وكان القول في القدر قولا مشهورا في البصرة ولما سئل الامام احمد رحمه الله عن الرواية عن المبتدعة فقال لو لم نر عن المبتدعة ما روينا عن احد من اهل البصرة وهو انهم يكتنفونه ويحفون به وفق لهم عبد الله بن عمر خارجا لا داخله وقد ذكرنا جميع الروايات وقلنا ان اصحها انه كان خارجا من المسجد ولم تكن داخل ولم يكن جالسا بعضهم ينظر الى موطن النهي. فان كان النهي واقعا على شرط او ركن او واجب وابطل الطاعة. وان لم يقع على ذلك فلم يفسد ولم يبطل الطاعة. مثال ذلك رجل صلى كلما طار وانتشر عنه فاذا اول من قال في القدر على وجه الطعن والنفي هو سوسن على التحقيق وقال من قال معبد لانه هو الذي كان يحمل لواء هذا القول ونعوذ بالله من شرور اعمالنا يهدي الله فهو المهتد فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد ما زلنا في الحديث الاول من احاديث المسند الصحيح نتابع شرح الامام النووي وكلامه عليه ان شاء الله واما قوله اول من قال في القدر فمعناه اول من قال بنفي القدر فابتدع وخالف الصواب الذي عليه اهل الحق ويقال القدر والقدر بفتح الدال واسكانها لغتان مشهورتان وحكاهما ابن قتيبة عن الكسائي وقالهما غيره واعلم ان مذهب اهل الحق اثبات القدر ومعناه ان الله تبارك وتعالى قدر الاشياء في القدم. وعلم سبحانه انها ستقع في اوقات معلومة عنده سبحانه وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى. وانكرت القدرية هذا وزعمت انه سبحانه وتعالى لم يقدرها ولم يتقدم علمه سبحانه وتعالى بها. وانها مستأنفة العلم. اي انما يعلمها سبحانه بعد وقوعها وكذبوا على الله سبحانه وتعالى. وجل عن اقوالهم الباطلة علوا كبيرا. قلنا اول من قال في القدر العبارة دقيقة ففيها في القدر وليس بالقدر وكلنا نقول بالقدر ونعوذ بالله ان نقول في القدر الكلام في القدر على وجه الطعن والنفي والكلام بالقدر على وجه الاثبات وهذا الكلام اعني اول من قال في القدر هو كلام يعلى ابن يعمر او يحيى ابن يعمر ووقع له على حسب ما علم والا فقد اسند اللاكائي في السنة عن الاوزاعي رحمه الله قال اول من قال في القدر سوسن البصري ثم اخذه عنه معبد الجهني ثم اشتهر عن غيلان القدري الشامي فاول من قال في القدر على الحق والحقيقة هو سوسن وكان نصرانيا فاسلم ثم مكص على عقبيه وتنصر ومات نصرانيا والعياذ بالله واشتهر القول في القدر عن معبد الجهني ثم اخذه غيلان وطار به ذلك ان البصرة كانت تغلي بالقدر وفي هذا اشارة اسبقوا القول على مبحث يأتي بنوع فيه تفصيل ان القول في القدر لا يستلزم ان يكون كفرا على جميع الحالات. او لا يستلزم ان يكون القائل به كافرا في جميع من الحالات وهذا مبحث يأتي تأتي الاشارة اليه عند المصنف ان شاء الله هؤلاء الضلال المبتدعة وهم غير المعتزلة وغير القدرية المتأخرين هؤلاء مفاد قولهم ان الله عز وجل لا يعلم بالاشياء الا بعد الوقوع وهذا فيه طعن بعلم الله سبحانه. الذي وسع كل شيء والنصوص مستفيضة مشهورة في رده حتى ان المعتزلة والقدرية المتأخرين تبرأوا منه وتنصلوا منه كما سيأتي ان شاء الله تعالى هذه الفرقة قدرية لانكارهم القدر قال اصحاب المقالات من المتكلمين وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل ولم يبق احد من اهل القبلة عليه صارت القدرية في الازمان المتأخرة تعتقد اثبات القدر. ولكن يقولون الخير من الله والشر من غيره. تعالى الله قومهم وقد حكى ابو محمد ابن قتيبة في كتابه غريب الحديث وابو المعالي امام الحرمين في كتابه الارشاد في اصول الدين ان بعض القدرية قال لسنا بقدرية بل انتم القدرية لاعتقادكم اثبات القدر. قال ابن قتيبة والامام هذا تمويه من هؤلاء الجهلة ومباهتة وتواقع فان اهل الحق يفوضون امورهم الى الله سبحانه وتعالى ويضيفون القدر والافعال الى الله سبحانه وتعالى وهؤلاء الجهلة يضيفونه الى انفسهم. ومدعي الشيء لنفسه ومضيفه اليها اولى بان ينسب اليه ممن يعتقده لغيره وينفيه عن نفسه اذا هذا القول الشنيع قد اندثر ومات وزال ولم يبق احد حتى من المبتدعة المتأخرين يقول به وقد فصل القاضي عياض في شرحه على صحيح مسلم الفرق بين القدرية الذين كانوا يقولون بهذا القول وبين المعتزلة وقال قولا حسنا ومما قال وقد روى بعض اصحاب مالك من القرويين وغيرهم عنه في تفسير مذهب القدرية ان الله عز وجل لا يعلم افعال العباد الا بعد وقوعها وروى عنه ابن وهب انه احتج على القدرية بقوله صلى الله عليه وسلم الله اعلم بما كانوا عاملين وقد احتج البخاري وغيره بذلك وهذا كله يبين انه كان مذهبهم قديما والقدرية اليوم والمعتزلة تأبى هذا وتنكره من مذهبهم. ولا شك ان انه كان اصل مذهبهم كما ذكروا واخذوه من الفلاسفة. الذين بنوا اكثر مذهبهم على منازعاتهم في الالهيات ومأخذهم لم تقل به المعتزلة. اذ عرفت عظم ما عظم او عظم ما فيه. اذ كانت القدرية اولا غير المعتزلة. هذا هو الشاهد. اذ كانت القدرية اولا غير المعتزلة. وكان القدر هوى بذاته. والاعتزال هوى بذاته. وفي اصلين مفترقين ثم قالت المعتزلة بعد ذلك بالقدر. ورجعت اليه واطبقت طوابقها على اختلافها القول به مع الاعتزال الذي اصله عندها الاعتزال ان صاحب الكبيرة هو في منزلة بين منزلتين. ليس هو بمؤمن في دائرة الايمان وليس هو بكافر اهل السنة الذين يفسقونه ولا يخرجونه عن دائرة الايمان وخلافا للخوارج الذين يكفرونه. فاصبح شعار اعتزال في اعصار العصور المتأخرة القول بالمنزلة بين المنزلتين وقد توافقوا مع القدرية بقولهم ان الشر لا يخلقه الله عز وجل وانما يخلقه صاحبه ثم اخذوا مذهب الفلاسفة في نفي الصفة لنفي الصفات واطبقوا على نفيها فسموا هذا ايضا بالتوحيد ليزيلوا عنهم اسم البدعة والشرك والمجوسية التي وسمهم بها صاحب الشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وزعموا ان القدر المذموم وذلك وبالحقيقة فالقدرية التي وسمهم عليه الصلاة والسلام بما وسمهم وانهم مجوس هذه الامة هم معتزلة هذا الوقت وقدريته لانهم جعلوا افعال العباد بين فاعلين وان الخير من الله وشر من عبيده فادخلوا مع الله شركاء في قدرته وضاهوا المجوس والثانوية وهذا من من عطف الخاص على العام والثانوية هم المجوس في كفرهم والقدرية الاولى داخلون في هذه الرذيلة زائدون عليهم في تلك المشنوعة اذا القدرية استقر امرهم على القول بان الخير يفعله الله ويخلقه وان الشر يخلقه صاحبه الله تعالى اعلم قال المصنف القطري يقولون انتم اهل السنة اولى بان تسموا بالقدرية وهذا قول وبهت وكذب وقد فصل ذلك المصنف رحمه الله تعالى تفصيلا حسنا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرية مجوس هذه الامة نبههم بهم لتقسيمهم الخير والشر في حكم الارادة كما قسمت المجوس وصرفت الخير الى يزدان والشر الى اهرمل ولا خفاء باختصاص هذا الحديث بالقدرية هذا كلام الامام وابن قتيبة وحديث القدرية مجوس هذه الامة. رواه ابو حازم عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرجه ابو داوود في سننه والحاكم ابو عبد الله في المستدرك على الصحيحين. وقال صحيح على شرط الشيخين ان صح سماع ابي حازم من ابن عمر مما ينبغي ان يذكر هنا ان امام الحرمين ابا المعالي الجويني ما ينبغي ان يعتمد على احكامه في الاحاديث النبوية فهو يخبط بها خبط عشواء فينسب تارة احاديث لا اصل لها للصحيحين وينفي احاديث ثابتة بالنسبة الصحيحين ويضاعفها. فالحديث ليس من بضاعته ورحم الله الغزالي في المستصفى لما قال كم من عالم اماما في فن عاميا في فن اخر هكذا كان الجويني في علم الحديث. وقد استدل بحديث القدرية مجوس هذه الامة. وهذا الحديث ارجى طرقه واقواها واحسنها حديث ابن عمر وقد ثبت عن عبدالعزيز وقد ثبت عن عبدالعزيز بن ابي حازم وابو حازم هو سلمة ابن دينار المدني. فرواه عبدالعزيز ابن ابي حازم عن ابيه عن ابن عمر والراجح من اقوال العلماء ان هذا الاسناد منقطع. كما قال كما قال المنذر في مختصر سنن ابي داوود وقد قال عبدالعزيز ليحيى ابن صالح قال من زعم ان ابي اي سلمة ابن دين ابا حازم من زعم ان ابي سمع من غير سهل بن سعد فقد كذب فلم يثبت سماع لابي حازم السلام عليكم دينار عن احد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من سهل ابن سعد. وهذا الحديث كما عن ابي حازم عن ابن عمر. فهو منقطع. وقد اخذه بعض بعض السارقين المطعون بهم فرواه عن عبدالعزيز عن ابيه عن عبد العزيز ابن ابي حازم عن ابيه عن نافع عن ابن عمر وهذا طريق لا التفات له. اذ حديث ابن عمر طريقه هو عبد العزيز عن ابيه عن ابن عمر دون واسطة نافع ولا اريد ان افصل في الطرق. فالحديث خلاصة الكلام على الحديث ان الحديث وارد عن جمع من صحابة رسول صلى الله عليه وسلم منهم ابو هريرة وحذيفة ابن اليمان وجابر بن عبدالله وعائشة وساهل بن سعد وانس بن مالك الحديث وارد عن هؤلاء جميعا واسانيده عنهم جميعا ضعيفة. لا تخلو مما قال. وقد قال الامام الذهبي في الكبائر وروي من طرق كثيرة لا تسلم مما قال اوردها ابن ابي عاصم في كتابه السنة قال السيوطي في اللقارئ عن النسائي انه قال عن هذا الحديث هذا حديث باطل. وقد استدل بعض مشايخي على بطلان هذا الحديث بان ابن عمر لم يقله لمن ليحيى ابن لما ذكروا له القدرية. ولا يلزم من عدم اخراج مسلم له ان عمر لم يثبت عنه لان مسلما كما تعلمون انتقى. فلا يلزم انه لم يثبت عن ابن عمر. على اي حال الحديث حسنه السيوطي بمجموع هذه الطرق ومال الى تصحيحه الحافظ ابن حجر خاتمة محدثين طرق كثير كثيرة آآ يقبل التحسين فهو حسن لغيره ان شاء الله تعالى وفقه الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم شبه هؤلاء القدرية بالمجوس والمجوس عندهم الهان. اله خير واله القائل ان الشر يخلقه العبد هذا فقوله هذا شبيه بقول المجوس والله اعلم قال الخطابي انما جعلهم صلى الله عليه وسلم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم في قولهم بالاصلين النور والظلمة. يزعمون ان الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة. فصاروا ثانوية. وكذلك القدرية يضيفون الخير الى الله تعالى والشر الى غيره. والله سبحانه وتعالى خالق الخير والشر جميعا لا يكون شيء منهما الا بمشيئته. فهما مضافان اليه سبحانه وتعالى خلقا وايجادا. والى سائلين لهما من عباده فعلا واكتسابا والله اعلم قول الخطابي في شرحه في سنن ابي داود معالم السنن على حديث ابن عمر السابق مجوس هذه الامة ونحن وقد موضوع القدر بكلمة ذكرنا فيها قواعد اهل السنة بالقول بالقدر وقلنا ان الادب مع الله الا ننسب الشر اليه على حد ما ثبت في صحيح مسلم وليس الشر اليك وعلى حد قول ابراهيم عليه السلام واذا مرضت فهو يشفين فنسب المرض لنفسه والشفاء لربه سبحانه وقلنا في هذا اشارة في الفاتحة اشارة الى مثل هذا عند قولنا اهدنا الصراط المستقيم صراط صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالمغضوب كانت بصيغة المفعول والانعام وفيه خير وبركة فيه فيه ذكر للرب عز وجل انعمت وقلنا باستقراء القرآن ان الشر يضاف الى سببه تارة قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق فالشر اضيف الى سببه وتارة يكون تحت عموم قول الله عز وجل خالق كل شيء. وتارة يكون الشر مذكورا بصيغة الفعل المبني للمجهود لقوله سبحانه وتعالى في سورة الجن وانا لا ندري اشر اريده بمن في الارض اراد بهم ربهم رشدا الشر اضيف بصيغة المبني للمجهول. اما الرشد ام اراد بهم ربهم رشدا وهذا من الادب مع الله سبحانه وتعالى. فالشر لا يلحق ذاته سبحانه ولا اسماءه ولا صفاته. فهو منزه عن الشر والله عز وجل خالق كل شيء والله عز وجل هو الخالق لكل شيء واما العبد فلا يستلزم من تقدير الرب عز وجل لهذا الخلق لا يستلزم الا تكون له ارادة ولذا قال الخطابي آآ والله سبحانه خالق الخير والشر جميعا. لا يكون شيء منهما الا بمشيئته. وقلنا ان لله مشيئتان شرعية كونية ولا نريد ان نعيد فهما مضافان اليه سبحانه وتعالى خلقا وايجادا. والى الفاعلين لهما من عباده فعلا العبد يفعل ويكتسب والرب هو الخالق وقد نفى الخطابي في كلمة لاحقة تأتي الان خطأ اوقع القدرية والمعتزلة اوقعهم في السبب بنفي الشر. فقال وقد يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء القضاء والقدر اجبار الله سبحانه وتعالى العبد. وقهره على ما قدره هو قضاه وليس الامر كما يتوهمونه وانما معناه الاخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون من اكتساب العبد وصدورها عن تقدير منه وخلق لها خيرها وشرها. ولذا قلنا ان بعض من فصل في التوحيد من اهل السنة انه قال ان اللوح المحفوظ مكتوب بصيغة الخبر لا بصيغة الامر ان اللوح المحفوظ مكتوب بصيغة الخبر لا بصيغة الامر قال والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر. يقال قدرت الشيء قدرت الشيء وقدرته بالتخفيف بمعنى واحد. والقضاء في هذا معناه الخلق. فقوله تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين اي خلقهن قلت وقد تظاهرت الادلة القطعيات من الكتاب والسنة واجماع الصحابة واهل الحل والعقد من السلف والخلف على اثبات قدر الله سبحانه وتعالى وقد اكثر العلماء من التصنيف فيه. ومن احسن المصنفات فيه واكثرها فوائد كتاب الحافظ الفقيه ابي بكر البيهقي رضي الله عنه وقد قرر ائمتنا من المتكلمين ذلك احسن تقرير بدلائلهم القطعية والسمعية والعقلية. القطعية السمعية نعم بدلائلهم القطعية السمعية والعقلية والله اعلم كتب غير واحد من اهل السنة كتبا في القدر ومذهب اهل السنة والجماعة واضح بين دلت عليه كثير من النصوص ستأتي معنا ان شاء الله تعالى في شرحنا للصحيح فلا داعي لذكرها الان وممن افرز القدر بالتصنيف الحافظ البيهقي في كتابه القدر وكتابه ما زال مخطوطا ومنه نسخة خطية في مائة وعشر ورقات في مكتبتي علي باشا وهي ضمن المكتبة السليمانية بتركيا وتحت رقم الف واربعمائة وثمان وثمانين ومن الكتب المطبوعة في القدر وكتاب عبد الله بن وهب وقد طبع كتابان من كتب علمائنا الاقدميين في القدر وافرد القدر غير واحد من اهل العلم فوفق لنا عبدالله بن عمر وبضم الواو وكسر الفاء المشددة. قال صاحب التحرير معناه جوع وفقا لنا وهو من الموافقة التي هي كالاتحام. يقال اتانا لطيفات الهلال وميثاقه اي حين اهل لا قبله ولا بعده. وهي لفظة تدل على صدق الاجتماع والالتئام في مسند ابي يعلى الموصلي فوافق لنا بزيادة الف والموافقة المصادفة من هو صاحب التحرير؟ وما هو هذا الكتاب من هو صاحب التحرير؟ من هو الاسواني وابو عبد الله محمد بن اسماعيل الاصفهاني وصرح باسمه كاملا النووي وقرأنا كلامه في درس مضى وقال في كلامه عن الايمان قال ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل الاصفهاني في كتابه التحرير في شرح صحيح مسلم التحرير وكتاب من شروح صحيح مسلم صرح المصنف باسمه في مبحث سبق ولكن الظاهر انكم لتراجعون قوله فاكتنفته انا وصاحبي يعني صرنا في ناحيتيه ثم فسره فقال احدنا يمينه والاخر عن شماله. وكنف الطائل جناحاه. وفي هذا تنبيه على ادب الجماعة في مشيهم مع فاضلهم وقد ذكر بعضهم انه كان جالسا وقلنا ان خروجهم كان للحج وذكرنا هذا باسانيده والفاظه في المقارنة بين الفاظ مسلم وغيره كنتم تذكرون فوفق له اكتنفاه على جانبي قالوا في هذا ادب ان طلبة العلم هكذا يفعلون مع فاضلهم وعالمهم يجعلونه في وسطهم فهذا ادعى لان يسمع مع كل واحد منهما منه ولان يسألاه ويحققانه ويباحثانه ادعى الامر لذلك قوله فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي معناه يسكت ويفوضه الي لاقدامي وجرأتي وبسطة لساني وقد جاء عنه في رواية لاني كنت ابسط لسانا قوله ظهر ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتكفرون العلم هو بتقديم القاف على الفاء ومعناه يطلبونه ويتتبعونه هذا هو المشهور. وقيل معناه يجمعونه. ورواه بعض شيوخ المغاربة من ابن ماهان يتفكرون بتقديم الفاء وهو صحيح ايضا. معناه يبحثون عن غامضه ويستخرجون قلنا ايها الاخوة ان صحيح مسلم او المسند الصحيح لمسلم قد اشتهر باسناد عند المتأخرين من يذكر هذا الاسناد من يذكر الاسناد الذي اشتهر به المسند الصحيح عند المتأخرين من اهل العلم والذهبي وابن حجر ومن نحى نحوه واشتغل شغله تصنيف والتحقيق والتخريج من الذي رواه عن مسلم الصحيح الزيادات التي في الصحيح من اصحابها؟ ابو اسحاق بنيسابوري ابراهيم ابن اسحاق ورواه عن ابي اسحاق النيسابوري ابو احمد الجنودي ورواه عن احمد ابو احمد الجنودي عبدالغفار الفارسي ورواه عن عبدالغفار الفارسي الفراوي هذا هو الاستاذ المشهور ولكن في الحقيقة لمسلم اساليب عديدة ومن اشهر الاسانيد لمسلم رواية وقعت لعالم مغربي. وهو ابن ماهان ابو العلاء عبد الوهاب ابن عيسى ابن عبد الرحمن هذا له رواية خاصة به في صحيح او رواية خاصة للمسند الصحيح للامام مسلم رواها عن عالم اسمه ابو بكر الاشقر احمد ابن محمد ابن يحيى وابو بكر الاشقر رواها عن القلالسي والقنالسي رواها عن مسلم اغلب المغاربة وقع لهم صحيح مسلم بهذا الاسناد القلانسي عن مسلم وعن القلانسي ابو بكر الاشقر. وعن ابي بكر الاشقر ابو العلاء ابن ماهان ولذا ستأتينا سيأتينا في الدروس القادمة كثير من مثل هذه العبارات ارجو ان تكون واضحة يأتينا كثير من العبارات في رواية ابن ماهد في رواية الطلالسي في رواية الجنود قال ابو شحقة هذه الفاظ ستمر بنا دائما ودوما. ولذا ينبغي ان نحفظها وينبغي ان نعرفها وما ينبغي ان نقف عندها الا في الدروس الاولى ثم بعد ذلك نمضي كما نمضي على بعض الاشياء المفهومة ونقف ان شاء الله تعالى عند الاشياء التي ينبغي ان يوقف عندها. فاذا ابو ماهان هذا راوي اشتهر عنه صحيح مسلم رواه عن شيخ له اسمه ابو بكر الاشقر ثم ابو بكر الاشقر رواه عن القلالسي والقلالسي رواه عن باسناد المغاربة. هذا اسناد المغاربة. القاضي عياض المازري وغيرهم من المغاربة الذين رووا الصحيح فاذا من مهام قال يتفقرون قال يتفقرون. ولم يقل يتقصرون تقدم الفاء على القاف تقدم الفاء على القاف وجميع الاوجه محتملة. يتطفرون يتطفرون يتقعرون يتفقهون هذه الفاظ ورد الحديث بها جميعا وهي محتملة واصحها ما في الصحيح وهو يتطفرون العلم وروي في غير مسلم يتقفون بتقديم القاف وحذف الراء وهو صحيح ايضا ومعناه ايضا يتتبعون. قال القاضي عياض ورأيت بعضهم قال فيه يتقعرون بالعين وفسره بانهم يطلبون قعره اي غامضه وخفيه. ومنه تقعر في كلامه اذا جاء بالغريب منه. وفي رواية ابي يعلى الموصلي يتفقهون بزيادة الهاء وهو ظاهر. والروايات كالقراءات يوضح بعضها بعضا الشيء الغامض في رواية توضحه الرواية الاخرى ولذا كان اصل التخريج انه معين على فهم الحديث على مراد قائله صلى الله عليه وسلم. وكذلك الاثار. فتخريجها وجمع والفاظها تجد في شيء منها ما لا تجده في الاخر ولذا هذه الروايات تعينه على الفهم ويوضح بعضها بعضا. فالمراد من جملة هذه الاشياء انهم يتتبعون العلم ويبحثون عنه. وقد استغرب واستعجب التابعين كيف انهم يفعلون ذلك ومع فعلهم هذا يقولون قولا سيئا ظاهرا عواره وخطأه. فينفون علم الله سبحانه وتعالى فذكره بخيرهم ليس قاعدة لا يلزم من ذكر اهل الشر الا ان تذكر خيرهم. لكن وذكر هذا في معرض الاستغراب. وفي معرض اثارة حفيظة ابن عمر انني انقل لك كلاما اناس ظاهرهم الدين وظاهرهم الخير وتتبع العلم والبحث عن الغوابض وما شابه ولذا ما قولك وما رأيك في هؤلاء وذكر المحاسن والمفاسد العبرة فيها بالثمرة العبرة فيها بالثمرة. فاذا بنى على ذكر محاسن اهل البدع ترويج لبضاعتهم فسد فسد للعاقبة ونظرا للمآل ما ينبغي ان يفعل ذلك. والا الاصل ان يذكر هذا وذاك والله سبحانه وتعالى اعلم قوله وذكر من شأنهم هذا الكلام من كلام بعض الرواة الذين دون يحيى ابن يعمر. والظاهر انه من ابن بريدة الراوي عن يحيى ابن يعمر يعني وذكر ابن يعمر من حال هؤلاء ووصفهم بالفضيلة في العلم والاجتهاد في تحصيله والاعتناء به. ذكروا انهم العلم قال ابن بريدة وهو عبدالله قال ابن بريدة آآ وذكر من شأنهم ذكر يحيى ابن يعمر من شأن هؤلاء. يعني اطنب في ذكرهم وذكر خصالهم وتتبعهم وعبادتهم وتتبعهم لغوامض العلم قوله يزعمون ان لا قدر وان الامر انف. هو بضم الهمزة والنون اي مستأنف لم يسبق. به لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى. وانما يعلمه بعد وقوعه كما قدمنا حكايته عن مذهبهم الباطل وهذا القول قول غلاتهم. انف مستحدث. العرب تقول روضة انف اي لم ترعى ولهذا سمى السهيلي شرحه على سيرة ابن هشام الروض الانوف وكانه يقول ان هذا اول شرح مسهب تفصيلي لسيرة ابن هشام والعرب تقول كأس الانوف اي لم يشرب منه والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر لفظة انوف في الصحيح كما سيأتي معنا فقال وقد انزلت علي سورة انفة اي لاول مرة والقرآن الكريم ذكر انف في كثير من الايات ماذا قال انفا؟ كما في سورة محمد. اي قال قولا لم لم نسمع مثله من غيره. فقد اخترعه واستأنفه وهو جديد علينا. اي فاذا ان الامر الوف اي امر مستحدث. فكلامهم اي الامر مستحدث لم يسبق شيء في كون الانسان شقيا ام سعيدا لم يسبق قدر ولم يسبق خبر اه في كون الانسان شقيا ام سعيدا؟ وهذا قول باطل فاسد ترده احاديث كثيرة منها ما ياتي معنا عن عبد الله ابن عمرو اه مرفوعا رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل قدر الخلائق فكتب كل شيء عنده قبل ان يخلق الارض والسماوات بخمسين الف سنة نصوص كثيرة وكذلك حديث عبد الله بن مسعود. الذي فيه عندما ينفخ الروح في الجنين. ويرسل ملك فيؤمر باربع كلمات. فهذا الحديث يرد على القول بان الامر انف. اذ ان الامر قد فرغ منه وكذلك والنصوص تتابعت واشتهرت على بطلان وعلى نفي هذا القول ولذا قال المصنف النووي رحمه الله تعالى وهذا القول قول غلاتهم. وليس قول جميع القدرية. وكذب قائله وضل وافترى. عافانا الله وسائر قوله قال يعني ابن عمر رضي الله عنهما فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم برءاء مني والذي يحلف به عبدالله ابن عمر لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر هذا الذي قاله ابن عمر رضي الله عنهما ظاهر في تكفيره القدرية. قال القاضي عياض رحمه الله هذا في القدرية الاول الذين نفوا تقدم علم الله تعالى بالكائنات قال والقائل بهذا كافر بلا خلاف. وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الايمان تكفير من يقول من يقول بهذا القول عن احمد والشافعي ومالك رحم الله الجميع. اذ ان هؤلاء ينفون علم الله عز وجل وبل بل انهم ينعتون او يذكرون الجهل وعدم العلم في حق ربه عز وجل تنزه وتعالى عما يقول هؤلاء علوا كبيرا مظاهر تبري عبدالله بن عمر من هؤلاء انهم كفار. ولكن لا يستلزم من التبري الكفر وقد ذكر بعضهم ان قوله والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر وقبل ذلك قال فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم برءاء مني في هذا اشارة اذ ان الله عز وجل لا يقبل العمل الصالح لا يقبله من الكفار واستدل بعضهم على الكفر بقول الله سبحانه وتعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله الا انهم كفروا بالله ورسوله فاذا هم كفروا وكفرهم منعهم من قبول صدقاتهم ونفقاتهم ومن المعلوم ان شرط قبول الاعمال جميعا الايمان الله عز وجل لا يقبل من الكافر عملا وان كان الكافر على الراجح من قولي الاصوليين مخاطب للفروع الشريعة في قول الله عز وجل ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون فتوعدهم وذكر الويل لهم ثم قال انهم لا يزكون اذا هم مخاطبون بالزكاة الكفار على الراجح من قولي الاصوليين انهم مخاطبون بفروع الشريعة ولكن الله عز وجل لا يقبل عملا عملا الا ان كان صاحبه قد امن بالله ورسوله ولكن الحبوط والاحباط والبطلان اقسام البطلان الكلي هو في حق الكفار اما قد يقع بطلان واحباط العمل من قبل غير الكفار ثم يقع ما قبل العمل ومنهم ما يقع بعد العمل. ونسمع توجيه من قال بالتكفير من لم يقل بتكفير هؤلاء من كلام المصنف نعيد هذا الذي قاله ابن عمر رضي الله عنهما ظاهر في تكفير في تكفيره القدرية. قال القاضي عياض رحمه الله هذا في القدرية الاول الذين نفى تقدم علم الله تعالى بالكائنات. قال والقائل بهذا كافر بلا خلاف. وهؤلاء الذين ينكرون القدر هم في الحقيقة قال غيره ويجوز انه لم يرد بهذا الكلام التكفير المخرج من الملة. فيكون من قبيل النعم. هذا بعير اذ السياق لا يدل عليه. ان يكون من قبل تكفير نعم. لانهم كفروا بالنعمة لا ذكر للنعمة في السياق. هذا بعيد في الحقيقة. النووي رحمه الله تعالى اختصر كلاما القاضي ولذا اود ان اسمعكم كلام القاضي عياض بحروفه من شرحه. قال الامام اقرأ الان شرح القاضي عياض. واذكركم بمنهجه. وهذا امر لابد قلنا اسم شرح مسلم. اسم شرح القاضي عياض المسلم. في صحيح مسلم. اكمال المعلن اكمال المعلم. وقلنا المعلم شرح المازري على صحيح مسلم والمازري تم كتابه. والقاضي عياض ينكت عليه ويفصل اشياء ابهمها. ويزيد عليه ويتعقبه احيانا. ولذا لما يقول القاضي عياض في شرحه قال الامام يريد به المازني. ثم بعد ذلك يعلق على فيقول القاضي عياض قال الامام اي المازري في المعلم. قال المازري في المعلم. واما ما ذكر من ابن عمر منهم وقوله لا يقبل من احدهم ما انفق فلعله فيمن ذكرنا من الفلاسفة او على جهة التكفير القدرية على احد القولين في تكفيرهم عندنا ان كان اراد بهذا الكلام تكفير من ذكر قال القاضي من اللي قال الكلام لمن؟ للقاضي عياض. قال القاضي قول ابن عمر لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر يصحح ان تبر ابن عمر منهم لاعتقاده تكفيره. اذ لا يحبط الاعمال عند اهل السنة شيء سوى الكفر والقائل بذلك القول كافر بلا خلاف. وانما الخلاف في القدرية الان. المحن في كلمة ان مضت ان الفرق التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ليست كافرة بالجملة. وان تكفير على التعيين يحتاج الى قيود. وذكرناها وهي اربعة. وقلنا ان كلام المحققين من العلماء كشيخ الاسلام وغيرهما من العلماء ان هذه الفرق ليست كافرة. وان التهديد بالوعيد بالنار لا يستلزم منها الكفر اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها كلها في النار الا واحدة. فلا يستلزم من الاخبار ان مآلها النار انهم كفار قال وانما الخلاف في القدرية الان قال القاضي وقال الخطابي في تبري ابن عمر منهم دليل على ان الخلاف اذا وقع في اصول الدين وتعلق بالمعتقدات يوجب البراءة. بخلاف ما تعلق باصول الاحكام وفروعها. قول القاضي عياض اذ لا يحبق الاعمال عند اهل السنة شيء سوى الكفر؟ هذا الحصر ليس بحسد. هذا الحصر ليس بحسد اذ يقع احباط من غير كفر. يقع احباط من غير كفر. والاحباط الواقع من غير كفر في نصوص كثيرة قد يفعل الانسان فعل الذي يحبه الله ويرضاه. ثم يفعل الكبائر والمعاصي. فالكبائر والمعاصي اللاحقة تبطل الاعمال الصالحة السابقة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم. الظاهر من الاية اما الطاعة ان لم تقع وقعت معصية وما استمر عليها الانسان ان اعماله الصالحة مهددة بالبطلان. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن هذا فصدقة قد تقبل ولكن قد تبطل وتحبط فيما بعد من خلال المن والاذى وهكذا. وكذلك حديث المفلس. قبل الله منه اعماله ولكن يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال. ويكون قد ضرب هذا وشتم هذا واكل حق هذا فيأخذ هذا من حسناته الحديث. فاذا الانسان كما يقول ابن القيم في اعلام الموقعين. يقول رحمه الله تعالى الانسان قد يبدأ العمل برياء هذا العمل باطل من اساسه. قد يبدأ باخلاص ثم يدخله الرياء منه المقدار الذي اخلص فيه. وقد يدخل فيه باخلاص ثم يصيبه عجب بعد الفراغ منه فينقص من قدر من قدر هذا العمل. وقد يسقط العمل من قد يسقط العمل من الذمة ولا يرفع اجره ويحبط ثوابه. مثل من ذهب الى كاهن فلم يصدقه. فهذا يصلي. ولا ترفع له الصلاة. مثل من ام قوما وهم له فهذا سقطت الصلاة من ذمته. ولكن لا ترفع ولا يؤجر. فلا يستلزم من سقوط من سقوط العمل من الذمة الاجر والثواب. فهؤلاء الذين حلف عبدالله بن عمر ان الله لا يتقبل منهم. لا يلزم من هذا الحلف انهم نعم الاصل في قبول الاعمال الايمان. لكن قد يقع احباط للعمل وهذا الاحباط يكون جزئي لا كلي. وقد ظفرت بفتوى لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تكلم فيها عن هذا الموضوع بعينه. ومما قال رحمه الله بعد كلام قال اذا كانت السيئات لا تحبط جميع الحسنات المسلم ان عمل السيئات لا يحبط جميع حسناته. وهذا واضح. فالنبي صلى الله عليه وسلم امر بالصلاة على الغال وامر صلى الله عليه وسلم بالصلاة على قاتل نفسه. وقال فيمن شرب الخمر انه يحب الله ورسوله. وفي هذا رد على على المعتزلة الذين يكفرون بارتكاب الكبيرة. فقال اذا كانت السيئات تحبط جميع الحسنات فهل تحبط بقدرها؟ وهل يحبط بعض الحسنات بذنب دون الكفر قال شيخ الاسلام فيه قولان للمنتسبين الى اهل السنة. منهم من ينكره ومنهم من كما دلت عليه النصوص لقوله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى دل على ان هذه السيئة تبطل صدقة وضرب مثله بالمرائي وقال تعالى ان تحفظ اعمالكم وحديث صلاة العصر ففي ذلك نزاع وقال تعالى تبطلوا اعمالكم. قال الحسن البصري لا تبطلوا اعمالكم بالمعاصي والكبائر. فان فعلتم المعاصي والكبائر ابطلتم اعمالكم وعن عطاء بالشرك والنفاق. وعن ابن السائب بالرياء والسمعة. وعن مقاتل بالمن. وذلك ان قوما منوا باسلامهم فما ذكر عن الحسن يدل على ان المعاصي والكبائر تحبط الاعمال. فاذا الاحباط الكلي يكون بالكفر واما قد يقع احباط جزئي لبعض الطاعات ولبعض الاعمال بسبب الذنوب والكبائر والمعاصي والعياذ بالله تعالى جاء كفره بنفيهم شيئا ثبتت فيه نصوص صريحة واضحة جلية بينة. خلافة الذين ينفون الشر عن الله عز وجل. هؤلاء متأولون مخطئون مبتدعة مخالفون لما عليه السلف. والله سبحانه وتعالى اعلم. وهؤلاء الذين ينكرون القدر هم الفلاسفة في الحقيقة. قال غيره ويجوز انه لم يرد بهذا الكلام التكفير المخرج من الملة. فيكون من قبيل كفران النعم. الا ان قوله ما قبله الله منه ظاهر في التكفير. فان احباط الاعمال انما يكون كفر الا انه يجوز ان يقال في المسلم لا يقبل عمله لمعصيته. وان كان صحيحا. كما ان الصلاة في الدار مغصوبة صحيحة غير محوجة الى القضاء عند جماهير العلماء بل باجماع السلف. وهي غير مقبولة فلا ثواب فيها على المختار عند اصحابنا والله اعلم. نختم نصيب اليوم بهذه المسألة. ونفصل في اصلها حتى نستفيد ان شاء الله. فنقول والله المستعان. الصلاة في في الدار لم يقع اجماع على عدم بطلانها كما قال النووي والراجح اه من انقلاب الامام احمد انه يقول بالبطلان. وفي وفي المسألة اربعة اقوال اولاها ان الصلاة باطلة ويجب قضاؤها. وهذا هو المشهور عن الامام احمد. والثاني انها باطلة ولا يجب قضاؤها. وقال بهذا الرازي. وهذا قول بعيد. والثاني انها صحيحة لا ثواب عليها. وهذا قول جماهير الفقهاء وهذا الذي اختاره النووي في الشرح. والرابع انها صحيحة وعليها ثواب الفعل عليه وزره. وهذا اقيس. اقيس الاقوال ومسألة الصلاة بالدار المغصوبة مسألة مشهورة يكثر العلماء من ذكرها. حتى اصبحت مثلا على اصل الا وهو ومتى يقتضي النهي الفساد؟ كما ان صلاة الجنازة اصبحت مثلا على فرض الكفاية لو سألنا طلبة العلم فرض الكفاية لعل كثير منا لا يعرف مفروض الكفاية الا مثال صلاة الجنازة واصبحت صلاة الجنازة مثل. على فرض الكفاية وكذلك اصبحت الصلاة في الدار المغصوبة مثلا على النهي متى يقبض الفساد؟ وهذه مسألة مهمة تنبني عليها مئات المسائل. ان لم اقل اكثر. ولذا افردها بالتصنيف الحافظ في كتاب له مطبوع سماه تحقيق المراد في انه يقتضي الفساد وناقشه نقاشا طويلا شيخ الاسلام ابن تيمية. في الفتاوى في مسألة هل في في مبحث الاصول وحتى نفهم المسألة ونلم بطرف منها لابد لنا ان نقول ان النهي اسمان قسم نهي محض. لا يحتمل ولم يرد عليه ان امر من الاوامر في اي جهة من الجهات. كالزنا. وشرب الخمر. والشرب هذا امر بحت صرف لا يداخله اي اي امر لم يأت في الشريعة امر بهذه المفردات. وهنا ذلك نهي تزاحمه بعض المأمورات في جهة من الجهات فيجتمع في النهي امر من جهة اخرى. مثل الصلاة في الدار المغصوبة. الغصب حرام. والصلاة واجبة. تزاحم منع الصلاة في الدار المغصوبة وجوب اصل الصلاة العلم مختلفون في مثل هذه المسألة. فمنهم من ينظر الى الانفكاك وعدمه. فمن رأى ان النهي ينفك عن الفعل جوز الفعل. واثب القيد او الشرط او محل النهي. ومن رأى انه لا انفكاك. والنهي يراد لذاته فهذا امر باطل. كما قلنا في الشرك والزنا وشرب الخمر وما شابه. ووقع خلاف بين العلماء على اتفاقهم على هذا الاصل. في بعض الامثلة والصور هل هذا ممن يقبل ام لا؟ فلو ان رجلا مثلا نظر ان صوم يوم عيد. فماذا نقول له؟ رجل نظر ان يصوم يوم عيد هذا نذر امرا منهيا عنه. ولكن مأمور بالوجه. وهو اداء النذر. فبعضهم قال هذا فاسد وقف الكلية. اذا هناك بينما قال الحنفية مثلا قالوا لا عندنا امراض صيام وايقاع الصيام في وقت. فالصيام مشروع وايقاعه في الوقت ممنوع. فنقول لمن نذر ان يصوم يوم عيد يجب عليك ان تصوم اي يوم من الايام غير العيد بينما الاخرون قالوا هذا باطل. واختلف العلماء في النذر الباطل في من نذر حراما. هل يجب عليه اليمين ام لا؟ وليس الموطن موطن بحث المسألة. وانما التذكير والتمثيل على اصلها وذهب المازري الى ان النهي ان كان في حق الله فهو باطل. وان كان في حق العبد فهو ليس بباطل. يعني انا من انسان غشني. الشراء شرعي. اشتريت شيئا مقابل مال. ولكن هذا الشيء مغشوش هذا الشراء هل الغش غش الغش الموجود في هذه السلعة؟ يمنعني الشرع ان استفيد منه وتكون استفادتي منه غير شرعية لا. لان هذا النهي في حق من حق العبد فين الظهر العبد وتسامح واسقط حقه في هذا الغش وله ان يستفيد منه. على الوجه الذي يأذن به الشرع. اما البيع والشراء في وقت صلاة الجمعة فهذا في حق الرب ام في حق العبد؟ هذا في حق؟ العبد هذا في حق الرب وليس في حق العبد. ولذا استفادتي من السلعة التي اشتريها في وقت صلاة الجمعة حرام واستفادة البائع من المال الذي يرفضه في وقت صلاة الجمعة حرام. اذا اقسام. منه الذي ينبت ومنه الذي لا ينفك. وقع خلاف في الذي يقبل الذي لا يقبل الانفكاك وهذا لا ضابط له عند التحقيق. وقد ارتاح منه الحنفية قالوا بدل الانفكاك وعدمه عندنا شيء مشروع باصله دون وصفه وشيء ليس مشروعا لا باصله ولا وصفة فقالوا الشيء المشروع باصله دون وصفه ليس بباطل. وانما هو فاسد والشيء الذي ليس بمشروع لا باصله ولا بوصفه فهو باطل. بينما ذهب المازري اعترض وشوش عليه العلائي في كتابه تحقيق المراد بكلام كثير وانتصر اخيرا شيخ الاسلام للمازري والخلاصة ما قلنا انه ينظر. في النهي هل هو في حق العبد في حق الرب. فان كان النهي في حق الرب افاد البطلان. وان كان النهي في حق العبد لم يجد البطلان هذا الصواب في المسألة على الراجح من غير تفصيل. بناء على هذا الاصل نأتي الان للصلاة في الدار المغصوبة. هل هذا الغصب في حق الرب ام في حق العبد؟ في حق العبد ولذا الصلاة في دار المغصوبة صحيحة. وهذا هو قول جماهير العلماء. ولكن ذهب بعضهم الى انه لا ثواب عليها. فهو يريد ان يقول انه قد لا يقبل قد لا يكتب الله عز وجل الثواب. في افعال لا يستلزم منها الكفر. مثلا الذي يؤخذ تؤخذ منه الزكاة غصبا. لا يكتب له ثواب. ولكن لا يستلزم ان يكون العمل باطلا. او ان الذمة بقيت مشغولة في هذا او في هذا الواجب. او في هذه الطاعة. فالصلاة في الدار المغصوبة على قول جماهير الفقهاء صحيحة. ولكن ثوابها ليس كثواب اه من صلى في غير هذا الحال. وبعضهم ينظر وهذا مذهب الحنابلة واقول هذا استطرادا. واختم به ولا افصل بعمامة مسروقة. ورجل ستر عورته بثوب مسروق. فقال الحنابلة من صلى مسروقة. صلاته صحيحة. خلافا لمن صلى وستر عورته. بثوب مسروق. فهذا ستر عورته وستر العورة من شروط صحة الصلاة بشيء كأنه ما وجد فيفرقون. ولذا من ارتكب مخالفة ليست من شروط اركان العبادة فليست هذه المخالفة تبطل الصلاة. كمن يصلي مثلا وبيده خاتم ذهب صحيحة ولكن خاتم الذهب الذي يلبسه حرام. هذا هذه جملة الاقوال في المسألة. وذكر الشارح النووي الصلاة في الدار المنصوبة استطرادا حتى يبرهن على شيء يريد منه انهم ليسوا بكفار والله تعالى اعلم ونكمل الكلام في الدرس القادم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين