اذاهم لابيهم ولاخي يوسف على الجميع السلام وقيل ان استفهام يوسف عليه السلام كان عتابا ولوما وتوبيخا لاخوته الذين فعلوا بهما فعلوا من القائه في غيابة الجب وتفريقهم بين يوسف واخيه وابيه نعم احسن الله اليكم شيخنا الكريم ما يتعلق كذلك بالسياق القرآني الكريم الذي وردت فيه هذه الاية العظيمة. هذه الاية الكريمة جاءت فيما والله تعالى من قصة يوسف عليه السلام وهي قصة عظيمة خص الله تعالى ذكرها في سورة من كتابه الحكيم وصدر اه هذه القصة بالاشارة الى بديع ما فيها من القصص كما قال تعالى نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين. ثم قال اذ قال يوسف لابيه يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجد. قص السياق القرآني والايات الحكيمة ما ليوسف عليه السلام في اطواره من الابتلاء باذية اخوانه ثم بالاسترقاق الذي حصل ثم اذية امرأتي العزيز له ومراودتها له عن نفسه وما جرى من اذية النساء له ثم السجن الذي امتد لاعوام ثم ما كان من اظهار الله تعالى صدقه وما بوأه ومكنه آآ منه من عز وتمكين ظهر على آآ الناس به وآآ كان ان جاء اخوته حاجة فكان ما كان من اه مما قص الله تعالى في هذه السورة. في اخر هذه السورة اه قص الله تعالى كشف يوسف عليه السلام لحقيقة الامر وقد خفي على اخوته ان الذي ان العزيز الذي ترددوا عليه وحصل بينهم وبينه ما حصل في شأن زادة بالزاد هو اخوهم يوسف فقال لهم كما قص الله تعالى قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف انتم جاهلون. اه هذا العتاب وهذا التعظيم والتهويل اه فعل يوسف لفعل اخوة يوسف به ختمه يوسف عليه السلام باشارة تشبه ان تكون تفسيرا لما جرى من اخوته بخصوصه واعتدائهم عليه واذيتهم له. قال اذ انتم جاهلون. فوصف فعلهم بالجهل ووصفهم بالجهل اذ انتم جاهلون صدر منكم ذلك الاعتداء بما جرى وقص الله تعالى من المؤامرة والكيد الذي كادوا به يوسف عليه السلام بانه كان صادرا عن جهل. الا ان الجهل الذي ذكره يوسف عليه السلام ليس المراد به عدم العلم فالجهل في القرآن يطلق ويعبر به عن عدم العلم ويطلق ويراد به عدم العمل بالعلم. فالجهل في الشرع نوعان جهل بعدم العلم والمعرفة وهذا لا يؤاخذ به صاحبه لان الشرائع انما تتبع العلم بمعنى ان التكليف لا يثبت الا بعد العلم. واما النوع الثاني من الجهل فهو عدم العمل بالعلم وهذا ما اشار اليه قوله تعالى في هذه الاية في قول يوسف لاخوته اذ انتم جاهلون فانهم لم يكونوا لا يعلمون تحريم فعلهم بل يعلمون حرمة ما في فعلوه من الاعتداء بالكذب والكيد والمكر والاذى لابيهم والاذى لاخيهم. كل ذلك معلوم عندهم فهم يعرفون ذلك لكنهم لم يعملوا بمقتضى ما علموه. وهذا اه كما قال الله تعالى اه في محكم في محكم كتابه انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. فقوله يعملون السوء بجهالة بعدم عمل بالعلم وليس انهم جاهلون اذ لو كانوا جاهلين لما كان قد ثبت عليهم اثم يحتاجون مع او الى التوبة وهو نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فان امرؤ شاتمه او قاتله فليقل اني امرؤ صائم. فالجهل هنا هو عدم العمل بالعلم. وليس عدم العلم ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي آآ ذر انك امرؤ فيك جاهلية وعرضه صلى الله عليه وسلم فيك عدم عمل بالعلم حيث رأى لنفسه على غيره فضلا فعيره غيره من الصحابة بامه والله تعالى قد حذر من هذا الجهل وهذا الجهل عواقبه وخيمة ولذلك قال بعض اهل العلم كل من عصى الله فهو جاهل. والمقصود بالجاهل هنا اي لا يدرك حقيقة ما اقدم عليه من انتهاك حرمات الله والتعدي على حدوده والاستهانة بمقام شهوده جل في علاه وعلمه اه وسمعه وبصره لما يكون من شأن العبد. كما انه جاهل بعاقبة هذه المعصية. وانها تورده المهالك فان المعصية هلاك عاجل واجل. عاجل بما يغشى القلب من الظلمة وتعثر الحال. وما ينزله الله تعالى على تعاني من البلاء والمصائب واجل بما ادخره الله تعالى من العقوبات التي تكون في الاخرة على سيء الاعمال. ولهذا ينبغي للانسان ان يحذر الجهل وان يستعيذ بالله تعالى منه وان يراجع امر الله عز وجل وان يلزم حكم الشرع فليس العلم بكثرة المعارف والعلوم انما العلم العمل. ولذلك قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء جعلنا الله واياكم منهم. اللهم منا شكر الله لكم من صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الاستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم. على هذا البيان مبارك المسدد وايضا الحديث عن هذا الاستفهام القرآني هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه؟ الشكر يتواصل لاخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان ابن عبد الكريم الجويبر نلقاكم ان شاء الله في الحلقة القادمة واستفهام قرآني جديد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استفهامات قرآنية فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح يحاوره عبدالرزاق العليوي تنفيذ عبدالرحمن بن فهد الخنفري