بسم الله الرحمن الرحيم ايها الاخوان ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق وفاوت بين خلقه وخلق الثقلين وميزهما عن غيرهما من المخلوقات. وفضل بني ادم وكرمهم وحملهم في البر والبحر والجو وفظلهم على كثير من المخلوقات. ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقها تفضيلا. فالله تعالى كرر الثقلين وميز الجن والانس عن غيرهما من المخلوقات واختصهم بالتكليف فالجن والانس الثقلان كلفهم الله وانزل عليهم الشرائع وارسل اليهم الرسل وانزل اليهم الكتب والرسل الذين اوصاهم الله يعقب بعضهم بعضا وكان الناس بعد ان اهبط الله ادم كانوا على التوحيد وعلى الايمان عشرة قرون ثم حدث الشرك في قوم نوح فارسل الله تعالى الرسل تأمر الناس بتوحيد الله تنهاهم عن الشرك وتبين للناس الامر الذي خلق العباد من اجله والذي خلقوا له وتأمر الناس وتبين لهم ما يحبه الله ويرضاه وتبين لهم ما يكرهه الله ويأبى كان الناصر امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم