الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة السالسة اذا علمت ما مضى وهو كالمقدمة والتوطئة لما يأتي ان شاء الله. فاعلم رحمك الله تعالى ان السنة اختلفوا في تفسير قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وقد بينا نحن الراجح. لكن نذكر الخلاف الان على قولين اثنين وهذان القولان ابسطها لكم في عبارة بسيطة منهم من قال ان العهد اخذ بلسان المقال ومنهم من قال ان هذا العهد اخذ بلسان الحال فقولنا بلسان المقال وهو الذي رجحناه سابقا بدلالة ما مضى يعني ان الله قال وهم قالوا. اذا العهد مأخوذ لسان المقال وهذا هو القول الحق في هذه المسألة ومن اهل العلم من قال ليس ثمة لسان مقال وانما العهد مأخوذ بلسان الحال فان قلت وما معنى قولك بلسان الحال يعني ان لسان المقال فهمناه. لكن ما معنى قولك لسان الحال اقول المقصود بذلك ان هذا العهد هو ما اخرجه الله عز وجل لادم وذريته من تلك الايات الكونية والشرعية عظيمة والتي بها يستدلون على ان الله هو ربهم والههم فالعهد انما هو عبارة عن براهين كونية وشرعية ايات في الافاق وفي انفسهم ايات في الجبال ايات في الكواكب والافلاك ايات في السماوات الارض الرسل الفطرة كل هذه البراهين هي العهد الذي اخذه الله على بني ادم فاذا هل ثمة عهد منطوق به ولا عهد حال هذا هو قصدنا اخذ عليهم العهد بلسان الحال وان من العجائب ان من قال بهذا القول وعلى رأسهم ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه الامام العلامة ابن القيم قضاه جمع من المعاصرين من اهل السنة والجماعات والجماعة فقالوا ليس ثمة عهد مستنطق ولا ولا ولا مقول. وانما ثمة عهد مرئي. مرئي فالشمس من هذا العهد الكواكب من هذا العهد بعثة الانبياء من هذا العهد. الفطرة الفطرة التي فطر الله الناس عليها من هذا العهد العقل العقل الذي ركبه الله لك من هذا العهد فاذا هو عهد حالي دلالي ليس عهدا مقاليا ليس عهدا مقاليا وقد ذكرت لكم ان الحق انه عهد مقالي. انتبه انتبه انه عهد مقالي بدلالة ماذا النصوص التي ذكرتها ولان المتقرر في القواعد ان الاصل في الالفاظ الشرعية بقاؤها على ظاهرها. ولا يجوز الانتقال عن الى المؤول ولا من الحقيقة الى المجاز الا الا بقرينة تنقلنا وظاهر هذه الاية ان فيها قائل وقول ومقول له الست بربكم؟ فالقائل من؟ الله. والمقول هو هذا العهد. والمقول له هم هؤلاء وكذلك قولهم شهدنا الاصل انها انهم نطقوا بعين هذه اللفظة. بلى الاصل انهم نطقوا بعين هذه اللفظة. فكوننا ننتقل عن هذه الحقيقة الظاهرة. الى انه عهد حال لا مقال هذا انتقال من الحقيقة الى المجاز. وانتقال من الظاهر الى التأويل وهو خلاف الاصل ان الاصل في الكلام الحقيقة والاصل في الكلام البقاء على الظاهر فاين الدليل الدال على هذا الانتقال ليس ثمة دليل. بل الادلة الصريحة تؤكد البقاء على ماذا؟ على الاصل وهو انه عهد مقالي ليس مجرد ليس مجرد عهد حالي او برهان لا هذا هو القول الصحيح فان قلت وهل يعني هذا اننا نبطل قولهم الجواب لا بل قولهم حق ولذلك ايها الاخوة ان قيل ما ارجح القولين؟ فقل كلاهما حق لان كل واحد من السلف فسر بماذا؟ بمقتضى اللفظ وعادة السلف رحمهم الله تعالى انهم يفسرون اللفظة الواحدة بضرب امثلة او ببعض المقتضيات فيكون تفسيرهم كله صحيحا وهذا من باب خلاف التنوع لا خلاف التضاد والمتقرر عندنا ان ان اللفظ اذا فسر بتفسيرين لا تنافي بينهما فانه يحمل عليهما فان قلت وظح لنا اكثر فاقول اعلموا رحمكم الله تعالى ان هذا الميثاق له اصل ودليل. له اصل وطريق يوصل اليه اصل وطريق يوصل اليه. فالسلف الذين فسروه بدلالة المقال انما يتكلمون انقص لاخذ هذا الميثاق. والسلف الذين فسروه بدلالة الحال انما يتكلمون عن الطريق الذي به به هه به يتبين صحة هذا الميثاق. فاذا احدهم يتكلم عن الميثاق نفسه والاخر قرونة يتكلمون عن الطريق الذي يوصل الى هذا الميثاق. والا فنحن لا نتذكر هذا الميثاق. لكن تذكرناه بماذا بالانبياء وبالوحي وبالفطرة وبالبراهين الكونية. اذا تلك الدلالات الحالية التي عليها تفسير القول الثاني انما تؤكد ها العهد المقالي. العهد المقالي فاذا ليس ثمة ليس ثمة خلاف. كالذين قالوا اهدنا الصراط المستقيم هو الصراط الذي سينصب على ظهراني جهنم يوم القيامة. هذا حق. وبعض السلف قالوا بل هو طريق القرآن والسنة هل بينهما تعارظ؟ الجواب لا. فاحدهم فسر الصراط بالتفسير الحسي هذا الصراط الذي ستطأه اقدامنا على ظهران جهنم يوم القيامة. لن تستطيع اقدامنا تسير على الصراط الحسي الا اذا كانت اتقنت السير على الصراط المعنوي صح ولا لا؟ فمن سار سريعا في متابعة الكتاب والسنة صارت اقدامه سريعة هناك ومن ابطأت اقدامه هنا ابطأت هناك ومن زل قدمه هنا زل قدمه هناك. اذا هل بين التفسيرين خلاف؟ الجواب لا. فاحدهم فسره حسا والاخر فسره دلالة وبرهان وطريقا فقول السلف رحمهم الله هو اخذ هو عهد مقالي انما يبينون حقيقة هذا العهد. طيب هذا العهد له طرق تذكر به وتعرف بحقه وصحته هي العهود الحالية. ولذلك فالقول الصحيح ان كلا القولين حق ولكن احدهم فسر فسر العهد باعتبار ذاته والاخر فسر العهد باعتبار طريقه الموصل اليه ما فهمتوها واضحة؟ ولذلك الله عز وجل قد اخذ علينا جملا من العهود والمواثيق منها الميثاق الاعظم. وهو الميثاق الذي تكلمت عنه سورة الاعراف هذا الميثاق الاول طب الميثاق الثاني ميثاق الفطرة ميثاق الفطرة ميثاق الفطرة الفطرة ميثاق ركبه الله عز وجل في قلب كل مكلف ولذلك انت محجوج يوم القيامة بالفطرة قال الله عز وجل انتبهوا الفطرة هذي ترى برهان لكنه برهان دلالي يدلك على البرهان الافخم الاعظم العهد الاول فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله صح ولا لا لو تركت هذه الفطرة وحالها وابعدت عن المؤثرات الخارجية والله لينشأن الانسان وهو مقر بان الله هو ربه في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على هذه الفطرة هذا الميثاق الثاني هذا فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل او يمسلمانه لانه معترف بالاصالة بالاسلام باعترافه بربوبية الله عز وجل وانه ربه وخالقه ومدبره بل اسمع الى هذا الحديث في صحيح الامام مسلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه ان الله عز وجل قال واني خلقت عبادي حنفاء اي على الفطرة على الحنيفية كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا وعند احمد واصله في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا اصبح ايش؟ اصبحنا على فطرة الاسلام. هذا ميثاق هذا عظيم وفي الصحيحين من حديث البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الانصار اذا اخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ثم قل اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوظت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورغبة اليك لا ملجأ ولا منجى منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك كالذي ارسلت قال فان مت مت على الفطرة ميثاق الفطرة وفي صحيح الامام مسلم من حديث انس رضي الله تعالى عنه. قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقول الله اكبر الله اكبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم على الفطرة على الفطرة. الفطرة تدل النفوس على ان الله هو الله. وانه هو الرب وانه هو الاكبر. وانه المستحق للعبادة. لكن الملوثات البيئية هي التي تطمس صفاءها وتذهب نورها وتكدر وتكدر عقيدتها ثم قال اشهد ان لا اله الا الله قال خرجت من النار فنظروا فاذا هو راعي معزة. الميثاق الثالث ميثاق الانبياء والوحي هذا ميثاق ترى. وكلها من ميثاق الفطرة وميثاق الانبياء كلها مواثيق برهان دلالية تذكرك بماذا؟ بالميثاق الاعظم الاول الذي نصت عليه سورة الاعراف قال الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. الميثاق الرابع ميثاق الايات الكونية اقامها الله ونصبها في كونه لتدل الناظر والمتأمل فيها على ان خالقها هو الله المستحق للعبادة ولذلك امرنا الله بهذا الميثاق في ايات كثيرة افلا يتدبرون عفوا ويتفكرون في خلق السماوات والارض ان في خلق السماوات الارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس. وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وتصريف الرياح الى ان قال لايات لقوم يعقلون هل الله عز وجل اقام هذه الايات عبثا؟ الجواب لا. هو ميثاق ستسأل عنه يوم القيامة. اولم تدلك هذه الايات على ربك وعلى خالقك اذا ميثاق الايات الكونية ومنها وهو ايضا اعظمها ميثاق الايات الشرعية والمقصود بالايات الشرعية القرآن القرآن. اذا ميثاق الفطرة وميثاق الوحي والانبياء وميثاق الايات الكونية. وميثاق الايات الشرعية كلها مواثيق برهانية تدلك على ماذا؟ على الميثاق الاعظم الذي نصت عليه اية الاعراف. فهل بين القولين تعارف فالسلف انما اختاروا الميثاق الاول والقول الثاني في المواثيق الاربعة في المواثيق الاربع ام معي يا سيد ولا لا؟ فالقول الاول الذي هو قول السلف ورجحناه انما فسروه بالميثاق الاول وهو الميثاق الاعظم الافخم التي اقيمت المواثيق كلها لتذكر به وتدل عليه فالاولون فسروه بالميثاق الاعظم والاخرون فسروه بالمواثيق البرهاني الدلالية. فهل ثمة بين القولين تعارض؟ الجواب بل هما قولان متلازمان لان من لم يأخذ بالمواثيق الدلالية البرهاني الاربعة فلن من يكمل فلن فلم واحد يكمل فلن يعمل بمقتضى الميثاق الاول