بسم الله الرحمن الرحيم. احمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده سبحانه وتعالى على ما من به علينا. واكرمنا ورزقنا ومن كل ما سألناه اعطانا سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له عم فضله ونواله وتتابع خيره واحسانه واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام انبيائه وخاتم رسله وصفوتهم من خلقه. اللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اخوة الاسلام فمن فضل الله تعالى علينا ونحن جلوس في رحاب بيته الحرام ان يكرمنا فضل الانتظار بين الصلاة الى الصلاة. نذكره سبحانه وتعالى ونعدد فضله والاءه ونلهج بالتقرب اليه بما يكتب لنا سبحانه من وجوه الخير والطاعة والعبادة. الا فاعلموا رعاكم الله ان من اجل ما يتقرب به المسلم الى ربه مجلس علم يذكره بربه ويقربه من طاعته ويدنيه من رحمته وان كان هذا المجلس مجلسا يربط العبد بامام انبياء الله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم فانه شرف العلم ومنتهاه. مجالس السيرة النبوية والشمائل المحمدية. مجالس علم وايمان جالس سنة وهدى. مجالس خير يقود فيها المسلم نفسه الى مرضاة الله. ويجد لنفسه طريقا يختطه في اتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ومن تمام كرم الله عز وجل ونعمته علينا واحسانه الينا في مكان كهذا في ليلة كهذه ان نشتغل في هذا المجلس بعلم يقربنا اليه سبحانه وبمجلس نكثر فيه من الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. في هذه الليلة الشريفة المباركة. التي ندبنا فيها يا معشر المسلمين الى الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذه الليلة التي تتزين سماؤها بكثرة صلاتي وسلام المؤمنين على نبيهم صلى الله عليه وسلم. فتضيء سماؤها بهذه الصلوات ويعيش العبد عشر صلوات بكل صلاة تنزل عليه من ربه فتغشاه الرحمة ويعيش عيشة السعداء. الصلاة على النبي صلى الله الله عليه وسلم مغنم عظيم. ومربح واجر وعبادة فضيلة. يجنيها المسلم في كل وقت لكنها في ليلة جمعة ويوم الجمعة اكد كما ذكرت ذلك بعض النصوص ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي وقوله ايضا صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فان صلاتكم معروضة علي صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم ايمان ووفاء. يبذله المسلم المحب لرسوله عليه الصلاة والسلام. وهو في الوقت نفسه اغتراف للحسنات واستكثار من الخيرات فلن فلن يفلح عبد الا وقد وجد لنفسه حظا واسعا من الصلاة على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. وقف بنا الحديث في مجالس الشمائل المحمدية عند باب ما جاء في قراءة رسول الله لا صلى الله عليه وسلم. هذا الباب الذي تصفحنا احاديثه ورواياته عقب ما جاء في باب صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وباب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. اذا ما زال الحديث بنا ايها الكرام نقلب الصفحات في ابواب تعبد سيد العباد وامام الصالحين ورسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه. الذي فتح للامة باب التعبد لله سبحانه وتعالى وابان لنا الطريق. في هذه الابواب نحن نقف على وجوه العظمة في ذروة ما يعيشه العبد في حياته من العلو والسيادة والسعادة. العبادة لله الغاية والتي من اجلها خلقنا الله ونحن نتعبده بما شرع لنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فنحن اذا نتعلم كيف نعبد الله من خلال ما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولن يفوز عبد او يسبق غيره من الامة الا اذا كان سالكا هذا الطريق الذي شرعه وفتحه وسنه لنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. مر بنا في الباب بعض الاحاديث التي تتضمن سننا فيما يتعلق بقراءته عليه الصلاة والسلام للقرآن. وكان ذلك فيه بعض الاثار وقف بنا الحديث عند رواية ام هانئ لما قالت رضي الله عنها كنت اسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وانا على عريشي نكمل ما بقي في هذا الباب لنشرع في الباب الذي يليه بعون الله. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. عناوية ابن قرة قال سمعت عبدالله ابن المغفل يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح وهو يقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال فقرأ ورجع عن قال وقال معاوية بن قرة لولا ان يجتمع الناس علي لاخذت لكم في ذلك الصوت او قال اللحن نعم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة مطلع سورة الفتح التي نزلت عليه يوم الحديبية فان الله عز وجل انزل عليه قوله سبحانه انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما فيروي عبدالله بن مغفل رضي الله تعالى عنه لون القراءة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ سورة فتحي يقول معاوية بن قرة راوي الحديث قال سمعت عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح وهو يقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب بك وما تأخر يتلوها صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في السنة الثامنة للهجرة. وهي انما نزلت عليه يوم الحديبية سنة ست للهجرة. يقرأها يتأول وعد الله تعالى له بالفتح. فلما قرت عينه بفتح مكة يتلو الاية واثقا بوعد الله له الذي قبل سنتين فقرأ السورة مستشعرا فضل الله فرحا بنعمة الفتح فرحا بدخول قلعة هذا الدين الى حياض الدين. مكة بلد الله حرام فقرأ السورة يترنم بها عليه الصلاة والسلام يتأولها كما كان شأنه بابي وامه وصلوات الله وسلامه عليه السورة يمتثل فيها امر الله يقول عبدالله بن مغفل قال فقرأ ورجع رجع يعني قطع صوته بالقراءة وهو يمد ما فيها من حروف المد والمقصود بذلك ان الترجيع نوع من والتطريب وترجيع القراءة بمعنى مد الصوت وترديده. وهو ما يعلمه القراء والمؤذنون ومن من الله عز وجل عليه بحسن الصوت فان الصوت يعتريه عند تلحينه وتطريبه شيء من تقطيع الصوت اثناء مده ورفع الصوت به. هذا الذي يسمى وقد ثبت في صحيح البخاري ان معاوية بن قرة هونا الذي قال لولا ان يجتمع الناس علي لاخذت لكم في ذلك الصوت او قال نحن يقول رضي الله عنه لولا ان يجتمع الناس حولي لحكيت لكم كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يرجع صوته. ومعاوية سمع ذلك من عبدالله بن مغفل. والمعنى ان عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه لما حكى الحديث حاكى لهم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالترجيع. فمد صوته وقطع صوته فلما جاء عبد الله بن مغفل يروي الحديث قال لولا ان يجتمع الناس علي لاخذت لكم في ذلك الصوت يعني لحكيت لكم ما سمعت في عبد الله يحكي فيه قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في صحيح البخاري قيل لمعاوية كيف رجع يعني احكي لنا كيف كان فقال ثلاث مرات يمد صوته بالالف وليس المقصود هو بهذا النمط من القراءة الرتيبة. لكنه كما قلت ما يعرفه القراء والمؤذنون. اصحاب الاصوات الندية عندما يمد احد صوته وهو يلحنه ويطربه بالقرآن يأو بالاذان فان الصوت يعتريه شيء من تقطيع الصوت فهذا الذي يسمى ترجيعا وليس من شأني هذا ان تكتبه لفظا لكنه حكاه حكاية فاذا جئت تكتبه ليس لك الا ان تكتبه كما قال الرواة اه اه والمقصود تقطيع الصوت عند مده بحرف المد. وهذا الحديث فيه شيء يتصل بقراءة رسول الله عليه الصلاة سلام ولذلك حكاه الصحابة فنقله التابعون فرواه الائمة. لاحظ معي لاحظ معي هذا اللون الدقيق من تتبع السنن هذا اللون العجيب في التحري والرصد والنقل والرواية لكل شيء يتصل برسول الله عليه الصلاة والسلام. وجدوا قراءة فيها شيء من اللون غير المعتاد في قراءته. قال بعض الشرح الحديث انما حصل ترجيعه للصوت او تقطيع صوته بالقراءة ذلك انه كان يقرأ راكبا على ظهر ناقته فاذا كان يقرأ والناقة تتحرك فان البدن يهتز فينشأ عن ذلك تقطيع الصوت وايا كان فالمقصود هذا من الرصد الدقيق من عبدالله بن مغفل وهو يحكي يقول رأيت النبي عليه الصلاة والسلام على ناقته يوم الفتح وهو يقرأ كذا قال فقرأ ورجع ثم حكى صفة هذا الترجيع الذي هو تقطيع الصوت بالقراءة. هذا اللون الفريد من دقة الصحابة رضي الله عنهم. هو ما نقوله ايها الاخوة الكرام قاموا مرارا والله هي تمام الامانة في النقل والرواية والحفظ والرصد نقلوا لنا كل شيء عاشوه مع رسول عليه الصلاة والسلام. فاما الامانة فقد قاموا بها وكانوا اهلها واحق بها رضي الله عنهم اجمعين. فبقي علينا الواجب معشر الخلف اولئك السلف ان نكون اوفياء لهذه الامانة التي حفظوها ورووها ونقلوها رضي الله عنهم اجمعين. اي وفاء نتكلم عنه وفاء ذو وجوه متعددة. احدها ان نكون اوفياء في الحفاظ على ما حافظوا عليه. فننقله للاجيال اللاحقة من بعدنا لا ينقطع هذا الارث المحمدي المبارك الذي يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لا يتعلق به الا ايمان وعلم وسنة وخير وهدى. الوجه الثاني من وجوه الوفاء تجاه مثل هذا النقل العظيم. في الرواية الدقيقة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيما يتعلق بسائر انحاء حياته ان نكون اوفياء في ان نتنعم بما عاشوا رضي الله عنهم. نعم عاشوه باسماعهم وابصارهم وملئ حواسهم وقلوبهم. نعم. لكن نحن نعيش ذلك عيشة معنوية. نعيشها لا باسماع ترى الا باسماع تسمع صوت رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا بابصار تبصر شخصه عليه الصلاة والسلام لكن والله انها رواية بلغت فيها الدقة انك تسمع اصداء ذلك الصوت وتبصر ظل ذلك الشخص من ذلك النقل الدقيق في الرواية. فالوجه والان المتعين علينا في الوفاء ان نعيش بملء شعورنا مثل هذا النقل فتعيش ما عاشوا رضي الله عنهم وتستمتع بما استمتعوا فتملأ قلبك ايمانا كما ملأوا ثم تقفوا انت برجليك ويديك وكل جوارحك تكفوا السنن والهدي النبوي وتكون اكثر به تماما كما لو اكرمك الله فشرفت بصحبته وادركت يوما من العيش معه صلى الله عليه وسلم كيف ستكون لتأخذني على نفسك العهد الا تفوتك سنة وقفت عليها رأيتها بعينيك وسمعتها باذنيك لا ترضى ان تتنازل عن سنة شرفت برؤيتها ومعاينتها وان تسمعها وتراها بنفسك لا تتنازل عن تركها اما وقد فات ذلك ان تسمع باذنيك وترى بعينيك فان النقل الامين قد حضر الان بين يديك. فماذا انت فاعل والله من كان فينا يحمل هذا الوفاء لهذه السنن المحمدية لا يسعه الا ان يأخذ نفسه اخذا تجاه العزم والحزم السوق بسنن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وان يكون عنده من الحرص ما يجعله يقدر هذا النقل الدقيق فيكون حاضرا بوفائه استمساك والنقل والرواية والحفظ. نعم عن قتادة رضي الله عنه قال ما بعث الله نبيا الا حسن الوجه حسن الصوت. وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه حسن الصوت كان لا يرجع حديث قتادة مرسل لانه راوي تابعي ولم ينسب فيه الرواية الى صحابي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فالحديث ضعيف السند لهذا الوجه ولوجه اخر ان احد رواته في وهو حسام ابن مصك يقول فيه الحافظ ضعيف يكاد يترك فلا وجه للتعويل على الرواية وفيها ما يناقض حديث عبدالله بن مغفل السابق قبل قليل. لما قال وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن حسن الصوت. اما هذا فثابت بالروايات الصحيحة التي تغني عن مثل هذه الرواية التي لا تثبت سندا. واما قوله وكان لا يرجى جع فهو نفي لما اثبته حديث عبدالله ابن مغفل رضي الله عنه السابق قبل قليل فيما سمعت والله اعلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ربما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت حديث ابن عباس رضي الله عنهما يشبه في مضمونه ما تقدم سابقا من حديث عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن قراءة رسول الله عليه الصلاة والسلام. الحديث الذي مر بكم في مجلس ليلة الجمعة الماضية. سئلت اكان يسر بالقراءة ام يجهر فقالت رضي الله عنها كل ذلك كان قد كان يفعل كل ذلك قد كان يفعل. يعني قد كان ربما اسر وربما جهر. فهذه الرواية في حديث ابن عباس رضي الله عنه عنهما كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ربما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت. اذا قرأ في البيت يسمعه السامع داخل الحجرة ومعنى ذلك ان الصوت يبلغ من ارتفاعه ما يسمعه من يبتعد عنه او يفصل بينه وبينه جدار فليس بالصوت الشديد الارتفاع النشاز المزعج وليس بالصوت الخافت. هذا لون من الوان قراءته عليه الصلاة والسلام للقرآن اذا كان في البيت تقول عائشة كان ربما اسر وربما جهر. فالاصرار الا يسمع الا همسا لنفسه. والجهر ان يسمع ان يسمع القريب ومنه ان يسمع نفسه وربما على ذلك كما قال ابن عباس رضي الله عنهما هنا ربما كان يسمعه من في الحجرة وهو في البيت. تمام هذا الباب ايها الكرام فيما يتعلق بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوان من السنن الثابتة في هذا الباب. جاء معكم فيه قراءته عليه الصلاة والسلام المتأنية. المترسلة جاء فيها ايضا قراءته التي يقف بها مع رؤوس اية اية. جاء فيها ايضا قراءته عليه الصلاة والسلام بصوت مرتفع تارة ومنخفض تارة جاء فيه ايضا قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن على وجه الاستمتاع تأملا وتدبرا لما يقرأ من كتاب الله فيقرأ سورة البقرة في ركعة في القيام يقف عند كل اية فيها سؤال رحمة او اية فيها سؤال وقاية من العذاب كل ذلك كان يفعله عليه الصلاة والسلام. وجماع ذلك الباب كما ترى الان. من مجموع تلك السنن الثابتة في هذا الباب العظيم ان يعيش المؤمن ان يعيش المؤمن مع القرآن عيشة يستشعر فيها شرف هذا الكتاب العظيم وحلاوة وتما يتلو من كتاب الله الكريم. وبركة هذا القرآن العظيم. وان يروي قلبه قبل سمعه وفمه عندما يقرأ او يستمع لكتابه لا هذا باب عظيم واستقصاء هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مع القرآن لا يسعه مجلس. وقد حفظ في ذلك مجموع عظيم من الروايات وهو باب كبير العيش مع القرآن. صحبة القرآن التشرف ببركة القرآن ذاك باب عظيم سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهديه قولا وعملا. لكن حسبكم ما جاء في الباب انه حديث عما يتعلق الوان قراءته للقرآن واستمتاعه بالعيش مع القرآن بابي وامي هو صلوات الله وسلامه عليه نعم باب ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن الشخير عن ابيه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء هذا باب يصف الان عبادة اخرى من عبادات رسول الله صلى الله عليه وسلم. هي البكاء من خشية الله البكاء رقة القلب البكاء لون لطيف من المشاعر يعتري الفؤاد فينتفض عنه البدن فتدمع العين البكاء لون عاطفي بشري عاشه رسولنا صلى الله عليه وسلم بان الله بعثه بشرا رسولا. فكان يبكي عليه الصلاة والسلام كما كان يضحك كان يحزن كما كان يفرح هذا الباب يصف لك الوانا من بكائه عليه الصلاة والسلام. نعم بكى ومواقف البكاء في حياته مواقف عجيبة. تمر بك الروايات الان لتقف على لون عظيم. من عظمته صلى الله عليه وسلم في عبادته واخباته ورقة قلبه وفؤاده. بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. يقول ابن القيم رحمه الله واما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه كيف يعني يقول لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره ازيز وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم تارة رحمة للميت وتارة خوفا على امته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن. وهو بكاء اشتياق ومحبة واجلال. وصاحب للخوف والخشية ولما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه. وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا بك يا ابراهيم لمحزونون. وبكى لما شاهد احدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها الى قوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وبكى لما مات عثمان بن مظعون رظي الله عنه وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول رب الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك وبكى لما جلس على قبر احدى بناته وكان يبكي احيانا في صلاة الليل انتهى كلامه رحمه الله بكاء بكاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب نقف ايها الكرام على لون من عبادته لربه وهذا مقصد عظيم لكل معظم للسنة. ان يقف على مواقف الهدي المحمدي يتعلم منها في كل باب هذا الباب نقترب فيه اكثر من عواطفه صلى الله عليه وسلم ومشاعر قلبه وهكذا يفعل الحب باهله هذا الباب نتعلم كيف يصدر البكاء من اعظم القلوب رحمة وشفقة وانما صدر البكاء منه صلى الله عليه وسلم رحمة وشفقة. في هذا الباب نحاول ان نقتصد في كثير من الدموع التي ذرفت على ما لا يستحق ان تراق عليه. عندما نعرف ان بكاء جليلا فقدناه كثيرا في حياتنا هو البكاء من خشية الله في هذا الباب ايها الاخوة نكتشف ان للبكاء عظمة. كعظمة الفرح والنصر. فعجبا كيف تتحول اقسى لحظات الانكسار البشري الى مقام العظمة الذي تجلى في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب نهذب عواطفنا ومشاعر قلوبنا واحاسيس افئدتنا. نهذبها عندما نوطنها على الاقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقتفي السنن حتى في بكائنا. عندما نحزن في بكائنا عندما نرحم في بكائنا عندما نخاف في بكائنا عندما نخشى الله في بكائنا عند فراق الاحبة من اجل الا ننساق لعواطف واهواء بشرية متجردة هذا الباب الذي نقف فيه على الوان من بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن نقود فيه النفوس نحو باب اخر من الاتباع بعيدا عما يظنه الناس اتباعا صريحا للعبادات. نعم كما تعبد ربك وتتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم في وضوءك وفي صلاتك وفي طوافك وفي سعيك وفي حجك وصومك وعمرتك وفي كل العبادات الصريحة انت ايضا تتقرب الى الله وتتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في احاسيس القلب ومشاعر الفؤاد. حتى في الضحك والبكاء لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة. يا اخوة كل بكاء من خوف كل بكاء من خوف يعقبه حرقة في القلب وانهاك في البدن الا البكاء من خشية الله. فالعجيب انه يورث ارتياحا. يورث نعيما ولذة وسرورا. لاننا بشر كلنا يبكي لكن شتان بين من يبكي باغلى دمع وانفسه خشية من الله وبين من بذل دمع عينيه رخيصا لفوات حظ او فراق عشيق او هيام في حب نحن نتعلم في هذا الباب كيف تكون المشاعر البشرية والعواطف الانسانية مصبوغة بالتقرب الى الله عز وجل ان كون مجللة بالاكتساء بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا الباب جاء به الائمة العلماء. ونقل فيه الرواية ايضا السادات من الصحابة رضي الله عنهم كان القصد منهم ان وراء ذلك علما يجب ان يتعلم. وان وراء ذلك ايمانا يجب ان يغترف فمنه وان من وراء ذلك سننا يجب ان تتعلم ايها الكرام. هذا باب لست تقف فيه فقط على وصف عواطف رسول الله عليه الصلاة والسلام سلام. هذا هدف والهدف الاكبر ان تحمل نفسك. على الاقتداء والتأسي والاستنان بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الباب ما من كما تستن به في سائر وجوه العبادات. اول احاديث الباب يقول عبدالله بن الشخير رضي الله عنه اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء. المرجل العظيمة وازيز القدر فورانها عندما تجعل على النار وما في داخلها يطبخ وانت تتخيل من هذا الوصف اهتزاز اذا في القدر يحركه فوران وغليان الماء في داخله وما فيه من طهي الطعام فيهتز القدر فوق النار ويتحرك الغطاء فيحدث ذلك ابتزاز صوتا صوتا تسمعه من قرب وتشعر ان تحركا واضطرابا احدث هذا الصوت لم يكن بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته وقرائته ودعائه لم يكن صياحا ولا شهيقا ولا رفعا للصوت بالبكاء ولا مناداة ولا ندبا ولا لطما حاشا كان اعظم الامة خشية لربه صلى الله عليه وسلم. واصدقهم بكاء خوفا من الله ومع ذلك انما تبلغ البكاء به اذا ملأ صدره عليه الصلاة والسلام ان يهتز ويضطرب فيسمع لصوته ازيز كازيز من البكاء. الخوف من الله. قاعدة عظيمة من قواعد العبودية. واساس متين من اسسها الراسخة. لن عبد حق الله عز وجل الا اذا زرع في قلبه مقام الخوف من الله. كما يزرع في قلبه تماما مقام الحب. كما يزرع ايضا مقام الرجاء وهذا الثلاثي هو قاعدة العبودية العظيمة. حب وخوف ورجاء. وانت ترى ان ثلث العبودية في مقامها متكامل ان يكون خوفا من الله. خوف من الله ليس بالضرورة لانك كثير الذنوب والسيئات والمعاصي هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان اكثر الامة بكاء من خوف الله. وكان اصدقهم في بخشية الله بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام لتعلم انه ربما كان دافع البكاء خوفا من الله طمعا في رحمته او خوفا من جبروته ونقمته وسطوته جل في علاه مهما بلغ بك العمل الصالح في رفعة الدرجات الا انك لا تأمن مكر الله الا انك تهضم نفسك في جنب الله وتحقرها الا انك لا تزال تستظل بهذا الثلاثي من الحب والخوف والرجاء تصل الى بر الامان حين حين تعمر القلوب من خوف الله فانها تعيش في خشية تكسبها طمأنينة ورقة هذه الخشية تجعل للعين طريقها السالك نحو الدموع التي تذرف فتكون شاهدا لك عند الله عينان لا تمسهم النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله واحد السبعة الذين اظلهم الله في ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ان تعيش القلوب يا اخوة ان تعيش القلوب معمورة بخوف الله. خير لها والله من ان تعيش في غفلة فتستمر يتهاوى بها الشيطان من حفرة الى اخرى. ومن معصية الى اخرى هي اكبر من اختها. ما فارق خوف الله ما فارق خوف الله قلبا الا واذا فسد اظلم فاذا اظلم استسهل المعاصي واستثقل الطاعة وبعد عن الله عز وجل فلا تؤمن سوء الخاتمة عليه. عندما تحدث عن بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفا من الله فانك تتكلم عن مشاعر يعيشها الخائفون من الله دمعا في العين وانقباضا في الجوارح وخشوعا وقشعريرة في الابدان. انكفافا عن الحرام استباقا الى الخيرات. كل ذلك وقوده الصادق خوف يعمر القلوب من الله عز وجل. صدقني ليس العصاة والمذنبون والمسرفون على انفسهم ليسوا احوج جاء الى خوف من الله عز وجل من الصالحين والبررة والاتقياء. لكن العجيب انك تجد الصالحين اشد بكاء. تدري لم لانهم قد اوجدوا لانفسهم في قلوبهم مقاما لمعرفتهم بربهم. فعرفوا ان الخوف من الله يستحقه العبد لانه عبد ويجب ان يعيشه بمنطق العبودية الذي خلقه الله تعالى عليه. في هذا الباب انت تقف على لون عجيب من بكاء رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله لتقولن لنفسك ان كان هذا بكاؤه عليه الصلاة والسلام. يقرأ في صلاته ولصدره ازيس ولصدره ازيز كازيز البرجل فسل نفسك كم مرة بكيت في قراءتك في الصلاة؟ كم مرة كنت كم مرة تحرك قلبك من قراءة امام صليت خلفه اتظن انك لست باحوج الى البكاء من خشية الله الست باحوج من الصالحين والعباد والاولياء والله كلنا ادرى بنفسه وكلنا له من التقصير والبعد والافراط ما يستحق ان يلوم نفسه عليها. فان نعيش معنى الخوف من الله عز وجل. فاننا نعمر القلوب. صدقوني ليس الخوف من الله حزنا يظلل الحياة بسحابة قاتمة سوداء. كما يظنه بعض البعداء. كلا وربي الخوف من الله هو حزن لكنه يورث سعادة عجيبة في قلوب العباد ليس طريقا ليس طريقا الى الانعزال والحزن الذي يكبت على القلوب ابدا. لكنه خوف والله يظلل حياة صاحبه به بسعادة عجيبة فتهتز القلوب طرفا وهي تخاف من الله عز وجل. وتستشعر انسا وهي تخاف من الله. بل العجيب ان القلوب في قمة خوفها من طاء فانها تستشعر عظيم الامان الذي يفيضه الله تعالى عليها فمن خاف من الله امنه ومن امن من الله خاف من مكره يوم يلقاه. نحن نتحدث عن خوف هي عبادة عظيمة يجب ان تحياها القلوب. يجب ان تعيشها الابدان في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام الوان عجيبة. ها هو موقف الان وقد سمعته يبكي في قراءته صلى الله عليه وسلم ولجوفه ازيز عزيز المرجلي من البكاء. نعم عن ابن عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل قال اني احب ان اسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى بلغت وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال فرأيت عيني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم تهملان نعم في الحديث استحباب سماع قراءة القرآن من الغير لانه عليه الصلاة والسلام وقد انزل الله عليه القرآن وجعله مجموعة في قلبه فلما قال له لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه وقال سنقرئك فلا تنسى وقد جمع الله عز وجل له القرآن في صدره. ومع هذا فقد كان يحب ان يسمع القرآن. فلما جاءه ابن مسعود ذات يوم قال له اقرأ علي قال ابن مسعود رضي الله عنه متعجبا يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل يعني اين تبلغ قراءتي للقرآن عليك وعليك نزل ببلاغ امين الوحي جبريل عليه السلام. فقال اني احب ان اسمعه من غيري. فسن لنا سنة عجيبة في تعاملنا مع القرآن لو كنا حفاظا وقراءا فان السنة ها هنا تكمن في استماع القرآن من غيرك. لان استماع القرآن من الغير يفرغ القلب للسماع حينما ينشغل القارئ باشتغاله بالقراءة فينصرف الجهد شيء الى القراءة واستحضار الاية ومعنى الحفظ وما يتعلق وبين جزء ينصرف الى التركيز على فهم ما يسمع من كتاب الله. فقال اني احب ان اسمعه من غيري. فكما ان قراءة القرآن يا اخوة وعبادة فسماع القرآن ايضا عبادة. وقد قال الله تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. قال بعض اهل العلم ما اقرب رحمة الله تنالوها ولو باستماعكم للقرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. فقال اني احب ان اسمعه من غيري. قال ابن مسعود فقرأت سورة النساء. حتى بلغت فكيف اذا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. قال فرأيت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم تهملان يعني تذرفان الدمعان وابن مسعود عندما بلغ هذه الاية وهو يقرأ ما لفت انتباهه ان نبيه صلى الله عليه وسلم كان يعيش الايات التي يقرأها ابن مسعود اية اية وكلمة كلمة ومعنى معنى فلما بلغ هذه الاية بلغ به عليه الصلاة والسلام الخوف والخشية مبلغه العظيم فوجد نفسه غير قادر صلى الله عليه وسلم عن حبس نفسه على البكاء. فلما قرأ فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد؟ قال فرأيت عيناه لما بكى عليه الصلاة والسلام ولما هذه الاية التي فاض فيها دمعه بابي وامه وصلى الله عليه وسلم؟ لانه ادرك معنى قول الله وجئنا بك على هؤلاء ترى ابلغ به الموقف في تصور عظمة ذلك اليوم وهوله فبكى عليه الصلاة والسلام ام هو موقف الامم الذي له الركب وتشق له الاذان والانفاس والاسماع والابصار. فبكى ايظا خوفا ووجلا عليه الصلاة والسلام ام هو بكاء الخشية والشفقة والرحمة بامته صلى الله عليه وسلم لان الله وكله ان يكون شهيدا على الامة. وقد علمت انه ارحم الامة بالامة عليه الصلاة والسلام. فادركته الخشية والرحمة والشفقة في موقف كهذا فبكى عليه الصلاة والسلام. والمقصود ان ان ان بكاءه كان مصحوبا مع القرآن. بكاء محبة واشتياق. بكاء اجلال ومهابة. بكاء خوف وخشية. هذه نحن نحتاج يا اخوة ان نستصحبها مع القرآن قارئين كنا او سامعين. نحتاج ان نستصحب في قراءتنا للقرآن مشاعر تحرك القلوب مع الايات. فما ان ننتقل من اية الى اخرى ومن سورة الى اخرى. الا ونحن نعيش بين تلك المشاعر. نتدفق من خلالها في عيشنا مع لذيذ معاني القرآن. هذا النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة يقرأ القرآن قال ولصدره ازيز كازيز المرجل من البوك في خارج الصلاة يقرأ عليه الصحابي القرآن قال فالتفت فاذا عيناه تهملان عيشه صلى الله عليه وسلم مع القرآن عيش حياة كان يتدبر ويتأمل معاني القرآن ان كان يقرأ وان كان يستمع هذا باب نفتتحه مع القرآن لنشعر انه اذا اردنا ان ننجح في عمارة القلوب خوفا من الله فان اعظم بواباته التي نأتي اليها هو القرآن الكريم لانه اعظم ما يحرم القلوب مواعظ الذكر واجلها كلام ربنا سبحانه وتعالى عن عبد الله ابن عمرو قال انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد ان يسجد ثم سجد فلم فلم يكد ان يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد ان يسجد. ثم سجد فلم فلم يكد ان يرفع رأسه فجعل ينفق ويبكي ويقول ربي الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم ربي الم تعدني ان لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال ان الشمس والقمر ايتين من ايات الله ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا انكسف فافزعوا الى ذكر الله تعالى الحديث في قصة كسوف الشمس في في حياته صلى الله عليه وسلم وقد كسفت ذات مرة فقام فصلى باصحابه صلاة الكسوف على اوصاف تعددت انحاؤها في الرواية احدها الذي سمعتم قبل قليل. لكن القدر الذي فيه روايات صلاة الكسوف انها كانت صلاة طويلة عظيمة. لم يكد يعرف الصحابة مثلها في صلواته عليه الصلاة والسلام قط طولا في الركوع طولا في القيام طولا في السجود. طولا في الدعاء بل وصفوا من فزعه عليه الصلاة والسلام عند اتيانه لصلاة الكسوف ما لم يلحظوه قبل قال لما كسفت الشمس خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يجر رداءه يخشى ان تكون الساعة فقام مصلى بالناس في الاوصاف ايضا عظيم اهتمامه عليه الصلاة والسلام وجمعه للناس. والتجاءه الى ربه في الاحوال العصيبة. وعندما تضطرب الامور ويختل نظام الكون وعندما تقبل الكوارث فان الالتجاء الى الله هو الهدي النبوي الاكمل في هذه الاحوال. فكلما حلت الكوارث والقوارع والمصائب وكلما شقت الحياة على العباد لامور نزلت بهم فان الصلاة هي المفزع صلى عليه الصلاة والسلام صلاة الكسوف وكان فيها صلاة طويلة فلما اتم الصلاة ختمها بهذه الموعظة الوجيزة ان الشمس والقمر امر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا انكسفا فافزعوا الى ذكر الله. وذلك ان الشمس كسفت لما مات ابنه ابراهيم فتحدث بعض الناس بما كان عندهم من عقائد قبل الاسلام ان الشمس لا تنكسف الا لموت عظيم من العظماء. فلما وقع هذا مقترنا بموت ولده ابراهيم جعلوا ذلك مرتبطا بالحدث فنفى صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد وربطهم بما يجب الارتباط به فهو خشية الله ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله. لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. وفي بعض الرواية في الصحيح قال ولكنها ايات يرسلها الله يخوف بها من يشاء من عباده. فمقصود احد مقاصد حدوث هذه الايات من الكسوف والخسوف تخويف العباد. فينبغي ان يفزعوا الى الصلاة يحملهم الخوف. وينبغي ان ينقادوا الى المساجد ويجتمعوا للدعاء والذكر في ذلك كله الخوف من الله. لان الله ارسله يريد تخويف العباد يقول ها هنا وهو يصف صفة صلاة الكسوف وقد وقع فيه بكاء لرسول الله عليه الصلاة والسلام قال ثم رفع رأسه فلم يكد ان اسجدا ثم سجد فلم يكد ان يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي ويقول كان هذا دعاء منه في السجود عليه الصلاة والسلام وقوله جعل ينفخ ويبكي يعني هو البكاء الشديد الذي يخرج من الصدر بقدر من الاضطراب الذي تختلط معه الانفاس ويخرج بصعوبة وبشق الانفس هواء الصدر. هذا معنى ينفخ لان الصدر اذا احتبس مع البكاء ارتفع ضغط الهواء فيه فخرج متأججا. والنبي عليه الصلاة والسلام ساجد وقد سمعت انه انما خرج لصلاة الكسوف اول خروجه قبل ان يدخل في وقد اعتراه الفزع. يقول ابو موسى رضي الله عنه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا. يجر رداءه يخشى ان تكون الساعة فكان الفزع هو الذي يصحبه عليه الصلاة والسلام من قبل ان يدخل في الصلاة. فما ظنك بالخوف اين بلغ مبلغه في قلبه عليه الصلاة السلام بعد ان دخل في الصلاة بعد ان قرأ القرآن بعد ان مر بالايات وفيها المواعظ وفيها الزواجر وفيها الوعد وفيها الوعيد اين بلغ به عليه الصلاة والسلام هذا القدر العظيم من البكاء من خشية الله. بلغ به مبلغا عظيما فلما اتى السجود اذا هو ينفخ ويبكي وهو يناشد بربه ويناشد ربه ويتوسله. يتأول قول الله تعالى له في سورة الانفال. وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. هذان امانان من الله عز وجل للامة جعلهما امانا لها من العذاب طالما بقي هذان الامانان. قال الله وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ما كان الله لينزل بلاء عظيما يعم الامة جمعاء. والنبي عليه الصلاة والسلام حي بين اظهرهم. فكانت حياته عليه الصلاة والسلام امانا للامة. واما الامان الثاني فهو الاستغفار. قال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. ولهذا قال اهل العلم كان للامة بامانان ذهب احدهما وبقي الاخر ذهب رسول الله عليه الصلاة والسلام فما بقي للامة من العذاب العام والبلاء الذي قد يصيب الامة جمعاء الا هذا البوابة من الامان وهو الاستغفار. فاذا فرطت الامة فيه فقد رفعت عنها امان الله. والله المستعان اذا زهدت الامة او ابتعدت عن الاستغفار او قل حظها منه فانها تجازف بنفسها نحو ما لا قبل لها بطاقة العذاب والهلاك والله يقول وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون والنبي عليه الصلاة والسلام في دعوته هذه يتأول الاية وقد فهم ان الامان بوجهيه موجود في ذلك الموقف. يقول يا رب الم تعدني الا تعذبهم انا فيهم يعني وانا فيهم يا رب فهو يستنزل امان الله بهذا الدعاء. قال ربي الم تعدني الا تعذبهم وانا فيهم؟ ربي الم تعدني الا تعذبهم وهم هم يستغفرون ونحن نستغفرك كانه يقول يا رب قد بذلت لنا امانين وكلاهما قد فعلناه يا رب. انا فيهم ونحن نستغفرك وكأنه يقول يا رب نعوذ بك ان ينزل لبنا سخطك ونحن نتأمل بالامان الذي وعدت وهذا اللون من التوسل والدعاء والتضرع عجيب في معنى حياته عليه الصلاة والسلام في قربه من ربه وتوسله ومناجاته الاعجب من هذا كله ايها الكرام ان توسله وخوفه وشفقته عليه الصلاة والسلام لم تكن على نفسه انما كانت على امته قال ربي الم تعدني الا تعذبهم؟ ولم يقل الا تعذبنا بانه بامان من ان يعذبه ربه وقد اصطفاه واختاره واجتباه لكن العجب ان يحمله ذلك الخوف والقلق ان يبكي هذا البكاء العجيب وان يتوسل الى ربه شفقة على امته صلى الله عليه وسلم. بالله عليكم هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بلغ به توسله ومناجاته وتضرعه الى ربه من اجل الخوف على امته من اجل خوف علي وعليك. فنحن ماذا صنعنا لانفسنا خوفا على انفسنا نحن ما الذي بذلناه تجاه ربنا من تضرع وسؤال والحاح وانكسار ليس خوفا على غيرنا بل خوفا على ذواتنا ثم هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ملأ قلبه خوفا ورحمة وشفقة على امته صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الاخرة. اما في الدنيا في هذه المواقف يتذكر امته وهو يدفع عنها عذاب الله. واما في الاخرة فهو لا يزال ويسأل ربه الشفاعة لامته. وان يكونوا اكثر اهل الجنة وان يقودهم اليها. وان يسبقوا الامم قبلهم في الدخول اليها ومع ذلك كله فعجبا لمسلم عرف كل هذا الامر عن نبيه صلى الله عليه وسلم ثم لم يزل الى اليوم بعيدا عن سنته بعيدا عن محبته زاهدا في الاقتفاء بطريقته ومنهجه وسيرته. والله يا اخوة ما عرف مؤمن حق نبيه صلى الله عليه وسلم امتلأ قلبه حبا له. واذا امتلأ قلبه حبا له وجد نفسه منساقا الى التمسك التام بسنته. يعض عليها بالنواجذ خروج روحه من جوفه اهون عليه من ان يفارق سنة حبيبه عليه الصلاة والسلام. وحبه صلى الله عليه وسلم يظل وفي قلبه اشهى اليه من كل محبوب. من عرف حقيقة موقع رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعظيم حقه على امته عرف المقدار الذي يجب ان يجعله له في قلبه وهو القائل عليه الصلاة والسلام. لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولد ووالده والناس اجمعين صلى الله عليه واله وسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة له ابنة له تقضي فاحتضنها ضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه وصاحت ام ايمن فقال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبكين عند رسول الله فقالت الست اراك تبكي قال اني لست ابكي انما هي رحمة ان المؤمن ان المؤمن بكل خير على كل حال ان نفسه تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل هذا لون اخر من بكائه عليه الصلاة والسلام بكاء الرحمة بكاء الحزن والشفقة يقول ابن عباس رضي الله عنهما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة له تقضي. تقضي يعني تنازع خروج الروح. وتلفظ انفاسها الاخيرة والابنة المقصودة ها هنا في الحديث هي ابنة ابنته زينب ابنة ابنته زينب وبنت البنت بنت فاخذها وهي صغيرة. اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة له تقظي فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه وصاحت ام ايمن فقال صلى الله عليه وسلم اتبكين عند رسول الله؟ فقالت الست اراك تبكي صاحة ام ايمن يعني بلغ بها البكاء رفع الصوت فلم يشأ صلى الله عليه وسلم ان يكون الموقف مستحقا لمثل ذلك. فقال اتبكين عند رسول الله؟ فقالت الست اراك تبكي؟ يعني شهدت على ما بدر منها بما رأت منه عليه الصلاة والسلام. والعجيب ها هنا هو هذا اللون اللطيف من فقه الصحابة رضي الله عنهم. انهم في مواقفهم شيئا شيئا يقتدون فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام. قد يصيبون في ذلك وجه الاستدلال وقد لا يكون كذلك لكن الجواب البديهي الحاضر لما سألها اتبكين؟ قالت الست اراك تبكي؟ كأنها تقول انا افعل مثل ما تفعل يا رسول الله. وام ايمن مولاي عليه الصلاة والسلام وحاضنته وامرأة من اهل بيته. فكانت من اقرب الناس اليه وتعرف شأنه الصغير والكبير صلى الله عليه وسلم فلما ماتت هذه البنية الصغيرة صاحت ام ايمن. صاحت ربما شفقة وحزنا. وهذا المتبادل. وصاحت ايضا بالبكاء رحمة وهي ترى الصغيرة تنازع سكرات الموت. وللموت سكرات. من رآها وعاينها اشفق على اصحابها. وسأل الله السلامة منها فللموت سكرات فاشفقت على البنية الصغيرة ان تعيش مثل هذا. فبكت وارتفع صوتها وصاحت. كما يحصل من غالب النساء عادة في مواقفك هذه تغلبهن العاطفة فترتفع الاصوات لا عن رغبة واختيار لكنه طبيعة قلوب النساء التي يغلب عليها ضعف والتي تسيطر عليها العاطفة فاذا لم تلزم بلزام الشرع استرسلت فيما لا يوافق الشريعة احيانا. فلما قال النبي عليه الصلاة والسلام اتبكين عند رسول الله؟ قالت الست اراك تبكي؟ قال اني لست ابكي كيف لست ابكي وعيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام كيف يقول لها لست ابكي وهي تقولها هنا فماتت وهي بين يديه وقال اتبكين وهي تستشهد وتقول الست اراك تبكي؟ اذا رأت من عينيه فلما قال اني لست ابكي قصدا عليه الصلاة والسلام ليس البكاء الذي تظنين. لان البكاء الذي تظن بكاء الجزع بكاء التسخط بكاء الحزن الذي قد يفسره كثير منا بانه فراق الاحبة ووداع من نشفق عليهم ومن لا نتمنى فراقهم هذا البكاء نزعة فطرية. لكن التوجيه الشرعي ها هنا قال اني لست ابكي. انما هي رحمة رحمها عليه الصلاة والسلام لصغر سنها. رحمها لما رأى من سكرات الموت رحمها لانها تنازع وتجد من الم نزع الروح وخروجها من الجسد ما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم في مواضع من حديثه. قال انما هي رحمة فكان بكاؤه اذا في هذا الموقف رحمة انظر كيف ما قلت قبل قليل ان البكاء البكاء وهو في اضعف واقسى لحظات الانكسار في في مشاعر القلب عواطف الفؤاد يتحول الى مقام للعظمة في حياته عليه الصلاة والسلام. لما توظف الرحمة حتى في مواقف البكاء. توظف الرحمة للحرص على مصلحة من تحب توظف الرحمة لاظهار الحزن والشفقة على من يملأ قلبك حبه والشفقة عليه. قال انما هي رحمة ثم قال ان المؤمن بكل خير على كل حال ليس شيء يصيب المؤمن يخاف ان يكون سوءة عند ربه وعقابا يناله به. فقال ان المؤمن بكل خير على كل حال. ولو نزلت به المصائب. المؤمن بكل خير على كل حال. ولو مني بفقد الاحبة واولاد وزوجة واحباب. ان المؤمن بكل خير على كل حال. ولو فقد الصحة ولزم الفراش. ان المؤمن بكل خير على كل حال. ولو سلب المال وعاش الفقر وشظفت به انحاء العيش. ان المؤمن بكل خير على كل حال. هذا عنوان يجب ان يعيشه المسلمون في حياتهم. لان ما في قلوبهم من الايمان هي عوض عن كل ما فاتهم من الحياء. ما الذي سيفوتك عبد صحة بدن ام مال ام تجارة ام اقارب واحباب ام نعيم وسرور؟ ما الذي سيفوتك في الحياة ما البلوى التي ستنزل بساحتك؟ ما المصيبة التي ستحل بدارك وانت تذكر دائما ان المؤمن بكل خير على كل حال والله يا احبة نشفق في بعض المواضع عندما نرى بعض المصائب. اقول فمهما نزلت المصائب وحلت البلايا وتتابعت الكوارث فانه يبقى من وراء ذلك حكمة عظيمة وخير عميم. والله لو ابصر انسان ما امامه من مصائب ثم وجاء يوم القيامة فرع في تلك الصحائف والسجلات ما اعد الله مقابل هذا الابتلاء طالما صبر صاحبه واحتسب ورأى ما في من عظيم الاجر وتكفير السيئات ومضاعفة الحسنات لتمنى ان لو طال به البلاء وتمنى ان يزداد به ما اصابه. وقد يحزن احدنا ويقطع قلبه الالم والشفقة والحزن. اذا ابتلي باحد لمن يحب ويعز عليه يتقلب في فراش المرض. او يصارع الحياة. من اب حبيب او ام حنون او ولد عزيز او زوجة ونحو ذلك فاذا رآهم طالت بهم الامراض وتنوعت بهم الاسقام اشفق عليهم ويكاد قلبه يتقطع وهو لا يدري ان الله عز وجل يطوي عنهم حائف السيئات وهو لا يبصر كم يكتب الله عز وجل لهم بذلك من رفعة الحسنات والدرجات فلا تبلغن بك الشفقة شيئا تظن به انك ارحم بهم من ربهم الذي خلقهم. والله عز وجل قد جعل ذلك رحمة. ولهذا فينبغي ان يكون مستحضرا عندنا على الدوام ان المؤمن بكل خير على كل حال. وهذا شأنه عليه الصلاة والسلام حكى ذلك لام ايمن من اجل ان يطيب خاطرها ومن اجل الا تشعر في هذا الموقف وهي ترى ترى نفس ابنة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام تفيض والا تشعر بحزن واسى ثم يقول ان نفسه يعني المؤمن تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل. يظل المؤمن حامدا لربه شاكرا مثنيا على الائه حتى في اللحظة التي تخرج فيها روحه يحمد الله على ان سخره لمثل ذلك وابتلاه فكتب له رفعة وتكفير سيئة وزيادة حسنة. لا يزال في الباب اثران حديثان اخران نجعلهما في مجلس الليلة المقبلة ان شاء الله هذا اخ يسأل يقول في هذا الزمن المتأخر في هذا الزمن المتأخر مع تقدم العلم اصبح الكسوف معلوما بالوقت واصبح يستعد له وللصلاة ترقبا مثل الاعياد والتراويح فكيف يكون الخوف وازعا مع تقدم العلم به حتى سمي ظاهرة كونية سؤال جيد يخطئ كثير من الناس فهمه والتصرف حياله. نعم اليوم سبق العلم واصبح بمقدوره بما علم الله الانسان ليس خرقا لحجب الغيب. بما علم الله الانسان اصبح مقدورا على ترصد وترقب الحدث ان يكون في وقت معين وساعة معينة عينا حدوث كسوف او خسوف. بعض الناس يظن ان هذا يوشك ان يكون مانعا حتى نادى بعضهم بعدم اخبار الناس المسبق. لئلا يفقدوا هذا الشعور من الخوف وانا اقول كالتالي ايهما اعظم في قلب المؤمن الحي عندما يكون مفاجأة الحدث حاضرة فيفجأ قلبه حدوث الكسوف والخسوف نعم لعنصر المفاجأة وقعه وله ايضا هوله اذا هجم على النفس مباشرة. لكنا نفترض في قلب المؤمن الحي ان كان عنده علم قبل حادثة الكسوف بساعة او يوم فظلا عن ان يكون يومين او ثلاثة والله ان كان القلب حيا لكان ذلك اعظم على بعث الخوف في قلبه. فيظل الخوف يغلي في قلبه تلك الايام حتى تحين ساعة الخسوف. وهو يعلم ان اية من الايات توشك ان تقع بعد يوم او يومين. تماما كما لو الا لاحدكم سيقتل بعد ساعة؟ كم سيظل في خلال الساعة يصارع روحه وهو يشعر انه على موعد ترتجف له القلوب. فكيف اذا اخبر بقبل ايهما اشد اخافة للقلب ان يخبر بقتله وموته قبل ساعات وايام او ان يفاجأ به في حينه فيقال ستقتل في قتل لا شك ان القلب اذا عاش حياة حقيقية وعرف مسبقا حدوث مثل هذه الظواهر اذا تعامل معه وفق المنهج الشرعي. والا فثمة اناس ما سبق اليهم علم حدوث الكسوف فاذا عاشوها ايضا في حينها وسمعوا ممن حولهم ان كسوفا وقع والناس اتجهت الى المساجد سيبقى الشعور برود المشاعر لا علاقة له بصدق العلم او بتأخره انما له تعلق بموقع قلوبنا من مثل هذه الايات الكونية التي وجه الاسلام اليها فيجب ان نتعامل معها وفق ما اشار اليه عليه الصلاة والسلام وما عاشه قال فافزعوا الى ذكر الله والى دعاء الله واستغفاره وقال في الرواية الاخرى فادعوا وتصدقوا وصلوا حتى ينكشف ما بكم. فمثل هذه الظواهر نحن بامس الحاجة الى ان عيد فقهها وفهمها ولا ينبغي ان يتعارض هذا مع ما يعيشه الناس من علم مسبق وما علمهم الله تعالى اياه بل ينبغي ان يكون ذلك عونا على ان نعيش ايمانا اعظم وخوفا اتم رزقنا الله واياكم خشية القلوب وخوفه جل جلاله وهذه ليلة شريفة لا تنسوا فيها حظكم من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان تستكثروا فيها قدرا تفرحون به يوم تعرض الصحائف فتروا صلاة وسلاما عظيما اعفو لكم بكل صلاة عشر امثالها. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم واقتفى اثرهم باحسان الى يوم الدين اللهم ارض عنا معهم بعفوك وكرمك يا اكرم الاكرمين. اللهم في هذه الليلة الشريفة المباركة نسألك برحمتك الواسعة ان ترحم موتانا وان تشفي مرضانا وان تعافي مبتلانا. اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يرجع وامره كله نسألك اللهم باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تكفينا والمسلمين جميعا شر الاشرار وكيد الفجار وشر الليل والنهار. اللهم من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. اللهم عليك باعداء الملة الذين تواطؤوا على حرب دينك وعبادك المؤمنين. اللهم شتت شملهم ومزق كلمتهم واجعل بأسهم بينهم يا حي يا قيوم. اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم فاكفناهم بما شئت يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين