عباد الرحمن من هم عباد الرحمن؟ وما اوصافهم في القرآن الكريم؟ كيف نصبح من عباد الرحمن الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الاولى من برنامجكم عباد الرحمن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه له الحمد كله لا احصي ثناء عليه يرضيه الحمد فله الحمد بكل لسان. يرضيه الحمد فهو المحمود بكل حال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من النار واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. داعيا اليه باذنه. وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة تركنا على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره الى يوم الدين اما بعد في هذه الحلقة والحلقات القادمة ان شاء الله تعالى نتحدث عن موضوع في غاية الاهمية اننا نتحدث عن صفات النجاة التي ينجو بها الناس من اكدار الدنيا واقذارها ويسلمون بها من اهوال الاخرة وبلاياها واشكالاتها فان الاخرة فيها من الاهوال والاحوال ما يحتاج فيه الانسان الى ان يعد العدة من الان حياكم الله واهلا وسهلا بكم في هذه الحلقات من برنامجكم عباد الرحمن عباد الرحمن وصف ذكره الله تعالى في محكم كتابه. وذكر جملة من الاوصاف بعد ذلك صفى بها هؤلاء وتحلوا بها ففازوا بهذه المرتبة ان مرتبة العبودية التي تسمو بها المقامات وتعلو بها المنازل مرتبة عليا يفوز بها من الخلق قوم ذكر الله جل وعلا اوصافهم وبين خلالهم وبين من احوالهم واعمالهم ما يتبيؤون ما يتبوأون به هذه المكانة العظيمة ايها الاخوة والاخوات كلنا عباد لله ليس منا احد خارج عن ان يكون عبدا لله عز وجل كل ما تشاهده في السماء وفي الارض ومنها الشجر والحجر والانس على اختلاف احوالهم واخلاقهم واعمالهم كلهم خلق من خلق الله فالله هو رب العالمين. جل في علاه وربوبيته للخلق تقتضي انهم عبيد له فهم عباده ودليل ذلك انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فليس احد خارج عن قدر الله وحكمه جل في علاه فكلنا تحت حكمه ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن الله عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ولذلك كلنا عباد الله جل في علاه وقد قال الله سبحانه وبحمده وله من في السماوات والارض كل له قانتون. كل ما في السماء والارض كل ما تشاهده وما لا تشاهده. ما في المجرات وما في الفيافي والقفار وما في بطون بحار وما درج على الارض وما طار في السماء جميعه لله عز وجل فله ملك ذلك فهو الملك الحق المبين جل في علاه وكلهم جارون بما قضاه وقدره لا خروج لاحد من هؤلاء عن قضاء الله وقدره فالشمس والقمر تجري بنظام دقيق قدره رب الارض والسماء كما قال تعالى والشمس والقمر بحسبان حساب دقيق لا يختل هكذا كل احوال الكون كل من في السماء والارض عبد لله كما قال سبحانه وبحمده ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. لماذا قال يوم القيامة؟ لانه الذي يظهر فيه عظيم ملك الله وانفراده جل وعلا الالهية والخلق والملك والتدبير والتصريف الملك يومئذ لله الواحد القهار له الملك في الدنيا لكن لما كان الناس قد يشاهدون في دنياهم من يملك ممالك واسعة ومن يتصرف في ما يشاء من هذه الممالك على نحو ارادته قد يخيل اليهم ان هذا الملك وذاك التصرف خارج عن مشيئة الله عز وجل وعن ملكه فلذلك قد يتوهمون ملاكا في هذه الدنيا غير الله والله هو الملك الحق المبين وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ان المؤمن ينظر الى هذا الكون على هذا النحو الذي اخبر الله تعالى فيه من عظيم ملكه ونافذ قدرته في كل خلقه جل في علاه. لا يخرج عن ذلك بر ولا فاجر. لا يخرج عن ذلك عاقل ولا غير عاقل لا يخرج عن ذلك من في السماوات ومن في الارض فكلهم عبيد لله عز وجل قال الله جل وعلا وله لما من في السماوات اسلم اي خظع وانقاد فالاسلام هنا ليس الاسلام الذي هو دين النبيين صلوات الله وسلامه عليهم والذي جاء به خاتم المرسلين. لا انما هو اسلام خظوع وذل وانقياد اسلام ونفوذ قدرة وانهم في ملكه لا يخرجون عن تقديره ما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن جفت على الاقل جفت الصحف ورفعت الاقلام رفعت الاقلام فمضى قدر الله في الخلق لا مبدل كلماته جل في علاه ما شاء كان وما لم يشأ لم قل سبحانه وبحمده ايها الاخوة اخبر الله في كتابه عن سجود الخلائق له هذا السجود قد لا نحقله ولا ندركه على وجه الحقيقة لكنه خبر حق قال الله جل وعلا ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها الجميع له ساجد بالغدو والاصال في كل يوم في الصباح والعشي في البكور والاصال كل ذلك مما اخبر به جل وعلا عن سائر الخلق حتى من يبارز الله بالكفر ومن يعارض شرعه هو لله ساجد خاضع لا يخرج عن ملك الله ناصيته بيد الله عز وجل او لم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمال سجدا لله وهم ذاخرون ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة كل ما دب على الارض لله يسجد والملائكة وهم سكان السماء لله ساجدون وهم لا يستكبرون اي لا يخرجون عن الذل له والخضوع بل الله عز وجل ذكر تفصيلا عبودية السماوات والارض وجميع الخلق له فقال الم ترى الم تعلم الم تخبر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب اي كل ما دب على الارض وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب بل له جل في علاه يسبح من في السماوات والارض كما قال تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن كل من كان سماء او ارضا فهو لله مسبح. وان من شيء الا يسبح بحمده اي يمجده ويقدسه ويعظمه بالذل لهو الخضوع لحب الذل له والخضوع والخضوع لحكمه جل في علاه فلا خارج من هؤلاء عن حكم الله عز وجل وقهره فهو القاهر فوق عباده. قال جل وعلا وان شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. وقد اخبر الله تعالى عن تسبيح السماوات والارض له في ايات عديدة ايه ده؟ وكل ذلك يثبت ان الجميع عباد لله لا يخرج عن هذه العبودية احد فالكافر والمؤمن البر والفاجر الطائع والعاصي من الانس والجن كلهم نواصيهم كلهم نواصيهم بيد الله عز وجل. كلهم عبيد لله كلهم خلقه. كلهم يجري فيهم حكمه الكوني وانما يتمايز الخلق بكونهم يدخلون في فناء العبودية اختيارا ويكونون عبادا للرحمن. كيف يكون ذلك وما هي صفاتهم؟ وكيف يتبوأ العبد هذه المنزلة الشريفة؟ ان يدخل في زمرة عباد الرحمن هذا ما سنتحدث عنه ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة وفي الحلقات بعد ذلك اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علي وعليكم بان يجعلنا من عباده واوليائه وحزبه الذين هم خاصته واهل فضله ومحال كرمه وان يحشرنا في زمرة اولياء الله الصالحين وعباده المتقين الى ان القاكم في حلقة قادمة من برنامجكم عباد الرحمن استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته