ولا نعبد الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى ولا تغرنكم الحياة الدنيا بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الحمد لله على فضله واحسانه اغنانا بحلاله عن حرامه وكفانا بفظله عمن سواه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا يغرنكم بالله الغرور ان هذه الدنيا متاع والله مستخلفكم فيها وناظروا ماذا تعملون وقد اغناكم الله بالحلال عن الحرام ومن الحرام الذي حرمه الله وتوعد عليه باشد الوعيد الربا قال الله سبحانه وتعالى الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا. واحل الله البيع وحرم الربا وقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وزروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه فلعن اربعة اكل الربا ودافع الربا وموثق الربا بالكتابة او الشهادة لانهم تعاونوا على الاثم والعدوان وليس المقصود مجرد اكل الربا بل اخذ الربا على اي وجه كان سواء اكله او استعمله او ابقاه عنده وخزنه عنده فان المقصود اخذ الربا والتعامل به سواء اكله او لم يأكله. وانما عبر بالاكل لانه اغلب وجوه الانتفاع ولان اكل الربا يورث يورث في الانسان خبثا ويغذيه تغذية خبيثة فالربا مكسب حرام واكل الربا من الكبائر الموبقة قد قال صلى الله عليه وسلم الربا بضع وسبعون حوبا اي اثما ايسرها مثل ان ينكح الرجل امه فالربا مكسب خبيث لانه اكل لاموال الناس بالباطل من غير ان يحصل على فائدة والربا انواع الربا انواع كثيرة ولكن اشدها ربا الجاهلية وهو قلب الدين على المعسر فاذا كان فاذا كان المعسر عجز عن تسديد الدين يقول له الدائن امدد لك في الاجل وازيد عليك بالفائدة فيضاعف عليه الربا ويضاعف عليه الدين من غير ان تعود فائدة الى المدين قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين. فان لم تفعلوا اعلنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم. ان كنتم تعلمون فالمعسر ينظر الى ان الى ان يستطيع السداد يجب انظاره. اما ان يزاد عليه الدين ويضاعف عليه الدين فهذا ظلم فاحش ومثل ذلك ما يفعله بعض الناس اذا حل الدين ولم يستطع المدين السداد قال له تعال ابيع عليك سلعة بثمن مؤجل وتسددني ويبقى ثمن السلعة في ذمتك فهذا هو من قلب الدين على المعسر فهو المشتري لم يشتري السلعة بحاجته اليها. او لرغبته بها. وانما اشتراها من اجل ان يسدد الدين الذي لا يستطيع تشديده فهذا من قلب الدين على المحسن والمراد له عذاب في الدنيا وله عذاب في القبر وله عذاب في الاخرة والعياذ بالله اما عذابه في الدنيا فان الله قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا يعني لم تتركوا الربا فاذنوا ايعلم بحرب من الله ورسوله فالمرابي محارب لله ولرسوله في هذه الدنيا ولله جنود السماوات والارض يسلط عليه من جنوده. التي لا يعلمها. سلطوا عليه الامراض يسلط عليه الافات التي تتلف ماله تتلف ماله في البر او في البحر وانتم تشاهدون ما يحل بالاموال من التلف والحريق والغرق والصواعق وغير ذلك بسبب الربا لان المرابي محارب لله ولرسوله والله يسلط عليه جنود السماوات والارض وان بقي هذا المال بيده ولم يعرض للافات فانه ممحوق البركة. يمحق الله الربا. ويربي الصدقات فهذا المال المتجمع من الربا لا بركة فيه. ولا خير فيه. لا ينتفع به ولا يتصدق منه. وان تصدق فصدقته مردودة. لان الله لا يقبل لان الله طيب لا يقبل الا طيبا والغالب ان المراد الغالب ان المرابي يبتلى بالبخل وحب المال والجشع ولكن لو انه تصدق وانفق فان صدقته ونفقته غير مقبولة عند الله سبحانه وتعالى فيعيش في هذه الدنيا مع مال ممحوق البركة ان اكل منه فهو زاده الى النار وان تصدق منه لم يقبل وان تركه خلفه فانه يتحمل اثمه ولغيره ثمرته هذا في الدنيا اما في القبر فان المرابي يعذب في قبره كما صح في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رأى في في المنام رأى في المنام رجلا يسبح في نهر من الدم وعلى حافة النار رجل عنده حجارة. فكلما هم هذا الذي في هذا الذي في النهر ان يخرج القمه حجرا فعاد الى وسط النار. وهكذا يفعل به الى يوم القيامة واما في الاخرة فان المرابي لا يستطيع ان يقوم من قبره اذا قام الناس من قبورهم لرب العالمين واسرعوا الى المحشر. هو لا يستطيع ان يقوم ولا يستطيع ان يسرع مع الناس قال تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وذلك ان بطنه يتضخم والعياذ بالله. ويكبر بطنه فلا يستطيع القيام واذا قام لا يستطيع المشي فيكون مفتضحا بين الخلائق يوم القيامة نسأل الله العافية ومن انواع الربا القرض بالفائدة. وهذا كثير وكثير في المؤسسات والبنوك يقرضون بالفائدة ويقترض اصحاب الشركات او اصحاب المصانع او اصحاب المزارع يقترضون المبالغ من البنوك بالفوايد وهذا ربا صريح لا خلاف فيه. قال صلى الله عليه وسلم كل قرظ جر نفعا فهو ربا وهذا باجماع اهل العلم وحتى لو كانت الفائدة غير غير مال لو كانت الفائدة على القرن غير مال فلو ان المقرض اشترط على المقترظ ان يسكنه في بيته او ان يركبه سيارته او ان يهدي اليه هدية او كذلك من المنافع فهذا ربا كل قرض جر نفعا اي نفع سواء ماليا او غير مالي فهو ربا هو الربا الذي حرمه الله ورسوله لان القرظ عقد ارفاق يقصد به دفع حاجة المحتاج وللمقرض الاجر على ذلك. فلا يأخذ فلا يأخذ زيادة على القرض وانما له الاجر عند الله سبحانه ويرجع اليه ماله فالمقترض يرد القارون فيرجع المال الى صاحبه ويرجع له الاجر والثواب عند الله اما انه يأخذ فوائد فهذا ليس من شأن القرض الذي شرعه الله سبحانه وتعالى بين المسلمين ومن انواع الربا الفوائد البنكية بان يدفع الانسان الى البنك مبلغا من المال والبنك يدفع له فوائد محددة كل شهر او كل سنة يدفع له البنك يستغل هذا المبلغ ويتعامل به ثم يرد على صاحبه مبلغا محدودا من المال فائدة محددة هذا ربا هذا ربا صريح اما لو انه دفع المال الى من يضارب به للبيع والشراء والربح بينهما على ما شرطاه ان حصل ربح قليلا كان او كثيرا واذا لم يحصل ربح فليس لصاحب المال شيء وان ولا خسارة فهي على صاحب المال والعامل يخسر العمل هذه هي المضاربة واما انه يدفعه لمن يتكفل باعطائه فائدة مقطوعة ربح الاخذ او لم يرد رحت فهذا هو الربا الصريح الذي حرمه الله ورسوله ومن انواع الربا ما يقع في المصارف الصرف هو بيع العملة بالعملة ويشترط في الصرف ان كانت العملة بمثلها فلابد من امرين. تساوي في المقدار والتقابض في المجلس اما اذا اختلفت العملة فانه يجوز التفاضل لكن يحرم يحرم التأجيل لابد من التقابض في المجلس بعض الناس يدينون النقود. يبيع عليه الدولارات بدراهم الى اجل او العكس يبيع عليه الدراهم بدولارات الى اجل وهذا ربا صريح لانه لا يجوز التأجيل في الصرف بل لابد من التقابض في المجلس ولا يباع غائب بناجز كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما يقع عند اصحاب عند اصحاب المصاغات. عند اصحاب المصاغات الذين يبيعون على النساء المصوغات من الذهب او من الفضة تأتي المرأة بحلي قديم او حلي من نوع لا ترغبه ثم يعطيها صاحب المحل المصوغ الذي ترغبه لكن بوزن اقل يأخذ المصوغ الذي تدفعه المرأة ويدفع اليها بدله بوزن اقل يعطيها اقل مما دفعته اليه من ناحية الوزن وهو ذهب بذهب او فضة بفضة فهذا ربا صريح بيع الذهب بالذهب مع التفاؤل ربا بيع الفضة مع بالفضة مع التفاضل هذا ربا الفضل نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لكن ما هي الحيلة في تخلص من هذا الربا الحيلة ارشد اليها النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان معك شيء ردي من التمر او من الطعام او من النقود او من الحلي. وانت تريد احسن منه من من جنسه. تريد احسن منه من جنسه فلا يجوز لك ان تدفعه وتأخذ اقل منه اجود منه لكن اقل لا يجوز هذا بل الطريق الشرعي انك تبيع الردي الذي لا تريده تبيعه بدراهم ثم تشتري بالدراهم ما تريد من الجيد والدليل على ذلك ان بلالا رضي الله عنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر جيد. من نوع جيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من اين هذا قال يا رسول الله اشتريت الصاع بالصاعين. لاطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم عين الربا لا تفعل بيع التمرة بالدراهم ثم اشترط بالدراهم تمرا جيدا فهذا هو الطريق الشرعي الصحيح الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم ومن انواع الربا التي يتعامل بها بعض الناس او كثير من الناس مسألة العينة مسألة العينة وهي ان يبيع عليه سلعة بثمن مؤجل. ثم يشتريها منه بثمن حال اقل من ويدفع اليه الثمن الحال. واذا حل الاجل يأخذ المؤجل الاكثر فهذا بيع دراهم بدراهم اكثر منها ومؤجلة ايضا وجعل وجعلت السلعة حيلة باسم البيع السلعة ليست مقصودة وانما جعلت احتيالا على الربا فهذا لا يجوز وهذه مسألة العيمة لكن لو احتاج الانسان الى مال فانه يشتري سلعة بثمن مؤجل. لكن يبيعها على غير الداين. على غير ما اندرجت منه. يبيعها فعلى اخر ليس له علاقة للبيع الاول ثم يأخذ ثمنها وينتفع به. وهذه تسمى مسألة التورق وقد اجازها كثير من العلماء بحاجة الناس اليها لانها ليست بيع نقود بنقود وانما هي بيع سلعة بثمن مؤجل ثم مشتريها يبيعها على غير البائع وينتفع بثمنها في دفع الحاضرة فاتقوا الله عباد الله. تجنبوا الربا في معاملاتكم ولا تغتروا بكثرة من يتعاملون به او بكثرة وقوعه في الناس فان في الحلال غنية عن الحرام ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واقنعوا بالحلال فان فيه الخير وفيه البركة وفيه النفع العظيم وتجنبوا الحرام فانه ظرر محظ في الدنيا والاخرة وسحت هو محق ولو كثر ولو كثر المال الحرام فانه لا خير فيه. ممحوق البركة واثم على صاحبه وعار ونار اما القليل الطيب فانه خير ونفع وبركة ونماء لكن بعض الناس قد يفتنه المال الكثير. وطلب المال الكثير ويتابع الناس على ما هم عليه ويقول لو كان هذا حراما ما فعله فلان ما قاله فلان وهذا لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى لو كان جادا في انقاذ نفسه لسأل اهل العلم ولم يقلد الناس او يأخذ بالاقوال الرخيصة التي يقولها بعض اهل الاهوى او بعض الجهال او المتعالمين لو كان حريصا على نجاته لسأل اهل العلم الثقات قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ثم ايها الاخوة من كان تاب من الربا قد يبتلى الانسان بالربا ويغرى به لكن يمن الله عليه بالتوبة فاذا تاب تاب الله عليه فيتوب الى الله عز وجل لكن لو كان عنده اموال مجتمعة من الربا فماذا يعمل بعد التوبة من الفوائد الربوية ماذا يعمل؟ يتخلص منها بان يضعها في مشاريع عامة فهي كالمال الظايع الذي ليس له مالك يوضع في المشاريع العامة فيتخلص منه يضعه في المشاريع العامة حتى يتخلص منه اما ما يقوله بعض الجهال او المتعالمين اننا نأخذ الفوائد ولا نأكلها نضعها في المشاريع او نتصدق بها فهذا حرام هذا حرام لا يجوز لك ان تتعامل بالربا وتقول انا ابنفقه على الخير هذا امر محرم والله جل وعلا طيب لا يقبل الا طيبا. انما هذا في الذي تاب الى الله وقطع التعامل وانتهى اما انسان يستمر على التعامل بالربا ويقول انا لا اكله انا اخذه واضعه في المشاريع او تصدق به على المؤسسات الخيرية او ما اشبه ذلك هذا حرام هذا تعامل بالربا واخذ للربا علينا ان نتنبه لهذا الامر فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم من ارادنا او اراد ديننا او اراد امننا استقرارنا بسوء فاشغله بنفسه. واردد كيده في نحره واكفنا شره. انك على كل شيء قدير. اللهم دمر لاعدائك اعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين. اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم وفرق جماعتهم واجعل بأسهم بينهم واشغلهم بانفسهم عن المسلمين. يا رب العالمين اللهم اصلح ولاة امورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ظالين ولا مضلين. اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر شر شرارنا اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اصلح بطانتهم وجلسائهم ومستشاريهم وارزقهم بطانة الخير وجلساء الصلاح وابعد عنهم بطانة الشر وجلساء الفساد والمفسدين يا رب العالمين ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقظوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون