كثرة الفروع وكثرة الجزئيات. في حي صبيص لا يدري ذهنه اي فرع يحفظ واي فرع يضبط فلا يكون علمه علما راسخا وانما يكون علم الطالب علما سابحا على موج بحر الله عز وجل بين حكم كل فرع على حدى مما يدخل تحت هذه الاية لكثرت اجزاء القرآن واعداد مجلداته. ولكن سبحان الله ستمئة واربع صفحات يقول الله عز وجل في ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال كله. فاتي به نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل خير تحب ان ينفق فيها الا فقت فيها لك الاصول والقواعد لصار صاحب علم راسخ وصار عقله في امان من كثرة التشويش. ولذلك يقول الناظم وبعد فالفقه عظيم واسع ونجمه بين الفنون ساطع. يقول انا ما انكر فضل الفقه. لكن ايش المشكلة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين سوف نأخذ في هذه المجالس الستة باذن الله عز وجل جملا من القواعد الفقهية وقد خصصها المرتبون لهذه الدورة في اعظم القواعد الفقهية وفي اسها وفي لبها واصلها واساسها وافخمها واخطرها واشدها اثرا في الفروع. الفقهية وهي القواعد الخمس الكبرى وما تفرع عنها وهي القواعد الخمس الكبرى وما تفرع عنها. لقد عرفتم من منهجنا اننا نوصي دائما بدراسة العلم على طريقة للتأصيل والتقعيد وهي انفع ايها الاحبة الفضلاء من طريقة التفريع والتجزيء. وقد بينا كثيرا لكم ان طالب العلم سلوك طريق التعلم على هذه الطريقة العظيمة يستفيد عدة امور. الامر الاول انه يحيي طريقة التعليم في الكتاب سنة فان الكتاب والسنة انما نص على قواعد الاشياء واصولها وكلياتها وضوابطها فالقرآن لم يهتم بتفصيل بيان احكام جزئيات المسائل وفروعها. وانما حرص القرآن على بيان الكليات والاصول والقواعد. ولذلك تجد الاية او بعض الاية من القرآن يحمل في طيات تحمل في طياتها المعاني الكثيرة والفروع العظيمة التي ربما لا تحصر تحت عدد معين. فاذا طريقة تعليم القرآن والسنة انما هي طريقة التفريع انما هي طريقة التأصيل والتقعيد. ولذلك لو نظرت الى قول الله عز وجل ويحل لهم الطيبات لوجدت انه يدخل تحتها باب المأكولات وباب المشروبات وابواب كل ما يوصف في هذه الدنيا بانه من الطيبات من المطاعم والمشارب وغيرها فانه يكون حلالا رأيكم لو ان القرآن فصل احكام الفروع كل كل فرع اعطاه حكمه في القرآن. لوجدنا ان القرآن ربما لا ينقص عن ستين مجلدا او مائة مجلد لكن الله اعطاك الاصل العام والقاعدة التي بها تتعرف على ما يدخل على احكام ما يدخل تحتها من الجزئيات والمسائل. وكذلك يقول الله عز وجل مثلا قل من حرم زينة الله فيدخل تحت هذا هذه القاعدة كل زينة. الزينة المأكولة والزينة المشروب والزينة المفروشة والزينة الملبوسة وزينة النساء والحلي. ويدخل تحتها من الفروع ما لا يحصر في عدد. لو ان على احد التفسيرين ما فرطنا في الكتاب ما فرطنا في الكتاب من شيء. فحتى لا نبعد عن طريقة التعلم في القرآن والسنة. ننطلق في تعلمنا على طريق التأصيل والتقعيد وهي الطريقة التي اوصي بها نفسي وقد رأيت اثارها على نفسي سواء في الدورات او المحاضرات او الدروس او في الافتاء او في التعليم او في طريقة تلقي العلم الشيء الذي احب ان اطلعكم عليه ايها الاخوان. لان من تمام ايمان المرء انه يحب لاخوانه ما يحب لنفسه. الامر الامر الثاني اختصار الزمان في طلب العلم. فلو خيرت بين امرين احدهما ان تتعلم قاعدة واحدة في ساعة في ساعة من الزمان. ويدخل تحتها ثلاثة الاف فرع. والامر ثاني ان تتعلم حكم ثلاثة الاف فرع كل فرع على حدة. فاي الزمانين اخسر واي الزمانين اقصر لا جرم ان الزمان الاول اقصر. والزمان ايها الاخوان يفوت واللحظات تتفلت. والاعمار قصيرة فلا ينبغي لطالب العلم ان يسبح في بحر التفريع ويجلس المدد والازمنة الطويلة ثم هو لا يحصل شيئا. ثم لا ثم هو لا شيئا. ومن المعلوم ايها الاخوان انه اذا كثرت المعلومات على الذهن اكلته. واضعفت قواه وصار اخرها ينسخ اولها. اوليس كذلك؟ لكن القواعد معدودة محصورة معروفة ذات الفاظ يسيرة لا يكل الذهن بمعرفتها ولا بحفظها ولا بالتعرف على ادلتها او ما يدخل تحتها من الفروع. فحين اذ كون الانسان يتعلم اصلا من الاصول في زمن يسير. يدخل تحت هذا الاصل مئات بل الاف الفروع ثم هو بنفسه يستطيع ان يستنبط احكام هذه الفروع لما تعلم هذا الاصل وظبطه لا جرم ان الزمان حين اذ يختصر. ولذلك لا نستغرب ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس بعد هجرته عشر سنين يعلم اصحابه وتخرج اصحابه في هذه في هذا الزمن اليسير علماء. لا تعرف الامة بعدهم اعظم منهم علما ولا ازكى منهم قلوب ولا اجمع منهم لفروع الشريعة واصولها ومعرفة مقاصدها كل ذلك لانه صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم الاصول وكان يعلمهم القواعد وكان يبين لهم احكام الاشياء ببيان باحكام كلياتها اما نحن معاشر طلبة العلم فربما نجلس في درس فقهي قرابة العشرين سنة ثم بعد ذلك لو سألنا الطالب عن اوائل الدروس سواء الأحكام التي تعرفها في اوائل الدروس لصارت ها اثرا بعد عين في ذهنه لا يحفظ منها شيئا. لكن لو ان طالب العلم كرس جهده وآآ رتب وقته في دراسة قاعدة في كل يوم او على الاقل كل اسبوع يتعلم قاعدة وكل ثلاثة ايام على حسب ذهن الطالب وذكاءه كل ثلاثة ايام يتعلم قاعدة ويظبطها افرادا واجمالا استدلالا ثم يمرس ويدرب نفسه على استنباط الفروع عليها. مما يعرض له من ادلة الكتاب والسنة. ومما يقرأه من من كتب الفقهاء فانه والله سوف يحصل خيرا عظيما. وجرب تجد. وهذه هي الطريقة التي تخرج بها العلماء الافذاذ الذين لا تزال الامة تتفيأ ظلال اقوالهم واختياراتهم وثباتهم وتعليمهم وعلمهم ومؤلفاتهم الامر الثالث مما يستفيده الطالب من طريقة التأصيل والتقعيد حفظ اصول الشريعة والقدرة على الذب عنها والدفاع عنها ورد جميع الشبهات الواردة عليها. فان الاصول اذا فهمت فهم طبعا واما الفروع اذا فهمت فانها لا تفظي بالانسان ولا بطالب العلم الى فهم الاصول والمقاصد. فاذا طفل الانسان حينئذ الاصول الشرعية صارت عنده القدرة على الذب عن الشريعة والدفاع عنها. ولذلك غالب من يذب عن الشريعة كتابا وسنة واجماعا وقياسا وغيرها انما هم الاصوليون العارفون باصول الشريعة قواعدها والمدركون والراسخون في معرفة مقاصدها. واما اصحاب التفريع والتجزيء الذين يحفظون الفروع بجزئية يأتيها فقط فهؤلاء قد لا يستفاد منهم كثيرا اذا قدح في اصول الشريعة واذا تكلم الاعداء في في كلياتها وقلب طرفك في العالم تجد ان الذين يدافعون عن اصول الشريعة وينافحون عنها اقصد باصول الشريعة الكتاب والسنة والاجماع والقياس هذه اصول الشريعة. انما هم تجد انما هم العلماء الذين تمرسوا على طريقة التأصيل والتقعيد الفائدة الرابعة حفظ العقل من كثرة التشويش بالتفريع. حفظ العقل من كثرة تشويشة بالتفريع فاننا قد نبقى زمانا في دراسة كتاب الطهارة ثم بعد ذلك ما يأتينا باب الصلاة وندخل في مسائله الا وينسى الذهن كتاب الطهارة او تتداخل الفروع بعضها في بعض. فيبقى الطالب او على سفح رمل لا يثبت ولذلك تجد الطالب يقول اذكر انني قرأت في المغني كذا او قرأت في فتوى كذا اذكر يمكن واظن اني سمعت وتلك العبارات التي تدلك على انه غير راسخ في العلم. على ان المعلومة لا تزال مشوشة عنده. لكن لو انه طلب العلم على لكنما فروعه كثيرة. وتجعل العقل بالف حيرة. ان لم تكن تنظم في قواعد تسهل الرجوع الفوائد ومن الفوائد ايضا ايها الاخوان معرفة مآخذ العلماء في اختياراتهم. وهذا امر معروف مجرب يحس به كل من درس العلم على طريقة الاصول والقواعد. ولذلك حسب التتبع والاستقراء في خلاف العلماء ايها الاخوان. اقسم بالله قسما يسألني الله عنه يوم القيامة. ان اعظم اسباب اختلاف العلماء في الفروع هو اختلافهم في الاصول. فاذا لم يكن عندك مدرك كامل وفهم عام شامل. في الاصل في في الاصل الذي اختلفوا فيه فحينئذ لن تعرف الترجيح بينهم في التفريع الذي اختلفوا فيه. الا ان تكون مقلدا لفتوى او اما ان تكون راسخا في الترجيح وانت الذي جئت بهذا الترجيح اجتهادا منك فانا لا اقول لا يمكن ان يطلع الطالب على ذلك الا اذا فالاصل الذي اختلف العلماء بسببه. لانك اذا نظرت في الفرع وجدته مبني على خلاف في اصل. اذا اتركوا الخلاف في الفروع وانظر الى خلافهم في الاصل فاذا ترجح لك شيء من الخلاف في الاصل حينئذ سيترجح لك تبعا الراجح من احد القولين اهو هذا او هذا؟ مثال ذلك اختلف الحنفية رحمهم الله تعالى مع الجمهور في في حكم الوضوء من مس الذكر. فقال الحنفية لا ينتقض الوضوء به. وقال الجمهور ينتقض الوضوء به على شروط عندهم يختلفون فيها. قبل ان تبحث في هذا الفرع انظر اولا في الاصل الذي بني عليه هذا الخلاف وهو ان هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى بنوا خلافهم على قاعدة وهي ان خبر الاحاد هل هو معتمد فيما تعم او لا الجمهور يقولون معتمد والحنفية يقولون ليس بمعتمد. طيب ما القول الصحيح؟ على حسب دراسة هذه القاعدة التي قطعنا وقتا طويلا ودرسناها في تحرير القواعد. الجواب هو قول الجمهور وهو ان خبر الواحد في المسألة التي يحتاج معرفتها عموم الناس حجة ولا يشترط في تلك المسألة العامة ان يروى فيها خبر متواتر. فاذا صح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر احاد فالواجب اعتماده وقبول مدلوله والمصير اليه وتحرم مخالفته ولو كان في مسألة تعم بها البلوى. طيب اذا بناء على الترجيح في هذا الاصل ما الراجح في مس الذكر؟ اهو ينقض ولا ما الجواب انه ينقض لانه رويت فيه اخبار احد نعم في مسألة تعم بها البلوى لكن الخبر صحيح. فاذا لا يستطيع الطالب ان يرجح بين اقوال العلماء فيما اختلفوا فيه في الفروع الا اذا عرف مآخذهم في هذا الخلاف. ولا يمكن الطالب ان يعرف مآخذ العلماء في هذا الخلاف الا اذا عرف الاصل الذي بني عليه هذا الخلاف وهذا هو الذي يجعل يذوق لذة الفقه والنظر في خلاف العلماء. والله العظيم كثير من طلبة العلم يمل اذا قيل اختلف العلماء ما اكثر خلافهم على طول يقلب الصفحات مباشرة الى ان يصل الى الراجح ما عنده استعداد. لما استثقل قراءة كخلافهم لانه لا يعرف الاصل الذي بني عليه هذا الخلاف. والا فلو عرفه فانه حينئذ سوف يجد في كل اه استدلال وفي كل قول وفي كل نص يذكر يجد فيه لذة لانه يعرف حينئذ ما الراجح فيه من المرجوح ويكون عند لساني ملكة في وقدرة يعني ظاهرة واضحة في الترجيح بين الاقوال ومعرفة الحق من الباطل. ومن من الفوائد ايضا ايها الاخوان قدرة الاقناع قدرة الاقناع فانك لا تجد احدا عنده القدرة على اقناع الخصم بقوله الذي توصل له الا اذا كان صاحب اصول وقواعد. فان الذهن يستسلم لامرين. يستسلم للنص ويستسلم للتأصيل ولذلك تجد ان الانسان يخاصمك فاذا قلت له قال الله وقال رسوله ان كان في قلبه ايمان سيقول سمعنا واطعنا. اثر المسألة فيها دليل اذا انا امرأة على مهر وهو ينوي الا يعطيها منه فهو زان. فهو زاني لان هذا هو حقيقة الزنا هذا هو حقيقة الزنا. يقول الله عز وجل واتوا النساء صدقاتهن نحلة. والمهر شرط لصحة النكاح. فهذا ما كنت اعلم بالدليل وكذلك اذا اقنعته بالقاعدة ثم اتبعت بعد اقتناع عقله بها. اتبعت القاعدة بالفرع المختلف فيه لوجدته يستسلم لك ويسيل بين يديك. وهذا امر معروف معروف مجرب. مثال ذلك مثال ذلك. لو ان انسانا عنده محبة للخير نظر في خلاف العلماء اذا اذن المؤذن والانسان يقرأ القرآن. ايهما يقدم؟ الترديد وراء المؤذن ولا اكمال القراءة يقول هذا الانسان اللي عنده خير لا يمكن ان يقطع كلام الله من اجل كلام احد. هذا هذا كلام الله وهذا كتاب الله قراءة وهو اعظم الاذكار وافضل الاقوال واعظم الكلام. فكيف نقطع كلام الله عز وجل؟ واستمرار قراءته من اجل وراء المؤذن هذا يقوله بعض الناس. لكنك لو قلت له لو قلت له اننا اذا قطعنا القراءة وقت فسنستطيع ان ندركها ما بعد الترديد. فاذا عبادة الاستمرار في القراءة عبادة ان فاتت فانها تفوت الى الى بدل الحمد لله اللهم عوضنا بدل. ولكن هالترديد عبادة الترديد اذا فاتت فانها تفوت لغير بدن. واذا عبادتان احداهما تفوت الى بدل والاخرى تفوت الى غير بدل فلا جرم اننا نقدم ما تفوت ما يفوت الى غير بدل لفوات جملة وتفصيلا. واما الثانية فانها وان فاتت مصلحتها في جزء يسير وهو الترديد. فاننا سندرك مصلحتها في وقت اخر. فحينئذ لا اظنه ان كان ذا عقل وليس بمتعصب او معاند او كثير جدل الا ويستسلم لك لما فهم الاصل الذي تبنى عليه هذه هذه هذه الجزئية او هذا الفرع. فاذا القدرة على اقناع الخصم متفرعة على دراسة الاصول اصول الاشياء وقواعد الاشياء. وانك لو صبرت اكثر خلاف الناس في الجزئيات لوجدته راجعا الى اختلاف في ايش؟ في اصول وكلية ولذلك لابد ان تعرف الراجح. عند هؤلاء في كلياتهم حينئذ تعرف لماذا لماذا اختلفوا بعض الناس يختلفون في جزئيات ها ترجع الى ان القاعدة عندهم ان العادة تقول كذا. فكيف تفعلون كذا؟ فاذا خلافهم في هذه الجزئية نابع عن مخالفة قاعدة عندهم وهكذا غالب خلاف اهل الكرة الارضية. يختلفون في الجزئيات بناء على اختلاف في في كليات سواء كان اختلافا دنيويا او اقتصاديا او اجتماعيا او شرعيا او غير ذلك من انواع الخلاف فالحكيم هو الذي يعرف الاصول والقواعد. ثم اذا اقنع عقل الخصم بهذا الاصل حينئذ يجعل من جملة فروع هذا الاصل هذا الفرع ومن فوائدها ايضا معرفة مقاصد الشريعة معرفة مقاصد الشريعة مقاصد الشريعة لا تعرف الا اذا عرف الطالب الاصول الكلية والقواعد والمقاصد العامة التي بنت الشريعة احكامها عليها. فان جميع احكام الشريعة عقدية كانت او فقهية. كلها قررها الله عز وجل لمراعاة ايش؟ مقاصد معينة. كتاب الطهارة لحماية مقصد الدين. كتاب الصلاة لحماية مقصد الدين. كتاب العبادات كله لحماية مقاصد الدين. وكتاب معاملات لحماية مقاصد المال. وكتاب الانكحة لحماية مقاصد ها العرض والنسل. وكتاب الحدود والجنايات لحماية ايش؟ النفوس. ولا لا يا جماعة؟ فاذا رأيت رأيت ان اغلب الفروع الفقهية التي عليها انما ترجع الى احياء مقاصد. فبدل ان تنظر في فروعها انظر في مقاصدها. لانك انت بنفسك اذا فهمت المقاصد تعرف حينئذ ما الذي يدخل تحتها من الفروع ومن لا وما لا يدخل تحتها. ولذلك تجدون ابا العباس ابن تيمية وتلميذه العلامة الامام ابن طيب يقولان وهذا لا هذا الفرع ليس من الشريعة في صدر ولا ورد. لماذا يجزمان بهذا النفي؟ لانهما عرفا مقاصد الشريعة وهذا فرع لا يدخل تحت تحقيق مصلحة ولا يدخل تحت دفع مفسدة وما لا يدخل تحت تحقيق المصالح ودفع المفاسد فليس من الشرع في صدر ولا يستطيع الانسان ان يقول هذا من الشرع هذا ليس من الشرع. هذا القول بعيد عن اصول الشريعة. هذا القول قريب منها. بل وقد يكون الطالب قادرا على الترجيح بمعرفة المقاصد قادر على الترجيح بين اقوال العلماء بالنظر الى ايش؟ الى اقربهما تحقيقا لمقاصد لمقاصدي الشريعة من ذلك مثلا اضرب لك مثالا ايهما اهم عند الشرع. كثرة العبادة ولا الاستمرار على العبادة ولو قلت؟ هذا من مقاصد الشريعة. من مقاصد الشريعة الاستمرار على العبادة. فلو جاءك رجل وقال اني اريد ان اقوم الليل مئة ركعة. ولكني اخشى ان يتثقل نفسي الليالي القادمة بسبب كثرة التعب الذي اصابه. او انني اصلي كل ليلة ركعة واستمر عليها الى ان اموت. الذي لا المقاصد سيغتر بالكثرة. ولكن الذي عنده معرفة وفهم لمقاصد الشريعة حينئذ يستطيع ان يدله على اقرب القولين تحقيقا لمقصود الشارع فكيف يتعرف الطالب على مقاصد الشريعة؟ اذا كان هو جاهلا اصلا بالاصول والقواعد. ولذلك الامور بمقاصدها ترى من مقاصد اقصد الشريعة لان من مقاصد الشارع تجريد نيات الاعمال لوجه الله عز وجل. من مقاصد الشريعة من قاصد الشريعة رفع الحرج عن المكلفين الذي تعبر عنه قاعدة المشقة تجلي بالتيسير. من مقاصد الشريعة عدم ادخال المكلفين تحت الشكوك قوى الاوهام والعمل باليقين الذي تعبر عنه قاعدة اليقين لا يزول بالشك. من مقاصد الشريعة رفع الضرر عن المكلفين فلا يجوز لاحدهم ان يعتدي على احد بضرر ولا ان يعتدى عليه بضرار. فلا ضرر ولا ضرار. هذه من مقاصد الشريعة ومن عدم مخالفة احوال المكلفين وبقاء امر الناس على ما هو عليه ما لم يخالف الشرع هو قاعدة العادة محكمة اذا هذه القواعد تعبر عن اصول ومقاصد شرعية اصلا. يحتاجها الطالب. فاذا لم يكن الطالب عارفا بها فكيف بالله عليك يفهم ما ورائها؟ هذا هو الذي يجعلنا نقول للناس تعلموا على طريقة التأصيل والتقعيد ولذلك ينكر علينا بعض الناس يقولون لماذا تقولون للناس تعلموا على طريقة التقعيد والتأصيل؟ لماذا لا تقولون؟ تعلموا على طريقة الكتاب والسنة هل كلام هذا وانكاره صحيحا؟ تاب لا. لان تلك القواعد اصولها ماذا؟ اصولها الكتاب والسنة. فاذا دللتك على ان تتعلم انما الامور بمقاصدها فانا ادلك على ان تتأمل وتتعلم وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. انما الاعمال بالنيات قل الله مخلصا له ديني. فانا امرك بالكتاب والسنة ولكن بدل ان امرك بالايات على على على افرادها امرك بان تتعلم الكلية التي تخدمها هذه الايات. مفهوم يا اخواني هذا ولا لا؟ ولكن على حسب النظر وجدت انه ليس كل ها ان تقبلوا هذا المنهج ولا يتوافق هذا المنهج مع كل العقول. لان من الناس من يجلس معنا ازمنة من جلس معنا ازمنة مديدة في التعلم. ربما تفوق الست سنوات واكثر. ولا اجد منه تميزا الى الان في تخريج الفروع على الاصول. ومن الناس من لم يجلس معنا الا اشهرا او يسيرة وانا كاني اراهم الان. لكن مع ذلك وجدنا منه تميزا في معرفة واستيعاب عقله للاصول الفروع. فانا اظن والله اعلم ان هذا المنهج لا يتوافق مع كل العقول والامزجة فانت جرب نفسك في هذه الطريقة واعرظها على ذهنك وتعلمها فترة من الزمن فاذا وجدتها فعلا تتلائم مع تفكير وتتناسب مع درك جنانك ومع راحة نفسك وانشراح صدرك فحينئذ انت ممن اختارهم الله عز وجل لهذه الطريقة فابدع ابدع فيها ايما ابداع. ولا تقتصر على ما ذكره السابقون فقط من الفروع. حاول انت ان تمرس نفسك على استنباط قوانين جديدة فان المجال لا يزال مفتوحا. ولذلك انا ارى والله اعلم في الشرح الممتع قواعد لم يذكرها قبل الشيخ محمد ابن عثيمين احد ولا ينكر ذلك على الشيخ محمد الا رجل جاهل ولم يقرأ الكتاب. لكن لو قرأت هذا الكتاب وتفحصته لوجدت ان الشيخ رحمه الله يبدع في انتاج القواعد. ينتج قواعد جديدة لم يذكرها السابقون. بسبب سعة علمه بمقاصد الشرع. واذا رأيت ان ما ذهنك كال عن هذه الطريقة. وانك تميل الى طريقة الفروع والجزئيات. فانه قد علم كل اناس مشربهم قم فلا تطل الزمان في هذه الطريقة وانما تبدع فيما فتحه الله عليك من العلم. وهذا امر معروف فمن الناس من يفتح الله عليهم ها في التفسير ولا يفتح عليهم في غيره. ومنهم من يفتح ومنهم من يفتح عليهم في كذا ولا يفتح عليهم في غيره. وتلك فتوحات يمن الله عز وجل بها على من يشاء من عباده دروسنا ستة ان شاء الله سوف تكون في شرح قواعد الخمس القواعد الخمس الكبرى. القواعد الخمس الكبرى وهي قاعدة الاعمال بالنيات وقاعدة اليقين لا يزول بالشك وقاعدة المشقة تجلب التيسير وقاعدة لا ضرر ولا ضرار وقاعدة العادة محكمة. وسوف يكون طريقة الشرح ان شاء الله كما يلي. اولا اذكر نص القاعدة مجزوما به على القول الراجح الثاني احاول شرح القاعدة افرادا ان كان في بعض افرادها تحتاج الى ايضاح والا فانتقل مباشرة الى الامر الثالث وهو شرح القاعدة اجمالا الرابع احاول ما استطعت ان اذكر جملا صالحة من الادلة الدالة على صحة هذه القاعدة كتابا وسنة. ان وجد والا فاذكر الموجود منهما ولا اطيل في الاستدلال لضيق الوقت الامر الذي بعده احاول ان افرع على القاعدة الام فروعا لا تنقص عن العشرة ان شاء الله تزيد في بعض القواعد وقد يعني تملون من بعض التفريعات او طول التفريع ولكن ان شاء الله مع كثرة التفريع تثبت القاعدة باذن الله عز وجل. الامر السابع انتقل مباشرة بعد ذلك الى ذكر القواعد المتخرجة على هذه القاعدة الام واتعامل مع كل واحدة منها كما تعاملت به مع القاعدة الام الا انها في قواعد الكلية لا اصل الى عشرة فروع وانما اكتفي بخمسة وقد تزيد قليلا لكنها لا تزيد على العشرة ان شاء الله الله! لا لا تزيد عن العشرة باذن الله ثم بعد ذلك الامر الاخير اذكر جملا من التنبيهات المتعلقة بتلك القاعدة الام من باب كمال التفهيم فيها ان شاء الله عز وجل. ننطلق لدراسة هذه القواعد ولعل الوقت يتسع لنا ان شاء الله تعالى. القاعدة الاولى الاعمال بالنيات وقد اجمع علماء الاسلام على انها من اعظم واهم اصول هذه الشريعة وذلك لانها تعبر عن نصف الدين. فان الدين اما عبادة باطن واما عبادة وهذه القاعدة تعطيك الميزان في عبادة الباطن. وهي ان الله عز وجل لا يقبل شيئا من العبادات الا ما كان خالصا لوجهه الكريم. يعني بنية خالصة ولذلك يقول العلماء ان بعض العلماء ان الشريعة مبنية على حديثين حديث يعبر عن ميزان الاعمال الباطنة وهو ما في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات الحديث. هذا ميزان للاعمال الباطنة. واما اما الحديث الثاني فهو ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وهذا يعتبر الميزان للاعمال الظاهرة. فالحديث الاول عن الاخلاص. وقد اجمع العلماء على انه شرط لقبول العمل. والحديث الثاني يعبر عن شرط المتابعة هو شرط ثاني لقبول العمل بالاجماع. فاذا لا يقبل الله من الاعمال الا ما كان خالصا لوجه الكريم. صوابا على سنة صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فان قلت وما معنى النية؟ فاقول النية تأتي بمعنى الهم وتأتي بمعنى العزم وتأتي بمعنى الباعث فان قلت ولماذا عبرت بهذا التعبير وخالفت به تعبير الفقهاء عن هذه القاعدة؟ فان الفقهاء قولون الامور بمقاصدها. فاقول اننا انتقلنا من تعبير الفقهاء الى التعبير عنها باللفظ المذكور اتساقا واتفاقا مع تعبير الشارع. في قوله انما الاعمال بالنيات. لان المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان التعبير عن المعاني الشرعية بالفاظ او لا؟ فبدل ان نخالف النص الشرعي ونعبر بتعبيرنا نحن فنقول الامور بمقاصدها نستبدله بلفظ خير من الفاظنا وعبارة خير من كلامنا عبارة المعصوم صلى الله عليه وسلم التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها لانها وحي يوحى وهي قولهم وهي قولنا الاعمال بالنية فان قلت وما معنى هذه القاعدة؟ فاقول معناها ان الاعمال وان اتفقت في في صورها الظاهرية ان الاعمال وان اتفقت في صورها الظاهرية الا انها تختلف صحة وبطلانا. وكمالا ونقصا. بحسب ما يقوم في قلبي من التوحيد والايمان والاخلاص لله عز وجل فالاثنان قد يعملان عملا واحدا في الصورة متفق في الظاهر. ولكن هذا يرفع عمله الى الله وهذا ويرمى به وجه صاحبه. مع ان الاعمال في الظاهر او الصورة في الظاهر متفقة ولكن تتفاضل الاعمال عند الله عز وجل بحسب ما يتفاضل الايمان والاخلاص في قلوب العاملين. وذلك لان محط نظر الرب عز وجل انما هو قلب ابن ادم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ولان النية هي محط حساب في في المقام الاول يوم القيامة. ولذلك يقول الله عز وجل يوم تبلى السرائر وقد ذكر الله عز وجل جملا من الايات من باب الترهيب بانه يعلم ما في الظمائر وما في الصدور ويعلم النفوس وما يقوم في القلب من المقاصد والبواعث و النيات. قال الله عز وجل ربنا انك تعلم ما نخفي وهي النيات وما نعلن من الاعمال الظاهرة. وقال الله عز وجل ان الله عليم بذات ويقول الله عز وجل ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فاذا ما تخفيه الصدور هو محط النية هو محط النية وعليه اساس العمل. فاذا لا ينظر الله عز وجل الى ظاهر العمل فقط بل ينظر في النظر الاول وفي الى بل ينظر في النظر الاول الى الى استقامة نية العمل. الى استقامة نية العمل فاذا الاعمال تتفاضل باعتبار ما يقوم في قلوب اصحابها من التقوى والاخلاص والايمان فان قلت وما انواع النية فاقول قسم العلماء النية الى قسمين الى نية العمل ونية المعمول له ونعني بنية العمل اي نية ايقاع العمل. وهذه النية تأتي انسانة مباشرة بمجرد علمه بما سيفعل. فمن علم ما سيفعل وعزم عليه فقد فقد نواه وسيأتينا في القواعد الكلية قاعدة خاصة بهذه النية ان شاء الله. وهذه النية هي النية التي يتكلم عليها الفقهاء رحمهم الله تعالى. ولكن النية الاخرى اعظم واخطر وافخم. وهي توحيد العمل للمعمول له. وهي التي يسميها علماء الاعتقاد الاخلاص. وهي التي والتي يكون ضدها الرياء. ويتكلم عنها علماء الاعتقاد. وانتم تعرفون ان المسألة اذا تكلم عنها علماء الاعتقاد وادخلوها في دائرة العقيدة فانها تكون اخطر ها من المسائل الشرعية الفقهية العملية التي يتكلم عليها الفقهاء فاذا هما نيتان لابد منهما لصحة العمل. فان قلت واي النيتين اخطر ولماذا فاقول نية الاخلاص لله عز وجل وتوحيده بالعمل اخطر واعظم اوف من النية الاخرى. واما قولك ولماذا؟ فالجواب عنه من عدة اوجه الوجه الاول ان نية العمل لا تحتاج الى مجاهدة وجهاد. بل من حين ما اعزم على العمل فقد نويته فهي لا تحتاج الى ان يعصر الانسان قلبه وفكره في استحضارها ولذلك يقولون من عزم على الشيء فقد نواه. واما النية الاخرى فانها لا تأتي مباشرة. بل انه يقف امامها عقبات كثيرة. عقبة محبة التسميع والرياء والشهرة ونظر الناس. فلابد لساني ان يجاهد في تحصيلها. والمجاهد في تحصيلها يدخل في قول الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهى سبلنا ولا جرم ان النية التي تحتاج في تحصيلها الى مجاهدة اخطر من النية التي تأتيك بلا مجاهدة. هذا اولا واما الوجه الثاني فنقول فيه ان النية ان النية ايقاع العمل اذا فقدت فقصارى عملك ان يكون باطلا. يلزمك ولكن نية الاخلاص اذا فقدت. فلا يتوقف الامر على بطلان العمل فقط. بل على بطلان العمل وعلى الوقوع في الشرك لان نية الاخلاص اذا فقدت وقع الانسان في الرياء. والرياء شرك اصغر اذا كان يسيرا وشرك اكبر اذا كان كثيرا غالبا والعياذ بالله. فاذا لا جرم ان النية الثانية اخطر من النية الاولى. فالنية الاولى اذا فقدت بطل العمل فقط لكن لا توقعك في الشرك ولا في الرياء. واما نية المعمول له وهي نية الاخلاص فانها اذا فقدت لم يبطل العمل فقط فليبطلوا وتعاقبوا يوم القيامة معاقبة المرائين من اهل الشرك والعياذ بالله ويوضح هذا الوجه الثالث ونقول فيه ان الشيطان احرص على في للقلب عن نية الاخلاص اشد حرصا منه على تغفيل القلب عن نية ايقاع العمل فان قلتم لي ولماذا؟ فاقول لان من اعظم مقاصد الشيطان مع ابن ادم ان يوقعه اولا في الشرك فاذا استطاع ان يوقعه في الشرك فانه قد حقق مع ابن ادم جولة ربح فيها. واما اذا عجب عن قلب ابن ادم النية الاولى فانما قصارى عمله ان يكون باطلا. فلذلك حظ الشيطان من نية الاخلاص اقوى واشد. فتجده يجلب على العقل والقلب والروح بخيله ورجله. وبما اتاه الله عز وجل من قوة لا ليغفل قلبك عن نية ايقاع العمل. بل ليغفل قلبك عن نية توحيد المعمول له فهو يريد ان يدخلك في دائرة الشرك في دائرة عبادة غير الله العبادة لغير الله او التصنع بالعبادة لغير الله عز عز وجل فلهذه الاوجه نقول ان نية الاخلاص اعظم في الشرع طلب من نية ايقاع العمل مع ان كلا النيتين مطلوب على انه شرط صحة للعمل فان قلت وما فائدة النية؟ وما فائدة النية؟ الجواب لقد قرر العلماء من الفقهاء والاصوليين رحمهم الله تعالى على ان النية فائدتها تمييز العبادات عن العادات وتمييز رتب العبادات بعضها عن بعض فاذا فائدة النية امران. الامر الاول تمييز العبادة عما يوافقها في الصورة من العادات والامر الثاني تمييز العبادات بعضها عن بعض اذا اتفقت في الصورة الظاهرية. واضرب لك جملا من الامثلة على ذلك المثال الاول ما رأيك في رجلين جلسا في المسجد من بعد صلاة الفجر الى غروب الشمس جلوس سورة جلوسهما سورة جلوسهما في الظاهر واحدة. ولكن احدهما كان ناويا التعبد لله عز وجل بعبادة الاعتكاف. والثاني كان مخاصما لاهله فلم يجد مكانا يجلس فيه الا المسجد. فالاول جلوسه جلوسا عبادة والثاني جلوسه جلوس عادة. فاذا الذي فرق بينهما ليس هي الصورة الظاهرية وانما الذي بينهما النية. فاذا فائدة النية تمييز العبادات عن العادات. ومثال اخر ما رأيك في رجلين امسكا عن الطعام والشراب من اول النهار من من طلوع الفجر الى غروب الشمس. لكن احدهما كان ناويا الصوم التعبد لله عز وجل بالصوم بهذا الامساك. واما الثاني فان عنده بعد صلاة العشاء تحليل تحليل فهو امسك عن الطعام والشراب حتى تكون نتائج التحليل نتائج سليمة. انتم تعرفون ان انواع تحاليل الدم لابد ان يكون الانسان ممسكا عن المؤثرات الخارجية وانما تبقى فيه وظائف كرياته الدموية فقط حتى لا يكون التحليل نتائجه سليمة. فهم يمنعونه ان عن الطعام والشراب اثنى عشر ساعة اربعة وعشرين ساعة على حسب نوع التحليل. اليس كذلك ولا لا؟ طيب ايهما في عادة وايهما في عبادة؟ الجواب اما من نوى الامساك تعبدا لله عز وجل بنية الصوم فهو وعبادة. واما من نوى الامساك هذه الفترة الزمنية للتحليل فهذا عادة. اذا سورة الامساك واحدة ايه ده في الظاهر ولكن الذي ميز بينهما ها هو النية الذي ميز بينهما هو النية مثال اخر خرجت انت واحد اقربائك في السيارة تريد ان مكة كلاكما يقصد مكة. انت تقصد مكة لقصد اداء نسك الحج او العمرة. ولكن هو اقصد مكة لزيارة او نقول آآ لبيع او شراء او لمراجعة طبيب في مستشفى لا يوجد هذا الطبيب الا في مكة فخروجكما واحد وسيركما واحد ولكن انت مذ خرجت وانت ايش يا جماعة؟ في لله عز وجل لانك تنوي اداء النسك والوسائل يثاب صاحبها اذا كانت مقاصده سليمة واما الثاني فهو في عادة يريد بيعا يريد شراء يريد مراجعة المستشفى فسورة السير المسير واحدة ولكن الذي فرق بينكما هو النية. فاذا صدق قول الفقهاء الله تعالى ان النية تميز العبادات عن ما يماثلها في الصورة من العادات. واما قولهم رحمهم الله وتمييز العبادات بعضها عن بعض فبيان ذلك ان نقول ان من العبادات ما نتفق في الصورة الظاهرية في الافعال والهيئات والاركان والواجبات وغيره. ولكن الذي يفرق بينهما انما هو النية مثاله لو فاتت الانسان صلاتا الظهر والعصر. واراد ان يقضيهما بعد صلاة المغرب طيب صلاة الظهر اربع وصلاة العصر اربع فهي اي العصر متفقة مع الاخرى اي الظهر في الصورة الظاهرة ولكن ما الذي يفرق بينهما فتكون هذه ظهرا وهذه عصرا انما هو انما هو النية ومثال اخر ما الفرق بين ركعتي الفجر وفريضة الفجر؟ هما ركعتان لكنك عند تكبير الاولى تنوي ماذا؟ انها سنة الفجر القبلية وعند تكبير وعند تكبيرك للفريضة تنوي انها الفريضة فالذي فرق بينهما هو النية. فالذي فرق بينهما هو النية. لا تقول الذي فرق بينهما التقديم والتأخير لا هذا خطأ. لانك قد تفوتك ركعتا الفجر القبلية فتقضيها بعد الصلاة فصارت متأخرة فاذا ليس الفرق بينهما التقديم والتأخير وانما الفرق بينهما هو النية. ومثال اخر لو ان رجلين صاما في يوم واحد انتبهوا لكن احدهما نوى القضاء عن يوم في رمضان فيكون صومه واجبا. ويثاب ثواب الواجب. والاخر انما نوى ان فلا بالصيام كصوم عرفة او صوم الاثنين والخميس ونحوها. فالاول يثاب ثواب الواجب والثاني يثاب وابو المندوبة. طيب اوليس صورة الفعل في تلك العبادتين في الظاهر واحدة الجواب نعم اذا ما الذي فرق بينهما؟ فرق بينهما النية اذا النية تميز بعض العبادات عن بعض بل اضف الى هذا لو انك قلت ها سبحان الله هذا ذكر مطلق وهو سنة. لكن لو ان امامك سهى فقلت خلفه سبحان الله. هل ما يقوم في قلبك ففي سبحان الله هنا الثانية. كما يقوم في قلبك في سبحان الله الاولى. اذا ميزت بينهما مع الاتفاق في الصورة الظاهرية النية. اذا صدق قول الفقهاء وقولهم صدق فيما وافق الحق والدليل ان النية تميز العادات عن العبادات وتميز رتب عبادات بعضها عن بعض. فان قلت لقد اجلبت علينا بخيلك ورجلك في تلك التفاصيل والجزئيات المتعلقة بالنية ولم تذكر دليلا يدل على صحة قاعدتك التي قررتها اصلا. فاقول لقد دل على صحة هذه القاعدة الكتاب والسنة والاجماع اما من الكتاب فعندنا كلية تقول كل دليل يأمر بالاخلاص لله عز وجل في العبادة فهو دليل على صحة هذه القاعدة. كقول الله عز وجل قل الله اعبد مخلصا له فاعبدوا ما شئتم من دونه. وقوله عز وجل قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين ويقول الله ويقول الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له دينا مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ويقول الله عز وجل فصلي ايش؟ لربك وانحر. يعني مخلصا لربك في هاتين العبادتين. ويقول الله عز وجل قل هذه سبيلي ادعو الى من؟ الى الله. اي مخلصا دعائي لله عز دعوتي لله عز وجل لا يشوب دعوتي شيء من حظوظ النفس ولا الشهوات ولا الرغبات الدنيوية ولا الخلجات النفسية الابليسية الشيطان واما من السنة فاصل هذه القاعدة ما في الصحيحين. وهو اول حديث في صحيح الامام رحمه الله تعالى يقول النبي صلى حديث عمر رضي الله عنه وكلكم تحفظونه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات. وهذا من الاحاديث التي لا تخلق عن كثرة الترداد في الدروس والمحاضرات. وكلما استمعته الاذن عشقت الفاظه. وتبينت دلالته انما الاعمال وبالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. ووجه الدلالة منه واضح ظاهر. وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما وهو اسلوب حصر حصر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الاسلوب الاعمال في نياتها. فقال انما الاعمال وبطلانا وقبولا وردا وقبولا وردا انما هو قائم على النيات. وكذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام الاعمال. وهذا جمع دخلت عليه الالف واللام الاستغراقية. فيفيد ذلك كأن كل ما يطلق عليه عمل فانه مرهون بماذا؟ بنية صاحبه هل يخرج عن هذه الكلية عمل من الاعمال؟ الجواب من ادعى خروج شيء منها فانه مطالب بالدليل الدال على صحة هذا الاخراج. لان المتقرر ان الاصل وجوب بقاء العام على عمومه ولا الا بدليل. ومن الادلة على ذلك ايضا ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية جهاد ونية ومن الادلة عليها ايضا ما في الصحيحين. من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه وارضاه. قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله احدنا يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه. اي ذلك في سبيل الله ها اي هذه النيات في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل فهذا دليل على ان الاعمال بنياتها والامور بمقاصدها. وفي صحيح الامام البخاري من حديث معن ابن يزيد ابن معن وهو وابوه وجده كلهم صحابيون. قال جاء كان ابي يزيد كان ابي يزيد اخرج دنانير يريد ان يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فاخذتها. فقال والله ما اياك اردت فخاصمته الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك ما اخذت يا معن. فدل ذلك على ان الامور بمقاصدها. وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد. فاوتي به نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت. فيقول كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء او قال شجاع فقد قيل فامر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. اعوذ بالله. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فيقول كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار والعياذ بالله. فالعياذ بالله ليست من لفظ الحديث وانما مني والعياذ بالله فيقول كذبت ولكنك انفقت ليقال جواد كريم. فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار وقد كان وقع هذا الحديث على كثير من الصحابة شديدا جدا. لعلمهم باهمية الاخلاص. فانظر رعاك الله نظرة صدق وتفحص وتأمل الى تلك الاعمال التي هي في حقيقتها ابواب يلج منها العباد الى الجنة صارت تولجهم الى النار. وسبب ذلك ما هو؟ فساد النية التي قامت في قلوب اصحابها. فهذا ما لتكون كلمة الله هي العليا. وهذا ما تعلم ليرفع الجهل عن نفسه او ليرفعه عن امته. وما قرأ لوجه الله ولتعليمه ولدعوة الناس اليه ولدلالة الناس على الخير. وما انفق النفقات العظيمة صدق الصدقات الهائلة الا لينال به مدحا وثناء وعزا ومنصبا وجاها وشهوة من الدنيا فلما فسدت نيات تلك الاعمال العظيمة والتعبدات الخطيرة ذات المنزلة العالية عند الله صارت وبالا على اصحابها والعياذ بالله. فنسأل الله ان يطهر قلوبنا من الرياء والنفاق. نسأل الله عز وجل ان يعيننا على تطهير قلوبنا واخراج ما في نفوسنا من محبة الثناء والمدح. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من المخلصين في اقوالهم واعمالهم. وفي الحديث ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم. من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله. يعني العلم الشرعي. لا يتعلمه الا لينال به مرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. لم يجد عرف الجنة وعرف الجنة يعني ريح الجنة حرام عليه ان يشم انفه رائحة الجنة فضلا عن دخولها. وفي الحديث الاخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم رب قتيل او قال صريع بين الصفين الله اعلم بنيته. ولذلك قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لا يقال فلان شهيد. يعني لا يجوز لاحد ان يشهد لاحد بعينه انه شهيد. وانما يقول احسبه كذلك او ان شاء الله او ان اراد الله ذلك او نحو هذه التعليقات التي تنفي الجزم وتلغي وتلغيه وروى تحتها حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم من يكلم في سبيل الله والله اعلم بمن يكلم في سبيله. انتبه ليس كل من قتل بين الصفين يكون شهيدا لان الشهادة مبنية على ايش ؟ على النية. وانت لم تتطلع على الاصل الذي بنيت عليه الشهادة فجهلك بالاصل دليل على جهلك بالفرع. فمن حكم على فرع وهو جاهل باصله فقد تخبط. وهذا من الغيبية التي لا بد فيها من توقيف. والله اعلم بمن يكلم في سبيله الا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما. اللون لون الدم والريح ريح. والريح ريح المسك. والادلة على هذا كثيرة ولله الحمد والمنة في صحيح الامام البخاري من حديث جابر رضي الله تعالى عنه وارضاه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم حبسهم العذر واسألكم سؤالا ماذا يقصد بقوله صلى الله وماذا يقصد بقوله صلى الله عليه وسلم الا وهم معكم معنا بماذا؟ معنا بنياتهم الصادقة انه لو لم يحبسهم العذر لخرجوا مع اخوانهم فاثيبوا بنياتهم وسيأتينا جمل من القواعد الموضحة لذلك ان شاء الله. اذا علم هذا فليعلم ان هذه القاعدة الام تبرعوا عليها جمل من الفروع كثيرة. قد استوفينا طرفا كبيرا منها في شرح في الشرح المبدي جمال منظومة الشيخ ابن سعدي لمن اراد ان يستزيد من ذلك ولكن نذكر لكم منها جملا من الفروع. من الفروع على هذه القاعدة اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في النية للوضوء هل النية شرط لصحة الوضوء ام لا؟ على قولين فذهب الجمهور رحمهم الله تعالى الى ان النية شرط في الوضوء ونعني بالجمهور هنا اي المالكية والشافعية والحنابلة رحمهم الله تعالى. وانفرد الائمة فقالوا انه لا يجب ها له الوضوء النية. فلو توضأ بلا نية لصح وضوءه اصح الاقوال في هذه المسألة هو قول من؟ هو قول الجمهور ولا شك. لماذا؟ لان الوضوء عمل. فيدخل في عموم قول الله عز وجل انما الاعمال بالنيات. واما قول الحنفية ان الوضوء وسيلة والوسائل لا تفتقر الى نية فهذا رأي واجتهاد في مقابلة النص والمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان القياس في مقابلة النص باطل ومن الفروع ما الحكم لو ان الانسان عليه جنابة واحس بالحر واغتسل تبردا فهل اغتساله هذا يرفع عنه حدثه؟ الجواب ها لا يرفع عنه الحدث لم لعدم النية لعدم النية. والطهارة يشترط فيها طهارة عن الحدث. يشترط فيها نية رفع الحدث او النية لما لا تباح الا بالطهارة. كقراءة قرآن او طواف ونحوه واما اذا اغتسل تبردا او توضأ تبردا فان هذا ليس من الوضوء الذي يرفع عنه الحدث لان الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها. ومن الفروع كذلك لقد تقرر بالادلة وانا يا اخواني اسمحوا لي ستكون فروعنا فقهية اكثر منها عقدية. ها؟ لقد تقرر بالادلة ايها الاحبة ان لقطة الحرم لا يجوز التقاطها الا ها؟ لمعرف او لمنشد كلاهما صحيح فاذا جاءت اللقطتان والتقطهما رجلان هذا يثاب وهذا يعاقب مع ان صورة الالتقاط في الظاهر واحدة. هذا التقط لقطة وهذا التقط لقط اخرى. هذا يثاب وهذا يعاقب. لم؟ نقول ولان الاول الذي يثاب التقطها بنية تعريفها مطلقا لصاحبها حتى يجد صاحبها. او يسلمها الى ها الاماكن المخصصة لهذه اللقطة. او يعطيها المحكمة كما افتى به شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله واما الاخر فاخذها بنية تملكها والانتفاع بها. فاذا خالف الامر الشرعي. فان لقطة الحرم لا يجوز ولا لا يحل لاحد ان يلتقطها الا اذا نوى تعريفها ابدا او تسليمها للجهات المختصة المعتمدة في مثل في تعريف ذلك. فاذا سورة الانتقاض من الرجلين واحدة ولكن هذا اثيب لصلاح نيته وهذا ها اثم لفساد نيته وما ذلك الا دليل على ان الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها. بل ولا نقول في لقطة الحرم بس بل في جميع لقطة الكرة الارضية مما تتبعه همة اوساط الناس. حيوانا كان او عينا. فلو وجدت محفظة في محفظة فيها ونقود في غير الحرمين. ثم اخذتها فقد تثاب وقد تعاقب. تثاب اذا نويت ماذا؟ تعريفها سنة لصاحبها وتعاقب اذا نويت امتلاكها وكتمها. ولذلك في الحديث الصحيح من اوى الضالة فهو ضال من اوى الضال فهو ضال. او من كتم الضالة فهو ضال. ولقوله صلى الله عليه وسلم من اخذ قال الناس يريد اداءها ادى الله عنه. ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله. فهذا مال اخيك فتبقيه عندك المدة الشرعية تعرفه في مجامع الناس في غير المساجد. فان وجدته فهو احق به وان لم تجده فتتملكه شرعا تملكا معلقا بعدم وجدان صاحبه يوما من الدهر ومن الفروع على هذه القاعدة. لقد تقرر العلماء رحمهم الله عند العلماء رحمهم الله تعالى ان شرط حل صيد الجارحة قصد ارسالها فلو ان الكلب او الصقر استرسل بنفسه لما رأى الصيد ولم يرسله صاحبه يعني لم يناده باسمه او يعطيه العلامة التي اتفقا عليها في وقت التمرين والتدريب. انها علامة انطلق. انما انطلق الكلب لما رأى الصيد بنفسه ثم صاد. فهل صيد الكلب في هذه الحالة حلال؟ الجواب لا. لكنك لو ارسلته قصدت ارساله لصار الصيد حلالا فصورة صيد الكلب في الحالتين واحدة. وصورة الانطلاق واحدة ولكن الكلب الاول صار قيده حراما لعدم وجود النية والقصد في الارسال وصيد الكلب الثاني صار حلالا لوجود النية. اذا ذلك يدل ان الاعمال بنياتها والامور بمقاصدها. وعلى ذلك قول الله عز وجل فكلوا مما امسكنا لهن ولا امسكنا عليكم امسكنا عليكم اي لكم. فهو اذا استرسل بنفسه فانما ارسله جوعه. اراد يصيد لنفسه هو لا يصيد لك. ولكنك اذا استرسلته ارسلته فاسترسل فحين اذ هو انطلق لك وصاد لك وبذل الجهد لك. ولذلك يتركه عندما عندما يصيده الفرق بين الصيدين انما هو ايش يا جماعة؟ انما هو النية. ومن فروع هذه القاعدة ايضا لقد ثبت او نقول لقد قرر الفقهاء رحمهم الله تعالى ان اليمين تنقسم الى ثلاثة اقسام يمين لغو ويمين منعقدة. ويمين غموس. والكلام هنا يا اخواني على يمينين فقط. وهو اليمين المنعقدة واليمين الغموس. اسألكم بالله يا طلبة العلم الفرق بين اليمينين القصد. فاذا تلفظ لسانك بلفظ اليمين مع قصد قلبك وتعقيد قلبك عليه فهي اليمين المنعقدة. واذا تلفظ لسانك بالفاظ جرت عادة له من غير نية القلب ولا قصده فهي اليمين الا هو. قال الله عز وجل لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم فسرها الصحابة والسلف بقولهم هو ان يقول الرجل في بيته لا والله وبلاء والله. هو لا يقصد بلفظ اليمين حقيقتها وانما شيء جرى على لسانه. لكن لو انه عقدها بعزم القلب وقصده وباعثه ونيته حين تنتقل من كونها لغوا الى كونها الى كونها منعقدة. وعلى ذلك قول الله عز وجل لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم وهي القسم الاول. ولكن يؤاخذكم بما عقدتم والمراد اي عقدتم لفظ اللسان بعزم القلب عقدتهما وكأن ثمة حمل ممدود من اللسان وحبل مرتفع من القلب. فاذا عقدت بعضهما ببعض فقد عقدت الايمان عقدت الايمان فكل لفظ جرى على لسانك من الايمان مع عزم قلبك له فحين اذ منعقدا. واما الالفاظ التي تجري على لسانك بدون قصد فانها لا تعتبر في الشرع. وانما هي لغو فهمتم هذا؟ اذا صورة اليمين في الظاهر واحدة ولكن هذه منعقدة وهذه غير منعقدة بالنظر الى النية هذا دليل على ان الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها ومن الفروع ايضا ما رأيكم لو ان زيدا من الناس عرض سيارته للبيع في سوق من يزيد. تعرفون تعرفون سوق من الحراج. بين قوسين الحرج. فجاء مجموعة من الناس. يزايدون في هذا ايه السيارة هم يفعلون مباحا الا رجل منهم يفعل حراما. مع انه يزيد معهم كما يزيدون يزيد عليهم كما يزيدون. لكننا نقول كل زيادة تزيدها فهي نار عليك يوم القيامة. وهؤلاء زيدوا كما تشاء لا شأن لنا بكم. سبحان الله كيف هذا؟ الجواب لان هؤلاء الذين يزيدون انما يزيدون بقصد ايش؟ الشراء وهذا الذي الاخر المعاقب يزيد بقصد النجش. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النجش. وهي ان يتفق اناس اي ان يتفق صاحبو السيارة مع اناس يلتقونه في المعرض ويلتفون حول سيارته وكأنه لا يعرف وهم لا يعرفونه فيزيدون في السيارة تغريرا بالزبائن او بالمزايدين انها سيارة تستحق هذه القيمة هذا اثم ظالم معتد لحدود الله عز وجل. فمن زاد في السلعة بغير قصد الشراء فهو ناجش فاذا صورة الزيادة في الظاهر واحدة. ولكن هذا اثم بسبب انه قصد بهذه الزيادة مقصودا يضر باخيه المؤمن فهذا متناف مع قضية ايش؟ انما المؤمنون اخوة ومع قضية الدين النصيحة ومع قظية واذا استنصحك فانصح له. فهذا مجانب لاخوة الايمان والدين. وين اخوة الايمان والدين من هذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام من غش فليس منا وانتم تعرفون اصول المعاملات المحرمة في ثلاث قواعد لعله يأتينا في درس اخر. ومن الفروع اذا اذا الفرق بين هذا وهذا انما هو قصد القلب فقط مما يدل على ان الامور بمقاصدها والاعمال بنياتها. ومنها كذلك من تزوج امرأة على مهر مؤخر وهو في قرارة نفسه يقصد الا يدفع انه لن يدفعه ابدا لها اعوذ بالله من هذه النية الخبيثة انتم تعرفون ان المهر يجب تسميته في العقد او الاتفاق عليه. لكن كونه يدفع هذا امر موكول الى العرف. فمن اعرافي ما تدفع المهر مقدما كله. ومن الاعراف ما تجعله مؤخرا كله. ومن الاعراف ما تنصفه فتجعل منه مقدما ومؤخرا فهذا الرجل تزوج هذه المرأة على مهر وهو يقصد في قرارة نفسه انه لن يعطيها منه ريالا واحدا. هذا القصد انتبه. يخرجه من دائرة وصف نكح. ويدخله في دائرة وصف المسافح. يعني يدخله في دائرة الزنا والعياذ بالله. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم من تزوج في قرارة نفسه انه لم ينوي الخير بهذا النكاح ابدا ومثله الفرع الاخير وهو من الداء استدان من الناس وهو يقصد في قرارة نفسه انه لن يرد الديون لهم ومثله كذلك من يأخذ الامانات من الناس او يقبل الامانات من الناس وهو ينوي في قرارة نفسه انه لن يردها لهم هؤلاء السراق لانهم يأخذون اموال الناس على وجه الخفية مدعين انهم حافظون عليه او سيردونه متى ما اراده صاحبه. ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام في نفس الحديث السابق وايما رجل ان دينا وهو ينوي الا يسدده فهو سارق. وفي صحيح الامام البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد اداءها ادى الله عنه. ومن اخذ اموال الناس يريد اتلافها اتلفه الله فالحذر الحذر يا طلبة العلم من ذلك. ومنها كذلك الدعوة الى الله عز وجل. من الفروع كذلك الدعوة الى الله عز وجل. فربما داعيتان يخرجان الى موقع معين. يدعوان فيه الى الله عز وجل. يلقيان الكلمات. ويقيمان المحاضرات والملتقيات ولكن هذا يرتفع دعوته ولها شعاع كشعاع الشمس حتى تستقر عند العرش قبولا ورضا من الله عز وجل على دعوته. وهذا شؤم دعوته وعقوبة دعوته سيراها بين عينيه يوم القيامة. مع ان سورة الدعوة في الظاهر واحدة فما الفرق بينهما؟ انما هو النية. هذا دعا ولا يريد بدعوته الا وجه الله عز وجلوى الدار الاخرة. لا يريد بدعوته رياء ولا سمعة ولا شهرة. ولا ظهورا في القنوات الفضائية ولا دخولا تحت الاضواء الاعلامية وانما لا يريد بها الا هداية الناس. وانقاذ الناس من جحيم المنكرات واخراجهم من مستنقعات الشبهات وحفر الشهوات ودلالتهم على طريق الحق عز وجل. وهذا الاخر انما اراد بدعوته التصنع امام الناس واعلاء ذكره بين بين الامة وان يشير له الناس بالبنان فلان الداعية وفلان العظيم وفلان اهتدى على يديه كذا وكذا. وفلان اسلم على يديه كذا وكذا من الاعداد. فهذا لا له في دعوته مع ان صورة دعوته مع دعوة الاول واحدة الا ان المفرق بينهما هو النية وهذا دليل على ان الامور قاصديها والاعمال والاعمال بنياتها. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد