فيا من باع حظه الغالي بابخس الثمن. وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى انه قد غبن ازا لم يكن له وهو يرى انه قد غبن. ازا لم يكن له خبرة بقيمة ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله. وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى. واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد اا ما زلنا مع الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم رحمه الله. وما زلنا مع خطة العلاج التي وضعها ابن القيم لمن ادمن الذنب وعلم انه سيوبقه في دنياه واخراه. ولا يستطيع منه فكاكا. فوصف له خطة خروجي من اسر هزا الذنب وجعل ينصح له. ومما وضعه له من اه مم ملامح او مفردات او بنود هزه الخطة هو معرفة ومطالعة عقوبات الذنوب والمعاصي. واطال النفس جدا في هزا الامر وما زلنا معه في عقوبات الذنوب والمعاصي. يقول ومن عقوباتها يعني الانسان العاقل اللي وقع في الزنب وصار اسيرا لهزا الزنب يتدبر. بيقولوا بقى من عقوبات الزنوب والمعاصي ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي. فلا تراه الا خائفا مرعوبا. فان الطاعة حصن الله الاعظم الذي من دخله كان من الامنين. كان من الامنين من عقوبة الدنيا والاخرة. ومن خرج عنه احاطت به المخاوف من كل جانب. فمن اطاع الله انقلبت خاوفوا في حقه امانا. ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف. فلا تجد العاصي الا وقلبه وكأنه بين جناحي طائر. ان حركت الريح الباب قال جاء الطلب وان سمع وقع قدم خاف ان يكون نزيرا بالعطب. يحسب كل صيحة عليه وكل مكروه قاصدا اليه. فمن خاف الله امنه من كل شيء. ومن لم يخف الله اخافه من كل شيء. بذا قضى الله بين الناس مذ خلقوا. ان المخاوف والاجرام في قرنيه يعني مقترنين. صلوا على النبي. صلى الله عليه وسلم. ابن القيم هنا بيقول لنا حاجة احنا لامسينها بايدينا وشايفينها حوالين مننا بيقول ان من عقوبات الزنوب والمعاصي حالة من الوجل والخوف والرعب اللي بيسيطر على القلب. فالانسان المسرف على نفسه في المعاصي البعيد عن ربنا سبحانه وتعالى آآ غمس في وحل المعاصي لا تراه الا خائفا مرعوبا. عنده خوف داخلي قلق داخلي. حالة من من الرعب والخوف سيطر على قلبه. هو بيفسرها ازاي دلوقتي؟ بيقول لان الطاعة حصن الله الاعظم اللي هيطلع برة حصن الطاعة ده ويسقط في وحل المعصية. احاطت به المخاوف من كل جانب وبعدين يقوم قال لنا القاعدة الكلية ديت. فمن خاف الله امنه من كل شيء. ومن لم يخف الله خافه من كل شيء. شف انت دلوقتي استهلاك الادوية النفسية. ادوية القلق. والاكتئاب التوتر والحاجات دي. شف الادوية ديت وصل استهلاكها قد ايه؟ وصل استهلاكها اضعاف مضاعفة. انا انا مسلا بشتغل في الصيدلي من اكتر من عشرين سنة اتنين وعشرين سنة مسلا. اول ما كنا بدأنا في في الصيدلة يعني كان ممكن تجيب الادوية بتاعة النفسية ديت تفضل العلبة عندك في في على الرف سنة مسلا على ما تتباع وتجيب علبة من الصنف الواحد. طب دلوقتي ليه اشتدت مخاوف الناس وبقت كل طبقات المجتمع بتتعالج نفسيا تلاقيه يقول لك ده راجل كبير في السن عنده مشكلة نفسية. امرأة كبيرة في السن عندها مشكلة نفسية. طب الشاب اللي في الجامعة؟ طب بدأ يبقى فيه علاج نفسي ليه ليه ليه لاعدادي وسانوي ايه والله علاج نفسي لاعدادي وسانوي. ايه اللي بيحصل يا جماعة؟ فيه حاجة غلط. الناس دي مش بتمسل. الناس دي تعبانة فعلا الناس دي عندها هو ايه اللي يخلي واحد يروح يشتري علبة الدواء بربعمية جنيه وخمسمية جنيه في زل الزروف الاقتصادية الطاحنة ديت. لان حجم الالم النفسي اللي مسيطر عليه عالي قوي قوي مش عارف يتحمله. او عايز تعرف الاسر ده شف حالات الانتحار اللي تزايدت في المجتمع وانت تعرف ان فعلا من عقوبات الزنوب والمعاصي حالة الخوف هو فعلا مرعوب من ايه هو مش عارف هو مش عارف هو عنده من الخوف سيطرت على قلبه على نفسه. هو ده ابن القيم بيشرحها لنا بكلمة بسيطة جدا بيقول لانه فارق حصن الطاعة. فلا حصن الطاعة هذا هو الامن هيفارق حسن الطاعة هيعاقب بالخوف والفزع والرعب بدون سبب واضح. وبعدين يقوم قايل القاعدة الكلية من خاف الله امنه الله من كل شيء. او من كل المخاوف. ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شيء فصل ومن عقوباتها من عقوبات الذنوب والمعاصي انها توقع الوحشة العظيمة في القلب. فيجد يذنب نفسه مستوحشا قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه وبينه وبين الخلق وبينه وبين نفسه بقى مستوحش حتى من نفسه. مش لاقي نفسه حاسس بتمزق داخلي. حاسس بنوع من ان قلبه بيتقطع منه. وحاسس بقسوة في قلبه وحاسس بفجوة حاسس بانقطاع بوحشة. وكلما كسرت اشتدت الوحشة وامر العيش عيش المستوحشين الخائفين واطيب العيش عيش المستأنسين. فلو نظر العاقل ووازى بين لذة المعصية وما توقعه من الخوف والوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه اذ باع انس الطاعة وامنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف ان كنت قد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنسي. يعني ازا انت كنت فعلا بتشكو حالة التمزق دي انا مش انا انا مش لاقي نفسي انا تايه من نفسي. انا مش مستمتع انا اشعر بقسوة بغربة. بغربة عن مين عن اهلي عن اللي حواليه غربة عن نفسي. حاسس ان فيه انقطاع بيني وبين ربنا سبحانه وتعالى. دي عقوبات. عشان كده هنا بيقول لنا برضه خلي بالك امر والعيش عيش المستوحشين الخائفين. والز العيش واهنأ العيش عيش المستأنسين. عشان كده بقى تعرف وتفهم بقى سر الاية بتاعة سورة النحل. من عمل صالحا من ذكر او انسى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة حياة طيبة ممكن حياته طيبة ديت وهو ما عهوش ولا جنيه. بس في الحقيقة الحياة الطيبة حياة الايه؟ القلب هو قلبه بيعيش في حياة طيبة. وهيجي معنا دلوقتي زكر بعض الايه؟ العبارات اللي تدل على زلك. بيقول وسر المسألة هو فسر لنا الحاجات اللي حوالينا دي ، وسر المسألة ان الطاعة توجب القرب من الرب. وكلما اشتد القرب قوي انس والمعصية توجب البعد من الرب. وكلما ازداد البعد قويت الوحشة. ولهزا يجد العبد وحشة بينه وبين عدوه للبعد الذي بينهما وان كان ملابسا له قريبا منه. يعني لو واحد فيه واحد بيكرهه عداوة بينهم شغالين في مكتب واحد او جيران في الشغل في في التجارة. بينهم وبين بعض منافرة في القلب ولا لا مع انهم قريبين في الجسم قاعدين مع بعض بس في وحشة كبيرة. والعكس ممكن يكون صديقه وحبيبه واخوه في بلد تانية. وبينهم وبين بعض حالة من التواد تصافي لا مسيل له. ويجد انسا وقربا بينه وبين من يحب وان كان بعيدا عنه. اضرب لك مسال صلي على النبي صلى الله عليه وسلم. حالك ايه وانت بتعمل عمرة؟ وربنا يوفقك كده ورزقك بالعمرة. ربنا يرزقنا واياكم او بالحج وقاعد بقى في الاجواء الشريفة والاماكن المقدسة والاحوال الايمانية العالية حالك ايه؟ بتشعر ايه؟ بتشعر ان انت قريب جدا. لو قالوا لك انت هتموت دلوقتي هتفرح ولا هتزعل؟ هتفرح. ليه؟ لانك حاسس بالقرب من ربنا. فايه اللي بينك وبينك تموت؟ لو مت الدنيا طلعت ورحت لربنا خلاص انت ايه؟ طب صوت خالص. طب بلاش العمرة والحج. حالك في رمضان. في العشرة الاواخر من رمضان لما بتبقى معتكف بتبقى قايم بالنهار وطول الليل بتصلي تهجد وبتدعي وبتستغفر وبتبكي وبتتضرع. لو جالك الخاطر بتاعي ان انا ممكن اموت دلوقتي هتبقى مستبشر بانك رايح لربنا ولا هتبقى مستوحش؟ ليه؟ هو سر المسألة ان ان الطاعة توجب القرب من الرب. وان المعصية توجب الوحشة والبعد. هي كده بيقول والوحشة سببها الحجاب وكلما غلظ الحجاب زادت الوحشة فالغفلة توجب الوحشة واشد منها وحشة المعصية. يعني مجرد الغفلة ان واحد قاعد ما بيعملش حاجة. ضيع وقته بس. ما تعملش حاجة دي بتعمل وحشة بيني وبين ربنا بنسبة. واشد منها وحشة المعصية. واشد منها وحشة الشرك والكفر ولا تجدوا احدا اه يلابس شيئا من زلك الا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه. فتعلوا الوجه احشت وجهه وقلبه فيستوحش ويستوحش منه. ومن عقوباتها من عقوبات الذنوب والمعاصي انها تصرف القلب عن صحته واستقامته الى مرضه وانحرافه. فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالاغزية التي بها حياته وصلاحه. فان تأثير الذنوب في القلوب سير الامراض في الابدان. بل الذنوب امراض القلوب وادواؤها. ولا دواء لها الا تركها عارف كده لما يكون عندك واحد حالته الصحية متراجعة ودخل خلي العناية المركزة لا عارف ينتفع بالغزاء ولا عارف ينتفع الدواء وحالته بتسوء الناس كلها تقول عنده مشكلة في مرض مهلك عنده. بيحاولوا يدوا له اكمش نفعه. بيحاولوا يدوا له دواء مش نافعه. هو فيه مرض؟ هو بيقول لك الذنوب بتعمل مع القلب كده. القلب اللي مسرف على نفسه في الزنوب المنغمس في الزنوب عامل زي الشخص المريض اللي هو في العناية المركزة ده. اللي هو بينه وبين الموت لحزات وبالله عليكم ركزوا معايا في الجملة اللي جاية ديت لانها جميلة. ودي من الحاجات بقى اللي كنا ايه بتتقطع من كلام ابن القيم وتنشر في الايه؟ في آآ آآ آآ مواقع التزكيت النفسي وامور والمواقع اللي بتعتني بالتربية والامور الخاصة بالرقائق. ابن القيم بيقول ايه بقى؟ بيقول واجمع السائرون الى الله ان القلوب لا تعطى مناها حتى تصل الى مولاه ولا تصل الى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة. ولا تكون صحيحة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها. ولا يصح لها ذلك الا بمخالفة واه فهواها مرضها وشفاؤها مخالفته. فان استحكم المرض قتل او كاد تاني نقرا الجزء ده تاني وقد اجمع السائرون الى الله ان القلوب لا تعطى مناها حتى تصل الى مولاها. بص خليه يجرب كل جوانب الحياة. خليه يبحس عن السعادة في الشرق والغرب المال والجاه في الصحة والسلطة في النساء وفي الاولاد. لن يناله منها شيء. لن تصل القلوب الى مناهة حتى تصل الى مولاه. باختصار شديد ولا تصل الى مولاه. طب ازاي تصل يا مولانا؟ ولا تصل والى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة. عشان كده مشروع العمر اللي احنا عايزين نعيش له ايه؟ الا من اتى الله بقلب سليم ده مشروع عمرة على فكرة مشروع عمر يعني عايز واحد يشتغل له كده بحيس ان تبقى دي قضيته الاولى في الحياة. ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب فدواؤها فيصيرا نفس داء دوائها. حتى ينقلب داؤها فيصيرا نفس دوائها. انها تتداوى الدواء جوة منها. ايه اللي جواه منها يتحول لدواء بقى؟ لا يصح زلك الا بمخالفة هواها. فهواها مرضها وشفاؤها مخالفة الهوى. طيب ان استحكم المرض قتل اوكاد. قلنا في غرفة عناية مركزة يصارع الوفاء ممكن تسمع خبر وفاته في اي لحزة. ونسأل الله العافية. وكما ان من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه كذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة. لا يشبه نعيم اهلها نعيم البتة هيبتدي يقول لك والله انتو مش واخدين بالكو الدنيا دي مليانة نعم ومليانة سعادة وفيها من من معاني الجنة فعلا بس مين يوصل لها؟ بيقول بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والاخرة وهزا امر لا يصدق به الا من باشر قلبه هزا وهزا. يبقى اللي هينهى نفسه عن الهوى اللي هيتعلق بربنا اللي هيسلك الطريق الى الله اللي هيسلم قلبه هيتزوق لزة وسعادة في لا تشبهها لزة. الفرق بينها وبين سعادة الدنيا المادية الزاهرة زي الفرق بين نعيم الاخرة ونعيم الدنيا. والامر ده محتاج ان حد يتزوقه بيقول ولا تحسب ان قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم مقصور على نعيم الاخرة وجحيمها فقط. لأ ان الابرار لفي نعيم في الدنيا. وفي البرزخ وفي الاخرة. وان الفجار في جحيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة قال ولا تحسب ان قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم مقصور على نعيم الاخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثة هم كزلك. اعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار الاخرة ودار القرار فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم وهل النعيم الا نعيم القلب؟ وهل العذاب الا عذاب القلب يعني هل النعيم الا نعيم القلب وهل العزاب الا عزاب القلب واي عزاب اشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر او ضيق الصدر واعراضه عن الله والدار الاخرة وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل واد منه شعبة وكل شيء تعلق به واحبه من دون الله فانه يسومه سوء العذاب بيقول انت انت مش عايز مش عايز تشوف ان العاصي ده متعزب ليه؟ انت ليه مش قادر تشوفه متعذب ما لكش دعوة بالمكياج ما لكش دعوة بالزينة الزاهرة. ما لكش دعوة باللي بيمسل انه سعيد. هو فيه عزاب في الدنيا اشد من حالة التمزق النفس اشد من حالة الخوف الداخلي اللي مسيطر عليه. اشد من الهم. الخوف من المستقبل. الحزن الاكتئاب على الماضي. ضيق ضيق الصدر اعراضه عن الله عز وجل والدار الاخرة تعلقه بغير الله انقطاعه عن الله ويقول لك ايه انقطاع عن الله بكل واد منه على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد بعتها بغاية الهوان. ازا كان هزا فعل عبد نفسه فمن زاله من بعد زلك يكرمه. ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء شعبة قلبه متمزع موزع في اودية الدنيا وبعدين يقول لنا قاعدة تانية. كل من احب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات. اي حاجة هتحبها من غير ربنا وليس وليس تبتغي بها قربة هتتعزب بها تلات مرات. اولا عزب به سلاس مرات في هزه الدار فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل يفضل متعزب من حالة الشغف والشوق والتطلع للحاجة دي عشان تحصل له. فازا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته. يفضل عايش متعزب بالخوف على الايه؟ على الحاجة اللي هي تروح منه. طيب حال حصولي بالخوف من سلبي وفواتي والتنغيص والتنكيد عليه. وبانواع المعارضات فازا سلبه اشتد عزابه عليه. فهذه ثلاثة انواع للعذاب في هزه الدار. واما في البرزخ فعذاب يقارنه الم الفراق الذي لا يرجو اودى حاجة كان بيحبها قوي قوي وفارقها. فبيتعزب بكده. عشان كده ربنا قال لنا ايه؟ ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. ايه؟ تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا. فيما انتم مقدمون عليه. ولا تحزنوا على ما تركتم تو وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون يبقى ايه اعزابهم في البرزخ لا يقارنه يقارنه الم الفراق الذي لا يرجو عودة والم فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده حال انشغاله في الدنيا فوت حاجات كتير. لما انشغل في الدنيا وليكن بالمال مسلا. فوت على نفسه زكر وتلاوة قرآن وصلاة. طب لما انشغل في الدنيا بتحصيل بعض الشهوات المحرمة فاتوا مع طاعات كتير ومعاني جميلة كتير. فوتت عليه درجات في الجنة وفوت عليه خير. فعشان كده بيقول والم فوائد ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده. والم الحجاب عن الله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. والم الحسرة التي تقطع الاكباد. فالهم والغم والحسرة الحزن تعمل في نفوسهم نزير ما نزير ما تعمل الهوام والديدان في ابدانهم. يبقى هو ميت في القبر الدود بياكل في جسمه والهم والحسرة والحزن والغم يأكل في نفسه وروحه. بل عملها في النفوس دائم مستمر حتى يردها الله الى اجسادها لحد يوم البعس ما تردد ارواح في الاجساد. هيحصل له ايه بقى؟ فحينئذ ينتقل العذاب الى نوع هو ادهى وامر. كما قال الله عز وجل بل الساعة ادهى وامر فاين هزا من نعيم قارن الحالة دي بقى من حالة الايه؟ اللي ربنا من عليه واصلح حاله واتعرف على ربنا وانس بالله وتلزز بالطاعة. بيقول فاين هزا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وانسا بربه واشتياقا اليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بزكره حتى يقول بعضهم في حال نزعه وطرباه. يعني ايه حال نزعه وهو بيموت يعني هو في حالة الموت وبيطلع في روحه وطرب اشعر بالطرب. ليه؟ ليه بيشعر بالطرب؟ لان قال الله عز وجل هو رايح يقابل ربنا مين اللي قال كده بقى؟ الكلام ده جه عن بلال بن سعد لما حضرته الوفاة قال غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه. فتقول امرأته يا ويلاه هو يقول وا فرحاه. اخرجه الامام ابن ابي في كتاب اسمه المحتضرين. ابن ابو الدنيا رحمه الله يعني امام من اهل الحديث لكن شغل باله ان يصنف في كل ابواب التزكية. والرقائق في كل باب يجمع فيه بقى ايه؟ الاحاديث واثار السلف في الباب ده فرحمه الله رحمة واسعة. ويقول الاخر لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليها بالسيوف عليه بالسيوف. مين ده ؟ ابراهيم ابن ادهم. بيقولوا انتم عارفين الملوك امراء الناس اللي عندها بطش وزلم دولت اللي بيدوروا على على الشهوات واللزات لو لو عرفوا كده حجم السعادة اللي بيعيش فيها اهل الولاية والقرب واهل الطاعة وحجم النعيم اللي هم فيه فعلا لجالدونا عليه بالسهيل يحاربونا عشان ياخدوه. طب ما يعملوا زي لأ بس سادي دماغهم يعني هو ايه ياخدها بالحرب ما ياخدهاش بمعرفته. ويقول الاخر ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة مين اللي قال كده ابن تيمية رحمه الله ابن القيم بيقول ايه بقى اسمع بقى الكلام ده بس اسمعه بقلبك كده بيقول السلع فسل المقومين. ازا لم يكن لك خبرة بقيمة السلع فسل المقاومين. انت مش عارف قيمة السلع اللي معك اسأل حد فاهم فيها فيا عجبا من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى والسفير الذي يعني بيقول لك انت معك كنز اسمه حياتك اسمه عمرك وانفاسك. تستطيع من خلال هزا الكنز ان انت ايه تصل الى القرب من مولاك قمت انت مضيعه مبدده عشان ايه يعني؟ حصلت من وراه ايه ؟ غفلات سقطات بعد معاقرة شهوات محرمة اعراض عن الطاعة آآ نسيان للقاء الله عز وجل وبعدين تقابل ربنا سبحانه وتعالى وقد افلست. ونسأل الله العافية. فصل ومن عقوباتها من عقوبات الذنوب والمعاصي انها تعني بصيرة القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي لما اجتمع به ورأى تلك المخايل لقى عليه المخايل يعني علامات اجاب الفطنة والفهم. فقال اني ارى الله قد القى على قلبك نورا. فلا تطفئوا في ظلمة المعصية ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مسل الليل البهيم. فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصره. كاعمى خرج بالليل في طريق زات زات مهالك ومعاطب. فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب. سم وتلك الظلمات وتفيض من القلب الى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها تزايدها. فازا كان عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هزه القبور ممتلئة على اهلها ظلما. وان الله ينورها بصلاتي عليهم صلى الله عليه وسلم. الحديس ده حديس اه في صحيح مسلم لما النبي عليه الصلاة والسلام كان هناك امرأة سوداء تقوم من المسجد فباتت ودفنوها ولم يؤزنوا للنبي عليه الصلاة والسلام. فزعل جدا غضب ولما ليه كده قولوا لي وانا اروح يعني اشارك في دفنها والصلاة عليه؟ فاعلموه بقبرها فزهب فصلى على القبر وقال هزه المقولة بقى ان هزه قبورا مملوءة ممتلئة على اهلها ظلمة. وان الله منورها بالصلاة عليه. صلى الله عليه وسلم فازا كان يوم المعاد وحشر الاجساد علت الوجوه علوا ظاهرا يراه كل احد حتى يصير الوجه اسود مسل الحمم فيا لها عقوبة لا توازن لذات الدنيا باجمعها من اولها الى اخرها. فكيف العبد المنغص المنكد المتعب في زمن انما هو ساعة من حلم. فالله المستعان فصل ومن عقوباتها انها تصغر النفس وتقمعها وتدسي وتحقرها حتى تصير اصغر شيء واحقره. كما ان الطاعة تنميه فيها وتزكيها وتكبرها. انت عارف بقى العقوبة ديت؟ حاجة سبحان الله! ان الانسان يسقط من عين نفسه. مش عارف يبص لنفسه في المراية. ودي على فكرة صعبة قوي. صعب قوي ان الانسان ما يبقاش متقبل نفسه على فكرة دي دلوقتي بيشتغلوا عليها لانها احد الحاجات اللي عاملة مشاكل نفسية كبيرة. مسألة ايه؟ يقول لك ايه؟ تقديره لزاته منخفض حتى عند الاطفال يقول لك دي مشكلة ده تقديره لزاته منخفض. ده ما عندوش تقبل لزاته. ما عندوش تقبل لنفسه. على فكرة الموضوع ده لو اتمد على سقابته هينتحر خلي بالك بس او ممكن يقع في الادمان او اي حاجة هيضيع فعلا. فهو بيقول لك بقى مشكلة الانسان اللي بيقع في المعصية ان هو المعصية بتصغر نفسه. قدام مين؟ قدام ربنا. وقدام مين؟ قدام الناس. وقدام مين قدام نفسه. فمسألة شعور بالضآلة والقزامى والحقارة والتدسية شعور مؤلم جدا جدا جدا. هو انتم يا جماعة مش بتشوفوا الناس اللي هم مصلحون واهل الدين واهل الفضل والعلم والجهاد وغيرهم. ليه بيصبروا على ايه اللي بيصبر على السجن واللي بيصبر على القتل واللي بيصبر على اه مكابدة الاهوال ليه ايه اللي بيحملهم على كده؟ يحملون نفوسا كبيرة يشعرون بداخلهم بقدر هزه نفس فبترتفع وبترتقي معهم. والعكس بالعكس كتير من جرايم الشرف بتختم بجرايم قتل يعني واحد يقع في الفاحشة وبعد ما ينتهي من فعل الفاحشة يقوم يقتل الايه المرأة اللي معه ليه هي بالنسبة له فعلا ما لهاش قيمة اصلا. اصلا. فمسألة قتلها دي بالنسبة له مسألة سهلة قوي قوي. هي ما لهاش قيمة. بين قدام عينيه ده على فكرة امور متكررة. فكرة ان الانسان يوصل لمرحلة بانه لا شيء. يبقى من عقوبات الذنوب والمعاصي انها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير اصغر شيء واحقره. كما ان الطاعة تنميه وتزكيها وتكبرها. قال تعالى قد افلح من زكاه. وقد خاب من دساها. والمعنى قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة الله واظهرها وقد خسر من اخفاها وحقرها وصغرها معصية الله. واصل التدسية الاخفاء. ومنه قوله تعالى يدسه في التراب فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به قد ان قمع عند نفسه وانقمع عند الله وانقمع عند الخلق. فالطاعة والبر تكبر النفس عزها ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ولكن المنافقين لا يعلمون. فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير اشرف شيء واكبره وازكاه اعلاه. ومع زلك فهي ازل شيء هو اصغر لله تعالى. النفس بتزكو وتعلو وتكبر وتعز الا على مولاها. فتتضاءل وتتعبد وتباد في التزلل لله عز وجل. وبهزا الذل لله حصل لها هزا العز والشرف والنمو. فما صغر النفوس مسل معصية الله وما كبرها وشرفها ورفعها مسل طاعة الله. عرفنا ليه يا جماعة ودت الزانية لو زنت النساء جميعا؟ عرفنا ليه؟ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ما هو ربنا يقول لك ايه الذين يبخلون وايه؟ ويأمرون الناس بالبخل طب انت بخيل انت بتأمر الناس بالبخل ليه انت ما لك؟ لأ احنا نبقى زي بعض. احنا نبقى كلنا ناس حقيرة وتعبانة كده عارف انت آآ رواية اللي ما يتسماش اللي كان بيقول ايه؟ يا عزيزي كلنا لصوص واخد بالك؟ هو هو عمل رواية كده فعلا حساب القدوس قال كده هو رواية ويتعمل بعد كده عمل مش عمل سينمائي ولا مسرحي ولا ايه ولا اه اهو فيلم اهو واخد بالك هو هو فيه كده المعنى ده المعنى بتاع ان ايه؟ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء. الزين يبخلون ويامرون الناس بالبخل المرأة اللي بتسقط تود انه لا يبقى على وجه الارض امرأة شريفة. اه لأ ده دول كانوا عايزين يطردوهم لكن عايزين واحد عايز يوحلهم معه يسقطهم في الوحل. هو دي احد اهدافه. احد اهدافه. انت تلاقي لو في مجموعة بيشربوا سجاير او اشربوا آآ مسكر او مخدر. ومعهم واحد متعفف يفضلوا ورا منه اهداء مجاني. اهم حاجة يتلوس مسلهم. وبعد كده خلاص بقى ايه؟ واحد موظف شريف في مصلحة تعج بالمرتشين. يفضلوا ورا منه لحد ما ايه ؟ لحد ما ياخد الرشوة زيه. وبعد كده نبقى زي بعض. ما حدش افضل من التاني. احنا كلنا واقفين على خط واحد في كلنا في نفس المستوى. والله المستعان. فصل ومن عقوباتها ان العاصي دائما في اسر شيطانه وسجن شهواته وقيد هواه. فهو اسير مسجون مقيد. ولكن اسير اسوأ حالا من اسير اسره اعدى عدو له. ولا سجنا اضيق من سجن الهوى ولا قيد اصعب من قيد الشهوة. فكيف يسير الى الله والدار الاخرة؟ قلب مأسور مسجون مقيد وكيف يخطو خطوة واحدة؟ وده موضوع بقى هيحتاج استفاضة نرجئه ان شاء الله للدرس القادم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلني واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم