وكقولنا مثلا هل يرى الكفار ربهم عز وجل في عرصات يوم القيامة؟ نحن ننفي ان يكونوا يرونه. لكن هذا النفي ليس مقطوعا به وليس ملزوما به لوجود الخلاف الدائري في مذهب اهل السنة والجماعة ومن المعلوم ان عبودية المؤمنين الخاصة تتفاوت باعتبار التزامهم بهذه العبادة. فالله عز وجل معبود في كل زمان مذ مذ بعث الله عز وجل ادم والبشرية كلها تعبد الله عز وجل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنجتمع ان شاء الله عز وجل في هذه المجالس العلمية لنشرح فيها متنا من المتون المهمة في عقيدة اهل السنة والجماعة الا وهو متن لمعة الاعتقاد للامام موفق الدين بن قدامة ابو عبد الله المقدسي الحنبلي الصالحي المولود في قرية جمة عيل بفلسطين. سنة احدى واربعين وخمسمائة. والمتوفى سنة عشرين وستمائة الهجرة وهو امام من ائمة الحنابلة وقبل ذلك هو امام من ائمة اهل السنة والجماعة ولا يزال اهل السنة والجماعة يتحفون الامة بمثل هذه المؤلفات المطولة والمختصرة في توضيح مسائل الاعتقاد وان مما ينبغي لطالب العلم ان يحرص عليه ان يستشرح هذه المتون الصغيرة العقدية الصغيرة عند العارفين بها فمما ينبغي لطالب العلم ان يهتم به ان يستشرح هذه المتون العقدية الصغيرة عند العارفين بها لان مما يميز هذه المتون انها تعتبر اصولا وقواعد انها تعتبر اصول وقواعد وهذا المتن سماه مؤلفه لمعة الاعتقاد فما معنى اللمعة؟ اجاب العلماء عن ذلك بجوابين من اهل العلم من قال بان اللمعة هي اللون الذي يسطع في غيره. يعني هو اللون المتميز عن غيره بالسطوع والضياء وهذا يصدق على هذه العقيدة المصغرة لانها في الحقيقة من اعظم متون الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة. فهي بالنسبة للمتون كاللمعة التي تسطع ضوءا فلا يزال العلماء ينهلون منها شرحا ولا يزال الطلاب ينهلون منها حفظا وتعلما وتعليما ومن اهل العلم من قال بان اللمعة معناها البلغة. البلغة. فقوله لمعة الاعتقاد اي البلغة من الاعتقاد وهذا ايضا معنى صحيح. لان هذه اللمعة لا تتجاوز عشر صفحات بدون تحقيق. ولكنها جمعت بين طياتها كثيرة من قواعد واصول ومسائل اهل السنة والجماعة. فاذا يصدق هذان الامران على هذا المختصر العظيم وهو انه لمعة بمعنى انه ضوء لامع وساطع وزائد في سطوعه على بقية الالوان وانه مختصر كالبلغة يتبلغ به الانسان في سيره في معرفة عقيدة اهل السنة والجماعة. فان قلت وما معنى ثم اتعبد لله عز وجل بهذا الاسم وكلما وقعت في ذنب من الذنوب فانا لا اقنط من رحمة الله. ولا ايأس من روح الله ولا يسد الشيطان باب الفضل لله عز وجل علي قوله الاعتقاد فنقول الاعتقاد هو ذلك الحكم الذهني هو ذلك الحكم الذهني المجزوم به او المغلوب على الظن فيه. يعني ان بعض العقائد نجزم بها جزما وبعض العقائد يغلب على ظننا صحتها فاذا العقيدة قد تكون مجزوما بها تارة وهي اكثر مسائل الاعتقاد. وقد وقد تكون العقيدة التي نعتقدها مغلوبا على ظني صحتها وهي تلك المسائل التي اختلف فيها اهل السنة والجماعة. فاذا رجحنا احد القولين في هذه المسألة العقدية فان اعتقادنا اللي ما رجحناه ليس اعتقادا مجزوما به مقطوعا به وانما مغلوب على الظن فيه وبه تعلم خطأ من اقتصر على الجزم والقطع في مسائل الاعتقاد فان مسائل الاعتقاد اكثرها مجزوم به ولا شك. ولكن بعض المسائل العقدية نكتفي فيها بكونها دخلت في دائرة غلبة الظن. مثل اعتقادنا بان محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة اسري به. هل هذه العقيدة بلغت عندنا الى مرتبة الجزم المقطوع به؟ الجواب لا ولكن يغلب على ظننا انه لم يره فاذا تعريف العقيدة بانها الحكم الذهني المقطوع به فقط هذا فيه قصور في التعريف بل لا بد ان نضيف عليه ايضا او المغلوب على الظن صحته فما غلب على ظنك صحته من مسائل الاعتقاد التي ورد فيها شيء من الخلاف عن اهل السنة والجماعة فاعتقدها تقبل الله منا ومنك فاذا كان هذا الاعتقاد متفقا مع الكتاب والسنة وفهم السلف فهو الاعتقاد الصحيح والعقيدة الصحيحة. واما اذا كان مناقضا ومخالفا لما عليه الكتاب والسنة. ولما عليه فهم سلف الامة فانه الاعتقاد باطل فان قلت وهل توصف العقيدة الباطلة بانها دين هل توصف العقيدة الباطلة بانها دين؟ الجواب نعم توصف العقيدة الباطلة ولو كانت شركية او وثنية بانها دين. لكن الدين ينقسم الى قسمين. دين صحيح ودين باطل فما وافق الكتاب والسنة وفهم سلف الامة من الدين فهو الدين الحق وما خالفهما فهو الدين فهو الدين الباطل. فان قلت الدليل على ذلك فاقول الدليل على ذلك قول الله عز وجل في سورة قل يا ايها الكافرون قال في اخرها لكم دينكم ولي ولي دين وليدين فاذا سمى اديانهم ووصفها بانها دين ولكنها دين ولكنها دين باطل. ولكنها دين باطل. سوف يكون ان شاء الله شرحنا لهذه العقيدة شرحا مختصرا مبنيا على الاصول باذن الله عز وجل. وسوف نطرب الكلام في ذكر الخلاف في بعض المواضع من هذه العقيدة. فان قلت وهل هذه العقيدة بعض الملاحظات هل على هذه العقيدة بعض الملاحظات؟ فاقولون نعم. وكفى بالمرء نبلا ان عد معايبه والانسان بشر يصيب ويخطئ وكل يؤخذ من قوله ويترك الا قول الشارع صلى الله عليه وسلم ومن ومن اهم ما اخذ على الامام ابن قدامة رحمه الله في هذه العقيدة بعض الاطلاقات المجملة التي لا لم يستحبها اهل السنة اجمالها والتي تحتمل الحق والباطل مع اننا نجزم ان الامام ابن قدامة لا يريد الا معناها الا معناها الحق ولكنه اطلق هذه العبارات من غير من غير من غير تفصيل ومن المعلوم ان اهل السنة والجماعة لا يطلقون مثل هذه العبارات الا الا مفصلين ومبينين لمعناها الحق من معناها الباطل. كاطلاقه يا التأويل واطلاقه نفي الحد عن الله عز وجل واطلاقه نفي الغاية وغيرها مما ستراه ان شاء الله عز وجل في مواضعه باذن الله تبارك وتعالى لن تمر علينا قطعة ولا جملة من هذه العقيدة الا وسوف نقف عندها ان شاء الله سوف نقف عندها ان شاء الله وقوفا مختصرا. وقوفا مختصرا. من باب توضيحه الفاظها وبيان معاني كلماتها وتوضيح شيء من ادلتها من الكتاب والسنة ومع مع النقول عن بعض السلف رحمهم الله تعالى مما يتعلق بهذه المسألة نأخذ اول جملة من هذه العقيدة وهي المقدمة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. نعم ان قلت لما ابتدأ بالبسملة فاقول اقتداء بكتاب الله عز وجل حيث افتتح الله عز وجل كل سورة بالبسملة الا سورة براء اه فان قلت وما العلة في عدم افتتاح سورة براءة بخصوصها بالبسملة فاقول فيه خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح انه هكذا نزلت هكذا نزلت هكذا نزلت فالله عز وجل لما انزل سورة براءة لم يفصلها بالبسملة. وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم بلا بسملة فان قلت وما القول الصحيح في قول اهل العلم رحمهم الله تعالى هل البسملة اية من القرآن او لا؟ او وقولهم هل البسملة اية من الفاتحة ام لا؟ الجواب القول الصحيح هو ما اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله من ان البسملة اية من مجمل القرآن لا من كل سورة بعينها هذا هو الاصح الاقوال في هذه المسألة ان شاء الله تعالى فان قلت ولماذا لم تستدل بحديث كل امر في بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو اقطع. فاقول لان جميع الاحاديث بكافة طرقها التي تتكلم عن هذا الموضوع كلها ضعيفة فكل حديث فيه كل امر ذي بال فهو ضعيف جدا. لا يصح الاحتجاج به ولا يثبت به حكم شرعي. وانما يكتفى بالاستدلال على البداءة بالبسملة بانها اقتداء بالقرآن واقتداء بمكاتبات النبي صلى الله عليه وسلم فان قلت اننا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح بالبسملة تارة ويفتتح بالحمدلة تارة اخرى فكيف بين هذا وهذا الجواب اختلفت اوجه العلماء رحمهم الله تعالى في الجمع بينهما والقول الصحيح ان شاء الله ان امور والمكاتبات سنتها البسملة وامور المسافهات والمخاطبات سنتها الحمدلة. فاذا كنت ستدعو الى الله عز وجل عن طريق الكتاب فابدأ بالبسملة واذا كنت ستدعو الى الله عز وجل عن طريق المشافهة او الخطبة او الندوة او المحاضرة او الالقاء فمن السنة في حقك ان تبدأ بالحمدلة وهذا جمع بين الادلة والمتقرر عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن واعلم رحمك الله تعالى ان ان الابتداء بالبسملة هي سنة الانبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم فهذا سليمان عليه الصلاة والسلام يقول في كتابه لبلقيس انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم فإن قلت وما الفرق بين الرحمن والرحيم فاقول فيه خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح انهما يتفقان في شيء ويختلفان في شيء فيتفقان في ان كلا منهما من اسماء الله تبارك وتعالى. فهما من اسماء الله الحسنى ولكن يختلفان في صفاتهما فصفة الرحمن هي الرحمة العامة واما صفة الرحيم فهي الرحمة الخاصة وصفات الله عز وجل تنقسم الى صفات ذاتية والى صفات فعلية. فالرحمة في اسم الله الرحمن هي صفة هي الصفة الذاتية العامة والرحمة في اسم الله عز وجل الرحيم هي الرحمة الفعلية الخاصة فاذا الرحمة المتعلقة بالخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم وهي المقصودة بقول الله عز وجل ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما انما هي الرحمة العامة. انما هي الرحمة العامة. واما الرحمة الواصلة من الله للمؤمنين لعباده آآ المؤمنين فانما هي الرحمة فانما هي الرحمة الخاصة فانما هي الرحمة الخاصة نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله المحمود بكل اسلام. قوله الحمد لله. ان قلت هل الحمد هو الثناء؟ فاقول فيه خلاف بين العلماء والقول الصحيح انه ليس هو الثناء بدلالة الاثر والنظر. اما دلالة الاثر ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تبارك وتعالى اثنى علي عبدي فاذا فرق بين الحمد والثناء واما باعتبار النظر فان الثناء مأخوذ من الثني. وهو تكرار الشيء وهو تكرار الشيء وبناء على ذلك فالقول الصحيح ان الحمد هو ذكر اوصاف المحمود هي هي ذكر اوصاف المحمود اول مرة اذا قيل لك ما الحمد فقل هو ذكر اوصاف المحمود اول مرة فاذا كررت هذه الاوصاف فانك تترقى من كونك تحمد الى كونك تثني. فالثناء هو تكرير الحمد. واذا الثناء فانك تنتقل من الثناء الى التمجيد. فالتمجيد هو تكرير الثناء فاذا ذكر اوصاف المحمود اول مرة يقال له حمد وتكرارها يقال له ثناء والزيادة في الثناء يقال لها تمجيد هذا هو الذي دلت عليه الادلة وهو اصح الاقوال في هذه المسألة فان قلت وهل الحمد هو الشكر؟ فاقول في ذلك خلاف بين العلماء رحمهم الله تعالى والقول الصحيح هو ما اختاره هو ابو العباس ابن تيمية رحمه الله من ان الحمد اعم من الشكر باعتبار اسبابه والشكر اعم من الحمد باعتبار وظائفه الحمد اعم من الشكر باعتبار اسبابه. والشكر اعم من الحمد باعتبار وظائفه التي يؤدى بها ذلك لان الحمد له سببان ذلك لان الحمد له سببان. حمد ابتدائي وحمد جزائي. واما الشكر فليس له الا واحد وهو الشكر الجزائي. فليس هناك شكر ابتدائي مطلقا. ليس هناك شكر ابتدائي مطلقا. فلو انك قابلت احدا لا تعرفه ولم يتقدم له عليك نعمة فقلت يا اخي اشكرك فانه سيستغرب هذا الشكر لانك ابتدأته بالشكر من غير سبق نعمة له عليك. فالشكر لا يكون الا من باب الجزاء والمقابلة فقط واما الحمد فيكون جزاء ويكون ابتداء. فالله عز وجل يحمد لامرين لما له علينا من النعم والافضال والالاء العظيمة التي لا تعد ولا تحصى. ولما له من اوصاف الكمال ونعوت الجمال والجلال والكبرياء والعظمة والعظمة ولكن اذا جئنا الى الشكر باعتبار وظائفه وجدنا انه اعم من الحمد لان الحمد يؤديه العبد بوظيفتين فقط. واما الشكر فيؤديه العبد بثلاث وظائف فالحمد لا يؤدى الا بالقلب واللسان ولا حمد بالجوارح. على مذهب اهل السنة والجماعة. انما الحمد يؤدى بالقلب واللسان. واما الشكر فانه يزيد وظيفة وهي الشكر بالجوارح اعملوا ال داوود شكرا وقد اجمع العلماء على ان نعم الله عز وجل تشكر بالقلب وتشكر باللسان وتشكر بالجوارح. وتشكر جوارح فاذا يكون الحمد اعم باعتبار اسبابه والشكر اعم باعتبار باعتبار وظائفه ثم اعلم رحمك الله ان الحمد له فضل عظيم. وان هذه الامة هي امة الحمد. كما وصفها الله عز وجل في بذلك في التوراة والانجيل. كما في حديث كعب الاحبار رحمه الله تعالى. ومن محبة الله عز وجل للحمد فقد افتتح اول سورة بالحمد وهي سورة الفاتحة. وافتتح خلقه بالحمد الحمدلله الذي خلق السماوات الارض واختتم خلقه بالحمد وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين. وانزل كتابه بالحمد وبعث رسله بالحمد. وانزل كتبه بالحمد. بل انه رتب على قولي الحمد لله الاجور العظيمة كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي مالك الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل ذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله والادلة على فضل الحمد كثيرة جدا. بل ان من فضائله انه اول ما نطق به ادم عليه الصلاة والسلام. فان الله لما نفخ فيه الروح عطس. فقال الله له قل الحمد لله. فقال الحمدلله فاذا لا ينبغي للانسان ان يتساهل بهذه الكلمة في صحيح الامام مسلم من حديث جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. وقد شرع الله عز وجل الحمد لنا في مواطن كثيرة ليس هذا موضع تفصيلي وذكرها ثم قال الناظم رحمه الله تعالى المحمود بكل لسان المقصود باللسان اي اللغة يعني ان الخلق على مختلف السنتهم تباين لغاتهم واشكالهم فانهم يحمدون الله عز وجل على ما له من النعم والافضال والالاء على ما له من صفات الكمال والجلال ونعوت الكبرياء والعظمة والبهاء. فكل يحمد الله عز وجل سواء كان حمد مقال او حمد حال. فالخلق كلهم يحمدون الله عز وجل فالخلق كلهم يحمدون الله تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحمد لله المحمود في كل لسان. المعبود في كل زمان. نعم المعبود في كل زمان ان قلت ما اقسام العبادة؟ فاقول لقد قسم العلماء العبادة الى قسمين الى عبادة اضطرار والى عبادة اختيار وتسمى عبادة الاضطرار بعبودية الربوبية. ويسميها بعض اهل العلم ايضا بالعبودية اما وهذه هي عبودية الله عز وجل لكافة الكائنات علويها وسفليها فهو فكل شيء عبد لله تبارك وتعالى وعلامة هذه العبودية قطعها عن الاظافة كما في قول الله تبارك وتعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فلم يقل فلم يقل عبادا له وانما عبدا. هذه هي العبودية العامة. ولا يمكن لاحد ان يخرج عن مقتضى هذه العبودية. لا المؤمن ولا الكافر ولا البر ولا الفاجر حتى الحيوانات والاشجار والبهائم والسماوات والارض والشمس والقمر والافلاك والنجوم والجبال شجر كل ذلك داخل تحت هذه العبودية العامة. لا لا يمكن ابدا ان يخرج عنها احد وهي عبودية لا تقتضي رضا ولا تقتضي رحمة ولا تقتضي مغفرة ولا تقتضي نجاة من العذاب ولا تقتضي وقاية من السخط ولا تقتضي دخول جنة واما النوع الثاني فهي العبودية الخاصة وهي عبودية الاختيار. وهي عبودية الاختيار ويسميها بعض اهل العلم ودية التأله والمحبة والتعظيم والاجلال لله تبارك وتعالى وهذه عبودية المؤمنين لربهم عز وجل ممن نطقوا بانه لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. وهي العبودية التي تقتضي الرحمة وتقتضي الرضا وتقتضي المغفرة وتقتضي الصفح والعفو وتقتضي الجنة وتقتضي النجاة من النار. هذه العبودية فان قلت وهل كان ثمة احد يعبد الله قبل خلق البشرية قبل خلق هذا الكون؟ الجواب نعم. هم الملائكة. فقد كانوا يعبدون الله عز وجل في السماوات قبل ان يخلق الله عز وجل البشرية انسا وجن فالملائكة كانوا يعبدون الله تبارك وتعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تئط ما من موضع اربع اصابع الا ملك الا ملك ساجد او راكع نعم احسن الله اليهم قال رحمه الله تعالى نعم ويقول الله تبارك وتعالى عنهم ايضا في في القرآن قالوا اتجعل فيها ان يفسدوا فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس ونقدس لك. نعم قال رحمه الله تعالى المعبود في كل زمان. لا تعيد لا عاد تعيد. الذي لا يأخذ من علمه مجانا. ان قلت ما الدليل على ذلك فاقول الدليل قول الله عز وجل ان الله بكل شيء عليم. ويقول الله تبارك وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا الا في كتاب مبين. ويقول الله تبارك وتعالى المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم الاية. ويقول الله تبارك وتعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. ويقول الله تبارك وتعالى ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء وهذا الايمان بعموم علم الله تبارك وتعالى يثمر للعبد وجوب مراقبته وخشيته للعبد وجوب مراقبة الله عز وجل وخشيته. حتى وان استخفى العبد عن اعين المخلوقين بشيء من المعاصي والذنوب فليعلم ان ثمة تعين لا يستطيع ان يستخفي عن لا يستطيع ان يستخفي عنها وهي عين الله تبارك وتعالى. فلا ينبغي للعبد ان يكون الله عز وجل اهون الناظرين عليه. لا ينبغي ان يكون الله اهون الناظرين عليه فيدخل في قول الله عز وجل يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم نعم قال رحمه الله تعالى ولا يشغله شأن عن شأنه. يقول الله تبارك وتعالى يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن. يقول المفسرون فمن شأنه ان يهلك هذا ويحيي هذا. ويقبض هذا ويولد هذا ويغني هذا ويفقر هذا ويرضى عن هذا ويغضب على هذا ويعز هذا ويذل هذا وشأن الله عز وجل لا حصر له شأن الله عز وجل لا حصر له. وهذا من علامات الوهيته وخصائص ربوبيته تبارك وتعالى انه وان كثرت الشؤون عنده تبارك وتعالى فانه لا يشتغل بشأن عن شأن اخر. فلا يغفل ولا يسهو ولا يلهو عز ولا يمكن ابدا ان يشغله آآ شأن عن شأن. فالله عز وجل يدبر احوال مملكته اه على حد سواء لا يشغله تدبير هذا المخلوق عن تصريف شؤون هذا المخلوق ولا احياء هذا المخلوق عن ارسال ملائكة الموت قبض هذا المخلوق ولا اغناء هذا المخلوق عن افقار هذا المخلوق وهذا من خصائصه تبارك وتعالى والتي لا يستطيعها احد مهما قوي في ذكائه واتسعت دائرة علمه. بل ان الله عز وجل اعطانا في ذلك قاعدة ما جعل الله لرجل من قلبين في فترى المخلوق اذا اشتغل بشيء فان ذهنه يكون منصرفا لهذا الشيء لا يستطيع ان يستجمع عملين في وقت اخر بل لو تكلم عندك اثنان واردت ان تستمعهما في وقت واحد لما رظي قلبك ولما رظيت اذنك الا الاقبال على متكلم واحد. ولكن الله يدعوه من باطراف السماوات يدعوه من باقطار السماء يدعوه من باقطار الارض على اختلاف الوانهم واختلاف مطالبهم واختلاف هذا يدعو بالصحة وهذا يدعو بالعز وهذا يدعو بالمال وهذا يدعو بالولد في وقت واحد والله عز وجل يسمع دعاءهم يعلم مرادهم ويعلم نياتهم ويجيب هذا ويمنع هذا ويحرم هذا ويؤخر اجابة هذا ويعجل الجواب لهذا يفتح على هذا ويغلق على هذا كلهم في لحظة واحدة وهذا من كمال الوهيته وكمال ربوبيته تبارك وتعالى لا يشغله شأن عن شأن سبحانه وتعالى. وهذا النفي في كلام المصنف لابد له من اثبات لان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان كل نفي في الكتاب والسنة وعلى كلام السلف الصالح لابد ان يتضمن ثبوتا فالله عز وجل لا يشغله شأن عن شأن لكمال علمه وكمال احاطته عز وجل وكمال قدرته على تصريف احوال ملكوته من غير حاجة من غير حاجة لاحد تبارك وتعالى. ولذلك الله عز وجل يقول في كتابه قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما له فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. يعني ليس الله عز وجل محتاجا لاحد يدبر معه امور مملكته فهو الذي يدبرها على وجه الكمال والتمام لكمال علمه وكمال قهره وسلطانه وكمال احاطته عز عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى الاشباه هم الانداد والانداد هم الاشباه فهما لفظتان معناهما واحد وقد نزه الله عز وجل نفسه في كتابه عن الاشباه والانداد في ايات كثيرة. يقول الله عز وجل فلا تضربوا لله الامثال. ويقول الله تبارك وتعالى فلا تجعلوا لله اندادا. ويقول الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء ويقول الله تبارك وتعالى هل تعلم له سم يا؟ ويقول الله تبارك وتعالى ولم يكن له كفؤا كفؤا احد وسوف يأتي تفاصيل هذا في تفسير قول الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ان شاء الله. نعم. قال رحمه الله وتنزل عن الصاحبة والاولاد. ما المقصود بالصاحبة؟ المقصود بالصاحبة اي الزوجة. فالله عز وجل لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. وقد تواترت الادلة في نفي ذلك عن الله تبارك وتعالى. قال الله تبارك وتعالى ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وقال الله عز وجل سبحانه ان يكون له ولد ولم تكن له ولم تكن له صاحبة. وقال الله تبارك وتعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فان قلت وما الذي يتضمنه هذا النفي في كلام المصنف؟ فاقول الله عز وجل نفى عن نفسه الصاحبة والولد لكمال غناه عز وجل عن كل احد. لكمال غناه عز وجل عن كل احد فان قلت وهل هناك طوائف وملل نسبت الزوجة والولد الى الله؟ الجواب نعم. وعلى رأسهم النصارى فانهم فانهم ينسبون الله عز وجل انه اتخذ الصاحبة والولد. ويقصدون بالصاحبة مريم رضي الله عنها ويقصدون الولد عيسى وكذلك من الطوائف اليهود فانهم يقولون عزير ابن الله وكذلك من الطوائف المشركون فانهم يقولون ان الملائكة بنات الله تبارك يعني تبارك وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. قال الله عز وجل الا انهم من افكهم لا يقولون ولد الله. ولد الله انهم لكاذبون. اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون ولان الله عز وجل لا يليق به الصاحبة ولا الولد قال الله تبارك وتعالى واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم يقول انكم يا كفار قريش اذا بشرتم بان زوجة الواحد منكم جاءت ببنت فان انه يبقى وجهه مسودا وصدره ضائقا لانه حزين على هذه البشارة لانكم لا تريدون البنات. لا تريدون البنات. فاذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودة و فكيف تنسبون لله عز وجل انه اتخذ البنات وانتم لا يرضى الواحد منكم اذا نسبت له البنت لا يرضى بهذه النسبة ويسعى الى بعدها والى قتلها خوفا من جلب العار له. فشيء ترفضون انتسابكم له كيف تنسبون ربكم له؟ وهذا هو معنى قول الله عز وجل واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا يعني اذا بشر احدهم بالانثى وهو كان قبل ذلك ينسب الله انه اتخذ انثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم فهذا فهذه قسمة ديزا. فشيء لا ترضونه لانفسكم. وتنزهون انفسكم عنه كيف ترضونه لربكم وتصفون ربكم قم به فالله عز وجل لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. فان قلت وما حكم من ينسب الصاحبة والولد لله تبارك وتعالى؟ فنقول ان حكمه الكفر والخروج من الاسلام بالكلية. فان قلت فان قلت هل الولد باعتبار المخلوق كمال في المخلوق ام نقص؟ ان كان كمالا في المخلوق فلماذا لا ينسب ولدوا الى الله لان اهل السنة يقولون كل كمال في المخلوق فالله احق ان يوصف به. فاذا كان الولد كمال في المخلوق فلماذا لا نصف الله عز وجل به؟ فاقول لابد اولا ان تعرف المقصود من قول اهل السنة والجماعة كل كمال في فالله احق به. يقصدون به كل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه. فالقاعدة الصحيحة تقول كل كمال في المخلوق لا سبب ضلالهم لانهم سمحوا لعقولهم ان تدخل فيما لا شأن لها فيه ولا قوة ولا طاقة لها على ادراكه فلذلك رجعوا بالضلال البعيد. ولذلك من اعظم ما تسلم به عقائدنا ان نحجم عقولنا عن الدخول في التخوظ او استكشاف فيه فالله احق ان يوصف به. والمخلوق والولد او الولادة بالنسبة للمخلوق ليست كمالا مطلقا ولا نقصا مطلقا بل هي نقص يشوبه كمال وكمال نقص فان قلتها وكيف ذلك فاقول لان الانسان اذا لم يولد له فانه يوصف بالنقص امام الناس. فلذلك يطلب الناس الولادة بالعلاج في المستشفيات ويدفعون بسبب الانجاب الاموال الطائلة ويدفعون عند الاطباء المبالغ الهائلة حتى يتيسر لهم الولد بل ان الشريعة اجازت للمرأة اذا كان الزوج عقيما واجازت للزوج اذا كانت المرأة عاقرا ان يفسخ عقد النكاح. لان هذا عيب فعدم الولادة في الانسان عيب بهذا الاعتبار لكنها عفوا فعدم فعدم الولادة عيب في الانسان في هذا آآ نقص في المخلوق بهذا الاعتبار. ولكنها ايضا كمال باعتبار اخر. وهي ان الانسان الذي يولد له يوصف امام الناس بانه كمال. فالانسان لانه لا يستطيع تدبير شؤونه بنفسه فهو يحتاج الى ولد. يحتاج الى ولد قال الله عز وجل عن ابراهيم لما رزقه اسماعيل قال فلما بلغ معه السعي. فاذا الاب يحتاج الى اولاد تساعدونه في اعماله يساعدونه في اموره. فالولادة نقص لحاجة الوالدين للولد. ولان الله عز وجل لا يحتاج الى احد في تدبير مملكته ولا في تصريف اموره وشؤونه تبارك وتعالى ولا في القيام بنفسه او القيام بمخلوقاته فهو لا يحتاج الى ولد يساعده ولا الى اه احد ولا الى صاحبه تعينه. فاذا الولد كمال باعتبار ان المخلوقين يجعلونه كمالا ويجعلون عدم الولادة نقصا ولكنه نقص باعتبار ان المخلوق يحتاج الى ولد يسعى معه. فاذا لا يدخل الولد في هذه القاعدة لان القاعدة تقول كل كمال لا نقص فيه. وصفة الولادة كمال ولكن فيها ولكن فيها نقص باعتبار ولكن فيها نقص باعتبار كما بينت وفصلت اها. قال رحمه الله تعالى ونفذ حبه في جميع البدع في جميع العباد. نعم. المقصود بنفذة اي جرى حكمه وتحقق وقوعه من غير معارض ولا مدافع ولا ممانع واعلم ان الحكم المضاف الى الله عز وجل ينقسم الى قسمين. الى حكم كوني قدري والى حكم شرعي اي امري ديني الى حكم كوني والى حكم شرعي. الحكم الكوني كحكم الله عز وجل بان الشمس تخرج من المشرق هذا حكم كوني. والعلماء يفرقون بين الحكمين بقولهم ان الحكم الكوني لابد من وقوعه. لا اراد لقضائه ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى واما الحكم الشرعي فانه قد يقع مقتضاه في الخلق وقد لا يقع. قد يقع مقتضاه في الخلق وقد لا يقع ويفرقون بينهما بفرق اخر ايضا. وهي ان الحكم الكوني لا يستلزم محبة الله تبارك وتعالى. فقد يحكم الله عز وجل بشيء في كونه مما لا يحبه ويرضاه. كحكمه بوجود الكفر وحكمه بوجود الزنا وحكمه بوجود السرقة. كل هذه احكام كونية لا يحبها الله عز وجل. وانما اوجدها لما يترتب عليها من المصالح التي يعلمها الله تبارك وتعالى. واما الحكم الشرعي فانه ابدا لا يكون الا فيما يحبه الله عز وجل ويرضاه فالحكم فايجاب الصلوات الخمس حكم شرعي. وايجاب الزكاة حكم شرعي. وايجاد الصوم حكم شرعي. وايجاب الاحسان الى الوالدين وتحريم عقوقهما كلها من الاحكام الشرعية التي لا تكون الا في ما يحبه الله عز وجل ويرضاه. نعم قال رحمه الله تعالى لا تمثله العقود بالتذكير. نعم. ولا تتوهموا القلوب بالتصوير نعم اعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر عند اهل السنة ان مسائل الغيب لا يجوز اقحام العقل فيها. لا يجوز لعقلك الضعيف ان يكون حاكما على شيء من مسائل الغيب مطلقا. فان الله عز وجل لما خلق العقول خلقها ضعيفة عاجزة عن ادراك ما وراء الغيب ومن المعلوم ان ما يتعلق بالله عز وجل من ذات واسماء وصفات كل ذلك من امور الغيب التي لا يجوز ان تقحم العقول فيها لا بتفسير ولا بتأويل ولا بتشبيه ولا بمجرد التفكير. حتى مجرد التفكير في شيء كيفية صفات الله عز وجل هذا لا يجوز ابدا. فاذا العقل لا مدخل له في صفات في آآ في امور الغيب مطلقا. وباب اسماء الله عز وجل وصفاته وما يتعلق بذاته كل ذلك من امور الغيب التي لا يجوز ان يقحم العقل فيها فمهما اقحمت عقلك فلن يرجع لك الا بخفي حنين بل انه قد يرجع بلا خفي حنين اصلا لان لان عامة من تهوكوا وضلوا في باب العقيدة انما يرجع ما وراء ما وراء الغيب. فاذا امور الغيب مبنية على التوقيف فلا يجوز ان تقحم العقول فيها. وعلينا فقط ان نسلم بها وان نؤمن ونصدق بها لا ندخل في هذا الباب متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا. قال الامام ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس ابليس. ومن ذلك ان الشيطان يأتي الى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله. وصفاته فيتشكل وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فيما رواه ابو هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلق كذا. هذا الله خلق كذا فمن خلق الله تبارك فمن خلق الله تبارك وتعالى. فاذا لا يجوز للانسان ان يدخل في هذا الامر مطلقا قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله ولا نخوض في الله ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله. قال الشارح رحمه الله تعالى قال ابو حنيفة لا ينبغي لاحد ان ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه انتهى كلامه رحمه الله تعالى. قال الامام ابو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعليقا على احاديث الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى قال ما نصه؟ اما هذه الاحاديث عندنا فهي حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض. الا انا اذا سألنا عن تفسيرها قلنا ما ادركنا احدا يفسر منها شيئا ونحن لا نفسر منها شيئا اه كما قال الاولون وقال الامام ما لك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وقبل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في الله. تفكروا في الاء الله ولا تفكروا ولا تتفكروا في الله حديث حسنه الامام الالباني رحمه الله تعالى. فاذا يجب علينا فقط ان نتأمل ونتفكر في ايات الله الكونية او الشرعية. واما ان نقحم عقولنا بالتفكر والطمع في ادراك شيء مما اخفاه الله عز وجل عنا من علم الغيب فان هذا لا طريق ولا سبيل لنا له مطلقا. فالواجب الحذر من ذلك والله واعلم نعم قال رحمه الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم في هذه الاية جمل من الفوائد كثيرة جدا تأخذونها فائدة فائدة. وسوف اطيل في فوائدها لان جميع عقيدة التي ستذكر بعدها انما هي فرع من فروعها. وقد ابدع الامام موفق الدين بن قدامة بابتدائه بهذه الاية التي جميع ما اثبته من الصفات ونفاه عن الله عز وجل من صفات النقص يدخل تحت هذه الاية فاسمحوا لي بالاطالة فيها قليلا. من فوائد هذه الاية ان فيها نفيا مماثلة الخلق لله تبارك وتعالى فليس شيء من المخلوقات فليس شيء في الخالق يشبه شيئا مما في المخلوقات. لقول الله عز وجل ليس كمثله شيء فقوله ليس هذا نفي وقوله شيء نكرة. والمتقرر عند العلماء ان النكرة في سياق النفي فيدخل في ذلك جميع الصفات فوجه الله ليس كوجه المخلوق ويد الله ليست كيد المخلوق وعلو الله ليست كعلو لوقي وهكذا فليس كمثل الله عز وجل شيء. الفائدة الثانية في الاية دليل على قاعدة عند اهل السنة وهي ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في المسميات او الكيفيات او الصفات فليس كل شيئين اتفقا في اسمهما فلابد ان يتفقا في مسماهما او صفتهما. وهذه مسألة مفصولة بالكتاب والسنة واجماع السلف الصالح رحمهم الله. وسيأتي تفصيلها ان شاء الله في سياق قواعد الاسماء والصفات ومن الفوائد ايضا ان فيها دليلا على الرد على الممثلة. الذين يمثلون صفات الله عز وجل صفات خلقه. فالله عز وجل لا يماثله شيء من صفات المخلوقات. وقد نشأ لنا طائفة من الرافضة فجميع العقائد التي يثبتها اهل السنة انما يثبتونها بناء على دليل من الكتاب او دليل صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فليس لاهل السنة اصول اخرى يسوقون منها منها معتقداتهم خلافا الطوائف الاخرى الخبيثة تمثل صفات الله عز وجل بصفات خلقه. حتى يقول قائلهم انني اثبت ان جميعها صفات الله عز وجل كصفاته. واتوقف في الذكر واللحية نعوذ بالله من هذه المقالة الكفرية الخبيثة. واول من عرف بتمثيل خلق بتمثيل الخالق بالمخلوق هو رجل رافظي خبيث ملعون يقال له هشام ابن الحكم الرافضي. هو صاحب هذه المقالة ومنها ومن فوائد هذه الاية ان فيها ردا على المعطلة. الذين يعطلون الله عز وجل عن صفاته الواردة وفي رواية في خارج الصحيحين وسنتي. والادلة على ذلك كثيرة فمن رام النجاة في عقيدته فلا يجوز له ان ان يعتمد في مسائل الاعتقاد الا ما اعتمده الكتاب والسنة. القاعدة الثانية في الكتاب والسنة وهم الجامية فهؤلاء يأتون الى الصفات التي اثبتها الله له ويعطلونها عن مدلولاتها الصحيحة حريفي والتأويل الفاسد والالحاد فيها. ومن فوائد فاذا هذه الاية رد على الطائفتين جميعا رد على الممثلة في قوله ليس كمثله شيء ورد على المعطلة في قوله عز وجل وهو السميع البصير ومن فوائد هذه الاية ايضا ان فيها اثبات ان حقيقة التوحيد مبنية على الجمع بين الاثبات هو النفي فاذا اردت ان توحد الله عز وجل بالالوهية فلا يكفي ان تثبت له الالوهية فقط ولا يكفي ان تنفي عنه والالوهية فقط بل حقيقة التوحيد هي الجمع بين النفي والاثبات. فهذه الاية نفت مماثلة عن الله عز وجل ثم اثبتت صفات الكمال لله تبارك وتعالى فجمعت لله عز وجل بين ركني التوحيد اللذين هما النفي والاثبات. ومن فوائد هذه الاية ايضا من فوائد هذه الاية ان فيها ابطالا للقاعدة الملعونة الشيطانية الابليسية ان الاتفاق في الاسماء يستلزم الاتفاق في الصفات. وهي قاعدة اهل البدع. ولذلك وقع اهل التمثيل في التمثيل. ووقع اهل التعطيل في التعطيل بسبب اعتمادهم على هذه القاعدة الخبيثة القبيحة ذات الاثار السيئة في في العقيدة فهم يعتقدون ان الاتفاق في الاسماء يستلزم الاتفاق في الصفات والرد عليهم سيأتي باذن الله فيما بعد ومن فوائد هذه الاية ان فيها دليلا على بطلان القياس الابليسي الشيطاني الذي استخدمه اهل البدع في باب الاسماء والصفات وهو قياس الغائب على الشاهد. وهو قياس الغائب على الشاهد. وهذا من اخس القياس وافسد القياس وانجس وانحس القياس في مسائل الاعتقاد على الاطلاق. ولذلك يقولون نحن نقيس وجه الله على وجه المخلوق فقاسوا الوجه الغائب الذي هو وجه الله على الوجه الشاهد الذي هو وجه المخلوق. وقالوا نحن يد الله على يد المخلوق فقاسوا اليد الغائبة عن مدركات عقولنا وعن ابصارنا وهي يد الله على اليد المشاهدة وهي يد المخلوق الغائب على الشاهد هو المدخل الذي دخل به اهل التمثيل فمثلوا واهل التعطيل فعطلوا فاذا لا يجوز هذا الامر مطلقا في باب الاسماء والصفات اجمع اهل السنة والجماعة على ان الله لا يدخل في هذا القياس مع خلقه. وانما الله عز وجل يجب له قياس واما قياس الغائب على الشاهد فان هذا قياس فان هذا قياس فاسد باجماعهم ومن فوائد هذه الاية من فوائد هذه الاية ايضا ان فيها اثبات السمع لله تبارك وتعالى ومن فوائدها كذلك ان فيها اثبات اسم السميع لله تبارك وتعالى ومن فوائدها كذلك ان فيها اثبات صفة البصر لله تبارك وتعالى. ومن فوائدها كذلك ان فيها اثبات اسم البصير لله تبارك وتعالى ومن فوائدها كذلك ان التعبير بنفي التمثيل اولى من التعبير بنفي التشبيه. ان التعبير بنفي التمثيل اولى من التعبير بنفي التشبيه. فتقول الله لا يماثله شيء. هذا اولى من قولك الله لا يشابهه شيء. فان قلت ولماذا فاقول للدليل الاثري والنظري. اما الدليل الاثري فلان الله انما نفى المثيل ولم ينفي الشبيه. فقال الله عز عز وجل ليس كمثله شيء ولم يقل ليس كشبهه شيء ولان الله عز وجل يقول فلا فلا تضربوا لله الامثال ولم يقل فلا تضربوا لله الاشباه. ولان المتقرر عند العلماء ان التعبير عن المعاني الشرعية بالفاظ النصوص بالفاظ النصوص او لا؟ ومن فوائد هذه الاية ايظا ان فيها دليلا على ان النفي لا يكون حقا الا اذا لم يستلم الزم التعطيل وان الاثبات لا يكون حقا الا اذا لم يستلزم التمثيل فمن نفى شيئا عن الله عز وجل وادى نفيه هذا الى تعطيل الله عن شيء من صفاته فليس هذا هو النفي المحمود عند الله تبارك وذلك كنفي المعطلة فان المعطلة وان نفوا صفات النقص عن الله الا ان نفيهم هذا يتضمن تعطيل الله عز وجل عن صفاته كماله وكذلك الاثبات فاي اثبات تضمن مماثلة الله عز وجل بخلقه فان فانه ليس هو الاثبات المحمود عند الله عز وجل كاثبات الممثلة، فالممثلة وان اثبتوا صفات الكمال لله، عز وجل، الا انهم يعتقدون انها مماثلة لصفات المخلوقات المحدثات. اذا الله في العلوم فبالتفصيل بان الحق. فقبلناه وبان الباطل فرددناه. مثال ثاني الجسم هل يقال الله له جسم الجواب اما لفظ الجسم فلا اثبته ولا انفيه. فلا اقول الله له جسم ولا اقول الله ليس له جسم ما الواجب علينا في النفي؟ وما الواجب علينا في الاثبات؟ الجواب الواجب ان ننفي نفيا لا تعطيل فيه وان نثبت لله عز وجل ذات الكمال اثباتا لا تمثيل فيه. فنفي اهل السنة لا يستلزم التعطيل واثبات اهل السنة لا يستلزم. لا يستلزم التمثيل لا يستلزم التمثيل ومن فوائد هذه الاية ومن فوائد هذه الاية كذلك. ان فيها دليلا على ان كل معطل ممثل. وان كل ممثلين معطل وهي قاعدة عند اهل السنة والجماعة ان كل من وقع في التمثيل فانه لن يقع في التمثيل الا بعد ان وقع في التعطيل وكل من وقع في التعطيل فان من ثمرة وقوعه في التعطيل وقوعه في التنفيل. هذا شيء هما متلازم وبيان ذلك ان نقول ان المعطل لم يعطل الله عز وجل عن اسمائه وصفاته الا لما اعتقد ان اثباتها لله يستلزم فهو مثل اولا ثم عطل ثانيا. فلم يصعد الى درجة التعطيل الا بعد ان ارتقى الى درجة التمثيل فلو لم يقم محظور او محظور التمثيل في ذهنه لما وصل الى التعطيل. فاذا لم يعطل الا بعد ان مثل فكل معطل ممثل ولانه لما عطل الله ولانه لما مثل الله لما مثل صفات الله عز وجل بصفات مخلوقاته فقد عطل الله عز وجل عن كماله الذي يجب له لما مثل صفات الله عز وجل بصفات مخلوقاته فقد عطل آآ الله عز وجل عنا كماله الواجب وكذلك من فوائدها ايضا ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى حرمة قولي في التعرف على شيء من كيفيات صفات الله تبارك وتعالى. وهذه الاية تدل على ذلك فان قلت وكيف تدل هذه الاية على حرمة الخوض في كيفية شيء من صفات الله؟ اقول لان الله عز وجل قال ليس كمثل اي شيء وكيفية الشيء لا تعرف الا برؤيته او برؤية شيء يماثله او باخبار الصادق عنه وكل هذه الطرق منتفية في حق كيفية صفات الله عز وجل فنحن لم نرها باعيننا وليس لله مثيل ولا ند ولا شبيه ولا آآ ولا سمي ولا كفؤ اذا نظرنا الى صفاته استدللنا بها على صفاته الرب عز وجل ولم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من كيفيات صفات ربنا فكان الواجب علينا ان نقف عند اثبات الصفة مع الايمان بمعناها وعدم تفسير كيفيتها لان كيفية لان صفات الله لم ترى وليس لها نظير يستدل برؤيته عليها ولم يخبرنا الصادق عن كيفيتها. والمقصود بالصادق النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام اخبرنا ان لربنا وجها ولم يخبرنا عن كيفية هذا الوجه. واخبرنا ان لربنا يدا ولم يخبرنا عن كيفية هذه اليد ومن فوائد هذه الاية ان فيها دليلا على حرمة التفكير في شيء من صفات الله تبارك وتعالى ان فيها دليلا على حرمة التفكير في شيء من كيفيات صفات الله عز عز وجل. عز وجل نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى له الاسماء الحسنى وصفاته العلى. نعم. له الاسماء الحسنى الصفات العلا اعلم رحمك الله تعالى ان هذا هو بيت القصيد الذي سنحط الرحال عنده الى المغرب ان شاء الله وهي ان اهل السنة والجماعة قد قرروا اصولا وقواعد عظيمة لابد من فهمها وهي تتعلق بباب الاسماء والصفات. فبما اننا سنثبت الاسماء والصفات لله عز وجل. فلابد اولا ان عرف ان نتعرف على الاصول والطرق والقواعد التي اذا سلكناها في التعامل مع نصوص الصفات فاننا سنسلم ان شاء الله من الوقوع فيما لا تحمد عقباه باذنه تبارك وتعالى نأخذها قاعدة قاعدة. القاعدة الاولى اهل السنة لا يأخذون معتقداتهم الا من الكتاب والسنة وهذه قاعدة ادندن حولها كثيرا. فليس هناك اصول لاهل السنة يسوقون منها معتقداتهم. الا هذين الاصلين فقط التي جعلت لها اصولا تسوق منها معتقداتها وقد دل الكتاب والسنة على ان من اعتصم بالكتاب والسنة وعظ عليهما بالنواجذ فانه سيكون في مأمن من الضلال كما قال الله تبارك وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال الله عز وجل والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة الا نضيع اجر المصلحين؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي. ويقول صلى الله عليه وسلم ولقد تركت فيكم ما ان اعتصمتم به لن تضلوا بعده كتاب الله اهل السنة والجماعة لا يفهمون ادلة الاعتقاد الا على فهم الصحابة. اهل السنة والجماعة لا يفهمون ادلة الا على فهم الصحابة. الا على فهم الصحابة فلا يجوز لاحد ان يفتح الفهم في مسائل الاعتقاد. لان الفهم فيها توقيفي فلا يجوز لك ان تفهم من قول الله عز وجل ابقى وجه ربك الا ما فهمه ابو بكر وعمر والصحابة. ولا ان تفهم من قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى الا ما فهمه السلف قائل من اصحاب القرون المفضلة من الصحابة واتباعهم والتابعين لهم باحسان فلا يجوز ان نحدث في ادلة العقائد فهوما جديدة. ولذلك فالمتقرر عندنا بالاجماع ان كل فهم في المسائل اعتقادي يخالف فهم السلف الصالح فانه فهم باطل ورأي عاطل. القاعدة الثالثة لا مدخل للعقل في مسائل الغيب. وهذه تكلمت عنها سابقا. وهي تدل على ان الله لما خلق العقول جعل طاقات ومدركات لا يزال تفكير العقل سليما ما دام داخل هذه الحدود والطاقات. لكن متى ما اخرجه العبد عن دائرة طاقاته فانه لن يرجع له الا بالخيبة والضلال والتهوك والتخرص والبهتان والضلال فاذا لا يجوز لاحد ان يقحم عقله في شيء من مسائل الغيم. القاعدة الرابعة العقل وسيلة لفهم النقل لا يتقدم عليه. العقل وسيلة لفهم النقل لا يتقدم عليه فالعقل وظيفته التي خلقها الله عز وجل خلقه الله عز وجل من اجلها. انما هي لفهم النقول والتدبر والتفكر وادراك مصالح الدين والدنيا فقط. فالله عز وجل لم يخلق العقول لتعارض النصوص. ولم يخلق العقول لتتقدم على النصوص ولم يخلق العقول ليتحاكم اليها الخلق. ولم يخلق العقول ليجعلها فيصلا في موارد النزاع لا وانما خلقها ليتعرف الانسان بها على ربه ويفهم بها نصوص الكتب الوحي ويتدبر بها مصالح دينه ودنياه فقط فلا يجوز لنا ان نغلو في العقل حتى نرفعه الى دائرة التشريع ولا يجوز لنا ان ننزل العقل عن قيمته ذلك الجوهر العظيم والحاسة الكبيرة الفخمة التي تميزنا عن البهائم لا يجوز لنا ان نغلو فيها ان نفرط حتى نجعلها مشرعة او حاكمة او متقدمة على الوحي ولا يجوز لنا كما فعل الاشاعرة ان نزيلها عن قيمتها حتى نحرمها من ادراك آآ الحسني والقبيح. فاذا اهل السنة في مسألة العقل متوسطون كعامة عقائدهم. وكذلك جعلناكم امة وسطا بخلاف بخلاف المعتزلة وبخلاف الخوارج وبخلاف الجامية الذين يجعلون عقولهم هي الحاكمة على النصوص. ويقدمونها على النصوص ويعرضون النصوص على العقول فما توافق مع عقولهم اخذوه وما تنافر او تناكر معها ردوه واتهموه وهذا باطل بالاجماع. فالعقل انما خلقه الله وجعل من جملة وظائفه انه وسيلة لفهم النقل فقط فلا يجوز ان نقدمه على النقل ايا كانت الظروف القاعدة التي بعدها لا يتعارض نص صحيح مع عقل صريح. لا يتعارض نص صحيح مع عقل صريح. لان الذي انزل النص هو الذي خلق العقل. وهو احسن قيلا واحسن حديثا من من خلقه عز وجل. فهو عالم بما يتعارض مع العقل مما لا يتعارض. فجميع النصوص لا يمكن ابدا ان تتعارض مع العقول. لكن لابد من شرطين شرط في النص وشرط في العقل. اما شرط النصف ان يكون صحيحا. لاننا نرى ان بعض الاحاديث الموضوعة قد تتعارض مع العقل لكنها موضوعة ليست بصحيحة ففات الشرط فوقع التعارض وشرط العقل ان يكون صريحا. واذا اطلق اهل السنة العقل الصريح فيقصدون به العقل السليم من الافات والشبه الفلسفية في المنطقية الكلامية والبدع والبدع التي تفسد جماله وتفسد تفكيره وسيره الى الفهم الصحيح ولكن اقسم بالله العظيم ثلاثة ايمان انه متى ما توفر الشرطان فصار النص صحيحا والعقل سليما صريحا فاقسم بالله ثم اقسم بالله انه لا يمكن ابدا ان يقع تعارض بينهما مطلقا ولا ادل على ذلك من ان جميع من ادعوا وجود معارضة بين النقل والعقل انما هم من اهل البدع ولا تحفظ كلمة واحدة عن اهل السنة والجماعة انهم اه اثبتوا تعارضا بين العقول والنقول ابدا. ولذلك الف الامام ابن تيمية رحمه الله كتابه الكبير في ايد العظيم المستصعب درء تعارض العقل والنقل يثبت فيه هذه المسألة الواحدة ومن اوله الى اخره يدور حولها وهي انه لا يمكن ابدا ان يتعارض ثبتت صحته مع عقل ثبتت صراحته القاعدة التي بعدها اهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل. ومن غير تكييف ولا تمثيل وينفون عن الله عز وجل ما نفاه عن نفسه. او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم مع اثبات كمال الظد فاذا اهل السنة والجماعة مذهبهم في الاسماء والصفات في ثلاث نقاط. النقطة الاولى نقطة الاثبات. النقطة الثانية نقطة النفي. النقطة الثالثة فيما لم يرد فيه دليل توصي فيما لم يرد فيه دليل بخصوصه. اما الاثبات فواضح. فهم يثبتون لله ما اثبت لنفسه من الاسماء والصفات في كتابه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واما النفي فهو مبني على ركنين عند اهل السنة. اولا اي انهم ينفون عن الله فيما نفاه عن نفسه في كتابه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته ولا يقتصرون على النفي المحض المجرد عن الثبوت بل ويثبتون لله عز وجل كمال الظد فالله نفى عن نفسه الظلم فالواجب فيها امران ان ننفي الظلم لكمال العدل. فنفي الظلم واجب واثبات كمال العدل واجب اخر والله عز وجل نفى عن نفسه السنة والنوم. فالواجب في هذا النفي امران. الاول ان ننفي هذه الصفة المنفية عن الله. الثاني ان تثبت لله عز وجل كمال ضدها فنقول الله لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته. وهكذا في سائر صفات النفي تاني النقطة تاني لا اشكال فيهما ولله الحمد بقينا في النقطة الثالثة وهي الصفات التي لم يرد فيها دليل بخصوصها هذه الصفات لم يتكلم بها القرآن لا نفيا ولا اثباتا ولم يتكلم ولم تتكلم بها السنة الصحيحة لا نفيا ولا اثبات ولا نجدها منفية او مثبتة في كلام اهل السنة والجماعة في كلام اهل السنة والجماعة. وانما اول من تكلم بها اهل البدع فما مذهبنا فيها كصفة الجهة وصفة الحيز وصفة الجسم وصفة المكان. اهل السنة والجماعة يقسمون المذهب فيها الى مذهبين. الى مذهب في الفاظها والى مذهب في معانيها فاما مذهب اهل السنة والجماعة في الفاظ هذه الصفات فهم يتوقفون فيها فلا يثبتونها ولا ينفونها فلا يقولون الله في جهة ولا يقولون الله ليس في جهة لا اثبات ولا نفي. ولا يقولون الله في ولا يقولون الله ليس في مكان لا اثبات ولا نفي. ولا يقولون الله في له جسم ولا يقولون الله ليس له جسم لا اثبات ولا نفي. لماذا لا يثبتون لان الادلة لم تثبتها؟ لماذا لم ينفون؟ لان الادلة لم فيها وما لم ترد الادلة لا باثباته ولا بنفيه فلا يجوز ان ننفيه ولا يجوز ان نثبته لان النفي والاثبات في مسائل الغيب مبني على وجود الدليل اذ لا مدخل لعقولنا ولا لارائنا ولا لاجتهاداتنا في اثبات شيء او نفي شيء من ذلك واما مذهبنا في معانيها فنستفصل فيها. فان اريد بها الحق قبلناه وان اريد بها الباطل ردد لان معاني الجهة ليست كلها حقا وليست كلها باطلة بل بعضها معان باطلة لا تجوز على الله عز وجل وبعض معانيها حق ثابت. وكذلك المكان من معانيه حق ثابت ومن معانيه آآ باطل مردود واضرب لكم ثلاثة امثلة على المكان والجهة والحيز ان قيل هل تصف الله بالجهة او لا تصفه؟ فتقول ان الجهة لي فيها مذهبا. مذهب في لفظها باعتبار الجيم والهاء او التاء المربوطة وباعتبار معناها. اما باعتبار لفظها فانزه لساني عن اثباتها فلا اقول الله في زنا لساني عن نفيها فلا اقول الله ليس في زنا. واما في معناها فاقول لمن قال الله في جهة. ماذا تقصد بقولك الله في جهة؟ ماذا لا تعني هل تعني به جهة سفل فان كنت تقصد بها هذا المعنى فهذا معنى باطل لا يجوز على الله عز وجل. فالله في العلو وان قال انا اقصد بها جهة علو غير محيطة بالله على ما يليق بجلاله وعظمته فاقول هذا معنى الحق ثابت لله عز وجل ولكن هذا المعنى الحق لا اسميه بهذا اللفظ البدعي وانما اسميه بالاسم الشرعي واعبر عنه النصوص وهو العلو. فاقول الله في العلو ما اقول الله في جهة العلو وانما اقول عفوا ما اقول الله في جهة واطلق وانما اقول الله في لا اثبته لان الادلة لم تأتي باثباته ولا ان فيه لان الادلة لم تأتي بنفيه. واما معناه استفصل فيه ماذا تقصد بان الله له جسم؟ هل تقصد به ما هو معهود من اجسام المخلوقين؟ يعني ان له وجها كوجوه المخلوقين وذاتا كذوات المخلوقين وصفات كصفات المخلوقين. هل تعني بالجسم هذا؟ فان قال نعم فقل هذا باطل وردة كفر بالله العلي العظيم لان الله نفى ذلك عن نفسه بقوله ليس كمثله ليس كمثله شيء وان قال لا لا اقصد هذا وانما اقصد الذات الكامل من كل وجه الموصوفة بصفات الكمال المنعوتة بنعوت الجمال والجلال الكبرياء والعظمة فاقول نعم هذا حق ولكن لا اسمي هذا الحق بالاسم البدعي الذي هو الجسم وانما اقول الله له ذات وصفات السنة اطلقت على الله ذات وذلك في نعم. لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات كلهن في ذات الله. فاطلق الذات على الله وكذلك الصفات قال لانها صفة الرحمن فانا احب ان اقرأ بها. فاذا الله يطلق عليه الذات ويطلق عليه الصفات. ويطلق عليه الاسماء ولله اسماءه الحسنى فتلك الذات المسماة بتلك الاسماء الموصوفة بتلك الصفات لا اسميها جسما وانما اسميها ذاتا وصفات وانما ذات وصفات المثال الثالث تبون الحيز ولا تبون الحيز ولا المكان؟ اخلصوا الحيز هل يوصف الله عز وجل بانه في حيز؟ الجواب الحيز لي فيه مذهب في الفاظه ومذهب في معانيه. اما في لفظه فلا اثبته ولا ان فيه. فلا اقول الله في حيز ولا قولوا الله ليس في حيز. واما معناه فاستفصل فيه. فاقول ماذا تقصد بان الله حيز؟ هل تقصد بانه يحوز الاشياء والاشياء تحوزه بمعنى انه يدخل في جوف الاشياء والاشياء تدخل في جوفه ان كنت تقصد هذا المعنى فهذا المعنى باطل باجماع اهل السنة بل هو عقيدة الحلولية واصحاب نظرة نظرية الوجود والاتحاد فهم يزعمون ان الله ان ذات الله عز وجل مختلطة بذوات الخلق حالة فيهم وان ذوات المخلوقات مختلطة بذات الله وحالة فيها وهذا كفر انور الدهب اجماع اهل السنة فيما نعلم فالمسجد نحن في حيز المسجد الان. حيز الشيء فراغه. فالمسجد يحوزنا. وكذلك المسجد داخل في حيز الدلم والدلم داخلة في حيز منطقة الخرج مثلا وهكذا. فكل شيء يدخل في شيء فقد دخل في حيزه. فهذا المعنى باطل لا يجوز على الله عز وجل بالاجماع بل هو كفر وردة. واما اذا كنت تقصد بالحيز اي المنحاز بمعنى المنفصل عن الخلق البائن عنهم. العالي عليهم ليس في ذاته شيء من ذواتهم وليس في ذاتهم شيء من ذاته فهذا معنى حق ثابت لله عز وجل. ولكن لا اسمي هذا الحق بهذا الاسم البدعي وهو اسم الحيز او المنحاز. وانما اسميه ما نطق به اهل السنة فاقول الله فوق عرشه بائن من خلقه. فاقول باء ولا اقل حيز او منحاز وانما اقول بائن من من خلقه اي منفصل عنهم فليس في ذاته شيء من ذواتهم وليس في ذاتهم شيء من هذا هو خلاصة مذهب اهل السنة والجماعة في الاسماء والصفات في الاثبات وبيناها وفي النفي وبيناها وفيما لم يرد فيه دليل بخصوصه قاعدة القاعدة السادسة ولا كم؟ القاعدة السابعة اسماء الله عز وجل وصفاته مبنية على التوقيف لانها من الغيب وما كان من الغيب فلا يجوز التخوض بالعقول فيه. فلا يجوز ان نثبت لله عز وجل الا ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات. فجميع الاسماء التي تطلق على الله عز وجل وليس لها دليل يعبدها اولا برهان يثبتها؟ فالواجب نفيها وانكارها لان العلماء جعلوا من الالحاد في اسماء الله ان يسمى الله بما لم يسمي به نفسه فكل من سمى الله بما لم يسمي به نفسه فقد الحد في اسماء الله عز وجل وبناء على ذلك فلا يجوز اطلاق اسم الاب على الله كما تطلقه النصارى لعدم وجود الدليل الدال على ثبوت هذا الاسم الله فظلا عن كونه منبثقا من عقيدتهم الشركية الوثنية كما هو معلوم لديكم. وكذلك نقول لا يجوز اطلاق العقل على الله. كما تطلقه الفلاسفة فانهم يطلقون على الله العقل الفعال. فلا يجوز اطلاق هذا على الله لعدم وجود الدليل الدال على ذلك. واسماؤه وصفاته مبنية على التوحيد وكذلك نقول لا يجوز اطلاق صاحب الفيوضات على الله. كما اطلقها الصوفية. فانهم يصفون الله عز وجل بانه صاحب الفيوضات التي تفيض منه الحكم والمعارف على خلقه وانبيائه. فهذا اطلاق باطل فظلا عن انه يتظمن عقيدة كفرية غنية وهي ان النبوة مكتسبة وليست مبنية على الاصطفاء كما فصل في موضع اخر وكذلك لا يجوز تسمية الله عز وجل بالناصر لعدم وجود الاسم. لعدم وجود الدليل الدال على ذلك. ولا يسمى الله عز وجل الساتر لعدم وجود الدليل الدال على ذلك. ولا يسمى الله عز وجل بالرشيد لعدم وجود الدليل الدال على ذلك الى غير ذلك من التي حصرها العلماء في بعض المؤلفات التي بينوا فيها ما لم يثبت من اسماء الله عز وجل فنحن ننكر اي اسم لم يثبته واي صفة لم لم يثبتها الله عز وجل له لان اسمائه وصفاته مبنية على التوقيف. القاعدة التي بعدها اسماء الله عز وجل كلها حسنى. وصفاته كلها عليا. اسماء الله عز وجل كلها وصفاته عز وجل كلها عليا. قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى وقال الله عز وجل ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى. فان قلت وما سر الحسن في اسمائه عز وجل اقول سر الحسن فيها اطلاقها على الله فهي اكتسبت الجمال لانها اطلقت على الله تبارك وتعالى وكذلك اكتسبت الحسنى لان كل اسم منها يتضمن صفة كمال ونعتم من نعوت الجمال والجلال والكبرياء والعظمة لله تبارك وتعالى فاذا لانها تطلق على الله فهي حسنى. ولانها تتضمن صفات كمال فهي حسنى وكل صفة نثبتها لله عز وجل فلله اعلاها وغايتها. ونهايتها التي يعلمها الله تبارك وتعالى فالله له القوة المطلقة التي لا نهاية لها. والله له القدرة المطلقة والله له العلم الشامل الكامل هكذا في اي صفة من صفات الله فنثبت لله عز وجل اعلاها وان اثبتنا هذه الصفة للمخلوق فانما نثبت للمخلوق بعضها. ونثبت لله عز وجل كلها الله له القوة المطلقة والمخلوق له مطلق القوة. والله له العلم الكامل المطلق والمخلوق له مطلق العلم والمعرفة. والله عز وجل له القوة له آآ العلو المطلق والمخلوق له مطلق العلو والله عز وجل له الجلال المطلق وللمخلوق مطلق الجلال وهكذا في سائر اسماء الله عز وجل وصفاته التي تتفق مع شيء من اسماء المخلوقين وصفاتهم فالله عز وجل له اعلاها ونهايتها وكمالها والمخلوق له بعضها فقط ولذلك لو سألنا سائل وقال هل يجوز ان اقول تحياتي لك يا فلان؟ الجواب اما التحيات فلا يجوز اطلاقها الا لله عز وجل. واما مطلق التحيات فيجوز ان يحيي الادميون بعضهم ببعض بها فاذا الله له التحيات المطلقة والمخلوق له مطلق التحيات ويسألنا سائل اخر ويقول هل يجوز ان اقول صاحب الجلالة على المخلوق فاقول الله عز وجل له الجلالة المطلقة وللمخلوق مطلق الجلالة. فاذا اذا اطلقت على المخلوق لفظ الجلالة فيجب عليك ان تعتقد انها بعض الجلالة لا الجلالة يعني انها مطلق الجلالة لا الجلالة المطلقة. وبهذا تنحل تنحل اشكالات تنحل اشكالات كثيرة. والخلاصة ان اسماء الله عز وجل وصفاته كلها حسنى وعليا. قاعدة الله عز وجل لا تحصر في عدد معين. اسماء الله عز وجل لا تحصر في عدد معين نعم وبرهان هذا قول الله قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الكرب او استأثرت به في علم الغيب عندك وكذلك في الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي قالوا يثني على ربه ويحمده في موقف اعظم في الموقف الاعظم والمقام المحمود بتلك الاسماء التي لا يعلمها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولم يدعى الله عز وجل بها من قبل فيكون اول من يدعو الله بها ويحمده بها نبينا صلى الله عليه وسلم. وهذا هو معنى قوله محامد لم يحمده احد قبلي بها فان قلت وكيف تقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة فاقول هذا من حصر الثواب في العدد لا من باب حصر العدد. كقول الانسان ان عندي مائة بيت شعري ان عندي مائة بيت شعر من حفظها اشتريت له سيارة. فهل هذا دليل على انك لم تقل الا هذه المائة؟ الجواب لا. بل قد تكون عندك الاف الابيات الشعرية ولكنك اردت ثوابا معينا. اردت ان تصرف ثواب اسماء الله وقد يتفقون في الامر الثاني وهو الاثبات صفة هذا الاسم ولكن الناس يتفاوتون تفاوتا عظيما في الامر الثالث وهو التعبد لله عز وجل بمقتضياتها واثارها قاعدة قاعدة قاعدة اسماء الله عز وجل معينا لشخص فجعلت هذا الثواب محصورا في هذه المئة. فقوله ان لله مئة ان لله مئة ان لله تسعة تسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة يعني ان الله عز وجل جعل للجنة اسبابا وطرقا. فالصلاة طريق للجنة والزكاة طريق للجنة والجهاد طريق للجنة. ومن جملة طرق الجنة ان تحفظ من اسماء الله تسعة وتسعين. فمن حفظ منها تسعة وتسعين فقد سلك طريقا يصل به بفضل الله عز وجل ورحمته الى الى جنته ولكن هذا ليس فيه دليل على ان الله عز وجل ليس له الا الا هذه الاسماء. وقوله تبارك وتعالى من احصاها يدخل في احصائها حفظ الفاظها والايمان بمدلولاتها ومعانيها والعمل بمقتضياتها. كل ذلك يدخل في قول النبي عليه الصلاة والسلام من احصاها اي احصاها حفظا الفاظها واحصاها ايمانا بمعانيها ومدلولاتها واحصاها كذلك عملا بمقتضياتها واحصاها عملا بمقتضياتها. قاعدة كل اسم لله فله صفة ولا عكس كل اسم لله عز وجل فله صفة ولا عكس وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. فجميع اسماء الله فانها تتضمن صفات كمال ونعوت جلال وجمال فالعزيز اسمه والعزة صفته. والرحيم اسمه والرحمة صفته. والقوي اسمه والقوة صفته. وهكذا في جميع اسماء الله تبارك وتعالى. ولكن لا يجوز العكس اي ليس كل صفة نثبتها لله لابد ان نشتق له منها اسما. فالله موصوف بالاتيان والمجيء فلا يجوز ان نسميه بالاتي ولا بالجائي. والله عز وجل موصوف بانه متكلم فلا يجوز لنا ان نسميه بالمتكلم والله عز وجل موصوف بالنزول الى السماء الدنيا فلا يجوز ان نشتق له من هذه الصفة اسما ونسميه بالنازع فكل هذا مما يمنعه اهل السنة والجماعة ولذلك يقول العلماء ان باب الصفات اوسع من باب الاسماء. باب الصفات اوسع من باب الاسماء. اي ان كل اسم فله صفة ولكن ليس كل صفة تتضمن تتضمن أسماء فان قلت وهل هناك طوائف امنت بالاسماء وكفرت بالصفات؟ فاقول نعم وهم المعتزلة. مذهب المعتزلة انه هم يؤمنون بالاسماء ويكفرون بالصفات. فيقولون الله له الله العزيز اسما ولا عزة له الحكيم اسما ولا حكمة له. العليم اسما ولا علم له. القوي اسما ولا قوة له. فيثبتون الاسماء ولكن ينفون ينفون الصفات فنص اهل السنة على وجوب الايمان بهذه القاعدة واعتقاد مدلولها وهي ان كل اسم من اسماء الله فانه يتضمن صفة من صفات كماله قنعتم من نعوت جلاله وبهائه وجماله عز وجل. طيب القاعدة الحادية عشرة اسماء الله عز وجل لا يتحقق الايمان بها الا اذا امنا بها اسما وامنا بصفاتها وامنا وتعبدنا لله عز وجل بمقتضياتها فالواجب في الايمان في اسماء الله عز وجل ثلاثة اشياء ان نؤمن ان نطلقها اسما على الله عز وجل فنسمي الله عز وجل بها. ان نؤمن بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم ان نتعبد لله عز وجل بمقتضاها. واظرب لك مثالين. المثال الاول اسم الله الرقيب. هذا لا تحقق الايمان الكامل به الا بثلاثة اشياء. ان اؤمن بان من بانه من جملة اسماء الله. وان اؤمن بالصفة التي تضمنها هذا الاسم وهي صفة الرقابة المطلقة ثم بعد ذلك اتعبد لله عز وجل بمقتضى هذا الاسم وهي انه كلما دعتني الى شيئا الى شيء من المعاصي فانا اتذكر رقابة الله فتزجرني هذه الرقابة عن مواقعة هذه المعصية. فمن وقع في المعصية في حال الخلوة وهو يتذكر ان الله اسمه الرقيب. ومن صفاته الرقابة فهذا دليل على الخلل في الايمان بهذا الاسم. لو حقق مراتب الايمان بهذا الاسم لما معه هذا الامام في هذا لما اوقعته نفسه في هذه المعصية مع ان قلبه يحمل هذا الايمان مثال ثاني التواب لا يتحقق الايمان بهذا الاسم الا اذا امنت بانه من جملة اسماء الله فاطلقه على الله واؤمن بالصفة التي يتضمنها هذا الاسم. وهي صفة توبة الله على عباده. وهي من الصفات الفعلية فلا اكون في من ييأسون ولا يقنطون من روح الله عز وجل ورحمته لاني اعلم ان ربي تواب رحيم غفور كريم ودود وهكذا. الناس من اهل السنة والجماعة قد يتفقون في الايمان الاول وهو الايمان بانها اسم من متفقة من حيث الذات ومتباينة من حيث الصفات متفقة من حيث الذات ومتباينة من حيث الصفات فان هذه الاسماء المتعددة التي اطلقها الله عز وجل على نفسه كلها تتفق في انها تدل على ذات واحدة وهي ذات الله تبارك وتعالى اوليس كذلك؟ الجواب بلى فالرحيم هو الرحمن. والرحيم الرحمن هو القوي القدير. والرحيم الرحمن القوي القدير هو العليم الخبير الحكيم. فاذا جميع هذه الاسماء تتفق في ان كلا منها يدل على ذات واحدة فهي متفقة باعتبار دلالتها على ذات واحدة وهي هي ذات الله تبارك وتعالى ولكن اذا نظرت الى صفات هذه الاسماء وجدت ان كل اسم منها يدل على صفة غير اسم الصفة الاخر عفوا غير صفة الاسم الاخر فالعليم يدل على صفة العلم والجبار يدل على صفة الجبروت والعلم ليس هو الجبروت. اذا العليم والجبار متفقة باعتبار دلالتها على الباري ومختلفة باعتبار دلالتها على صفاتها اليس كذلك؟ الجواب بلى اسأل واجاوب. ومنها كذلك ها اقول اسأل واجاوب. لاني متأكد انكم فاهمين ان شاء الله. ومنها كذلك اسم الله عز وجل القوي واسمه الرحيم. هي متفقة باعتبار دلالتها على ذات واحدة وهي ذات الله تبارك ومختلفة باعتبار دلالتها على صفاتها فصفة القوي تدل على القوة والرحم تدل على الرحمة والرحمة ليست هي القوة. فان قلت ولماذا قرر اهل السنة هذه القاعدة؟ فاقول ردا على المعتزلة. ردا على المعتزلة، الذين يزعمون ان اسماء الله مترادفة وطائفة منهم تزعم ان اسماء الله متباينة فجاء اهل السنة بهذا التفصيل فقالوا مترادفة باعتبار دلالتها على واحدة ومتباينة باعتبار دلالتها على صفات متعددة. قاعدة جديدة كم رقمها عندكم؟ الثالثة عشرة القاعدة الثالثة عشرة الواجب في نصوص الصفات ثلاثة امور ان نؤمن بالصفة التي يتضمنها النص هذا اولا والثاني ان نعتقد انها لا تماثل شيئا من صفات المخلوقين الثالث قطع الطمع في التعرف على كيفية هذه الصفة. فاي نص من نصوص الصفات يمر عليك فلا يجوز لك ان تتعداه الا بعد ان تؤمن بهذه الامور الثلاثة فيه. كقول الله عز وجل الرحمن على العرش دواء فيجب علي في هذه في الاية ثلاث اشياء. اولا ان اؤمن بصفة الاستواء. الامر الثاني ان اعتقد انه استواء يليق بجلاله وعظمته لا يماثل استواء المخلوقين على كراسيهم ولا على ظهور الفلك والدواب الامر الثالث ان اقطع الطمع في التعرف على كيفية استواء الله عز وجل. انت من اهل السنة في هذه الاية مثال اخر قال الله عز وجل غضب الله عليهم لا اتجاوزها الا بعد ان اؤمن بثلاثة اشياء ان اؤمن بالصفة يدور حولها النص وهي صفة الغضب. الثاني ان اؤمن بانه غضب لا يماثل شيئا من غضب المخلوقين وان اتفق معه في الاثم. الامر الثالث ان اقطع الطمع في التعرف على كيفية هذا الغضب. ومثال ثالث في قول الله تبارك في قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا الحديث هذا من نصوص الصفات فيجب علي فيها ثلاثة امور. الامر الاول ان اؤمن بالصفة التي يدور حولها النص وهو صفة النزول. الامر ثاني الامر الثاني ان اعتقد انه نزول لائق بجلال الله وعظمته لا يماثله شيء من نزول المخلوقات الامر الثالث ان اقطع الطمع في التعرف على كيفية هذا هذا النزول وهذا هو الواجب علينا. القاعدة التي بعدها القول في الصفات فرع عن القول في الذات. القول في الصفات فرع عن القول في الذات. فالله له ذات وصفات فاي شيء تقوله في الذات فقله مباشرة في الصفات. سواء بسواء. فالباب واحد. ومن فرق بين القول في هذا وهذا فقد فرق بين متماثلين والمتقرر عند العلماء ان الشريعة لا تفرق بين متماثلين فاذا كنت تؤمن بان ذات الله موجودة فاذا يجب عليك ان تؤمن بان صفات الله موجودة. واذا كنت تؤمن بان ذات الله لا تماثل ذوات المخلوقين يجب عليك كذلك ان تؤمن بان صفات الله لا تماثل صفات المخلوقين. واذا كنت تؤمن بان ذات الله عز وجل على عرشه فكذلك يجب عليك ان تؤمن بان تلك الصفات ايضا ملازمة لذات الله تبارك وتعالى على العرش. وهكذا. وهكذا في جميع في جميع القول. فاي فاي قول نقطع به للذات فاننا نقطع به للصفات ومن عجائب الممثلة انهم يقولون ان ذات الله لا تماثل ذوات خلقه ولكن صفاته تماثل صفات خلقه وهذا تناقض اوجبه لهم اقحام عقولهم الضعيفة في درك ما وراء الغيب في دركي ما وراء الغيب قاعدة القول في الصفات كالقول في بعضها. القول في الصفات كالقول في بعضها كالقول في بعضها. فاي قول تقوله في صفة واحدة فالواجب عليك ان تجري هذا القول على سائر الصفات. وهذه من القواعد التي ترد على الاشاعرة لانهم يثبتون لله عز وجل سبع صفات فقط. له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر بقدرة تعلقت بممكن كذا آآ كذا ارادة انفعي واستبني او كما قال رحمه الله واما غيرها من الصفات فانهم يحرفونها. فالاشاعر يثبتون صفة الارادة لله على ما يليق بجلال عظمته ولكن ينفون صفة الرحمة. فتقول لهم ما الذي جعلكم تنفون صفة الرحمة؟ فسيقولون لك نحن نفيناها لاننا لو اثبتناها لاستلزم اثباتها مماثلة المخلوقين في رحمتهم. فقلت طيب وانتم تثبتون صفة الارادة والمخلوق له ارادة فيستلزم اثباتكم الارادة مماثلة الله عز وجل للمخلوقين في ارادتهم. فان قالوا لا نحن نثبت ارادة لائقة بالله عز وجل فقل كذلك ايضا اثبتوا رحمة لائقة بالله عز وجل واي شيء يكون جوابهم في دفاعهم عن صفة الارادة التي يثبتونها فهو جوابنا عليهم عن صفة الرحمة التي ينفونها. اي جواب لهم؟ دفاعا عن صفة الارادة التي يثبتونها وجوابنا عليهم عن صفة الرحمة التي ينفونها يقول ابن تيمية رحمه الله في التدميرية وهذا المفرق بين بعض الصفات وبعض يقال له كما يقوله هو لمخالفه فيما اثبته. يعني ان المعتزلة هل هم راضون عن الاشاعرة في اثبات السبع الصفات هل المعتزلة راضون عن الاشاعرة في اثبات سبع صفات؟ الجواب الجواب لا. طبعا المعتزلة سوف يريدون على الاشاعرة وشبه الاشاعرة سيتولون الرد على المعتزلة. رد الاشاعرة دفاعا عن صفاتهم السبع هو رد اهل السنة على الاشاعرة فيما نفوه من الصفات فيما نفوه من الصفات. والكلام واضح. ومنها ايضا من من القواعد من القواعد ان قيل لك هل ظواهر النصوص مراد او غير مراد هل ظواهر نصوص الصفات مراد او غير مراد؟ فقل ان كان المقصود بالظاهر ما يفهمه اهل السنة فهو مراد وان كان المقصود بالظاهر منها ما يفهمه اهل البدع فهو غير مراد. لان اغلى السنة لا يفهمون من ظواهر نصوص الصفات الا المعاني الكاملة اللائقة بالله تبارك وتعالى واما اهل البدع فلا يفهمون من ظواهر نصوص الصفات الا المعاني البدعية التي تتضمن تحريف الكلم عن مواضعه فاذا لا تقل ان ظاهر النصوص مراد مطلقا ولا تقل غير مراد مطلقا بل لا بد من التفصيل. ان كان المقصود بالظاهر هو ما يفهمه اهل السنة فهو مراد ولا شك. وان كان المقصود بالظاهر ما يفهمه اهل البدع فهو غير مراد. واضرب لكم مثالا واحدا قول الله عز وجل ويبقى وجه ربك. اهل السنة يفهمون منها ظاهرا واهل البدع يفهمون منها ظاهرا. اما اهل السنة ويفهمون من ظاهرها اثبات صفة الوجه اللائق بالله عز وجل. واما اهل البدع فيحرفون الوجه الى الذات. فيقولون ويبقى وجه ربك اي وتبقى ذات تربك؟ اذا هنا ظاهر سني وهنا ظاهر بدعي فالمقصود هو الظاهر على مقتضى فهم اهل السنة لا على مقتضى فهم اهل البدع ومثال اخر في قول الله عز وجل بل يداه مبسوطتان. اهل السنة يفهمون من ظاهرها اثبات صفة صفة اليدين الله عز وجل وهذا ظاهر مراد. واهل البدع يفهمون منها انها النعمة والقدرة وهذا ظاهر غير مراد. ولعل الكلام اتضح القاعدة الاخيرة في هذا الدرس. القاعدة الاخيرة في هذا الدرس او قبل الاخيرة ما اضافه الله عز وجل لنفسه ما اضافه كل هالقواعد بتنفعنا ان شاء الله في ما هو الصفات حتى نمر عليها مرور الكرام؟ آآ انواع الاظافة لله عز وجل. تقول القاعدة ما اظافه الله لنفسه ان كان عينا تقوم بذاتها فاضافة تشريف وتكريم وان كان اضافة شيء لا يقوم بذاته فهي اضافة صفة الى موصوفها قال الله تبارك وتعالى ويبقى وجه ربك. فهنا اضاف الوجه له والوجه عين متصلة بموصوفها لا يمكن ان ينفصل الوجه عن موصوفه. هل يمكن ان ينفصل الوجه عن موصوفه؟ الجواب لا. اذا هنا اضافة شيء لا ينفصل فهذا من باب اضافة الصفة الى موصوفها بل يداه مبسوطتان لما خلقت بيدي غضب الله كره الله ورحمتي وسعت كل شيء الرحمن على العرش استوى. فكل هذه اظافة اشياء لا تقوم بذاتها فهي من باب اضافة الصفة الى موصوفها. لكن انظر الى نوع الاضافة الثانية ولكن رسول الله فاضاف الرسول له هل هذا من باب اضافة الصفة الى موصوفها؟ الجواب لا بل هو من باب اضافة التشريف والتكريم لان الرسول منفصلة عن الله منفصلة عن الله قائمة بذاتها. وكذلك قول الله عز وجل وعباد الرحمن فاضاف الله له العباد والعباد اعيان منفصلة عن الله قائمة ذاتها فهي من باب اضافة التشريف والتكريم وكذلك وهذه ناقة الله هذه ناقة الله فاضاف الله عز وجل له الناقة والناقة عين منفصلة صلة عن الله قائمة بذاتها فهي من باب اضافة التشريف والتكريم. فان قلت ولماذا يقرر اهل السنة هذا التفريق في الاضافتين؟ فاقول ان اهل البدع يعتقدون ان كل شيء اضافه الله لنفسه فانما هو نوع واحد وهو من باب اضافة التشريف والتكريم فيقول حمار من حميرهم اكرمكم الله ان اظافة الوجه الى الله واظافة اليد الى الله لا تستلزم وصف الله عز وجل بذلك كما انه لا يستلزم اضافة الله وصف الله عز وجل بالناقة ووصف الله عز وجل بالبيت ووصف الله عز وجل بالرسول ولا بالعباد فيجعلون دون اضافة الوجه كاظافة البيت. ويجعلون اظافة اليد كاظافة الرسول والعباد. فاظطر اهل السنة فاظطر اهل السنة الى التمييز بين نوعي الاظافة حتى يتحققا الحق ويزهق الباطل. فهمتم هذا؟ طيب في قول الله عز وجل ورحمته وسعت كل شيء من اي انواع الاظافتين من باب اضافة الصفة الى موصوفها. في قول الله عز وجل ولتصنع على عيني من من اي الاظافتين من باب اظافة الصفة الى موصوفها. طيب في قول الله عز وجل ونفخنا فيه من روحنا من باب اضافة التشريف والتكريم لان الله يوصف بالنفس لا يوصف بالروح. فالمقصود بروحنا هنا هو جبريل في قول عامة المفسرين ونفخنا ما فيه من روحنا اي اي جبريل هو الذي تولى ذلك بامر الله تبارك وتعالى وجبريل عين قائمة منفصلة عن الله عز وجل كل الانفصال فهذا من باب اضافة التشريف والتكريم. قاعدة قاعدة انتهى الوقت؟ طيب خلاص والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. آآ آآ اجزم لكم اننا سننتهي من المتن ان شاء الله. اجزم لكم يعني جزم الموقن باذن الله تبارك وتعالى اننا سننتهي من المتن. وتلك الاطالات انما هي من باب الفوائد انما هي من باب الفوائد والاصول والتي سوف ترجع عليكم في دراستكم العقدية لهذا المتن ولغيره بالخير ان شاء الله بالخير باذن الله عز وجل والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد