اول خلاف وقع في الامة هو في الفاسق الملي وما المراد بالفاسق الملي الفاسق الذي من اهل هذه الملة يعني الذي هو من المسلمين لكنه ارتكب كبيرة من الكبائر الخوارج كفرته وزعمت انه خرج بذلك من الاسلام والمعتزلة ابتدعت قولا عجيبا غريبا فقالوا انه ليس بمؤمن وليس بكافر وانما هو في ما سموه بمنزلة بين المنزلتين وفي الاخرة قالت المعتزلة كما قالت الخوارج انه مخلد في النار اهل السنة قالوا ان الكبائر لا شك انها تضر الايمان وتنقصه بدون ريب لان الايمان يزيد وينقص لكن من وقع في كبيرة من الكبائر من المسلمين هو يعلم انها محرمة لكن غلبته شهوته والعياذ بالله فانه لا شك من اهل الاسلام وحتى لو مات على كبيرته فهو من اهل الاسلام واذا ادخل النار فانه لا يخلد فيها خلود الكفار لان الخلود الابدي لا يكون الا للكفار اما ما ذكر الله في كتابه من خلود اصحاب الكبائر كاهل الربا او الزناة كما ذكر الله في سورة الفرقان فلا شك انه خلود منقطع لان ما معنى الخلود؟ هو هو طول المكث يقول اقاموا فاخلدوا. اقاموا فاخلدوا اي اطالوا الخلود فقد يمكث والعياذ بالله صاحب الكبائر اذا لقي الله تعالى بكبيرته في النار مددا متطاولة لكن لا شك انه باجماع اهل السنة يخرج منها اذ لا يخلد في النار الخلود المؤبد الا اهل الكفر ولهذا يمكثون في النار ما شاء الله عز وجل ان يمكثوا ثم يخرجون منها لان النار اعدت للكافرين واهل الكبائر هؤلاء من المؤمنين فلما عصوا الله تعالى بالكبائر هذه ولقوا الله بها فمنهم من يشاء الله له المغفرة. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك. لمن يشاء فقد يغفر الله لصاحب زنا ومن يمنع الله من ان يغفر للزاني هذا امر راجع اليه عز وجل لهذا نقول انه تحت المشيئة. فان شاء الله عذبه بسبب كبيرته هذه ثم بعد ذلك غفر الله له وادخله الجنة وعاد اليها وان شاء تم دخول النار بالكلية فغفر له وادخله الجنة. هذه امور ترجع الى رب العالمين. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اذا هذا ما يتعلق بامر الخلاف في باب الايمان الخلاف في باب الايمان انبثق منه الخلاف ايضا مع المرجئة عندها كما خلاف المرجئة الخوارج وخلاف المعتزلة وهاتان الفرقتان تسميان بالوعيدية الوعيدية نسبة الى انهم ركزوا فقط على نصوص الوعيد كما والمقصود من الصباعين ما جاء فيه تهديد ووعيد لاصحاب الذنوب من كون الله عز وجل سيعاقبهم وان الله تبارك وتعالى يغضب من هذه الذنوب فركزوا فقط على هذه ونسوا رحمة الله وغفرانه عكسهم المرجئة المرجئة ركزوا على غفران الله تعالى وعفوه ورحمته وتناسوا امر عقوبته اهل السنة كما هو معلوم من مذهبهم. يجمعون جميع النصوص فنصوص الوعيد حق ونصوص الوعد حق فلا بد من جمع النصوص جميعا والتفريق بين النصوص لا شك انه ليس من منهج اهل الحق في قليل ولا كثير لابد من الجمع بين النصوص في سائر في سائر ابواب الاعتقاد وفي سائر الامور الفقهية اذ بمعرفة اذ بجمع هذه النصوص يتضح الحق فنصوص الوعد حق ونصوص الوعيد ايضا حق فمن ترك نصوص الوعيد ترك حقا ومن ترك نصوص الوعد ترك حقا فليس لاحد يؤمن بالله واليوم الاخر ان يترك شيئا من هذه النصوص الا فيما يتعلق بنص منسوخ جاء نص ناسخ فعمل بالنص المنسوخ في مدته ثم لما جاء النص الناسخ عمل بالنص الناسخ ولم يترك النص السابق الا لوجود نص نسخه فهذا منهج اهل السنة ومسلكهم في الجمع بين النصوص وعدم التفريق بينها ولذلك ولله الحمد فهم في جميع ابواب الدين عقيدتهم منضبطة هذا الانضباط المخالفون لاهل السنة سواء في هذه المسألة مسألة اعمال قلوب او مسألة حقيقة الايمان او غيرها تجد انهم يركزون على نصوص ويتركون نصوصا. ولهذا من عظمة القرآن ان الله عز وجل ذكر ايات قبل ان توجد الفرق هذه فيها رد على هذه الفرق كقوله تعالى اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم. الاية يرد اولها المرجئة الذين يهونون من امر الذنوب وقوله ان الله غفور رحيم ترد على الوعيدية الذين يركزون على الوعيد وحده وهكذا قوله تعالى ليس كمثله شيء هذا رد على الممثلة الذين يقولون ان صفات الله مثل صفات المخلوقين وفي نفس الاية قالوا وهو السميع البصير. فبها اثبات الصفات التي اثبتها الله لنفسه الى غير ذلك من النصوص التي هي من عظمة القرآن. من عظمة القرآن ان توجد هذه النصوص التي ترد على فرقتين معا على فرقتين معا قبل ان توجدا. ولهذا نصوص الشفاعة ترد على من يرحمك الله. نصوص الشفاعة ترد على من على الخوارج فقط والمرجئة ايضا لاحظ هذي مسألة في نصوص الشفاعة فانها ترد على الوعيدية كالخوارج والمعتزلة الذين يقولون ان صاحب الكبيرة في النار وفي الوقت نفسه ترد على المرجئة الذين يهونون من شأن الكبائر فيقال ها هي الذنوب اوبقت العبد حتى دخل النار ثم شفع فيه بعد ان مكث في النار ما شاء الله. فنصوص الشفاعة ان ترد على الطائفتين معا الى غير ذلك من النصوص التي بها من دلائل عظمة هذا القرآن ما لا يحيط به الا الله عز وجل